*وقفات شرعية مع غـ⇜زوة باريس* • *الوقفة الثانية: وجوب جـ⇜هاد فرنسا.* ممّا تقدّم بيانه ينبغي ...

*وقفات شرعية مع غـ⇜زوة باريس*

• *الوقفة الثانية: وجوب جـ⇜هاد فرنسا.*

ممّا تقدّم بيانه ينبغي معرفة أن جـ⇜هاد فرنسا الصّـ⇜ليبيّة وقتـ⇜الها واجب على المسلمين وهو من قبيل جـ⇜هاد الدّفع في زماننا هذا ولا شكّ، قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) [البقرة: ١٩٠]، وقال الله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ) [البقرة: ١٩٤].

وهذا النّوع من الجـ⇜هاد واجبٌ بإجماع أهل العلم سلفاً وخلفاً، وإنّ الغز⇜وة التي وقعت في باريس هي من الجـ⇜هاد الواجب على الأمّة، إذ به يُكَفُّ بأس الذين كفـ⇜روا.

• *الوقفة الثالثة: جواز قتـ⇜ل الصّـ⇜ليبيّين من الفرنسيّين.*

مما دلّت عليه نصوص الكتاب والسنّة وما انعقد عليه إجماع الأمّة أنّ الكا⇜فر الذي ليس بينه وبين المسلمين عهدٌ من ذمّةٍ أو هدنةٍ أو أمانٍ، فإنّه حلال الدّ⇜م والمال، وهو بذلك صار حر⇜بياً يجوز قتـ⇜له وإن لم يشارك في قتـ⇜النا، قال الله تعالى: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: ٥].

وعن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - إذا أمّر أميراً على جيشٍ أو سريّةٍ، أوصاه في خاصّته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغـ⇜زوا باسم الله في سبيل الله، قاتلـ⇜وا من كفـ⇜ر بالله"، [رواه مسلم].

فهذه النّصوص وغيرها تدلّ على أنّ سبب قتـ⇜الهم هو الكفـ⇜ر والشّرك، فنحن نقا⇜تلهم ابتداءً لكفـ⇜رهم وشركهم، وقد جاءت نصوصٌ استثنت من حكم القتـ⇜ل مَنْ لهم عهدٌ شرعيٌّ مع المسلمين، فهؤلاء يوفى لهم عهدهم إلى مدّته، وعليه فالكا⇜فر الذي ليس بينه وبين المسلمين عهدٌ هو حلال الدّ⇜م والمال، وحلال العرض أيضاً بالجـ⇜هاد. وهذه المسألة أجمع عليها الأئمّة والعلماء على مرّ العصور وسبقهم في ذلك الإجماع العمليّ للصّحابة على ذلك، قال الإمام الشّافعيّ: (حقن الله الدّ⇜ماء، ومنع الأموال إلا بحقّها بالإيمان بالله وبرسوله، أو عهد من المؤمنين بالله ورسوله لأهل الكتاب، وأباح د⇜ماء البالغين من الرّجال بالامتناع من الإيمان إذا لم يكن لهم عهد) [الأم: 1/ 293]. وقال الإمام القرطبيّ: (والمسلم إذا لقي الكا⇜فر ولا عهد له جاز له قتـ⇜له) [تفسير القرطبي: 5/ 338].


*المصدر: مقتطف من صحيفة النبـ⇐أ – العدد 6*
*مقال:*
*وقفات شرعية مع غز↽وة باريس*
*السنة السابعة - السبت 9 صفر 1437 هـ*