صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة • ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه ...
صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة
• ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه والكفان:
قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذٰلك أدنىٰ أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59]، وفي هذه الآية أمر الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر النساء عموما، ويبدأ بزوجاته وبناته لشرفهن ولأنهن آكد من غيرهن، أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، والجلباب هو ما يكون فوق الثياب من رداء وإزار وخمار ونحوه [تفسير ابن كثير وتفسير السعدي].
رابعا: أن لا يكون لباس شهرة:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا) [أخرجه أبو داود وغيره وحسنه المنذري]، والمراد بلباس الشهرة: هو اللباس الذي يثير الاستغراب والاستقباح عند الناس! بتعبير آخر: هو اللباس الذي يعرض صاحبه للتشهير وحديث الناس لغرابة لونه أو صفته أو كيفية خياطته، ويختلف ثوب الشهرة من زمن لآخر ومن مكان لآخر، فقد يعد لباس في زمن ما أو بلد ما لباس شهرة، ولا يعتبر كذلك في زمان آخر أو بلد آخر، وفق الأعراف.
خامسا: أن لا يشبه لبس الكافرات:
فمن أهم أصول الدين مخالفة الكفار والمشركين، وهذا الأصل ثابت وراسخ في الكتاب والسنة الصحيحة، من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حينما رآه لابسا ثوبين معصفرين: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها) [رواه مسلم]، ومن لباس الكافرات اليوم ما تلبسه النصرانيات واليهوديات والعلمانيات والوثنيات.
سادسا: أن لا يشبه ملابس الرجال:
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل) [رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال) [رواه الإمام أحمد].
سابعا: أن لا يكون لباس زينة يلفت الأنظار:
لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن} [النور: 31]، وقوله سبحانه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولىٰ} [الأحزاب: 33]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، فإذا كان حجاب المرأة في ذاته زينة فلا يسمى حجابا، لأن العلة من تشريع الحجاب هي منع ظهور الزينة للأجانب، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه هو زينة! فعلى المسلمة التي تريد أن تحقق هذا الشرط أن تراعي في ثوبها بأن يكون خاليا من الزخارف وأن لا يجذب لونه أنظار الرجال.
ثامنا: أن لا يكون مطيبا (معطرا أو مبخرا):
قال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) [أخرجه النسائي وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، قال ابن دقيق العيد: «وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال» [فيض القدير للمناوي].
أختاه المسلمة:
هذه هي صفات حجابك الشرعي التي يحرم عليك مخالفة إحداها أمام الرجال الأجانب، وهم جميع الرجال غير المحارم، ومحارم المرأة التي لا حرج عليها من عدم التحجب عنهم هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة النور في الآية 31 حيث قال سبحانه: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}، فليس من محارمك أيتها العفيفة أخو زوجك وابن عمك وابن خالك وغيرهم من أقاربك، فإياك أن تتكشفي أمامهم فقد قال نبيك، عليه الصلاة والسلام: (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال صلى الله عليه وسلم: (الحمو الموت) [متفق عليه]، قال النووي: الأحماء -جمع حمو- هم أقارب الزوج، ووصفهم الحديث بالموت لأن الخلوة بقريب الزوج أكثر من الخلوة بغيره والشر يتوقع منه أكثر من غيره لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير نكير بخلاف الأجنبي [شرح النووي على مسلم].
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من مقال:
صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة
• ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه والكفان:
قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذٰلك أدنىٰ أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59]، وفي هذه الآية أمر الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر النساء عموما، ويبدأ بزوجاته وبناته لشرفهن ولأنهن آكد من غيرهن، أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، والجلباب هو ما يكون فوق الثياب من رداء وإزار وخمار ونحوه [تفسير ابن كثير وتفسير السعدي].
رابعا: أن لا يكون لباس شهرة:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا) [أخرجه أبو داود وغيره وحسنه المنذري]، والمراد بلباس الشهرة: هو اللباس الذي يثير الاستغراب والاستقباح عند الناس! بتعبير آخر: هو اللباس الذي يعرض صاحبه للتشهير وحديث الناس لغرابة لونه أو صفته أو كيفية خياطته، ويختلف ثوب الشهرة من زمن لآخر ومن مكان لآخر، فقد يعد لباس في زمن ما أو بلد ما لباس شهرة، ولا يعتبر كذلك في زمان آخر أو بلد آخر، وفق الأعراف.
خامسا: أن لا يشبه لبس الكافرات:
فمن أهم أصول الدين مخالفة الكفار والمشركين، وهذا الأصل ثابت وراسخ في الكتاب والسنة الصحيحة، من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حينما رآه لابسا ثوبين معصفرين: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها) [رواه مسلم]، ومن لباس الكافرات اليوم ما تلبسه النصرانيات واليهوديات والعلمانيات والوثنيات.
سادسا: أن لا يشبه ملابس الرجال:
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل) [رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال) [رواه الإمام أحمد].
سابعا: أن لا يكون لباس زينة يلفت الأنظار:
لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن} [النور: 31]، وقوله سبحانه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولىٰ} [الأحزاب: 33]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، فإذا كان حجاب المرأة في ذاته زينة فلا يسمى حجابا، لأن العلة من تشريع الحجاب هي منع ظهور الزينة للأجانب، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه هو زينة! فعلى المسلمة التي تريد أن تحقق هذا الشرط أن تراعي في ثوبها بأن يكون خاليا من الزخارف وأن لا يجذب لونه أنظار الرجال.
ثامنا: أن لا يكون مطيبا (معطرا أو مبخرا):
قال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) [أخرجه النسائي وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، قال ابن دقيق العيد: «وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال» [فيض القدير للمناوي].
أختاه المسلمة:
هذه هي صفات حجابك الشرعي التي يحرم عليك مخالفة إحداها أمام الرجال الأجانب، وهم جميع الرجال غير المحارم، ومحارم المرأة التي لا حرج عليها من عدم التحجب عنهم هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة النور في الآية 31 حيث قال سبحانه: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}، فليس من محارمك أيتها العفيفة أخو زوجك وابن عمك وابن خالك وغيرهم من أقاربك، فإياك أن تتكشفي أمامهم فقد قال نبيك، عليه الصلاة والسلام: (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال صلى الله عليه وسلم: (الحمو الموت) [متفق عليه]، قال النووي: الأحماء -جمع حمو- هم أقارب الزوج، ووصفهم الحديث بالموت لأن الخلوة بقريب الزوج أكثر من الخلوة بغيره والشر يتوقع منه أكثر من غيره لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير نكير بخلاف الأجنبي [شرح النووي على مسلم].
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من مقال:
صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة