الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات • إن الجاهل وهو ينظر إلى الحال ...
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
• إن الجاهل وهو ينظر إلى الحال التي وصلت إليها الدولة الإسلامية اليوم من عز وتمكين وإقامة للدين، وإرغام للكافرين، يظن أن هذا كله وليد اليوم والليلة، ويحسب أنها وصلت إلى هذه الحال بسهولة ويسر، وذلك لما خفي عن عينيه من تاريخها الماضي، حيث الفتن والتمحيص، إلى أن جعل الله بعد عسر يسرا، فمكن الله لعباده المستضعفين وأورثهم أرض الكافرين وديارهم، وجعلهم أئمة يهدون بأمر الله لمّا صبروا وأيقنوا بصدق وعد الله لهم بالنصر على المشركين.
ومن يقلّب في سير جنود الدولة الإسلامية وقادتها ممن قضى نحبه، يرى العجب العجاب من صبرهم رغم اشتداد المحن، ويقينهم رغم ازدحام الفتن، ومن ثباتهم على الطريق رغم كثرة المنتكسين، ومن مصابرتهم على جهاد المشركين رغم ما أصابهم من جراحات وتعب، ومن هؤلاء الأبطال الأمير النبيل الذي لم يلن له طرف ولم تنكسر له قناة في قتال أعداء الله حتى قُضي أجله، وقبض الله روحه، شهيدا في سبيله نحسبه، بعد أن أذاق اللهُ على يديه الصليبيين والروافض والمرتدين ألوان العذاب، وشفى الله بفعاله فيهم صدور قوم مؤمنين، وحتى رفع الله به راية التوحيد خفاقة في أرض إفريقية، وأقام الله به صرح الدولة الإسلامية في ولايات ليبيا.
رفيق أبي حمزة المهاجر، وصنو مناف الراوي وعبد الله عزام القحطاني، قائد المحرَّرين من سجن أبو غريب، والمشرف على مذبحة الروافض في سبايكر، والأمير المفوض بإدارة الولايات الليبية، أبو المغيرة القحطاني، تقبله الله.
بدأ وسام عبد زيد -وهو اسمه الحقيقي- جهاده حين شكل مع مجموعة من أبناء مدينة الفلوجة مجموعة صغيرة تقاتل الصليبيين، ثم انضم مع رفاقه إلى الشيخ أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله، وشارك في الدفاع عن مدينته في معركة الفلوجة الأولى التي كان فيها من المرابطين على ثغورها، حيث توطدت علاقته أكثر بالشيخ أبي حمزة المهاجر -تقبله الله- الذي غالبا ما كان يحل ضيفا عليه أثناء وجوده في المدينة.
أُعلنت جماعة التوحيد والجهاد فكان أبو هُمام -وهي أول كنية له في الجهاد- من أوائل المنضمين إليها، ومن الموثوقين فيها، حتى أُرسل موفدا عنها إلى جزيرة العرب التي دخلها تحت غطاء العمرة مع أخويه (الحاج عفان) و(الحاج إبراهيم) -تقبلهما الله- للقاء بعض الإخوة هناك وإنجاز بعض المهام المكلف بها لصالح الجماعة، وأثناء غيابهم هناك وقعت معركة الفلوجة الثانية، التي انحاز المجاهدون بعدها من المدينة.
وبمجرد عودته إلى العراق بدأ مع الإخوة بالتخطيط للعمل داخل المدينة، فدخلها أميرا على مجموعة من المجاهدين لتنشيط العمل الأمني ضد الأمريكيين، الذين تمكنوا من إلقاء القبض عليه بعد فترة من وصوله وأودعوه سجن أبو غريب سيّء الصيت، وزيادة في تعذيبه تم إيداعه في قسم الـ«كوغر 5» وهو أشد أقسام السجن، ويتكون من محاجر انفرادية قضى فيها الشيخ شهورا عديدة، ثم نقل إلى «المخيّم 10» من سجن «بوكا» الشهير، ليمن الله عليه بالفرج بعد سنة تقريبا من تاريخ اعتقاله.
بعد خروجه من السجن (في جمادى الأولى من عام 1427 هـ) بيوم واحد اتصل بالإخوة أمراء العمل العسكري في الفلوجة ومحيطها ليبلغهم خروجه وعزمه على استئناف العمل ضد الصليبيين بأسرع وقت، فعاد إلى العمل الأمني داخل المدينة، ثم عينه المسؤول الأمني للأنبار عبد الله عزام القحطاني -تقبله الله- مسؤولا عن العمل الأمني في المدينة، وكانت الفلوجة حينها قاطعا يديره أبو حكيم الجزراوي -تقبله الله- تحت إمرة جراح الشامي -تقبله الله- أمير الأنبار، وأثناء قيام أبي حقّي -وهي كنيته في تلك المرحلة- مع مجموعة من جنوده باغتيال أحد المرتدين في مدينة الفلوجة أصيب برصاصات في كتفه، لم تقعده عن الجهاد سوى فترة قصيرة، عاد بعدها ليكمل عمله في التنكيل بأعداء الله من الصليبيين والمرتدين.
بعد إعلان دولة العراق الإسلامية وظهور الصحوات، انتقل -رحمه الله- للعمل في قاطع «أبو غريب» الذي أصبح أميرا عليه، وبقي يعمل هناك بكنيته الجديدة (أبو غازي)، حتى اعتقل على أحد الحواجز الأمنية داخل بغداد (في رجب من عام 1429 هـ) فبقي شهورا في سجن «الشعبة الخامسة» التابع لاستخبارات المرتدّين، ليتم إرساله بعد ذلك إلى الفلوجة حيث كان مطلوبا فيها بعدة دعاوى، فنجاه الله من القتل على أيدي الشرطة والصحوات الذين كانوا يقومون بإعدام أي جندي من جنود الدولة الإسلامية يقع بأيديهم، حيث قاموا بتحويله من مديرية الشرطة إلى سجن لهم في الخالدية يقومون فيه بتصفية الإخوة دون حسيب أو رقيب، لكن سخر الله له أحد المرتدين ممن سُجنوا معه سابقا ليخرجه من بين أيديهم، ويعيده إلى سجن مديرية شرطة الفلوجة، حيث أطلق سراحه لعجزهم عن إدانته بشيء.
◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
• إن الجاهل وهو ينظر إلى الحال التي وصلت إليها الدولة الإسلامية اليوم من عز وتمكين وإقامة للدين، وإرغام للكافرين، يظن أن هذا كله وليد اليوم والليلة، ويحسب أنها وصلت إلى هذه الحال بسهولة ويسر، وذلك لما خفي عن عينيه من تاريخها الماضي، حيث الفتن والتمحيص، إلى أن جعل الله بعد عسر يسرا، فمكن الله لعباده المستضعفين وأورثهم أرض الكافرين وديارهم، وجعلهم أئمة يهدون بأمر الله لمّا صبروا وأيقنوا بصدق وعد الله لهم بالنصر على المشركين.
ومن يقلّب في سير جنود الدولة الإسلامية وقادتها ممن قضى نحبه، يرى العجب العجاب من صبرهم رغم اشتداد المحن، ويقينهم رغم ازدحام الفتن، ومن ثباتهم على الطريق رغم كثرة المنتكسين، ومن مصابرتهم على جهاد المشركين رغم ما أصابهم من جراحات وتعب، ومن هؤلاء الأبطال الأمير النبيل الذي لم يلن له طرف ولم تنكسر له قناة في قتال أعداء الله حتى قُضي أجله، وقبض الله روحه، شهيدا في سبيله نحسبه، بعد أن أذاق اللهُ على يديه الصليبيين والروافض والمرتدين ألوان العذاب، وشفى الله بفعاله فيهم صدور قوم مؤمنين، وحتى رفع الله به راية التوحيد خفاقة في أرض إفريقية، وأقام الله به صرح الدولة الإسلامية في ولايات ليبيا.
رفيق أبي حمزة المهاجر، وصنو مناف الراوي وعبد الله عزام القحطاني، قائد المحرَّرين من سجن أبو غريب، والمشرف على مذبحة الروافض في سبايكر، والأمير المفوض بإدارة الولايات الليبية، أبو المغيرة القحطاني، تقبله الله.
بدأ وسام عبد زيد -وهو اسمه الحقيقي- جهاده حين شكل مع مجموعة من أبناء مدينة الفلوجة مجموعة صغيرة تقاتل الصليبيين، ثم انضم مع رفاقه إلى الشيخ أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله، وشارك في الدفاع عن مدينته في معركة الفلوجة الأولى التي كان فيها من المرابطين على ثغورها، حيث توطدت علاقته أكثر بالشيخ أبي حمزة المهاجر -تقبله الله- الذي غالبا ما كان يحل ضيفا عليه أثناء وجوده في المدينة.
أُعلنت جماعة التوحيد والجهاد فكان أبو هُمام -وهي أول كنية له في الجهاد- من أوائل المنضمين إليها، ومن الموثوقين فيها، حتى أُرسل موفدا عنها إلى جزيرة العرب التي دخلها تحت غطاء العمرة مع أخويه (الحاج عفان) و(الحاج إبراهيم) -تقبلهما الله- للقاء بعض الإخوة هناك وإنجاز بعض المهام المكلف بها لصالح الجماعة، وأثناء غيابهم هناك وقعت معركة الفلوجة الثانية، التي انحاز المجاهدون بعدها من المدينة.
وبمجرد عودته إلى العراق بدأ مع الإخوة بالتخطيط للعمل داخل المدينة، فدخلها أميرا على مجموعة من المجاهدين لتنشيط العمل الأمني ضد الأمريكيين، الذين تمكنوا من إلقاء القبض عليه بعد فترة من وصوله وأودعوه سجن أبو غريب سيّء الصيت، وزيادة في تعذيبه تم إيداعه في قسم الـ«كوغر 5» وهو أشد أقسام السجن، ويتكون من محاجر انفرادية قضى فيها الشيخ شهورا عديدة، ثم نقل إلى «المخيّم 10» من سجن «بوكا» الشهير، ليمن الله عليه بالفرج بعد سنة تقريبا من تاريخ اعتقاله.
بعد خروجه من السجن (في جمادى الأولى من عام 1427 هـ) بيوم واحد اتصل بالإخوة أمراء العمل العسكري في الفلوجة ومحيطها ليبلغهم خروجه وعزمه على استئناف العمل ضد الصليبيين بأسرع وقت، فعاد إلى العمل الأمني داخل المدينة، ثم عينه المسؤول الأمني للأنبار عبد الله عزام القحطاني -تقبله الله- مسؤولا عن العمل الأمني في المدينة، وكانت الفلوجة حينها قاطعا يديره أبو حكيم الجزراوي -تقبله الله- تحت إمرة جراح الشامي -تقبله الله- أمير الأنبار، وأثناء قيام أبي حقّي -وهي كنيته في تلك المرحلة- مع مجموعة من جنوده باغتيال أحد المرتدين في مدينة الفلوجة أصيب برصاصات في كتفه، لم تقعده عن الجهاد سوى فترة قصيرة، عاد بعدها ليكمل عمله في التنكيل بأعداء الله من الصليبيين والمرتدين.
بعد إعلان دولة العراق الإسلامية وظهور الصحوات، انتقل -رحمه الله- للعمل في قاطع «أبو غريب» الذي أصبح أميرا عليه، وبقي يعمل هناك بكنيته الجديدة (أبو غازي)، حتى اعتقل على أحد الحواجز الأمنية داخل بغداد (في رجب من عام 1429 هـ) فبقي شهورا في سجن «الشعبة الخامسة» التابع لاستخبارات المرتدّين، ليتم إرساله بعد ذلك إلى الفلوجة حيث كان مطلوبا فيها بعدة دعاوى، فنجاه الله من القتل على أيدي الشرطة والصحوات الذين كانوا يقومون بإعدام أي جندي من جنود الدولة الإسلامية يقع بأيديهم، حيث قاموا بتحويله من مديرية الشرطة إلى سجن لهم في الخالدية يقومون فيه بتصفية الإخوة دون حسيب أو رقيب، لكن سخر الله له أحد المرتدين ممن سُجنوا معه سابقا ليخرجه من بين أيديهم، ويعيده إلى سجن مديرية شرطة الفلوجة، حيث أطلق سراحه لعجزهم عن إدانته بشيء.
◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات