الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 79 الافتتاحية: حركة طالبان المرتدة على خطى صحوات الشام ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 79
الافتتاحية:

حركة طالبان المرتدة
على خطى صحوات الشام والعراق

جهدت حركة طالبان الوطنية، على تكرار طمأنة المشركين في الدول المحيطة بأفغانستان، بإعلان احترامها لأنظمة حكمهم الكافرة، وحرصها على علاقات وديّة معها، فلم تجنِ منهم إلا مزيدا من العداء، والإعانة لأعدائها، لما كان قد ظهر منها من تطبيق لبعض أحكام الشريعة، وإيوائها للمهاجرين، وإذنها للمجاهدين باستخدام الأراضي التي كانت تحكمها للإيواء والإعداد.

ثم مُنيت الحركة بنكسة كبيرة بفقدانها التمكين بعد أيام قليلة من القصف الصليبي، وانفراط عقدها لفترة طويلة بعد خذلان الطالبان لأميرهم وتخليهم عنه في ذلك الموقف الصعب، ما أفضى إلى عزلته قبل موته، لتتكون مراكز قوى جديدة داخل الحركة تولت زمام الأمور بدعم وتوجيه من المخابرات الباكستانية.

هذه الفئة المرتدة التي كان بيدها ملف العلاقات الخارجية في الحركة منذ استيلائها على كابول، والتي كانت مسؤولة عن كل خطابات المداهنة للمشركين والمرتدين في الدول المجاورة، زادت من ولائها للكفار بعد أن استتب الأمر بيدها كليَّا، وباتت تقدم نفسها خادما وضيعا لهم، وكلب حراسة لحدودهم وأراضيهم، بتأكيداتها المستمرة على عدم السماح للمجاهدين بإعداد هجمات جديدة عليهم، انطلاقا من المناطق التي يسيطرون عليها، وذلك لقاء تحصيل اعتراف من المشركين بهم، وقبولهم بإقامة علاقات معهم، وتقديمهم بعض الدعم لها.

ومع إعلان الدولة الإسلامية تجديد أحكام الخلافة في الأرض، وإعادة بناء جماعة المسلمين، والسعي لتحكيم شرع الله في الأرض كلها، شاطرت حركة طالبان الوطنية المرتدة الدول الصليبية والطواغيت الحاكمين لبلاد المسلمين المخاوف من انتشار دعوة التوحيد بين الناس، وما يعنيه ذلك من وجوب البراءة من الشرك وأهله، ومعاداتهم، وقتالهم حتى يكون الدين كله لله، وكذلك المولاة لأهل الإسلام، ووجوب اعتصامهم بجماعة المسلمين، وكسر الحدود المصطنعة التي تمزق بلاد المسلمين، وحلِّ التنظيمات والفصائل التي تفرقهم إلى شيع وأحزاب.

فبات قتال الدولة الإسلامية مشروعا مشتركا بين حركة طالبان والدول الكافرة التي أرعبها وجود الدولة الإسلامية على حدودها، كما أرعب الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتل أفغانستان.
وبات مرتدو الطالبان يعرضون قتال الدولة الإسلامية كسلعة ثمينة تسعى كل تلك الدول للحصول عليها، و الثمن المطلوب لقاءها هو فتح العلاقات مع مسؤولي طالبان، وتأمين الدعم السياسي، وربما المالي والتسليحي لهم.

ولذلك لم يكن مفاجئا أن يبرِّر الصليبيون الروس علاقتهم المفتوحة مع حركة طالبان المرتدة بأنها موجهة لقتال الدولة الإسلامية، مظهرين تخوفهم من انتشار جنودها على مقربة من خاصرة النفوذ الروسي في منطقة آسيا الوسطى، مبدين في الوقت نفسه الاستعداد للتدخل المباشر عسكريا لقتال جنود الخلافة في ولاية خراسان.

إن روسيا يهمها جدا -وبلا شك- إبعاد أمريكا عن حدودها، ومنطقة نفوذها في آسيا الوسطى، ولكن دون أن يؤدي انسحاب أمريكا إلى حلول الدولة الإسلامية محلّها، متشاركة هذا الهدف مع الصين وإيران.

ولذلك تسعى لأن تشغل هي الفراغ الحاصل في حال الانسحاب الأمريكي، سواء من خلال الوجود المباشر، وهو صعب مكلف، أو بتحويل خراسان إلى منطقة عازلة يشرف عليها حلفاؤها، لمنع أعدائها من التواجد في هذه المنطقة الخطرة بالنسبة إليها، حيث تمثل حركة طالبان الوطنية نموذجا مناسبا لهذا الحليف، بطموحاتها القاصرة على الوطنية الأفغانية، وعصبيتها القبلية والمذهبية، وعلاقتها الوطيدة بحكومة إيران الرافضية، الحليف الأقرب لروسيا هذه الأيام.

إن هذه الحركة المرتدة بعرضها قتال الدولة الإسلامية نيابة عن الدول الصليبية وحكومات الطواغيت، إنما تكرر ما فعلته سابقا الكثير من التنظيمات والفصائل المنتسبة للإسلام زورا، كفصائل صحوات العراق، وأخواتها من صحوات الشام وليبيا، والتي يحالفها تنظيم القاعدة المبايع لحركة طالبان الوطنية.

وإن مصير هذه الحركة المرتدة التي انخدع بها الكثيرون، لن يكون أحسن حالا من مصير صحوات العراق والشام بإذن الله، وسيبحث حلفاؤها عن بديل لها عندما يكتشفون عجزها عن منع جنود الخلافة من الوصول إليهم، والضرب داخل أراضيهم، بل سيكتشفون عجزها عن حماية نفسها، وحاجتها هي إلى حمايتهم.

فليكمل جنود الخلافة في خراسان ما بدؤوه بقتال الصليبيين والمرتدين، وليعظموا النكاية في أعداء الله كلِّهم، كما هو دأبهم، ولينصروا الله بأقوالهم وأفعالهم، فلا يغلبهم الإنس والجان ولو اجتمعوا عليهم، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.



المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 79
الخميس 8 شعبان 1438 ه‍ـ

لطلب المواد والإصدارات وللإستفسار
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR