في ظل كثرة الانشغالات وضيق الوقت وزحمة وسائل التواصل تصبح الحاجة ماسة لتقريب العلوم الشرعية ...

في ظل كثرة الانشغالات وضيق الوقت وزحمة وسائل التواصل تصبح الحاجة ماسة لتقريب العلوم الشرعية والاقتصار على المهمات كالقواعد والاصول والضوابط وعدم الإنشغال الكبير بالتفريع والتجزيء والمتون والحواشي التي ربما تثقل على المتعلمين وتقدم تفصيلات زائدة ربما حتى المتخصصين في العلوم الشرعية قد لا يحتاجونها وتهدر أوقات كان الأجدر أن تصرف في غيرها، فينبغي مراعاة الزمن وظروف وأحوال الناس وأما التمسك بالمتون التي تم تأليفها في تلك الأزمان وكانت مفهومة لأهل ذلك الزمان ومناسبة لهم وترك غيرها ولو كانت أولى منها وأنفع لأهل هذا العصر فليس بصحيح إذ أن هذه المتون وغيرها من كتب التراث لا تعدو كونها وسيلة لفهم مقصود الشارع وليست غاية بذاتها والبعض منها ليس فيها كبير فائدة بل ربما تشغل عن الاشتغال بالقرآن والسنة ومحكمات الشريعة وهو أولى وأجدر أن تصرف فيه الهمم والعزائم أضف لذلك أن بعض كتب التراث كان سبب تأليفها هو معالجة مشاكل المجتمع في زمن المؤلف مثل تأليف كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب لمعالجة انتشار الشرك في العبادة في ذلك الوقت وكذا تأليف الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية فقد أكثر فيه من الآيات المتعلقة بالصفات لأن ابن تيمية عاش في عصر انتشر وكثر فيه الكلام والجدل في الصفات وأغلب كتبه كانت ردود على المتكلمين والصوفية وغيرهم وهكذا قد يأتي عصر يقتضي المقام فيه التفصيل في مسألة على وجه الخصوص لازدياد حاجة الناس إليها كما هو الحال في عصرنا الحالي إذ ظهرت مستجدات جديد لم تكن معروفة سابقاً كالشذوذ والنسوية وغيرها من المسائل فلا ينبغي الجمود على متون أو كتب معينة وكأنها كتاب منزل من عند الله وترك ما هو أولى وأنفع لأهل الزمان وما يقتضيه الحال، والأمر كله راجع للمصالح والمفاسد ولا يفهم من كلامي العيب أو التقليل في من يدرس المتون أو كتب التراث أو علمائنا الاقدمين كلا والله بل هي مجرد تنبيه من العبد الفقير.