تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى مع اشتداد وطأة الحرب بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي الذي تقوده ...
تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى
مع اشتداد وطأة الحرب بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا، زادت آمال الشركاء المتشاكسين، والخصوم المتنافسين، المنضوين تحت قيادة التحالف باقتراب موعد حسم المعارك، فانطلقوا يستعجلون أخذ حصتهم من الغنائم التي وعدهم بها أسيادهم الصليبيون، ما دفعهم إلى التنازع فيما بينهم على الأرض والثروات التي يمنّي كل منهم نفسه أن تكون ثمنا للخسائر الكبيرة التي مُني بها في حربه مع الدولة الإسلامية.
وعلى الجانب الآخر تقف أمريكا الصليبية وهي تحاول أن تمنع تحوّل هذا التنازع إلى صراع وقتال، يؤثر على مجريات حربهم على الدولة الإسلامية.
- الصراع بين الحكومة التركية المرتدة والـ PKK المرتدين
وبالمثل فإن نموذجا مشابها من الصراع بدأت ملامحه تزداد وضوحا في الشام، بين تركيا والـ PKK المرتدين، اللذين يعمل كلاهما تحت ظل التحالف الصليبي الدولي.
فبعد سنوات من غض الحكومة التركية المرتدة الطرف عن تقدم الـ PKK وفرض سيطرتهم على الأرض بمساعدة التحالف الصليبي الدولي والنظام النصيري، قرر الجيش التركي أن يضع حدا أمام مساعي الـ PKK، ومنعهم من إقامة إقليمهم المستقل على حدودهم الجنوبية، خاصة في ظل أماني التحالف الصليبي الدولي وعملائهم من الـ PKK باقتراب حسم المعارك ضد الدولة الإسلامية في الشام، والسيطرة على كامل ولايتي حلب والرقة.
وفي سبيل ذلك بادرت الحكومة العلمانية التركية المرتدة بتقديم المزيد من الخدمات للتحالف الصليبي الدولي، وذلك بالزج بجيشهم في حرب مباشرة مع الدولة الإسلامية، فضلا عن دعم الآلاف من الصحوات المرتدين بالسلاح والتدريب، وتقديم الغطاء الجوي لهم، وقصف المدن والقرى التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية بالآلاف من الصواريخ وقذائف المدفعية والدبابات، وذلك كله في سبيل الحصول على الرضا الأمريكي عنهم، وتقديم أنفسهم بديلاً للـ PKK في مسك الأرض التي تحرقها الطائرات الصليبية، لتجبر جنود الدولة الإسلامية على الانحياز عنها.
وبمجرد عبور الجيش التركي وعملائه من الصحوات الحدود في إطار العملية العسكرية التي أطلقوا عليها مسمّى «درع الفرات» بدأ الصراع بينهم وبين الـ PKK على إرضاء الأمريكيين، والتنازع بينهم على الأرض، الأمر الذي حاولت أمريكا الصليبية جهدها أن لا يتحوّل إلى حرب مفتوحة بين الطرفين، لكن تطوّرات الأوضاع في محيط مدينة الباب تشي بأن هذه الحرب باتت واقعا، مع محاولة الـ PKK منع «درع الفرات» المرتدين من الاقتراب من مدينة الباب، وبالتالي دق (إسفين) بين مناطق سيطرتهم في كل من منبج وعفرين، بل والإعلان المستمر من الحكومة التركية المرتدة عزمها على إخراج الـ PKK من منبج إلى شرق الفرات، وذلك لإنشاء الإقليم العازل الذي يطمح الأتراك إلى إنشائه منذ زمن، والذي يبدو أن فكرته بدأت تلاقي قبولا عند الروس والأمريكيين على حد سواء.
وبالتالي فإن هذا الصراع بين كل من الـ PKK من جهة، والحكومة التركية المرتدة وعملائها من الصحوات المرتدة من جهة أخرى مرشح للمزيد من التطورات، مع تزايد أماني الطرفين بقرب حسم المعارك ضد الدولة الإسلامية، وسعي كل طرف إلى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأرض والموارد، وترتيب الأوضاع لصالحه قبل ذلك.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 57
الخميس 1 ربيع الأول 1438 هـ
• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
مع اشتداد وطأة الحرب بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا، زادت آمال الشركاء المتشاكسين، والخصوم المتنافسين، المنضوين تحت قيادة التحالف باقتراب موعد حسم المعارك، فانطلقوا يستعجلون أخذ حصتهم من الغنائم التي وعدهم بها أسيادهم الصليبيون، ما دفعهم إلى التنازع فيما بينهم على الأرض والثروات التي يمنّي كل منهم نفسه أن تكون ثمنا للخسائر الكبيرة التي مُني بها في حربه مع الدولة الإسلامية.
وعلى الجانب الآخر تقف أمريكا الصليبية وهي تحاول أن تمنع تحوّل هذا التنازع إلى صراع وقتال، يؤثر على مجريات حربهم على الدولة الإسلامية.
- الصراع بين الحكومة التركية المرتدة والـ PKK المرتدين
وبالمثل فإن نموذجا مشابها من الصراع بدأت ملامحه تزداد وضوحا في الشام، بين تركيا والـ PKK المرتدين، اللذين يعمل كلاهما تحت ظل التحالف الصليبي الدولي.
فبعد سنوات من غض الحكومة التركية المرتدة الطرف عن تقدم الـ PKK وفرض سيطرتهم على الأرض بمساعدة التحالف الصليبي الدولي والنظام النصيري، قرر الجيش التركي أن يضع حدا أمام مساعي الـ PKK، ومنعهم من إقامة إقليمهم المستقل على حدودهم الجنوبية، خاصة في ظل أماني التحالف الصليبي الدولي وعملائهم من الـ PKK باقتراب حسم المعارك ضد الدولة الإسلامية في الشام، والسيطرة على كامل ولايتي حلب والرقة.
وفي سبيل ذلك بادرت الحكومة العلمانية التركية المرتدة بتقديم المزيد من الخدمات للتحالف الصليبي الدولي، وذلك بالزج بجيشهم في حرب مباشرة مع الدولة الإسلامية، فضلا عن دعم الآلاف من الصحوات المرتدين بالسلاح والتدريب، وتقديم الغطاء الجوي لهم، وقصف المدن والقرى التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية بالآلاف من الصواريخ وقذائف المدفعية والدبابات، وذلك كله في سبيل الحصول على الرضا الأمريكي عنهم، وتقديم أنفسهم بديلاً للـ PKK في مسك الأرض التي تحرقها الطائرات الصليبية، لتجبر جنود الدولة الإسلامية على الانحياز عنها.
وبمجرد عبور الجيش التركي وعملائه من الصحوات الحدود في إطار العملية العسكرية التي أطلقوا عليها مسمّى «درع الفرات» بدأ الصراع بينهم وبين الـ PKK على إرضاء الأمريكيين، والتنازع بينهم على الأرض، الأمر الذي حاولت أمريكا الصليبية جهدها أن لا يتحوّل إلى حرب مفتوحة بين الطرفين، لكن تطوّرات الأوضاع في محيط مدينة الباب تشي بأن هذه الحرب باتت واقعا، مع محاولة الـ PKK منع «درع الفرات» المرتدين من الاقتراب من مدينة الباب، وبالتالي دق (إسفين) بين مناطق سيطرتهم في كل من منبج وعفرين، بل والإعلان المستمر من الحكومة التركية المرتدة عزمها على إخراج الـ PKK من منبج إلى شرق الفرات، وذلك لإنشاء الإقليم العازل الذي يطمح الأتراك إلى إنشائه منذ زمن، والذي يبدو أن فكرته بدأت تلاقي قبولا عند الروس والأمريكيين على حد سواء.
وبالتالي فإن هذا الصراع بين كل من الـ PKK من جهة، والحكومة التركية المرتدة وعملائها من الصحوات المرتدة من جهة أخرى مرشح للمزيد من التطورات، مع تزايد أماني الطرفين بقرب حسم المعارك ضد الدولة الإسلامية، وسعي كل طرف إلى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأرض والموارد، وترتيب الأوضاع لصالحه قبل ذلك.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 57
الخميس 1 ربيع الأول 1438 هـ
• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at