رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله • لم يدم اجتماع الأب والابن ...
رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله
• لم يدم اجتماع الأب والابن طويلا، فنظرا لحداثة تجربة الجهاد تمكن جاسوسان أرسلهما اليهود من الدخول إلى صفوف المجاهدين، وتسببا في قصف المعسكر وقتل جميع من كان فيه، وذلك بعد هجوم بري وإنزال جوي، نفذه الصليبيون، قتل نتيجته كل من كان في المعسكر وهم قرابة التسعين مجاهدا، ونجا الله الإخوة الذين كانوا لحظة الهجوم خارجه، وكانوا لا يتجاوزون العشرة، بينهم أبو محمد الذي فقد ابنه أبا سهيل في هذا القصف، إذ كان في مدينة القائم ينجز بعض الأعمال، لتصبح كنية أبي محمد اللبناني بعد فقدانه ابنه «أبا الشهيد»، ليلتحق الشبل بالرفيق الأعلى، سابقا أباه إلى جنان الخلد، بإذن الله، حيث ادّخر الله تعالى أبا محمد لأمر أعظم هو به أعلم، حيث كان مقدرا له حمل لواء الجهاد في هذه البلاد مع من تبقى من معسكر راوة.
فجأة وجد أبو محمد نفسه وقد فقد جناحيه، فلذة كبده محمدًا، ورفيق درب الهجرة والجهاد، أبا الدرداء، ومعهم عضيد جهاده، أمير المعسكر أبو رغد، الذي هاجم الأمريكيين من الخلف أثناء هجومهم على المعسكر، فقاتل مع ثلة من الإخوة تبايعوا على الموت في سبيل الله، حتى قُتل ومن معه تقبلهم الله جميعا.
ما وهن أبو محمد وما لان مع كل ما أصابه، بل واصل المسير، يلملم الجراح، مقررا الثأر، فكان أول ما بدأ به نحر أحد الجاسوسين، في الوقت الذي انتحر الآخر بتناول سم كان قد خبأه.
عاد الغضنفر أبو الشهيد إلى المعارك، وذاع صيته في كل أرجاء العراق، ففي كل مدينة كان له موطئ قدم حتى وصلت أخبار بطولاته إلى الشيخ أبي مصعب الزرقاوي، فأرسل إليه في الأشهر الأخيرة من العام الأول للغزو الصليبي، فدعاه إلى الانضمام إليه، فوافق على الفور ولم يتردد، بل قال: «عن مثل أبي مصعب كنا نبحث»، فأصبح عضوا في مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد وأميرها العسكري لفترة طويلة، فكان خير جندي لخير أمير، واضعا بين يدي شيخه كل إمكانياته، فبات لأمير الاستشهاديين الشيخ أبي مصعب الزرقاوي -رحمه الله- الكلمة الفصل في المناطق التي ينشط فيها أبو محمد اللبناني ورفاقه.
أخذ المجاهد الهمام يصول ويجول في المنطقة الغربية والفلوجة وبغداد والموصل، وصَحِبه المجاهد مناف الراوي، تقبله الله، كما عمل على إدخال عشرات المهاجرين لأراضي الجهاد، وأمسى الأسد الهصور في أوار المعارك رقما صعبا، وكان من أوائل الإخوة الذين التقى بهم الشيخ أبو محمد العدناني -حفظه الله- لدى دخوله أرض الرافدين، وكان الشيخ العدناني كثيرا ما يُثني عليه ويصفه بأحسن الأوصاف.
قصص جهاده غزيرة وأكثر من أن تعد أو تحصى في سطور، فما كان يدخل عملية إلا ويبايع إخوانه على الموت، وما تخلف عن غزوة خطط لها، بل تجده في مقدمة الصفوف، وكان له دور بارز في إشغال العدو في بغداد وغيرها أثناء معارك الفلوجة الأولى، ويشهد له شارع حيفا بالإقدام الذي لا نظير له.
كان الشيخ أبو مصعب كثيرا ما يطلب منه أن يأتيه بأسرى أمريكيين، لما لذلك من تأثير كبير على الصليبيين، فحاول مرة مع مجموعة من المجاهدين قطع طريق مطار بغداد، وتحديدا على مقربة من جسر العامرية، وكان هناك رتل يضم مجموعة سيارات رباعية الدفع تابعة لـ«الاستخبارات الأمريكية CIA»، فاشتبك معهم، ولم يتمكن من أسر أحد منهم، لأنه اضطر لقتلهم جميعا نتيجة شدة المعركة.
وبقي يترصد الصليبيين حتى حصل على معلومات تفيد بوجود وكر لهم في حي المنصور في بغداد فيه ثلاثة أمريكيين وبريطاني يعملون في الدعم اللوجستي للجيش الأمريكي، وضع أبو محمد اللبناني خطة الهجوم النوعية عليهم بهدف أسرهم، وبعد أيام من المراقبة والاستطلاع تم الهجوم على الوكر ليتمكن المهاجمون، وعلى رأسهم أبو محمد، من أسر الأمريكيين الثلاثة والبريطاني لينطلق بهم عائدا إلى الفلوجة.
وحينما وصل بهم إلى الفلوجة وجد إخوانه المجاهدين، وفي مقدمتهم الشيخ أبو أنس الشامي، تقبله الله، وقد تجهزوا لغزوة (سجن أبو غريب)، فقرر مشاركتهم الغزوة، فأكثر ما كان يؤلمه الأسرى والأسيرات في سجون الصليبيين، لكن الله -عز وجل- شاء أن يسقط هذا الليث صريعا بقصف عنيف وهو يسعى لفكاك الأسرى، إلى جانب مقتل ثلة أخرى من أسود الجهاد، بينهم الشيخ المجاهد أبو أنس الشامي، تقبله الله، لتنتهي رحلة أبي محمد اللبناني في هذه الحياة، وليكمل المسيرة من بعده رجال ما هانوا ولا استكانوا، عاهدوا الله أن يسيروا على الطريق ذاته الذي سلكه قبلهم.
• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
قصة شهيد:
رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي
أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله
• لم يدم اجتماع الأب والابن طويلا، فنظرا لحداثة تجربة الجهاد تمكن جاسوسان أرسلهما اليهود من الدخول إلى صفوف المجاهدين، وتسببا في قصف المعسكر وقتل جميع من كان فيه، وذلك بعد هجوم بري وإنزال جوي، نفذه الصليبيون، قتل نتيجته كل من كان في المعسكر وهم قرابة التسعين مجاهدا، ونجا الله الإخوة الذين كانوا لحظة الهجوم خارجه، وكانوا لا يتجاوزون العشرة، بينهم أبو محمد الذي فقد ابنه أبا سهيل في هذا القصف، إذ كان في مدينة القائم ينجز بعض الأعمال، لتصبح كنية أبي محمد اللبناني بعد فقدانه ابنه «أبا الشهيد»، ليلتحق الشبل بالرفيق الأعلى، سابقا أباه إلى جنان الخلد، بإذن الله، حيث ادّخر الله تعالى أبا محمد لأمر أعظم هو به أعلم، حيث كان مقدرا له حمل لواء الجهاد في هذه البلاد مع من تبقى من معسكر راوة.
فجأة وجد أبو محمد نفسه وقد فقد جناحيه، فلذة كبده محمدًا، ورفيق درب الهجرة والجهاد، أبا الدرداء، ومعهم عضيد جهاده، أمير المعسكر أبو رغد، الذي هاجم الأمريكيين من الخلف أثناء هجومهم على المعسكر، فقاتل مع ثلة من الإخوة تبايعوا على الموت في سبيل الله، حتى قُتل ومن معه تقبلهم الله جميعا.
ما وهن أبو محمد وما لان مع كل ما أصابه، بل واصل المسير، يلملم الجراح، مقررا الثأر، فكان أول ما بدأ به نحر أحد الجاسوسين، في الوقت الذي انتحر الآخر بتناول سم كان قد خبأه.
عاد الغضنفر أبو الشهيد إلى المعارك، وذاع صيته في كل أرجاء العراق، ففي كل مدينة كان له موطئ قدم حتى وصلت أخبار بطولاته إلى الشيخ أبي مصعب الزرقاوي، فأرسل إليه في الأشهر الأخيرة من العام الأول للغزو الصليبي، فدعاه إلى الانضمام إليه، فوافق على الفور ولم يتردد، بل قال: «عن مثل أبي مصعب كنا نبحث»، فأصبح عضوا في مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد وأميرها العسكري لفترة طويلة، فكان خير جندي لخير أمير، واضعا بين يدي شيخه كل إمكانياته، فبات لأمير الاستشهاديين الشيخ أبي مصعب الزرقاوي -رحمه الله- الكلمة الفصل في المناطق التي ينشط فيها أبو محمد اللبناني ورفاقه.
أخذ المجاهد الهمام يصول ويجول في المنطقة الغربية والفلوجة وبغداد والموصل، وصَحِبه المجاهد مناف الراوي، تقبله الله، كما عمل على إدخال عشرات المهاجرين لأراضي الجهاد، وأمسى الأسد الهصور في أوار المعارك رقما صعبا، وكان من أوائل الإخوة الذين التقى بهم الشيخ أبو محمد العدناني -حفظه الله- لدى دخوله أرض الرافدين، وكان الشيخ العدناني كثيرا ما يُثني عليه ويصفه بأحسن الأوصاف.
قصص جهاده غزيرة وأكثر من أن تعد أو تحصى في سطور، فما كان يدخل عملية إلا ويبايع إخوانه على الموت، وما تخلف عن غزوة خطط لها، بل تجده في مقدمة الصفوف، وكان له دور بارز في إشغال العدو في بغداد وغيرها أثناء معارك الفلوجة الأولى، ويشهد له شارع حيفا بالإقدام الذي لا نظير له.
كان الشيخ أبو مصعب كثيرا ما يطلب منه أن يأتيه بأسرى أمريكيين، لما لذلك من تأثير كبير على الصليبيين، فحاول مرة مع مجموعة من المجاهدين قطع طريق مطار بغداد، وتحديدا على مقربة من جسر العامرية، وكان هناك رتل يضم مجموعة سيارات رباعية الدفع تابعة لـ«الاستخبارات الأمريكية CIA»، فاشتبك معهم، ولم يتمكن من أسر أحد منهم، لأنه اضطر لقتلهم جميعا نتيجة شدة المعركة.
وبقي يترصد الصليبيين حتى حصل على معلومات تفيد بوجود وكر لهم في حي المنصور في بغداد فيه ثلاثة أمريكيين وبريطاني يعملون في الدعم اللوجستي للجيش الأمريكي، وضع أبو محمد اللبناني خطة الهجوم النوعية عليهم بهدف أسرهم، وبعد أيام من المراقبة والاستطلاع تم الهجوم على الوكر ليتمكن المهاجمون، وعلى رأسهم أبو محمد، من أسر الأمريكيين الثلاثة والبريطاني لينطلق بهم عائدا إلى الفلوجة.
وحينما وصل بهم إلى الفلوجة وجد إخوانه المجاهدين، وفي مقدمتهم الشيخ أبو أنس الشامي، تقبله الله، وقد تجهزوا لغزوة (سجن أبو غريب)، فقرر مشاركتهم الغزوة، فأكثر ما كان يؤلمه الأسرى والأسيرات في سجون الصليبيين، لكن الله -عز وجل- شاء أن يسقط هذا الليث صريعا بقصف عنيف وهو يسعى لفكاك الأسرى، إلى جانب مقتل ثلة أخرى من أسود الجهاد، بينهم الشيخ المجاهد أبو أنس الشامي، تقبله الله، لتنتهي رحلة أبي محمد اللبناني في هذه الحياة، وليكمل المسيرة من بعده رجال ما هانوا ولا استكانوا، عاهدوا الله أن يسيروا على الطريق ذاته الذي سلكه قبلهم.
• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
قصة شهيد:
رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي
أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله