ملّة الكفر واحدة • يكفكف المتنازعون نزاعاتهم، ويتصالحون من خصوماتهم، ويوقفون معاركهم، ويتهيؤون ...
ملّة الكفر واحدة
• يكفكف المتنازعون نزاعاتهم، ويتصالحون من خصوماتهم، ويوقفون معاركهم، ويتهيؤون جميعا للدخول في حلف واحد يضم فرق الكفر والردة كلها، يكون هدفه الوحيد هو القضاء على الدولة الإسلامية.
فمن كان يتخيل أن تلتقي أمريكا وروسيا، بعد أكثر من نصف قرن من التهديد المتبادل بالإفناء في حرب نووية، لا تبقي ولا تذر، وحرب باردة استنزفت طاقتيهما، وعدة حروب بالوكالة عنهما قضت على إحداهما وكادت تقضي على الأخرى، ولكنهما اليوم تلتقيان، ضد الدولة الإسلامية؟!
ومن كان يتوقع أن تتوقف المعارك فجأة بين النظام النصيري وصحوات الردة في الشام، بعد خمسة أعوام من الحرب الطاحنة التي راح ضحيتها مئات الألوف من القتلى والمعاقين، وملايين المهجّرين والمشرّدين؟! ولكن حدث ذلك فعلا، وبات الطرفان قريبين جدا من الدخول في مفاوضات «الصلح» المُخزية، تحت ظل الرعاة الرسميين لهما: روسيا وأمريكا، وبالتالي لن يبقى لهم عدو في الساحة غير الدولة الإسلامية.
وفي خراسان، التي زعمت فيها حركة طالبان الوطنية مرارا أنها لن تفاوض الحكومة الأفغانية العميلة للصليبيين، أعلنت باكستان (راعية حركة طالبان الوطنية) أنها ستشرف على المفاوضات بينها وبين الحكومة الأفغانية، لإنهاء الحرب بينهما من جهة، وبين الطالبان والأمريكان من جهة أخرى، وبالتالي توجيه السلاح الذي بأيديهم إلى العدو المشترك لكل هؤلاء وهو الدولة الإسلامية.
وكذلك الأمر في الولايات الليبية، حيث أشرف الصليبيون على اتفاق بين مرتدي برلمان طرابلس، ومرتدي برلمان طبرق، سينتهي إلى حكومة وحدة وطنية تجمع الطرفين، وتكون النتيجة توحيد قواتهما في جيش واحد، يقوم بمقاتلة الدولة الإسلامية هناك تحت إشراف وتمويل التحالف الصليبي وبغطاء جوي منه.
إن المراقب لهذه الأحداث سيقف بفهمه المجرد عاجزا عن تحليل هذه التطورات، وعن فهم كيف تنقلب الخصومات إلى تحالفات، والأعداء المتشاكسون إلى رفقاء سلاح متعاونين، ولكن من ينظر إليها من منظار المنهج الرباني سيعلم -وبلا شك- أن الكفار أبناء ملّة واحدة مهما اختلفت مسمّياتهم وأشكالهم ودوافعهم وغاياتهم، وأن الذين كفروا بعضهم أولياء بعض، مهما تنافسوا في هذه الدنيا وتنازعوا عليها.
وبناء على هذه الحقائق وضعت الدولة الإسلامية منهجها في معاملة الكفار، والمستمدّ من المنهج النبوي الصافي الذي يؤمن أنّ (ملّة الكفر واحدة)، والذي من أهم أسسه قول ربنا جل وعلا (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)، وبالتالي فإن الرد على اجتماع المشركين وأوليائهم المرتدين لقتالها لن يكون إلا بقتالهم كلّهم، حتى تتحقق الغاية العظمى للجهاد (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)، فلا يكون القتال لأجل قطعة أرض، أو للنزاع على كرسي أو منصب أو ثروة، ولكن قتال المشركين حتى يؤمنوا بالله العزيز الحكيم، وقتال المرتدين تنفيذا لأمر الله فيهم بالقتل، أو يتوبوا من ردتهم قبل القدرة عليهم، والاستمرار في هذا القتال دون توقف حتى لا يبقى شرك في الأرض، ولتكون عبادة الناس وطاعتهم لله وحده لا شريك له في ذلك.
إن اجتماع الكفار لقتال الدولة الإسلامية لن يغير من قدَر الله شيئا، ولن يؤخر في وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، فماذا أغنت عنهم أحلافهم السابقة؟ والدولة الإسلامية بفضل الله تزداد قوة وانتشارا على الأرض وفي قلوب المسلمين يوما بعد يوم، وكلما ظنوا أنهم قدروا عليها، خيب الله ظنونهم، وأظهرها عليهم، وما دروس العراق والشام عنا ببعيد.
• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
ملّة الكفر واحدة
• يكفكف المتنازعون نزاعاتهم، ويتصالحون من خصوماتهم، ويوقفون معاركهم، ويتهيؤون جميعا للدخول في حلف واحد يضم فرق الكفر والردة كلها، يكون هدفه الوحيد هو القضاء على الدولة الإسلامية.
فمن كان يتخيل أن تلتقي أمريكا وروسيا، بعد أكثر من نصف قرن من التهديد المتبادل بالإفناء في حرب نووية، لا تبقي ولا تذر، وحرب باردة استنزفت طاقتيهما، وعدة حروب بالوكالة عنهما قضت على إحداهما وكادت تقضي على الأخرى، ولكنهما اليوم تلتقيان، ضد الدولة الإسلامية؟!
ومن كان يتوقع أن تتوقف المعارك فجأة بين النظام النصيري وصحوات الردة في الشام، بعد خمسة أعوام من الحرب الطاحنة التي راح ضحيتها مئات الألوف من القتلى والمعاقين، وملايين المهجّرين والمشرّدين؟! ولكن حدث ذلك فعلا، وبات الطرفان قريبين جدا من الدخول في مفاوضات «الصلح» المُخزية، تحت ظل الرعاة الرسميين لهما: روسيا وأمريكا، وبالتالي لن يبقى لهم عدو في الساحة غير الدولة الإسلامية.
وفي خراسان، التي زعمت فيها حركة طالبان الوطنية مرارا أنها لن تفاوض الحكومة الأفغانية العميلة للصليبيين، أعلنت باكستان (راعية حركة طالبان الوطنية) أنها ستشرف على المفاوضات بينها وبين الحكومة الأفغانية، لإنهاء الحرب بينهما من جهة، وبين الطالبان والأمريكان من جهة أخرى، وبالتالي توجيه السلاح الذي بأيديهم إلى العدو المشترك لكل هؤلاء وهو الدولة الإسلامية.
وكذلك الأمر في الولايات الليبية، حيث أشرف الصليبيون على اتفاق بين مرتدي برلمان طرابلس، ومرتدي برلمان طبرق، سينتهي إلى حكومة وحدة وطنية تجمع الطرفين، وتكون النتيجة توحيد قواتهما في جيش واحد، يقوم بمقاتلة الدولة الإسلامية هناك تحت إشراف وتمويل التحالف الصليبي وبغطاء جوي منه.
إن المراقب لهذه الأحداث سيقف بفهمه المجرد عاجزا عن تحليل هذه التطورات، وعن فهم كيف تنقلب الخصومات إلى تحالفات، والأعداء المتشاكسون إلى رفقاء سلاح متعاونين، ولكن من ينظر إليها من منظار المنهج الرباني سيعلم -وبلا شك- أن الكفار أبناء ملّة واحدة مهما اختلفت مسمّياتهم وأشكالهم ودوافعهم وغاياتهم، وأن الذين كفروا بعضهم أولياء بعض، مهما تنافسوا في هذه الدنيا وتنازعوا عليها.
وبناء على هذه الحقائق وضعت الدولة الإسلامية منهجها في معاملة الكفار، والمستمدّ من المنهج النبوي الصافي الذي يؤمن أنّ (ملّة الكفر واحدة)، والذي من أهم أسسه قول ربنا جل وعلا (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)، وبالتالي فإن الرد على اجتماع المشركين وأوليائهم المرتدين لقتالها لن يكون إلا بقتالهم كلّهم، حتى تتحقق الغاية العظمى للجهاد (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)، فلا يكون القتال لأجل قطعة أرض، أو للنزاع على كرسي أو منصب أو ثروة، ولكن قتال المشركين حتى يؤمنوا بالله العزيز الحكيم، وقتال المرتدين تنفيذا لأمر الله فيهم بالقتل، أو يتوبوا من ردتهم قبل القدرة عليهم، والاستمرار في هذا القتال دون توقف حتى لا يبقى شرك في الأرض، ولتكون عبادة الناس وطاعتهم لله وحده لا شريك له في ذلك.
إن اجتماع الكفار لقتال الدولة الإسلامية لن يغير من قدَر الله شيئا، ولن يؤخر في وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، فماذا أغنت عنهم أحلافهم السابقة؟ والدولة الإسلامية بفضل الله تزداد قوة وانتشارا على الأرض وفي قلوب المسلمين يوما بعد يوم، وكلما ظنوا أنهم قدروا عليها، خيب الله ظنونهم، وأظهرها عليهم، وما دروس العراق والشام عنا ببعيد.
• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
ملّة الكفر واحدة