تعوَّذوا بالله منهن - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك ...

تعوَّذوا بالله منهن

- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء [رواه البخاري]

• جهد البلاء:
جهد البلاء: قال ابن بطال: كل ما أصاب الإنسان من شدة المشقة والجهد مما لا طاقة له بحمله ولا يقدر على دفعه عن نفسه [فتح الباري]، وقال السيوطي: "هي الحالة التي يختار الموت عليها؛ أي لو خير بين الموت وبين تلك الحالة لأحب أن يموت، وقيل هو قلة المال وكثرة العيال." [حاشية السندي]

• دَرَك الشّقاء:
أي أن يدرك الشقاء العبد، وهذا الشقاء قد يكون في أمور الآخرة: كالانغماس في المحرمات وسوء الخاتمة ودخول النار والعياذ بالله، وقد يكون في أمور الدنيا، كحصول الضرر في النفس والأهل والمال وغيرها.

• سُوء القضاء:
أي ما يسوء العبد من الابتلاءات التي قضاها الله عليه، ولا يعني هذا ذم ما قضاه الله تعالى، فلا يقضي الله إلا بخير قال الكرماني: "هو بمعنى المقضي؛ إذ حكم الله من حيث هو حكمه كله حسن لا سوء فيه". [الكواكب الدراري]

• شماتة الأعداء:
شماتة الأعداء: قال النووي: "هي فرح العدو ببلية تنزل بعدوه" [شرح مسلم]، وقد أمر رسول الله ﷺ بالاستعاذة من الشماتة لشدتها على النفس، وذكر الله تعالى قول هارون لأخيه موسى عليهما السلام: {قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ..} [الأعراف]

• قال القرطبي: "وإنما دعا النبي ﷺ بهذه الدعوات، وتعوذ بهذه التعوذات إظهارا للعبودية، وبيانا للمشروعية؛ ليقتدى بدعواته ويتعوذ بتعويذاته، والله أعلم". [المفهم].

إنفوغرافيك النبأ ذو الحجة 1444 هـ