بسم الله الرحمن الرحيم وما كان ربك ...
بسم الله الرحمن الرحيم
وما كان ربك نسيا
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها المؤمنون، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فالتقوى خير زاد، وهي طريق السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
عباد الله، نقف اليوم مع قول الله تعالى: "وما كان ربك نسيا" [مريم: 64]. هذه الآية الكريمة جاءت في سياق حديث الملائكة عن رحمة الله بعباده، وطمأنة المؤمنين بأن الله سبحانه وتعالى لا ينسى عباده، ولا يغفل عن أحوالهم، وأنه قريب منهم، يعلم سرهم وجهرهم، ويعلم ما يصيبهم من هموم وأحزان وأفراح، فسبحانه لا ينسى، ولا يغفل، وهو العليم بكل شيء.
قال الشافعي-رحمه الله-: (آيةٌ من القرآن هي سهمٌ في قلب الظالم وبلسمٌ على قلب المظلوم قيل وما هي؟!، فقال قوله تعالى : "وما كان ربك نسيا").
يا أيها اليهود المعتدون، ومن ناصركم، لا تفرحوا، ففرحكم زائل، ومؤقت، فرحكم بقتلكم الأطفال والشيوخ والنساء، مآله الخزي والعار في الدنيا والآخرة، متاعكم قليل، قال تعالى: "ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ * ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ.[غافر: 75-76].
يا أيها الظالمون المعتدون، إن ربكم لمرصاد، ستلقون جزاءكم عاجلاً أو آجلا، لا تظنوا أن الله غافلا عما تعملونه، "وما كان ربك نسيا"، لا تستهينوا بدعوة المظلوم، ليس بينها وبين الله حجاب، ثبت في الحديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي -صلى الله عليه وسلم – بعث معاذا إلى اليمن وقال له : "اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب" رواه البخاري ومسلم .
يا أيها المظلومون، يا أهلنا في غزة العزة، لا تحزنوا، الله معكم، ولن يخذلكم، ولن ينسى تضحياتكم، وصبركم، وجهادكم، وآلامكم، "وما كان ربك نسيا".
عباد االله، إذا رأيتم تضحيات المجاهدين، وصبر المناضلين، وثبات المرابطين، فقولوا لكل هؤلاء: "وما كان ربك نسيا".
عباد الله، إذا رأيتم من يهتك الأعراض، وينتهك الحرمات، ويسفك الدماء، ويبعثر الأشلاء، ويُمثل الشهداء، فقولوا له: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا" وإذا رأيتم من يبثُّ الرعبَ في البلاد، وينشر الخوفَ في العباد؛ فتتساقط دموع الثَّكالى، وتتعالى صرخات الأيتام، وتتصاعد آهات الأرامل، ويعلو أنين الجرحى، ويزداد ألم المصابين، فقولوا لكل هؤلاء: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا".
أحصى كلَّ شيء في كتاب "وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا" [النبأ: 29]، وكذلك "وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا" [الجن: 28].
في يوم القيامة وبين يدي الله تعالى سيُفاجَأُ الخلق بهذه الأعمال مكتوبةً يقرؤونها، ومسطورةً يشهدونها، وبارزةً يُحسونها، فيُسقَط في أيديهم، وتعلو الحسرة وجوههم، ويقولون كما قال القرآن: "مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" [الكهف: 49].
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
قال الله حكاية عن موسى -عليه السلام- : (لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى)[طه: 52].
عباد الله، إنّ كُل ما ترفَعونه على جناحِ الدُعاء نحو السَماء لا يَضيع ولا يُنسى؛ فثقوا بتَدبير الله وحِكمته، واصبروا واطمَئنوا.
وختاما نقول للمجرمين: اعلموا أن أفعالكم المجرمة وإن محوتم آثارها، ونسي الناس ذكرها، قد أحصاها الله في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، والظلم ظلمات يوم القيامة، فعن جابر – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتقُوا الظُّلْمَ؛ فإن الظلم ظلُمات يوم القيامة ..." رواه مسلم
عباد الله، لنتذكر دائماً أن الله سبحانه لا ينسى عباده، وأن رحمته وسعت كل شيء، فمهما تكالبت عليهم هموم الحياة ومشاقها، فلنعلم يقيناً أن الله معهم، يسمعهم ويراهم، ويجيب دعاءهم.
نسأل الله أن يرزقنا الثقة به، واليقين في رحمته، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه. اللهم ارحمنا برحمتك، واجعلنا من الذاكرين لك، يا ذا الجلال والإكرام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وما كان ربك نسيا
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها المؤمنون، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فالتقوى خير زاد، وهي طريق السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
عباد الله، نقف اليوم مع قول الله تعالى: "وما كان ربك نسيا" [مريم: 64]. هذه الآية الكريمة جاءت في سياق حديث الملائكة عن رحمة الله بعباده، وطمأنة المؤمنين بأن الله سبحانه وتعالى لا ينسى عباده، ولا يغفل عن أحوالهم، وأنه قريب منهم، يعلم سرهم وجهرهم، ويعلم ما يصيبهم من هموم وأحزان وأفراح، فسبحانه لا ينسى، ولا يغفل، وهو العليم بكل شيء.
قال الشافعي-رحمه الله-: (آيةٌ من القرآن هي سهمٌ في قلب الظالم وبلسمٌ على قلب المظلوم قيل وما هي؟!، فقال قوله تعالى : "وما كان ربك نسيا").
يا أيها اليهود المعتدون، ومن ناصركم، لا تفرحوا، ففرحكم زائل، ومؤقت، فرحكم بقتلكم الأطفال والشيوخ والنساء، مآله الخزي والعار في الدنيا والآخرة، متاعكم قليل، قال تعالى: "ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ * ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ.[غافر: 75-76].
يا أيها الظالمون المعتدون، إن ربكم لمرصاد، ستلقون جزاءكم عاجلاً أو آجلا، لا تظنوا أن الله غافلا عما تعملونه، "وما كان ربك نسيا"، لا تستهينوا بدعوة المظلوم، ليس بينها وبين الله حجاب، ثبت في الحديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي -صلى الله عليه وسلم – بعث معاذا إلى اليمن وقال له : "اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب" رواه البخاري ومسلم .
يا أيها المظلومون، يا أهلنا في غزة العزة، لا تحزنوا، الله معكم، ولن يخذلكم، ولن ينسى تضحياتكم، وصبركم، وجهادكم، وآلامكم، "وما كان ربك نسيا".
عباد االله، إذا رأيتم تضحيات المجاهدين، وصبر المناضلين، وثبات المرابطين، فقولوا لكل هؤلاء: "وما كان ربك نسيا".
عباد الله، إذا رأيتم من يهتك الأعراض، وينتهك الحرمات، ويسفك الدماء، ويبعثر الأشلاء، ويُمثل الشهداء، فقولوا له: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا" وإذا رأيتم من يبثُّ الرعبَ في البلاد، وينشر الخوفَ في العباد؛ فتتساقط دموع الثَّكالى، وتتعالى صرخات الأيتام، وتتصاعد آهات الأرامل، ويعلو أنين الجرحى، ويزداد ألم المصابين، فقولوا لكل هؤلاء: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا".
أحصى كلَّ شيء في كتاب "وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا" [النبأ: 29]، وكذلك "وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا" [الجن: 28].
في يوم القيامة وبين يدي الله تعالى سيُفاجَأُ الخلق بهذه الأعمال مكتوبةً يقرؤونها، ومسطورةً يشهدونها، وبارزةً يُحسونها، فيُسقَط في أيديهم، وتعلو الحسرة وجوههم، ويقولون كما قال القرآن: "مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" [الكهف: 49].
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
قال الله حكاية عن موسى -عليه السلام- : (لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى)[طه: 52].
عباد الله، إنّ كُل ما ترفَعونه على جناحِ الدُعاء نحو السَماء لا يَضيع ولا يُنسى؛ فثقوا بتَدبير الله وحِكمته، واصبروا واطمَئنوا.
وختاما نقول للمجرمين: اعلموا أن أفعالكم المجرمة وإن محوتم آثارها، ونسي الناس ذكرها، قد أحصاها الله في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، والظلم ظلمات يوم القيامة، فعن جابر – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتقُوا الظُّلْمَ؛ فإن الظلم ظلُمات يوم القيامة ..." رواه مسلم
عباد الله، لنتذكر دائماً أن الله سبحانه لا ينسى عباده، وأن رحمته وسعت كل شيء، فمهما تكالبت عليهم هموم الحياة ومشاقها، فلنعلم يقيناً أن الله معهم، يسمعهم ويراهم، ويجيب دعاءهم.
نسأل الله أن يرزقنا الثقة به، واليقين في رحمته، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه. اللهم ارحمنا برحمتك، واجعلنا من الذاكرين لك، يا ذا الجلال والإكرام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.