• جهاد المرتدّين قبل الكفار الأصليين قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصدّيق وسائر الصحابة بدؤوا ...
• جهاد المرتدّين قبل الكفار الأصليين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصدّيق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فُتح من بلاد المسلمين وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدم على الربح" [مجموع الفتاوى].
هكذا إذن، حفظ رأس المال مقدم على الربح، فهل أبقى مرتدو اليوم من أمراء أشقياء ورؤساء خبثاء رأس مال أصلا؟ أم أنهم قد ضيعوا الدين وعاثوا في الأرض فسادا، وأهلكوا الحرث والنسل؟ وفقأ الله كل عين لا تراهم اليوم أولياء للكفرة أو تشك في ردتهم.
قال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم" [الدرر السنية].
فالأدلة طافحة في تكفير من ناصر الكفار على المسلمين ولو بشق كلمة، فكيف بمن فتح دوره لليهود والنصارى وقال هيت لكم، استحلوا الدماء واستبيحوا الأعراض وانهبوا الثروات!
روى ابن أبي حاتم، عن محمد بن سيرين، قال: قال عبد الله بن عتبة: "لِيَتَقِ أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا، وهو لا يشعر، قال: فظنناه يريد هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، إلى قوله: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}".
وقال ابن حزم الأندلسي: "صح أن قوله (تعالى): {وَمَن يَتَولّهُم مِّنكُمْ فإِنَّهُ مِنْهُم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين" [المحلى].
وقال الشيخ حمد بن علي بن عتيق رحمه الله: "وكذلك من تولى الترك، فهو تركي، ومن يتولى الأعاجم فهو عجمي، فلا فرق بين من تولى أهل الكتابين أو غيرهم من الكفار".
وكذا من تولى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران وغيرهم فهو منهم.
لقد بحت حناجر الصادقين من مشايخ ومجاهدين، وهم يصدعون بكفر حكام العرب قاطبة، ولكن قاتل الله التجهم وبلاعمته، الذين ضلوا في مسمى الإيمان والكفر، وقالوا الإيمان مجرد المعرفة، أو الاعتقاد، وأحسنهم حالا من زاد نطق الشهادتين، فنخروا جسد الأمة بشبهاتهم الموبوءة، فلا ضير من أن تستبدل بالشريعة الإلهية القوانين الوضعية، أو أن ترتدي صليبا، أو توالي كافرا، أو تأتي بمشرك على ظهر أباتشي أو (إف 16) إلى جزيرة العرب، أو تقبل بدين آخر غير الإسلام وتقيم له المحافل تحت مسمى حوار الأديان، والله (تعالى) يقول: {وَمن يَبتغِ غَيْرَ الإِسلامِ دِينًا فَلنْ يُقْبلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الْآخرةِ مِنَ الخَاسِرينَ}، أو تضخ أموال المسلمين في خزائن الصليب لتكافح الإسلام وأهله، لا ضير من كل ذلك طالما أن منبر الحرم بات مذياعا للكفر، محاربا لله ورسوله، ظهيرا لأمريكا وأذنابها، وهكذا أغلق باب الردة، وأوصد باب الولاء والبراء، وأقفل باب الجهاد، ولولا أن الله تعالى حافظ لكتابه العزيز، لطمست آيات وآيات.
خيل الصليبيين عاثت في الحمى
وعلا عروش الملك أرعن نابح
سلوا خناجر غدرهم وبدا لنا
من كل صوب صِلُّ غدر طافح
ولكن شاء الله تعالى أن تقوم دولة الإسلام من جديد، وتعود للدين هيبته، وإن سأل سائل كيف؟ فأقول له: بينك وبين الحق -بعد هداية الله تعالى- تحريك فأرة وضغطة زر، اختر أي متصفح شئت واكتب في خانة البحث "دولة العراق الإسلامية"، ثم ابدأ رحلة الشجون، رحلة الاستضعاف والخوف، رحلة الحاجة والفقر، رحلة الأسر والبتر، رحلة الجوع والعطش، رحلة الحر والقر، رحلة الصحراء والتشريد، رحلة الجهاد والاستشهاد!
ألم تك راية التوحيد قامت
من الأشلاء تختضل اختضالا
ألم تُسقَ بهبهب من وريد
أذل الكفر إذلالا وهالا؟
أما سالت من الثرثار روح
تحث على معاركنا الرجالا؟
أم أنك أيها السائل تظن أن زمان العزة هذا قد عاد دونما ثمن؟ بل بأثمان وأثمان! أو تظن أن الدولة الإسلامية التي بات العالم بأسره لا ينام ولا يصحو إلا على فعالها وأمجادها قد عادت دونما بذل وعطاء؟ أو تظن أن الحكم الطاغوتي قد كسر، وأشرقت الخلافة على منهاج النبوة دونما تمحيص وابتلاء؟
نعم لقد عادت دولة الإسلام رغم كيد كل كافر ومرتد ومنافق، عادت لأن الغلبة لهذا الدين، وإن رغمت أنوف الصليبيين وطواغيت العرب وأحبارهم.
وما إن عادت حتى وقف العالم أجمع على أنامله، فقالت أمريكا المتغطرسة كعادتها: أنا أكفيكموها! فأبرقت وأرعدت ظانة أن دولة الإسلام تنظيما هلاميا، أو حزبا شركيا، أو جماعة سلمية، ولكن سرعان ما عادت أدراجها ولسان حالها: لا قِبل لي بالخلافة وجندها، أين شركائي من العرب والعجم؟ فاجتمع الأحزاب من جديد، صليبيون ويهود وملاحدة ومرتدون ومائة سطر فوق "مرتدون"، فعنهم مدار مقالتي وحديثي.
• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ
مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصدّيق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فُتح من بلاد المسلمين وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدم على الربح" [مجموع الفتاوى].
هكذا إذن، حفظ رأس المال مقدم على الربح، فهل أبقى مرتدو اليوم من أمراء أشقياء ورؤساء خبثاء رأس مال أصلا؟ أم أنهم قد ضيعوا الدين وعاثوا في الأرض فسادا، وأهلكوا الحرث والنسل؟ وفقأ الله كل عين لا تراهم اليوم أولياء للكفرة أو تشك في ردتهم.
قال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم" [الدرر السنية].
فالأدلة طافحة في تكفير من ناصر الكفار على المسلمين ولو بشق كلمة، فكيف بمن فتح دوره لليهود والنصارى وقال هيت لكم، استحلوا الدماء واستبيحوا الأعراض وانهبوا الثروات!
روى ابن أبي حاتم، عن محمد بن سيرين، قال: قال عبد الله بن عتبة: "لِيَتَقِ أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا، وهو لا يشعر، قال: فظنناه يريد هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، إلى قوله: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}".
وقال ابن حزم الأندلسي: "صح أن قوله (تعالى): {وَمَن يَتَولّهُم مِّنكُمْ فإِنَّهُ مِنْهُم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين" [المحلى].
وقال الشيخ حمد بن علي بن عتيق رحمه الله: "وكذلك من تولى الترك، فهو تركي، ومن يتولى الأعاجم فهو عجمي، فلا فرق بين من تولى أهل الكتابين أو غيرهم من الكفار".
وكذا من تولى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران وغيرهم فهو منهم.
لقد بحت حناجر الصادقين من مشايخ ومجاهدين، وهم يصدعون بكفر حكام العرب قاطبة، ولكن قاتل الله التجهم وبلاعمته، الذين ضلوا في مسمى الإيمان والكفر، وقالوا الإيمان مجرد المعرفة، أو الاعتقاد، وأحسنهم حالا من زاد نطق الشهادتين، فنخروا جسد الأمة بشبهاتهم الموبوءة، فلا ضير من أن تستبدل بالشريعة الإلهية القوانين الوضعية، أو أن ترتدي صليبا، أو توالي كافرا، أو تأتي بمشرك على ظهر أباتشي أو (إف 16) إلى جزيرة العرب، أو تقبل بدين آخر غير الإسلام وتقيم له المحافل تحت مسمى حوار الأديان، والله (تعالى) يقول: {وَمن يَبتغِ غَيْرَ الإِسلامِ دِينًا فَلنْ يُقْبلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الْآخرةِ مِنَ الخَاسِرينَ}، أو تضخ أموال المسلمين في خزائن الصليب لتكافح الإسلام وأهله، لا ضير من كل ذلك طالما أن منبر الحرم بات مذياعا للكفر، محاربا لله ورسوله، ظهيرا لأمريكا وأذنابها، وهكذا أغلق باب الردة، وأوصد باب الولاء والبراء، وأقفل باب الجهاد، ولولا أن الله تعالى حافظ لكتابه العزيز، لطمست آيات وآيات.
خيل الصليبيين عاثت في الحمى
وعلا عروش الملك أرعن نابح
سلوا خناجر غدرهم وبدا لنا
من كل صوب صِلُّ غدر طافح
ولكن شاء الله تعالى أن تقوم دولة الإسلام من جديد، وتعود للدين هيبته، وإن سأل سائل كيف؟ فأقول له: بينك وبين الحق -بعد هداية الله تعالى- تحريك فأرة وضغطة زر، اختر أي متصفح شئت واكتب في خانة البحث "دولة العراق الإسلامية"، ثم ابدأ رحلة الشجون، رحلة الاستضعاف والخوف، رحلة الحاجة والفقر، رحلة الأسر والبتر، رحلة الجوع والعطش، رحلة الحر والقر، رحلة الصحراء والتشريد، رحلة الجهاد والاستشهاد!
ألم تك راية التوحيد قامت
من الأشلاء تختضل اختضالا
ألم تُسقَ بهبهب من وريد
أذل الكفر إذلالا وهالا؟
أما سالت من الثرثار روح
تحث على معاركنا الرجالا؟
أم أنك أيها السائل تظن أن زمان العزة هذا قد عاد دونما ثمن؟ بل بأثمان وأثمان! أو تظن أن الدولة الإسلامية التي بات العالم بأسره لا ينام ولا يصحو إلا على فعالها وأمجادها قد عادت دونما بذل وعطاء؟ أو تظن أن الحكم الطاغوتي قد كسر، وأشرقت الخلافة على منهاج النبوة دونما تمحيص وابتلاء؟
نعم لقد عادت دولة الإسلام رغم كيد كل كافر ومرتد ومنافق، عادت لأن الغلبة لهذا الدين، وإن رغمت أنوف الصليبيين وطواغيت العرب وأحبارهم.
وما إن عادت حتى وقف العالم أجمع على أنامله، فقالت أمريكا المتغطرسة كعادتها: أنا أكفيكموها! فأبرقت وأرعدت ظانة أن دولة الإسلام تنظيما هلاميا، أو حزبا شركيا، أو جماعة سلمية، ولكن سرعان ما عادت أدراجها ولسان حالها: لا قِبل لي بالخلافة وجندها، أين شركائي من العرب والعجم؟ فاجتمع الأحزاب من جديد، صليبيون ويهود وملاحدة ومرتدون ومائة سطر فوق "مرتدون"، فعنهم مدار مقالتي وحديثي.
• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ
مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة