لماذا نطلب العلم ؟؟ 1. لامتثال أمر الله لقوله : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك... فبدأ ...

لماذا نطلب العلم ؟؟

1. لامتثال أمر الله لقوله : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك... فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. وحديث أنس بن مالك عند ابن ماجه وصححه الالباني : طلب العلم فريضة على كل مسلم.

2. لتحقيق العبودية التي هي الغاية من الخلق كما قال تعالى : وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون. والعبادة هي : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة ولا تحصل بغير العلم.

3. لتحقيق الايمان وقد تواترت النصوص بأن أفضل الاعمال إيمان بالله وهو ركنان أحدهما : معرفة ما جاء به الرسول، والثاني : تصديقه بالقول والعمل. والتصديق بالقول والعمل بلا علم محال.

4. لتحقيق العمل بالكتاب والسنة لأن العمل لا يصح ولا يقبل ولا يكمل بغير علم صحيح لقوله : إنما يتقبل الله من المتقين..
وقوله : الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا... قال الفضيل : أخلصه وأصوبه.

5. التنزه عن الجهل والنأي عنه والنجاة منه لقبحه وذمه في النصوص كما في قوله : أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى... فجعل من لا يعلم بمنزلة الأعمى،
وقوله : ولكن أكثرهم يجهلون، وقوله : ولكن أكثرهم لا يعلمون، وشبه من لا يسمع ولا يعقل بالأنعام بل أسوء من الأنعام في قوله : أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا، وجعل من لا يعقل من الأشرار بل من أشر من يمشي على الارض في قوله : إن شر الدوآب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون.. وقوله : فلا تكونن من الجاهلين.. وقال كليمه موسى : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.. وقال لنوح : إني أعظك أن تكون من الجاهلين، وأمر بالإعراض عن الجهلة فقال : وأعرض عن الجاهلين، وأثنى على من أعرض عنهم فقال : وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، وذكر من أول صفات عباد الرحمن إعراضهم عن الجهلة فقال : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، وأخبر عن أهل النار أنهم أهل الجهل : وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير، وقال : ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون.

6. لرفعة الدرجات لقوله : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات.. وقوله : ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى.. وقوله : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم...أولئك لهم درجات عند ربهم... وقوله : وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء...

7. لتحقيق الغاية من الخلق والامر وهي معرفة الله بأسمائه وصفاته لقوله : الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل..لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما..

8. لتحقيق الخشية ودخول الجنة لقوله : كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء... وذكر أن أصحاب الجنة هم أهل الخشية في قوله : جزاؤهم عند ربهم جنات تجري...ذلك لمن خشي ربه.

9. إدراك فضيلة الدخول في جملة الشهود من أولي العلم الذين قرن الله شهادتهم بشهادته على أعظم مشهود وهي الشهادة له بالوحدانية في قوله : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط...

10. أن الله ذكر المراتب الاربعة في سورة العصر التي يحصل بها النجاة من الخسارة وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. وهي كلها متوقفة على العلم.

11. رجاء نيل ثواب الجهاد بالعلم لأن العلم جهاد لقوله :
وما كان المؤمنون لينفروا كآفة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون، ولفظ النفير عند الإطلاق يقصد به الجهاد كما في قوله : انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، وقول النبي : لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا، ولما حسنه الترمذي من حديث أنس بن مالك : مَنْ خَرَجَ في طلبِ العلمِ، فهوَ في سبيلِ اللهِ حتى يرجعَ.

12. رجاء الدخول في الطائفة التي أراد الله بها الخير والنجاة من الطائفة التي لا يريد الله بها الخير لحديث معاوية عند البخاري : مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ.

13. لتسهيل طريق دخول الجنة. لحديث أبي هريرة عند مسلم : وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّة.

14. رجاء استغفار من في السماوات والارض لحديث أبي الدرداء عند الترمذي وصححه الالباني : وإن العالم ليستغفر له من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ حتّى الحيتانُ في الماءِ.

15. لتعليم الناس لحديث أبي أمامة الباهلي عند الترمذي وصححه الالباني : إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتّى النَّملةَ في جُحرِها وحتّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النّاسِ الخيرَ، وحديث عثمان بن عفان عند البخاري : خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وقد امتن الله على المؤمنين بتعليمهم الكتاب والحكمة وهي السنة لقوله : لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة..

16. لحصول النور والحياة والخير الذي سببه العلم والنجاة من الظلام والموت والشر الذي سببه الجهل لقوله : أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس.. والمقصود نور العلم والإيمان والطاعة، وقوله : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفرلكم.. وقوله : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء عبادنا... وقوله : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين.. وقوله : قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور... وقوله : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا..

17. لتحقيق المقصود من إنزال القرآن وهو التعقل والتفكر والتدبر ولا يحصل بغير العلم لقوله : وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون.. وقوله : إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون، وقوله : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون، وقوله : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب، وذم من لا يتدبر فقال : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها.. وقال : أفلم يدبروا القول.. وذكر أن الغرض من ذكر القصص في القرآن هو التفكر فقال : فاقصص القصص لعلهم يتفكرون، وذكر أن الغرض من ضرب الأمثال هو التفكر فقال : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون، وذم المنافقين بأنهم لا يفقهون فقال : ولكن المنافقين لا يفقهون..

18. الدخول في جملة أهل العلم لنفي الله التسوية بين العالم والجاهل في قوله : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون... وحديث أبي امامة الباهلي عند الترمذي وصححه الالباني : ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم، ولأن الله خص أهل العلم بالثناء واستشهد بهم على صحة الوحي دون غيرهم من أهل الجهل فقال : ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق... وقوله : والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق.. وقوله : قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا...

19. الإتصاف بالرسوخ في العلم الذي مدح الله أهله في قوله : هو الذي أنزل عليك الكتاب...والراسخون في العلم... وقوله : فبظلم من الذين هادوا..لكن الراسخون في العلم منهم...
ولا يحصل الرسوخ بغير طلب العلم.

20. الدخول في جملة من جعل الله كتابه آيات بينات في صدورهم لقوله : بل هو آيات بينات في صدور الذين...




21. لحصول الفرح الحقيقي لأهل العلم لقوله : قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون، وفسر فضل الله بالإيمان ورحمته بالقرآن والايمان والقرآن هما العلم النافع والعمل الصالح.

22. لحصول الخير الكثير بالعلم لقوله : ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، والحكمة إصابة الحق والعمل به وهما العلم النافع والعمل الصالح

23. لحصول الفضل العظيم بالعلم وقد امتن الله بالعلم على رسوله في قوله : وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما

24. لشكر الله على نعمة العلم وهي من أعظم النعم التي تستحق الشكر وقد امتن الله بها على عباده وأمرهم بشكرها لقوله : كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون



25. الاقتداء بالانبياء كما جاء عند الترمذي من حديث أبي الدرداء : إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ، وقد سأل الله نبيه سؤال الاستزادة من العلم في قوله : وقل رب زدني علما..

26. لنيل أحقية السياسة والحكم والفصل بين الناس بالحق
لأن أهل العلم هم أحق الناس بالحكم والسياسة لأنهم أعرف الناس بالحلال والحرام ومعرفة ما أنزل الله على رسوله وقد كانت بني اسرائيل تسوسهم الأنبياء، وقد أمر الله بطاعتهم فقال : وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم.. وولاة الأمر هم الأمراء والعلماء بلا خلاف.

27. لاكتساب علم الحجة ولا يحصل بغير طلب العلم، وقد رفع الله إبراهيم درجات لغلبته على قومه بالحجة فقال : وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء... وقد سمى الله الحجة بالسلطان لأن الحجة لها سلطان على الناس فالقلوب تنقاد للعلم والبراهين والحجج طائعة مكرهة ولا تنقاد بالأبدان، وقال : قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه إن عندكم من سلطان بهذا... وقال : أم لكم سلطان مبين.. وقال : إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان..

28. رجاء التسبب بهداية الغير لحديث أبي هريرة عند مسلم :
مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا.
وحديث سهل بن سعد في الصحيحين : لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.

29. ل الدخول في جملة الطائفة الطيبة الذين ذكرهم النبي والنجاة من الطائفة الذين ذمهم النبي في حديث أبو موسى عند البخاري : مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ.

30. ل النجاة من اللعنة لما حسنه الترمذي من حديث أبي هريرة : ألا إنَّ الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكرُ اللهِ وما والاهُ وعالمٌ أو متعلمٌ.

31. لتبليغ الحديث لما جاء عند البخاري من حديث عبدالله بن عمرو : بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً، وَحَدِّثُوا عن بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا حَرَجَ وَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ. وقد دعا النبي بنضارة الوجه لمن بلغ حديثه لحديث ابن مسعود عند الترمذي وصححه الالباني : نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه.

32. رجاء الدخول في الخيرية لحديث عثمان بن عفان عند البخاري : خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وحديث أبي هريرة عند البخاري : تَجِدُونَ النّاسَ مَعادِنَ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ، إذا فقِهُوا.

33. رجاء بلوغ مرتبة الصديقية والتي هي أعلى مرتبة في الجنة بعد مرتبة الانبياء لقوله : ومن يطع الله والرسول... وجاء عند البخاري من حديث أبي سعيد البخاري : إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَتَراءَوْنَ أهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ، كما يَتَراءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغابِرَ في الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أوِ المَغْرِبِ؛ لِتَفاضُلِ ما بيْنَهُمْ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، تِلكَ مَنازِلُ الأنْبِياءِ لا يَبْلُغُها غَيْرُهُمْ؟ قالَ: بَلى، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، رِجالٌ آمَنُوا باللَّهِ وصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ. قال ابن القيم : الصديقية هي كمال الايمان بما جاء به الرسول علما وتصديقا وقياما به، فهي راجعة إلى نفس العلم فكل من كان أعلم بما جاء به الرسول وأكمل تصديقا له كان أتم صديقية، فالصديقية شجرة أصولها العلم وفروعها التصديق، وثمرتها العمل.

34. رجاء بلوغ مرتبة الامامة في الدين وهي أرفع مراتب الصديقين وهي لا تحصل بغير الصبر واليقين، واليقين هو كمال العلم وغايته فبتكميل مرتبة العلم تحصل إمامة الدين لقوله : وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا... وقد ذكر الله أن من صفات أهل الجنة أنهم يسألون الله الإمامة في الدين لقوله : والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما أولئك يجزون الغرفة بما صبروا..

35. لاستعمال الحواس فيما خلقت له من العلم والتعليم والفهم والتفكر والتدبر. وقد ذم الله أهل القرى الظالمة التي أهلكها لتعطيل حواسهم عن التعقل والفهم ولم يستعملوها فيما خلقت له من الايمان والتعقل والتفكر والتدبر في آياته الكونية والشرعية فقال : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا.. وقال : وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله..

36. لمعرفة الله إذ هو أفضل العلوم وأصلها وكل معلوم فهو فرع عن علمه ولا تتحقق معرفته بلا علم وقد ذم الله من غفل عنه فقال : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا... وقال : نسوا الله فأنساهم أنفسهم...

37. لزيادة المحبة ل الله في قلب العبد. فكلما ازداد من العلم بالله كلما ازداد حبه له وكلما ازداد حبه كلما ازداد إيمانه. وقد أخبر الله عن أهل الإيمان أنهم يحبون الله أكثر من محبة المشركين لمعبوداتهم فقال : ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله...

38. لعلاج أمراض الشبهات والشهوات لقوله : وننزل من القرآن ما هو شفاء... وقوله : يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء.. وحديث ابن عباس عند أحمد : قتَلوه قتَلَهم اللهُ، ألم يَكُنْ شِفاءُ العيِّ السَّؤال. فجعل العي وهو عي القلب عن العلم مرض وشفاؤه سؤال العلماء.

39. أن الله نهى عن اتباع خطوات الشيطان فقال : ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، وحذر من الاغترار به فقال : ولا يغرنكم بالله الغرور، وحذر من الافتتان به فقال : ولا يفتننكم الشيطان.. وأخبر عن أن سبب هلاك الأمم قبلنا هو تزيين الشيطان فقال : تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم.. ولا يتحقق امتثال كل ذلك بغير العلم.

40. لأن الإشتغال به من أفضل الاعمال بعد الفرائض... لحديث أبي امامة الباهلي عند الترمذي وصححه الالباني : ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم. قال ابن تيمية في منهاج السنة : وهذه الثلاث ـ الصلاة، والعلم، والجهاد ـ هي أفضل الأعمال بإجماع الأمة، قال أحمد بن حنبل: أفضل ما تطوع به الإنسان الجهاد، وقال الشافعي: أفضل ما تطوع به الصلاة، وقال أبو حنيفة ومالك: العلم، والتحقيق أن كلا من الثلاثة لا بد له من الآخرين، وقد يكون هذا أفضل في حال، وهذا أفضل في حال، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه يفعلون هذا وهذا وهذا، كل في موضعه بحسب الحاجة والمصلحة.

41. رجاء الرفعة في الدنيا والآخرة كما جاء عند مسلم من حديث ابن عمر : إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتابِ أَقْوامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.

42. لإحياء الاسلام قال ابن القيم : من طلب العلم ليحيي به الاسلام فهو من الصديقين ودرجته بعد درجة النبوة.

43. لتحقيق أفضل المنازل في الدنيا لما حسنه الترمذي من حديث أبي كبشة الانماري : إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ: عبدٌ رزقَه اللَّهُ مالًا وعِلمًا فهوَ يتَّقي ربَّهُ فيهِ ويصلُ بهِ رحِمَهُ ويعلَمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فَهَذا بأفضلِ المَنازلِ. وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ علمًا ولم يرزُقهُ مالًا فَهوَ صادقُ النيَّةِ يقولُ: لَو أنَّ لي مالًا لعَمِلتُ فيه بعَملِ فلانٍ فهو بنيَّتهِ فأَجرُهُما سواءٌ. وعَبدٌ رزقَهُ اللَّهُ مالًا ولَم يَرزُقهُ عِلمًا يخبِطُ في مالِهِ بغيرِ عِلمٍ لا يتَّقي فيهِ ربَّهُ ولا يَصلُ فيهِ رحمَهُ ولا يعلَم للهِ فيهِ حقًّا فهو بأخبَثِ المنازلِ، وعبدٌ لم يَرزُقْهُ اللَّهُ مالًا ولا عِلمًا فَهوَ يقولُ: لَو أنَّ لي مالًا لعَمِلْتُ فيهِ بعمَلِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فوزرُهُما سواءٌ.

44. لصرف الهمة والفكر بالاشتغال بالعلم عن كل ما لا يقرب إلى الله من المحرمات والمكروهات وفضول المباحات والافكار الضارة والوساس الشيطانية والخطرات الرديئة لأن النفس إذا لم تنشغل بالطاعة انشغلت بالمعصية وقوة العقل والفكر إذا لم تستغل في الفكر فيما ينفع من مصالح الدارين ومنها طلب العلم فلا بد أن يعاقب العبد بالاشتغال فيما لا ينفع لأن الذهن
لا يمكن أن يخلو من الافكار والخطرات.

45. ليكون صدقة جارية بعد الموت لحديث أبي هريرة عند مسلم : إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له. وحديث أبو قتادة عند ابن ماجه وصححه الالباني : خيرُ ما يخلِّفُ الرَّجُلُ من بعدِه ثلاثٌ ولدٌ صالِحٌ يدعو لَه وصَدَقةٌ تجري يبلغُهُ أجرُها وعِلمٌ يُعمَلُ بِه من بعدِهِ.

46. لتحصيل ثواب مجالس العلم والسعي لها لحديث أبي هريرة عند مسلم : وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ، وَيَتَدارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ... وقوله : السائحون الراكعون الساجدون... والسائحون أي : الذاهبون للغزو أو طلب العلم

47. رجاء هداية ونفع الناس عند ضياع العلم واستحكام الجهل لحديث حذيفة عند ابن ماجه وصححه الالباني : يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتّى لا يُدرى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدَقةٌ، ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ، وتبقى طوائفُ منَ النّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ: أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها فقالَ لَهُ صِلةُ: ما تُغني عنهم: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ ردَّها علَيهِ ثلاثًا، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثّالثةِ، فقالَ: يا صِلةُ، تُنجيهِم منَ النّار ثلاثًا. وقد بشر الله الغرباء في زمن الغربة عن الاسلام والعلم فقال في حديث أبي هريرة عند مسلم : بَدَأَ الإسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبى لِلْغُرَباءِ

48. رجاء شرف الانتساب لأهل القرآن وهم أهل الله وخاصته وأحق الناس بشرف الانتساب هم أهل العلم العاملون به كما روى ابن ماجة وصححه الالباني من حديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ.

49. جاء في حديث عبدالله بن عمرو عند أبي داوود : يُقالُ لصاحبِ القرآنِ اقرأْ وارتقِ ورتِّلْ كما كنت تُرتِّلُ في الدنيا فإنَّ منزلَك عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها. وأهل العلم داخلون فيه دخولا أولياً ولا شك

50. أن الله ذكر الأمور التي تستحق الغبطة والتمني وذكر منها المال والعلم وقراءة القرآن ويفهم من ذلك أن غيرها لا تستحق الغبطة ولا تمنيها إما لأن نفعها قليل أو لأنه لا نفع فيها البتة كما جاء في حديث ابن مسعود عند البخاري : لا حَسَدَ إلّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ على هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، وآخَرُ آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها. وحديث ابن عمر عند البخاري : لا حَسَدَ إلّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ

51. أن الله ذكر عن أهل القرآن أنهم مع السفرة الكرام البررة من الملائكة وأهل العلم العاملون به داخلون فيه دخولا أولياً لحديث عائشة عند البخاري : مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ..

- 52. أن الله يجازي قارئ القرآن الذي يتعاهده ويشق عليه على تعبه ويعطيه أجره مرتين وأهل العلم العاملون به داخلون فيه دخولا أولياً لحديث عائشة أيضا عند البخاري : مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ.