الأذكار أهميتها وفضائلها • إن ذكر الله سبحانه بالقلب واللسان هو روح العبادة وأحد مقاصدها، فهو ...

الأذكار أهميتها وفضائلها

• إن ذكر الله سبحانه بالقلب واللسان هو روح العبادة وأحد مقاصدها، فهو الطارد للنسيان والغفلة، وهو الذي يملأ القلب بالإيمان والحكمة، فهو الذي يورث القرب من الإله، ويجعل في القلب دوام المراقبة لله، لذلك فإن الذكر هو طريق الإحسان، وأعظم ما يوصل لمحبة الرحيم الرحمن.

جعل الله الذكر حياة للقلوب وجعله أمارة للقلب الحي، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت) [رواه البخاري].

وقد أمر الله سبحانه عباده بالذكر في أكثر من موضع من كتابه، قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة: 152]، وقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِّنَ الْغَافِلِينَ} [سورة الأعراف: 205]، وقال الله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [سورة العنكبوت: 45]، وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة الجمعة: 10]، وقال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب: 35]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [سورة الأحزاب: 41-42].

وقد حثّ سبحانه عباده على الذكر في كل أحوالهم قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ} [سورة آل عمران: 190-191].

ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما روت عنه عائشة -رضي الله عنها- (يذكر الله على كل أحيانه) [رواه مسلم].

* فضل الذكر وفوائده:

لقد وعد الله عباده الذاكرين بعظيم الأجر والثواب ورتب على الذكر ما لم يرتب على غيره من الأعمال، ولو لم يكن في الذكر إلا أن الله سبحانه يذكر من ذكره من عباده الموحدين لكفى بذلك شرفا وفضلا ومنزلة، قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة: 152]

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) [متفق عليه].

وعن أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبق المفرِّدون)، قالوا: وما المفرِّدون يا رسول الله؟ قال: (الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) [رواه مسلم].

وعن عبد الله بن بسر، أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله) [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه].

قال ابن القيم: «الذكر يوجب صلاة الله -عز وجل- وملائكته على الذاكر، ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح وفاز كل الفوز قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [سورة الأحزاب: 41-43]» [الوابل الصيب].

كما أن الله سبحانه جعل الذكر سببا للفلاح والنصر فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة الأنفال: 45].

فما أحوج المجاهدين خاصة والأمة عامة إلى الذكر.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

مقال:
الأذكار أهميتها وفضائلها