حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة: فضائل القرآن 7 - باب قول الله تعالى: ﴿ وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا ...

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة:
فضائل القرآن

7 - باب قول الله تعالى: ﴿ وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا يَعلَمونَ الكِتابَ إِلّا أَمانِيَّ وَإِن هُم إِلّا يَظُنّونَ ﴾ الآية
وقوله: ﴿ مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوراةَ ثُمَّ لَم يَحمِلوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارًا ﴾ الآية. عن أبي الدرداء قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء". فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة. هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم ؟". رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه: ﴿ إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ﴾ إلى قوله: ﴿ سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ ﴾ قال: "ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها" رواه ابن حبان في صحيحه.

• فضائل القرآن للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب

مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام

• اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ ولذا احتلت قضية اجتناب الطاغوت مساحة كبيرة في الإسلام جعلتها حدّ الإيمان والكفر فصار الإيمان بالله تعالى والاستمساك بعروته الوثقى لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت لقوله تعالى: ﴿ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ﴾ قال ابن كثير: "قال مجاهد: يعني: الإيمان وقال السدي: الإسلام وقال سعيد بن جبير والضحاك: يعني: لا إله إلا الله وعن أنس بن مالك: القرآن وعن سالم بن أبي الجعد: هو الحب في الله والبغض في الله قال ابن كثير: "وكل هذه الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها" فتأمل مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام أين بلغ وماذا جمع.

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

• في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ أن تسود الأهواء، ومن هجر السّنّة لا بدّ له أن يتّبع البدعة، ولمّا كانت شريعة الله كاملةً تامّةً، وسنّة نبيّه بيضاء نقيّةً لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، فإنّ الله عزّ وجلّ ما فرّط في الكتاب من شيءٍ، وما ترك لبني آدم أمراً من أمور دينهم -مهما صغُر- ليسيروا عليه بأهوائهم، أو يبتدعوا فيه ما شاؤوا، فكيف بأمرٍ هو من أعظم الأمور، وهو الجماعة؟

فقد جعل الله عزّ وجلّ من نصب الإمام السّنّي وطاعته في المعروف أساساً لجمع المسلمين على كلمة الحقّ، وفي ظلّ غياب الإمام الجامع للأمّة، ظهر "الأمراء"وقوي شأنهم، حتّى صاروا في أذهان أتباع كلٍّ منهم يَحلّون محلّ الإمام العامّ للمسلمين رغم كثرتهم، فكلٌّ منهم يأخذ صفة الإمام داخل فصيله أو كتيبته أو تنظيمه، أو في المنطقة التي يسيطر عليها، فيأخذ لنفسه البيعة العامّة، رغم أنّهم يدّعون أنّ بيعاتهم بيعات قتال، فيُلزمون المبايعين بعدم الخروج من الفصيل أو التّنظيم إلا أن يروا من"الأمير - الإمام" الكفر البواح، حتّى لو وجد فصيلاً خيراً من فصيله، أو حتّى لو وُجد الإمام العامّ لجماعة المسلمين، وفي ظل تقمّص كلٍّ من أمراء الفصائل الموجودة في الشّام لدور الإمام العامّ، وفي ظلّ عدائهم وحربهم على الإمام الشّرعيّ الشّيخ أبي بكرٍ البغداديّ تقبله الله، لم يكن من الممكن لهذه الفصائل والتّنظيمات أن ترضى باتّباع الطّريقة الشّرعيّة في التوحّد والاجتماع رغم ادّعاءاتهم الدّائمة بحرصهم عليهما، ودعوتهم إليهما، وكان البديل أن تُبتدع طرقٌ جديدةٌ لجمع صفوفهم، وحشد طاقاتهم، وحلّ المشكلات النّاجمة عن تفرّقهم وتنازعهم، وكما هي الحالة في كلّ أهل البدع، فإنّهم لا يمكن أن يتّفقوا على بدعةٍ واحدةٍ، وإنّما يبتدع كلٌّ منهم بدعةً على هواه ثمّ يدعو النّاس أو يلجئهم إليها، ولا يمكن أن يتّبع بدعة غيره.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام