فضائل وفوائد التبكير للصلوات في المساجد [2/2] 10 - المبادرة إلى الصلاة دليل على تعلق القلب ...
فضائل وفوائد التبكير للصلوات في المساجد
[2/2]
10 - المبادرة إلى الصلاة دليل على تعلق القلب بالمسجد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: (ورجل معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه) [رواه البخاري ومسلم].
11- التبكير إلى المسجد وانتظار إقامة الصلاة سببٌ في حضور القلب والخشوع في الصلاة، الذي بيَّن رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- أهميته ومكانته من الصلاة بقوله: (إن العبد لَيُصلي الصلاة وما يُكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها) [صحيح، رواه أحمد وغيره].
12- المبكر إلى الصلاة يتسنَّى له تلاوة شيء من القرآن قبل الإقامة، وفي تلاوته فضل عظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) [رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح].
13- المبكر إلى الصلاة يتمكن من الذكر والدعاء بين الأذان والإقامة، وهذا وقتٌ فاضل من أوقات استجابة الدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يُردُّ الدعاء بين الأذان والإقامة) [رواه الترمذي وقال: حديثٌ حَسَن].
14- من يأتي مبكراً يأتي إلى الصلاة بسكينة ووقار، بخلاف المتأخر فإنه غالباً ما يأتيها مستعجلاً مضطرباً، فعن أبي قتادة عن أبيه قال: بينما نحن نصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ سمع جَلَبَةَ رجال، فلما صلى قال: (ما شأنكم؟)، قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، فقال (فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة) [متفق عليه]، وفي رواية للبخاري: (فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار ولا تُسرعوا).
هذه أهم فضائل التبكير إلى الصلوات، فضائلُ عرفها السلف الصالح حقَّ المعرفة، فنهلوا منها، وتسابقوا فيها، ومن يقرأ سيرهم العَطِرة يتعجَّب من علو همتهم وعظيم مسارعتهم!
قال ربيعة بن يزيد: «ما أذَّن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً» [سير أعلام النبلاء].
وقال يحيى بن معين: «أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة ولم يَفُتْه الزوال في المسجد أربعين سنة» [صفوة الصفوة].
وقال سعيد بن المسيب: «ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة» [حلية الأولياء].
وقال وكيع: «كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى» [تاريخ بغداد].
وقال ابن سماعة: «مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوماً واحداً، ماتت فيه أمي» [الوافي بالوفيات].
وقال سفيان بن عيينة: «إن من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة»، وقد حث على السير إلى الصلاة قبل النداء لها، فقال: «لا تكن مثل عبد السوء لا يأتي حتى يدعى، ائت الصلاة قبل النداء» [حلية الأولياء].
وقال إبراهيم النخعي: «إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يديك منه» [صفة الصفوة].
وقال سليمان بن حمزة المقدسي وقد قارب التسعين: «لم أصلِّ الفريضة منفرداً إلا مرتين وكأني لم أصلهما قط» [ذيل طبقات الحنابلة].
وقال محمد بن المبارك الصوري: «رأيتُ سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة في جماعة بكى» [تذكرة الحفاظ].
وقال حاتم الأصم: «فاتتني الصلاة في جماعة فعزَّاني فيها فلان ولم يعزني غيره، ولو مات لي ولد لعزاني مائة ألف، وما ذاك إلا أنَّ مصيبة الدين عند أهل الدين أعظم من مصيبة الدنيا» [المدخل لابن الحاج].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من السباقين للخيرات، المسارعين للطاعات، المبكرين للصلوات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
[2/2]
10 - المبادرة إلى الصلاة دليل على تعلق القلب بالمسجد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: (ورجل معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه) [رواه البخاري ومسلم].
11- التبكير إلى المسجد وانتظار إقامة الصلاة سببٌ في حضور القلب والخشوع في الصلاة، الذي بيَّن رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- أهميته ومكانته من الصلاة بقوله: (إن العبد لَيُصلي الصلاة وما يُكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها) [صحيح، رواه أحمد وغيره].
12- المبكر إلى الصلاة يتسنَّى له تلاوة شيء من القرآن قبل الإقامة، وفي تلاوته فضل عظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) [رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح].
13- المبكر إلى الصلاة يتمكن من الذكر والدعاء بين الأذان والإقامة، وهذا وقتٌ فاضل من أوقات استجابة الدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يُردُّ الدعاء بين الأذان والإقامة) [رواه الترمذي وقال: حديثٌ حَسَن].
14- من يأتي مبكراً يأتي إلى الصلاة بسكينة ووقار، بخلاف المتأخر فإنه غالباً ما يأتيها مستعجلاً مضطرباً، فعن أبي قتادة عن أبيه قال: بينما نحن نصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ سمع جَلَبَةَ رجال، فلما صلى قال: (ما شأنكم؟)، قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، فقال (فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة) [متفق عليه]، وفي رواية للبخاري: (فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار ولا تُسرعوا).
هذه أهم فضائل التبكير إلى الصلوات، فضائلُ عرفها السلف الصالح حقَّ المعرفة، فنهلوا منها، وتسابقوا فيها، ومن يقرأ سيرهم العَطِرة يتعجَّب من علو همتهم وعظيم مسارعتهم!
قال ربيعة بن يزيد: «ما أذَّن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً» [سير أعلام النبلاء].
وقال يحيى بن معين: «أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة ولم يَفُتْه الزوال في المسجد أربعين سنة» [صفوة الصفوة].
وقال سعيد بن المسيب: «ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة» [حلية الأولياء].
وقال وكيع: «كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى» [تاريخ بغداد].
وقال ابن سماعة: «مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوماً واحداً، ماتت فيه أمي» [الوافي بالوفيات].
وقال سفيان بن عيينة: «إن من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة»، وقد حث على السير إلى الصلاة قبل النداء لها، فقال: «لا تكن مثل عبد السوء لا يأتي حتى يدعى، ائت الصلاة قبل النداء» [حلية الأولياء].
وقال إبراهيم النخعي: «إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يديك منه» [صفة الصفوة].
وقال سليمان بن حمزة المقدسي وقد قارب التسعين: «لم أصلِّ الفريضة منفرداً إلا مرتين وكأني لم أصلهما قط» [ذيل طبقات الحنابلة].
وقال محمد بن المبارك الصوري: «رأيتُ سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة في جماعة بكى» [تذكرة الحفاظ].
وقال حاتم الأصم: «فاتتني الصلاة في جماعة فعزَّاني فيها فلان ولم يعزني غيره، ولو مات لي ولد لعزاني مائة ألف، وما ذاك إلا أنَّ مصيبة الدين عند أهل الدين أعظم من مصيبة الدنيا» [المدخل لابن الحاج].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من السباقين للخيرات، المسارعين للطاعات، المبكرين للصلوات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at