الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني بعد خروجه من السجن بفترة قصيرة التقى في بغداد بواليها مناف ...
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني
بعد خروجه من السجن بفترة قصيرة التقى في بغداد بواليها مناف الراوي ووالي الفلوجة عباس الجواري -تقبلهما الله- لينسق معهما للعودة إلى ساحات الجهاد، فعمل في ولاية الفلوجة، وخاصة في «أبو غريب» قبل أن يصبح نائبا للوالي، ثم واليا على الفلوجة، ويستمر في مسؤوليته حتى اعتقل في واحدة من أكبر الضربات الأمنية التي تعرض لها المجاهدون آنذاك، حيث اعتقله الأمريكيون مع ثلّة من أصحابه في الولاية (في شعبان من عام 1431 هـ)، وسلموه للروافض الذين أودعوه في واحد من أبشع معتقلاتهم التابعة لما يعرف بجهاز مكافحة الإرهاب، والمعروف بسجن «جرائم 52»، حيث انفضح أمره، وكشف الروافض طبيعة عمله في الدولة الإسلامية، ما يعني بالنسبة له الحكم بالإعدام.
بعد انتهاء التحقيق معه تم تسفيره إلى سجن «التاجي»، فأصبح أميرا للإخوة في أحد أقسامه قبل أن ينصحه إخوانه في الخارج بتأمين الانتقال إلى سجن أبو غريب، حيث كانوا يخططون حينها لعملية تحرير الأسرى منه، ونجح مع ثلاثة من إخوانه في تحقيق ذلك، بعد أن أغروا الرافضة المسؤولين عن السجن ببعض المبالغ.
عند وصوله إلى سجن «أبو غريب» كانت خطة الهروب من السجن تقوم على نفق حفره الإخوة في إحدى غرف السجن، فاتخذ كنية جديدة هي (أبو زيد) وتم تعيينه أميرا على أحد أقسام السجن وعضوا في لجنة تنظيم عملية الهروب التي كانت تقوم بدور التنسيق بين الإخوة في داخل السجن وخارجه، وقدر الله أن فشلت خطة الهروب الأصلية باكتشاف الرافضة للنفق المحفور، وإخلائهم للغرفة التي حفر فيها وإغلاقها.
لم ييأس الشيخ وإخوانه من الأمر، بل مضوا لتحقيق غايتهم بعزم أقوى، سيما وقد تم اختياره أميرا لكل الإخوة في سجن «أبو غريب»، واتخذ لنفسه كنية جديدة هي (أبو حامد)، حيث كان ينسق مع الشيخ أبي عبد الرحمن البيلاوي -تقبله الله- لإنجاح الأمر حتى أتمه الله، وأخرجه الله والمئات من إخوانه من غياهب السجون، ليعود جنديا من جنود الدولة الإسلامية في صحراء الأنبار، قبل أن ينقله الشيخ البيلاوي إلى ولاية صلاح الدين أميرا عليها، بكنيته الجديدة (أبو نبيل).
ترافق دخوله إلى صلاح الدين مع العمليات الكبرى للدولة الإسلامية في العراق، التي تكللت بفتح نينوى وما بعده من الفتوحات، فقاد أبو نبيل كل غزوات صلاح الدين في ذلك الوقت وعلى رأسها غزوة سامراء، وقد ظهر في إصدار (على منهاج النبوة) الذي وثقها خطيبا وكان في الإخوة قبل انطلاق الغزوة، ثم أشرف على مذبحة الرافضة من جنود قاعدة سبايكر، وقتل الله على يديه الألوف من الرافضة.
بعد إعلان الخلافة، جاءت البيعات لأمير المؤمنين من كل حدب وصوب، وعلى رأسها بيعة مجاهدي ليبيا، فأرسل أمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي -حفظه الله- سيفه المجرب أبا نبيل ليكون أميرا عليهم، فوضع اللبنات الأول لصرح الدولة الإسلامية هناك.
وبقي أبو المغيرة القحطاني يجالد أعداء الله من المرتدين هناك حتى فتح الله على يديه مدينة سرت وما حولها، وذلك بعد غدر الصحوات بهم في درنة، ونجاته هو من محاولة اغتيال بأيديهم قتل فيها الكثير من إخوانه وجنوده، فتم له ولإخوانه التمكين في الأرض، فحكموا الشريعة، وأقاموا الحدود، وقاتلوا الكفار والمرتدين.
وكانت نهاية رحلة أخينا قتلا بأيدي الأمريكيين الصليبيين الذين استهدفوه بغارة جوية في مدينة «درنة»، بعد سنوات طويلة من الجهاد، فتقبله الله في الصالحين.
لقد كان الثبات على الطريق أبرز صفات الشيخ أبي المغيرة القحطاني رحمه الله، فمن يتتبع مسيرته الجهادية التي جاوزت 13 عاما، يرى بجلاء كيف أنه كان الجبل الأشم الذي لا تزلزله المحن، ولا توهن عزيمته الفتن، فكلما ابتلي بسجن ونجاه الله منه، عاد إلى مجالدة أعداء الله فور خروجه من بين أيديهم، وكلما أصابته جراحات صبر عليها واستمر في جهاده، وفي الوقت نفسه لم تنجح محاولات المرتدين في استمالته أو تثبيط عزيمته بالمغريات، ففي اعتقاله الأخير كان يعرف أنه سيحكم بالإعدام على القضايا التي أثبتها الروافض عليه، وكان ضباط المخابرات يحاولون إغراءه بإخراجه من السجن بفُتات من الدنيا وزخرفها، وقد ساوموه على إطلاق سراحه، ونجاته من عقوبة الإعدام لقاء مساعدتهم في اعتقال الشيخ أبي إبراهيم الزيدي، تقبله الله، فكان جوابه على طلبهم شبيها بجواب يوسف -عليه السلام- لمن أراد أن يفتنه بالسجن ليصده عن دينه (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)، فكان أن نجاه الله من الإعدام والسجن بعد بضع سنين.
◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
بعد خروجه من السجن بفترة قصيرة التقى في بغداد بواليها مناف الراوي ووالي الفلوجة عباس الجواري -تقبلهما الله- لينسق معهما للعودة إلى ساحات الجهاد، فعمل في ولاية الفلوجة، وخاصة في «أبو غريب» قبل أن يصبح نائبا للوالي، ثم واليا على الفلوجة، ويستمر في مسؤوليته حتى اعتقل في واحدة من أكبر الضربات الأمنية التي تعرض لها المجاهدون آنذاك، حيث اعتقله الأمريكيون مع ثلّة من أصحابه في الولاية (في شعبان من عام 1431 هـ)، وسلموه للروافض الذين أودعوه في واحد من أبشع معتقلاتهم التابعة لما يعرف بجهاز مكافحة الإرهاب، والمعروف بسجن «جرائم 52»، حيث انفضح أمره، وكشف الروافض طبيعة عمله في الدولة الإسلامية، ما يعني بالنسبة له الحكم بالإعدام.
بعد انتهاء التحقيق معه تم تسفيره إلى سجن «التاجي»، فأصبح أميرا للإخوة في أحد أقسامه قبل أن ينصحه إخوانه في الخارج بتأمين الانتقال إلى سجن أبو غريب، حيث كانوا يخططون حينها لعملية تحرير الأسرى منه، ونجح مع ثلاثة من إخوانه في تحقيق ذلك، بعد أن أغروا الرافضة المسؤولين عن السجن ببعض المبالغ.
عند وصوله إلى سجن «أبو غريب» كانت خطة الهروب من السجن تقوم على نفق حفره الإخوة في إحدى غرف السجن، فاتخذ كنية جديدة هي (أبو زيد) وتم تعيينه أميرا على أحد أقسام السجن وعضوا في لجنة تنظيم عملية الهروب التي كانت تقوم بدور التنسيق بين الإخوة في داخل السجن وخارجه، وقدر الله أن فشلت خطة الهروب الأصلية باكتشاف الرافضة للنفق المحفور، وإخلائهم للغرفة التي حفر فيها وإغلاقها.
لم ييأس الشيخ وإخوانه من الأمر، بل مضوا لتحقيق غايتهم بعزم أقوى، سيما وقد تم اختياره أميرا لكل الإخوة في سجن «أبو غريب»، واتخذ لنفسه كنية جديدة هي (أبو حامد)، حيث كان ينسق مع الشيخ أبي عبد الرحمن البيلاوي -تقبله الله- لإنجاح الأمر حتى أتمه الله، وأخرجه الله والمئات من إخوانه من غياهب السجون، ليعود جنديا من جنود الدولة الإسلامية في صحراء الأنبار، قبل أن ينقله الشيخ البيلاوي إلى ولاية صلاح الدين أميرا عليها، بكنيته الجديدة (أبو نبيل).
ترافق دخوله إلى صلاح الدين مع العمليات الكبرى للدولة الإسلامية في العراق، التي تكللت بفتح نينوى وما بعده من الفتوحات، فقاد أبو نبيل كل غزوات صلاح الدين في ذلك الوقت وعلى رأسها غزوة سامراء، وقد ظهر في إصدار (على منهاج النبوة) الذي وثقها خطيبا وكان في الإخوة قبل انطلاق الغزوة، ثم أشرف على مذبحة الرافضة من جنود قاعدة سبايكر، وقتل الله على يديه الألوف من الرافضة.
بعد إعلان الخلافة، جاءت البيعات لأمير المؤمنين من كل حدب وصوب، وعلى رأسها بيعة مجاهدي ليبيا، فأرسل أمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي -حفظه الله- سيفه المجرب أبا نبيل ليكون أميرا عليهم، فوضع اللبنات الأول لصرح الدولة الإسلامية هناك.
وبقي أبو المغيرة القحطاني يجالد أعداء الله من المرتدين هناك حتى فتح الله على يديه مدينة سرت وما حولها، وذلك بعد غدر الصحوات بهم في درنة، ونجاته هو من محاولة اغتيال بأيديهم قتل فيها الكثير من إخوانه وجنوده، فتم له ولإخوانه التمكين في الأرض، فحكموا الشريعة، وأقاموا الحدود، وقاتلوا الكفار والمرتدين.
وكانت نهاية رحلة أخينا قتلا بأيدي الأمريكيين الصليبيين الذين استهدفوه بغارة جوية في مدينة «درنة»، بعد سنوات طويلة من الجهاد، فتقبله الله في الصالحين.
لقد كان الثبات على الطريق أبرز صفات الشيخ أبي المغيرة القحطاني رحمه الله، فمن يتتبع مسيرته الجهادية التي جاوزت 13 عاما، يرى بجلاء كيف أنه كان الجبل الأشم الذي لا تزلزله المحن، ولا توهن عزيمته الفتن، فكلما ابتلي بسجن ونجاه الله منه، عاد إلى مجالدة أعداء الله فور خروجه من بين أيديهم، وكلما أصابته جراحات صبر عليها واستمر في جهاده، وفي الوقت نفسه لم تنجح محاولات المرتدين في استمالته أو تثبيط عزيمته بالمغريات، ففي اعتقاله الأخير كان يعرف أنه سيحكم بالإعدام على القضايا التي أثبتها الروافض عليه، وكان ضباط المخابرات يحاولون إغراءه بإخراجه من السجن بفُتات من الدنيا وزخرفها، وقد ساوموه على إطلاق سراحه، ونجاته من عقوبة الإعدام لقاء مساعدتهم في اعتقال الشيخ أبي إبراهيم الزيدي، تقبله الله، فكان جوابه على طلبهم شبيها بجواب يوسف -عليه السلام- لمن أراد أن يفتنه بالسجن ليصده عن دينه (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)، فكان أن نجاه الله من الإعدام والسجن بعد بضع سنين.
◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات