رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله • من مؤسسي الجهاد في بلاد ...
رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله
• من مؤسسي الجهاد في بلاد الرافدين والسابقين الأولين من المهاجرين إليها، ومن الرافعين لراية التوحيد، الراغبين إلى الله، إن رأيته حتما أحببته، ولو غاب عنك قليلا فقدته، جميل الظاهر والباطن، صافي القسمات والقلب، هادئ السمت كثير الصمت عركته الدنيا فعركها، شهم مقدام، جريء جواد كريم، سباق إلى الله في الخيرات، التواضع صفته، وحب الإخوة والحرص عليهم شعاره، وعن الشجاعة لا تسل فلها انتسب وهي إليه انتسبت، وبها تخلّق وله لانت وانصاعت، وامتطى صهوتها، فكان صاحب السبق فيها.
هو مصطفى رمضان، وكنيته أبو محمد اللبناني، رزقه الله خمسة من الأبناء، لبناني المولد والنشأة، من سكان (مجدل عنجر)، تعود أصوله لمدينة ديار بكر التركية، وأمه من حلب.
صاحب طاعة، وحافظ لكتاب الله، يكثر من ترتيله بصوت غض طري له حلاوة، عاش حياته زاهدا قنوعا، شديد التمسك بالسنة.
ترسخ في قلبه انتماؤه لدينه وعقيدته ولم تستمله ملذات العيش والشهوات، فلبّى داعي الجهاد في أرض خراسان فنفر إليها وشارك في فتح جلال آباد، ثم آثر العودة إلى دياره والعمل فيها قدر المستطاع بعدما ساد الضلالُ الفصائلَ هناك، ثم ضاقت به رحابة دياره فخرج منها، لكن رجلا كأبي محمد اللبناني هيهات له أن يلتفت بوجهه عن أمر دينه وجهاد أعدائه، فبقي فيها ثابتا واضحا، حيث التزم الهدي الظاهر في ثيابه وهيأته، فأعفى لحيته، وحافظ على نقاب زوجته، وتمسك بالحق، وسخّر كل وقته لخدمة الإسلام والمسلمين، فنشط في مجال الدعوة والتحريض على قتال الكفار أينما وُجِدوا، فأمسى الجهاد شغله الشاغل وخبره العاجل، ثم ما لبث أن عاد إلى لبنان، ليشكل مع أبي عائشة اللبناني جماعة جهادية، فتم اعتقاله لثمانية أشهر بتهمة تمويل الإرهاب، فخرج بعد ذلك معافى في نفسه ودينه، لم يبدل ولم يغير، ثم عاد ليؤسس خلية جهادية أخرى في مجد العنجر.
بعد الغزو الصليبي للعراق شدّ أبو محمد اللبناني الرحال، وفارق الأهل والصحب والعيال، وهاجر منطلقا إلى سوح النزال، فحاول أول الأمر الوقوف على حقيقة ما يجري في هذا البلد، وإن كان من الممكن فتح ساحة جهادية فيها، فاصطحب معه أخا له اسمه فادي أبو الدرداء في رحلة شاقة من لبنان إلى العراق عبر «سوريا»، عن طريق المهربين، فوجد الأرضية صالحة هناك لزرع بذرة الجهاد.
لما رأى أبو محمد أن الأوضاع مهيئة لإنشاء نواة جماعة جهادية على المنهج السليم بعيدا عن أهواء الوطنية وإغواء الحزبية أسس مع الأسد المقدام أبي رغد الجزراوي معسكر راوة الشهير حيث كان الأمير العام هو أبا رغد، تقبله الله، فيما كان أبو محمد هو الأمير العسكري.
لم يكتف بذلك، بل أراد أن يشرك ولده البكر في هذا الخير العميم الذي وجده في أرض الرافدين، فقرر العودة لإحضار ولده محمد أبي سهيل، البالغ من العمر 14 عاما، ذاك الصبي اليافع، ذي الهمة العالية، الذي تحمل مشاق السفر مع ما أصابه من إعياء شديد، رغم صغر سنه، وسط تحفيز أبيه له، حتى وصل الوالد والولد إلى أرض العراق.
لم يدم اجتماع الأب والابن طويلا، فنظرا لحداثة تجربة الجهاد تمكن جاسوسان أرسلهما اليهود من الدخول إلى صفوف المجاهدين، وتسببا في قصف المعسكر وقتل جميع من كان فيه، وذلك بعد هجوم بري وإنزال جوي، نفذه الصليبيون، قتل نتيجته كل من كان في المعسكر وهم قرابة التسعين مجاهدا، ونجا الله الإخوة الذين كانوا لحظة الهجوم خارجه، وكانوا لا يتجاوزون العشرة، بينهم أبو محمد الذي فقد ابنه أبا سهيل في هذا القصف، إذ كان في مدينة القائم ينجز بعض الأعمال، لتصبح كنية أبي محمد اللبناني بعد فقدانه ابنه «أبا الشهيد»، ليلتحق الشبل بالرفيق الأعلى، سابقا أباه إلى جنان الخلد، بإذن الله، حيث ادّخر الله تعالى أبا محمد لأمر أعظم هو به أعلم، حيث كان مقدرا له حمل لواء الجهاد في هذه البلاد مع من تبقى من معسكر راوة.
فجأة وجد أبو محمد نفسه وقد فقد جناحيه، فلذة كبده محمدًا، ورفيق درب الهجرة والجهاد، أبا الدرداء، ومعهم عضيد جهاده، أمير المعسكر أبو رغد، الذي هاجم الأمريكيين من الخلف أثناء هجومهم على المعسكر، فقاتل مع ثلة من الإخوة تبايعوا على الموت في سبيل الله، حتى قُتل ومن معه تقبلهم الله جميعا.
ما وهن أبو محمد وما لان مع كل ما أصابه، بل واصل المسير، يلملم الجراح، مقررا الثأر، فكان أول ما بدأ به نحر أحد الجاسوسين، في الوقت الذي انتحر الآخر بتناول سم كان قد خبأه.
• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
قصة شهيد:
رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي
أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله
• من مؤسسي الجهاد في بلاد الرافدين والسابقين الأولين من المهاجرين إليها، ومن الرافعين لراية التوحيد، الراغبين إلى الله، إن رأيته حتما أحببته، ولو غاب عنك قليلا فقدته، جميل الظاهر والباطن، صافي القسمات والقلب، هادئ السمت كثير الصمت عركته الدنيا فعركها، شهم مقدام، جريء جواد كريم، سباق إلى الله في الخيرات، التواضع صفته، وحب الإخوة والحرص عليهم شعاره، وعن الشجاعة لا تسل فلها انتسب وهي إليه انتسبت، وبها تخلّق وله لانت وانصاعت، وامتطى صهوتها، فكان صاحب السبق فيها.
هو مصطفى رمضان، وكنيته أبو محمد اللبناني، رزقه الله خمسة من الأبناء، لبناني المولد والنشأة، من سكان (مجدل عنجر)، تعود أصوله لمدينة ديار بكر التركية، وأمه من حلب.
صاحب طاعة، وحافظ لكتاب الله، يكثر من ترتيله بصوت غض طري له حلاوة، عاش حياته زاهدا قنوعا، شديد التمسك بالسنة.
ترسخ في قلبه انتماؤه لدينه وعقيدته ولم تستمله ملذات العيش والشهوات، فلبّى داعي الجهاد في أرض خراسان فنفر إليها وشارك في فتح جلال آباد، ثم آثر العودة إلى دياره والعمل فيها قدر المستطاع بعدما ساد الضلالُ الفصائلَ هناك، ثم ضاقت به رحابة دياره فخرج منها، لكن رجلا كأبي محمد اللبناني هيهات له أن يلتفت بوجهه عن أمر دينه وجهاد أعدائه، فبقي فيها ثابتا واضحا، حيث التزم الهدي الظاهر في ثيابه وهيأته، فأعفى لحيته، وحافظ على نقاب زوجته، وتمسك بالحق، وسخّر كل وقته لخدمة الإسلام والمسلمين، فنشط في مجال الدعوة والتحريض على قتال الكفار أينما وُجِدوا، فأمسى الجهاد شغله الشاغل وخبره العاجل، ثم ما لبث أن عاد إلى لبنان، ليشكل مع أبي عائشة اللبناني جماعة جهادية، فتم اعتقاله لثمانية أشهر بتهمة تمويل الإرهاب، فخرج بعد ذلك معافى في نفسه ودينه، لم يبدل ولم يغير، ثم عاد ليؤسس خلية جهادية أخرى في مجد العنجر.
بعد الغزو الصليبي للعراق شدّ أبو محمد اللبناني الرحال، وفارق الأهل والصحب والعيال، وهاجر منطلقا إلى سوح النزال، فحاول أول الأمر الوقوف على حقيقة ما يجري في هذا البلد، وإن كان من الممكن فتح ساحة جهادية فيها، فاصطحب معه أخا له اسمه فادي أبو الدرداء في رحلة شاقة من لبنان إلى العراق عبر «سوريا»، عن طريق المهربين، فوجد الأرضية صالحة هناك لزرع بذرة الجهاد.
لما رأى أبو محمد أن الأوضاع مهيئة لإنشاء نواة جماعة جهادية على المنهج السليم بعيدا عن أهواء الوطنية وإغواء الحزبية أسس مع الأسد المقدام أبي رغد الجزراوي معسكر راوة الشهير حيث كان الأمير العام هو أبا رغد، تقبله الله، فيما كان أبو محمد هو الأمير العسكري.
لم يكتف بذلك، بل أراد أن يشرك ولده البكر في هذا الخير العميم الذي وجده في أرض الرافدين، فقرر العودة لإحضار ولده محمد أبي سهيل، البالغ من العمر 14 عاما، ذاك الصبي اليافع، ذي الهمة العالية، الذي تحمل مشاق السفر مع ما أصابه من إعياء شديد، رغم صغر سنه، وسط تحفيز أبيه له، حتى وصل الوالد والولد إلى أرض العراق.
لم يدم اجتماع الأب والابن طويلا، فنظرا لحداثة تجربة الجهاد تمكن جاسوسان أرسلهما اليهود من الدخول إلى صفوف المجاهدين، وتسببا في قصف المعسكر وقتل جميع من كان فيه، وذلك بعد هجوم بري وإنزال جوي، نفذه الصليبيون، قتل نتيجته كل من كان في المعسكر وهم قرابة التسعين مجاهدا، ونجا الله الإخوة الذين كانوا لحظة الهجوم خارجه، وكانوا لا يتجاوزون العشرة، بينهم أبو محمد الذي فقد ابنه أبا سهيل في هذا القصف، إذ كان في مدينة القائم ينجز بعض الأعمال، لتصبح كنية أبي محمد اللبناني بعد فقدانه ابنه «أبا الشهيد»، ليلتحق الشبل بالرفيق الأعلى، سابقا أباه إلى جنان الخلد، بإذن الله، حيث ادّخر الله تعالى أبا محمد لأمر أعظم هو به أعلم، حيث كان مقدرا له حمل لواء الجهاد في هذه البلاد مع من تبقى من معسكر راوة.
فجأة وجد أبو محمد نفسه وقد فقد جناحيه، فلذة كبده محمدًا، ورفيق درب الهجرة والجهاد، أبا الدرداء، ومعهم عضيد جهاده، أمير المعسكر أبو رغد، الذي هاجم الأمريكيين من الخلف أثناء هجومهم على المعسكر، فقاتل مع ثلة من الإخوة تبايعوا على الموت في سبيل الله، حتى قُتل ومن معه تقبلهم الله جميعا.
ما وهن أبو محمد وما لان مع كل ما أصابه، بل واصل المسير، يلملم الجراح، مقررا الثأر، فكان أول ما بدأ به نحر أحد الجاسوسين، في الوقت الذي انتحر الآخر بتناول سم كان قد خبأه.
• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
قصة شهيد:
رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي
أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله