الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني وعندما وصل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيرا من الناس هناك ...
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني
وعندما وصل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيرا من الناس هناك أثر فيهم المنهج الفاسد لتنظيم القاعدة في معاملة المرتدين، فبدأ يحرضهم على قتال المرتدين واستئصالهم وهو يقول لهم: «لن نسمح بأن يعيش مرتد معنا آمنا»، فرد عليه أحد المجاهدين: «إن قاتلناهم سنخرج من المدينة»، فقال رحمه الله: «سقوط المدن مع بقاء الولاء والبراء خير من سقوط الولاء والبراء مع بقاء المدن».
كان -رحمه الله- مثالا للشجاعة والإقدام والشدة على أعداء الله في الصف الأول مع إخوانه في كل المعارك والاقتحامات ينفذ معهم عمليات الاغتيال ويعتقل بيده مرتدي الصحوات وأصيب بسبب ذلك عدة مرات إحداها أثناء اغتيال أحد المرتدين وسط الفلوجة حيث أصيب بعدة رصاصات في كتفه، والأخرى أثناء محاولة المرتدين اعتقاله بعدما تعرف عليه أحدهم فعاجله برصاصات من مسدسه قتلته على الفور، ومكنه الله من الإفلات من الأسر رغم تطويقهم للمنطقة وتمشيطهم لكامل الحي الذي اختبأ فيه.
وفي الوقت نفسه كان رفيقا بإخوانه متواضعا لهم، حتى أنه كان غالبا ما يوقع مراسلاته معهم بعبارة «أخوكم الصغير» ما أكسبه محبة كل من عمل معه من الأمراء والجنود، وكان شديد الحرص عليهم، تقبله الله، فيلقي بنفسه في المخاطر ليضمن سلامتهم، ويشهد له أحد إخوانه أنه دخل بنفسه إلى مضافة قصفها الصليبيون في جزيرة الثرثار حيث قُتل الإخوة الموجودون فيها وبقي منهم جريح ثم استمرت الطائرات المسيرة تحوم حول المكان لتلتقط من يحاول الاقتراب من المنزل المدمر، فقُصفت أول مجموعة تقدمت لإخراج الأخ الجريح وقتل المسعفون، ليتبعهم أبو هُمام وحده ويخرج الأخ الجريح رغم الخطر واشتداد الخوف.
أما عن شدته على أعداء الله فما قصة ما فعله بالروافض من مقتلة في سبايكر بخافية على أحد حيث أعدم الآلاف من المشركين دفعة واحدة دون أن تأخذه بهم رأفة ولا شفقة، وفي الولايات الليبية كان بعض الإخوة يقتلون المرتدين خفية قبل وصوله إليهم ولا يتبنون ذلك، فقال لهم «إذا أردتم أن يخافكم الكفار فاقتلوهم، وقولوا: نحن قتلنا»، ففعل الإخوة ذلك، وامتلأت مكاتب الاستتابة بالمرتدين التائبين.
وبالرغم من شدته في المواطن التي تتطلبها كان -رحمه الله- حكيما يضع السيف موضعه والحلم موضعه يجذب إليه الأسماع والقلوب إذا تكلم ففي أحد المواقف المشهودة له قبل غزوة سامراء جمع شيوخ العشائر وتكلم معهم بكلام سرَّهم فكان ذلك سببا في توبة العشرات من عناصر الصحوات وتسليمهم سلاحهم إلى الدولة الإسلامية، وذلك بعد شهور من التنكيل بهم قتلا وأسرا.
وبعد غدرة حصلت لجنود الخلافة في مدينة هراوة في ولاية برقة أرسل الشيخ مع أحد الوسطاء إلى من غدر بالإخوة ليسلموا سلاحهم وإلا سيجعل منهم عبرة لمن بعدهم، فأذعنوا لطلبه ولشروطه عليهم، ومنها أن يضمنوا ما أُتلف من السلاح والذخيرة وبعد أن تابوا وأرسلوا الدفعة الأولى من مبلغ المال المتفق عليه، اتصل الشيخ بالوسيط وقال له: «أخبر أهل هراوة أننا قد عفونا عنهم، وبإذن الله يعوضنا الله خيرا»، وبعد يومين فتح الله على الإخوة في سرت فغنموا من المرتدين كميات كبيرة من السلاح والذخيرة.
أما عبادته وحرصه على تعلم الدين وتعليمه فيروي مَن صاحَبَه في سجنه أنه كان صواما مواظبا على دروس العلم التي كانت تعطى في السجن، وأجازه أحد قادة الدولة الإسلامية في سجن «أبو غريب» بروايتي حفص وورش قراءةً، وإلى جانب طلبه للعلم كان له درس في السيرة يعطيه لإخوانه الأسرى، وكان الإقبال على هذا الدرس يفوق الإقبال على كل حلقات العلم في سجن أبو غريب على الإطلاق.
ويروي مَن صاحبه في سجنه كثيرا من المواقف عن أيمان أطلقها الشيخ في سجنه فأبرها الله له عند خروجه، ودعاء دعا به فاستجاب له الله وتحقق ما دعا اللهَ به.
منها أنه قال في دعائه مرة إنه سيجعل الصحوات يحفرون قبورهم بأيديهم إن من الله عليه بالخروج، فتحقق له ذلك في القصة المشهورة التي وثقها إصدار الفرقان (صليل الصوارم 4)، وهي قصة القيادي في الصحوات الذي قال العبارة التي صارت محل تندر الناس في مشارق الأرض ومغاربها «أخاف إنكم داعش يابا» وذلك حين اعتقله الشيخ أبو نبيل ثم وقف على رأسه وهو يحفر قبره بيديه، ويدعو على سيده المالكي.
ومنها أنه حين سمع بقصة إلقاء جثة الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- في البحر أقسم بالله أن يمزج دماء الكفار بماء البحر، فأبر الله قسمه، وخرج من سجنه، ثم انتقل من أرض لا بحر فيها لينحر النصارى المشركين على ساحل طرابلس فتمتزج دماؤهم بماء بحره.
ومنها أن أحد الإخوة طلب منه رافضيا مشركا كي يذبحه، فرد عليه الشيخ: أبشر بإذن الله لك رؤوس ألف رافضي، وبعد يومين من الله عليه بأسر الألوف من الروافض في سبايكر لينحرهم ويتقرب بدمائهم إلى الله تعالى، ويفي بوعده لأخيه..
◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
وعندما وصل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيرا من الناس هناك أثر فيهم المنهج الفاسد لتنظيم القاعدة في معاملة المرتدين، فبدأ يحرضهم على قتال المرتدين واستئصالهم وهو يقول لهم: «لن نسمح بأن يعيش مرتد معنا آمنا»، فرد عليه أحد المجاهدين: «إن قاتلناهم سنخرج من المدينة»، فقال رحمه الله: «سقوط المدن مع بقاء الولاء والبراء خير من سقوط الولاء والبراء مع بقاء المدن».
كان -رحمه الله- مثالا للشجاعة والإقدام والشدة على أعداء الله في الصف الأول مع إخوانه في كل المعارك والاقتحامات ينفذ معهم عمليات الاغتيال ويعتقل بيده مرتدي الصحوات وأصيب بسبب ذلك عدة مرات إحداها أثناء اغتيال أحد المرتدين وسط الفلوجة حيث أصيب بعدة رصاصات في كتفه، والأخرى أثناء محاولة المرتدين اعتقاله بعدما تعرف عليه أحدهم فعاجله برصاصات من مسدسه قتلته على الفور، ومكنه الله من الإفلات من الأسر رغم تطويقهم للمنطقة وتمشيطهم لكامل الحي الذي اختبأ فيه.
وفي الوقت نفسه كان رفيقا بإخوانه متواضعا لهم، حتى أنه كان غالبا ما يوقع مراسلاته معهم بعبارة «أخوكم الصغير» ما أكسبه محبة كل من عمل معه من الأمراء والجنود، وكان شديد الحرص عليهم، تقبله الله، فيلقي بنفسه في المخاطر ليضمن سلامتهم، ويشهد له أحد إخوانه أنه دخل بنفسه إلى مضافة قصفها الصليبيون في جزيرة الثرثار حيث قُتل الإخوة الموجودون فيها وبقي منهم جريح ثم استمرت الطائرات المسيرة تحوم حول المكان لتلتقط من يحاول الاقتراب من المنزل المدمر، فقُصفت أول مجموعة تقدمت لإخراج الأخ الجريح وقتل المسعفون، ليتبعهم أبو هُمام وحده ويخرج الأخ الجريح رغم الخطر واشتداد الخوف.
أما عن شدته على أعداء الله فما قصة ما فعله بالروافض من مقتلة في سبايكر بخافية على أحد حيث أعدم الآلاف من المشركين دفعة واحدة دون أن تأخذه بهم رأفة ولا شفقة، وفي الولايات الليبية كان بعض الإخوة يقتلون المرتدين خفية قبل وصوله إليهم ولا يتبنون ذلك، فقال لهم «إذا أردتم أن يخافكم الكفار فاقتلوهم، وقولوا: نحن قتلنا»، ففعل الإخوة ذلك، وامتلأت مكاتب الاستتابة بالمرتدين التائبين.
وبالرغم من شدته في المواطن التي تتطلبها كان -رحمه الله- حكيما يضع السيف موضعه والحلم موضعه يجذب إليه الأسماع والقلوب إذا تكلم ففي أحد المواقف المشهودة له قبل غزوة سامراء جمع شيوخ العشائر وتكلم معهم بكلام سرَّهم فكان ذلك سببا في توبة العشرات من عناصر الصحوات وتسليمهم سلاحهم إلى الدولة الإسلامية، وذلك بعد شهور من التنكيل بهم قتلا وأسرا.
وبعد غدرة حصلت لجنود الخلافة في مدينة هراوة في ولاية برقة أرسل الشيخ مع أحد الوسطاء إلى من غدر بالإخوة ليسلموا سلاحهم وإلا سيجعل منهم عبرة لمن بعدهم، فأذعنوا لطلبه ولشروطه عليهم، ومنها أن يضمنوا ما أُتلف من السلاح والذخيرة وبعد أن تابوا وأرسلوا الدفعة الأولى من مبلغ المال المتفق عليه، اتصل الشيخ بالوسيط وقال له: «أخبر أهل هراوة أننا قد عفونا عنهم، وبإذن الله يعوضنا الله خيرا»، وبعد يومين فتح الله على الإخوة في سرت فغنموا من المرتدين كميات كبيرة من السلاح والذخيرة.
أما عبادته وحرصه على تعلم الدين وتعليمه فيروي مَن صاحَبَه في سجنه أنه كان صواما مواظبا على دروس العلم التي كانت تعطى في السجن، وأجازه أحد قادة الدولة الإسلامية في سجن «أبو غريب» بروايتي حفص وورش قراءةً، وإلى جانب طلبه للعلم كان له درس في السيرة يعطيه لإخوانه الأسرى، وكان الإقبال على هذا الدرس يفوق الإقبال على كل حلقات العلم في سجن أبو غريب على الإطلاق.
ويروي مَن صاحبه في سجنه كثيرا من المواقف عن أيمان أطلقها الشيخ في سجنه فأبرها الله له عند خروجه، ودعاء دعا به فاستجاب له الله وتحقق ما دعا اللهَ به.
منها أنه قال في دعائه مرة إنه سيجعل الصحوات يحفرون قبورهم بأيديهم إن من الله عليه بالخروج، فتحقق له ذلك في القصة المشهورة التي وثقها إصدار الفرقان (صليل الصوارم 4)، وهي قصة القيادي في الصحوات الذي قال العبارة التي صارت محل تندر الناس في مشارق الأرض ومغاربها «أخاف إنكم داعش يابا» وذلك حين اعتقله الشيخ أبو نبيل ثم وقف على رأسه وهو يحفر قبره بيديه، ويدعو على سيده المالكي.
ومنها أنه حين سمع بقصة إلقاء جثة الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- في البحر أقسم بالله أن يمزج دماء الكفار بماء البحر، فأبر الله قسمه، وخرج من سجنه، ثم انتقل من أرض لا بحر فيها لينحر النصارى المشركين على ساحل طرابلس فتمتزج دماؤهم بماء بحره.
ومنها أن أحد الإخوة طلب منه رافضيا مشركا كي يذبحه، فرد عليه الشيخ: أبشر بإذن الله لك رؤوس ألف رافضي، وبعد يومين من الله عليه بأسر الألوف من الروافض في سبايكر لينحرهم ويتقرب بدمائهم إلى الله تعالى، ويفي بوعده لأخيه..
◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات