بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً • لعشرات السنين هيمنت قضية فلسطين واحتلال اليهود لها على مجمل حياة ...
بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً
• لعشرات السنين هيمنت قضية فلسطين واحتلال اليهود لها على مجمل حياة المسلمين في كل أنحاء العالم، فغلا فيها الغالون، وتاجر بها المتاجرون، حتى راج عند معظم الناس أن فلسطين هي قضية الإسلام الأولى، بعدما أعلن القوميون أنها قضية العرب الأولى، فلا يصح أن تطرح أي قضية أخرى ما لم تحرر فلسطين، لكي لا تتشتت الجهود وتضيع الإمكانيات، بل ولا يصح في نظر الكثيرين أي جهاد ما لم يكن في فلسطين، وبات دعاة الفتنة وعلماء السلاطين في كل مكان يستنكرون على المجاهدين في كل الساحات، ويلبسون على الجهلة بالسؤال: لماذا لا يجاهد هؤلاء في فلسطين؟
وتعدى الأمر بهؤلاء المنحرفين ليدخل في باب الولاء والبراء، إذ لم يعد هناك عدو للأمة المسلمة غير اليهود المحتلين لفلسطين، وحتى من أراد أن يوسع الدائرة لتشمل الصليبيين النصارى، انحرف عن الشريعة بإعلانه أن السبب الوحيد لعدائه لهم هو دعمهم لليهود، ولا عدو من الطواغيت إلا من صالح اليهود، أو تحالف معهم.
ومن جانب آخر صار كل من يعادي الدولة اليهودية بطلا محبوبا ترفع راياته، وتعلق صوره، بغض النظر عن دينه وعقيدته، وبهذا تعلقت قلوب الناس بالشيوعيين من أمثال مقاتلي الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين وحلفائهم من الحركات الماركسية العالمية لفترة من الزمن، ومُجّدوا، وسُمّي قتلاهم شهداء، رغم أنهم ملاحدة كفار، لا يؤمنون بالله ربّا، ولا بالإسلام دينا، ولا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولا، ولكن كان يكفي عند أصحاب «قضية العرب الأولى» أنهم يقاتلون اليهود في فلسطين.
ثم تعلقت قلوبهم بالروافض الأنجاس من أمثال حزب اللات، وحركة أمل، لقتالهم لليهود في جنوب لبنان في السنوات الماضية، حتى وصل الأمر بالناس في حرب عام «2006» المعروفة بحرب تموز أن ارتفعت رايات الرافضة، وصور المرتد حسن نصر اللات في منازل الملايين من الناس.
وعلاوة على ذلك تعلقت قلوب عشرات الملايين من الناس بشرار الطواغيت العرب من أمثال جمال عبد الناصر، وحافظ الأسد، ومعمر القذافي، وصدام حسين، بسبب متاجرتهم بقضية فلسطين، وبيعهم الأوهام للمتعلقين بهم من خلال الخطابات الحماسية عن إلقاء اليهود في البحر، أو إحراق دولتهم بالصواريخ.
- الأحزاب المنحرفة
قضية المتاجرة بفلسطين تعدّت القوميين واليساريين والرافضة، حيث دخلت منذ زمن في صلب مناهج العمل للأحزاب والفصائل والجماعات التي تنتسب كذبا للإسلام، باعتبارها وسيلة لحشد الناس، وتوحيد الصف، حيث لم يجدوا في الساحة أمامهم قضية يُجمع عليها الناس غير قضية فلسطين التي تاجر بها الجميع دون استثناء، واستسهلوا بناء مناهجهم الحركية على أساس «قضية فلسطين» الذي أشرف على بنائه القوميون لعقود، وذلك لما وجدوه من بُعد للناس عن الدين، فسولت لهم أنفسهم أن يجمعوا الناس حولهم على هذا الأصل الفاسد وينطلقوا بهم -بزعمهم- لتحقيق الأهداف المعلنة لجماعاتهم في إقامة الدين وتطبيق الشريعة، دون أن يلتفتوا لاختلاف طبائع الناس ممن تجذبه الدعوات لاستنقاذ فلسطين وأنهم خليط من المسلمين والكفرة، من القوميين واليساريين، والنصارى، فهل يمكن أن يتم حشد هؤلاء جميعا لإنجاح أي مشروع «إسلامي» حقيقي؟.
وبعدما يقارب سبعة عقود من الشعارات الفارغة، لا زالت فلسطين تحت حكم اليهود، ولا زال الرافضة وحلفاؤهم من الأحزاب الضالة يتاجرون بالقضية، بعد أن انقسمت فلسطين القديمة إلى ثلاثة أقسام، كل منها يحكم بحكومة طاغوتية تزعم العداء للأخرى.
• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً
• لعشرات السنين هيمنت قضية فلسطين واحتلال اليهود لها على مجمل حياة المسلمين في كل أنحاء العالم، فغلا فيها الغالون، وتاجر بها المتاجرون، حتى راج عند معظم الناس أن فلسطين هي قضية الإسلام الأولى، بعدما أعلن القوميون أنها قضية العرب الأولى، فلا يصح أن تطرح أي قضية أخرى ما لم تحرر فلسطين، لكي لا تتشتت الجهود وتضيع الإمكانيات، بل ولا يصح في نظر الكثيرين أي جهاد ما لم يكن في فلسطين، وبات دعاة الفتنة وعلماء السلاطين في كل مكان يستنكرون على المجاهدين في كل الساحات، ويلبسون على الجهلة بالسؤال: لماذا لا يجاهد هؤلاء في فلسطين؟
وتعدى الأمر بهؤلاء المنحرفين ليدخل في باب الولاء والبراء، إذ لم يعد هناك عدو للأمة المسلمة غير اليهود المحتلين لفلسطين، وحتى من أراد أن يوسع الدائرة لتشمل الصليبيين النصارى، انحرف عن الشريعة بإعلانه أن السبب الوحيد لعدائه لهم هو دعمهم لليهود، ولا عدو من الطواغيت إلا من صالح اليهود، أو تحالف معهم.
ومن جانب آخر صار كل من يعادي الدولة اليهودية بطلا محبوبا ترفع راياته، وتعلق صوره، بغض النظر عن دينه وعقيدته، وبهذا تعلقت قلوب الناس بالشيوعيين من أمثال مقاتلي الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين وحلفائهم من الحركات الماركسية العالمية لفترة من الزمن، ومُجّدوا، وسُمّي قتلاهم شهداء، رغم أنهم ملاحدة كفار، لا يؤمنون بالله ربّا، ولا بالإسلام دينا، ولا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولا، ولكن كان يكفي عند أصحاب «قضية العرب الأولى» أنهم يقاتلون اليهود في فلسطين.
ثم تعلقت قلوبهم بالروافض الأنجاس من أمثال حزب اللات، وحركة أمل، لقتالهم لليهود في جنوب لبنان في السنوات الماضية، حتى وصل الأمر بالناس في حرب عام «2006» المعروفة بحرب تموز أن ارتفعت رايات الرافضة، وصور المرتد حسن نصر اللات في منازل الملايين من الناس.
وعلاوة على ذلك تعلقت قلوب عشرات الملايين من الناس بشرار الطواغيت العرب من أمثال جمال عبد الناصر، وحافظ الأسد، ومعمر القذافي، وصدام حسين، بسبب متاجرتهم بقضية فلسطين، وبيعهم الأوهام للمتعلقين بهم من خلال الخطابات الحماسية عن إلقاء اليهود في البحر، أو إحراق دولتهم بالصواريخ.
- الأحزاب المنحرفة
قضية المتاجرة بفلسطين تعدّت القوميين واليساريين والرافضة، حيث دخلت منذ زمن في صلب مناهج العمل للأحزاب والفصائل والجماعات التي تنتسب كذبا للإسلام، باعتبارها وسيلة لحشد الناس، وتوحيد الصف، حيث لم يجدوا في الساحة أمامهم قضية يُجمع عليها الناس غير قضية فلسطين التي تاجر بها الجميع دون استثناء، واستسهلوا بناء مناهجهم الحركية على أساس «قضية فلسطين» الذي أشرف على بنائه القوميون لعقود، وذلك لما وجدوه من بُعد للناس عن الدين، فسولت لهم أنفسهم أن يجمعوا الناس حولهم على هذا الأصل الفاسد وينطلقوا بهم -بزعمهم- لتحقيق الأهداف المعلنة لجماعاتهم في إقامة الدين وتطبيق الشريعة، دون أن يلتفتوا لاختلاف طبائع الناس ممن تجذبه الدعوات لاستنقاذ فلسطين وأنهم خليط من المسلمين والكفرة، من القوميين واليساريين، والنصارى، فهل يمكن أن يتم حشد هؤلاء جميعا لإنجاح أي مشروع «إسلامي» حقيقي؟.
وبعدما يقارب سبعة عقود من الشعارات الفارغة، لا زالت فلسطين تحت حكم اليهود، ولا زال الرافضة وحلفاؤهم من الأحزاب الضالة يتاجرون بالقضية، بعد أن انقسمت فلسطين القديمة إلى ثلاثة أقسام، كل منها يحكم بحكومة طاغوتية تزعم العداء للأخرى.
• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً