الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 81 حوار: أمير هيئة النقد: ندعو المسلمين إلى نبذ النقود ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 81
حوار:

أمير هيئة النقد:
ندعو المسلمين إلى نبذ النقود الورقية والتعامل فقط بالنقود الإسلامية

مبيِّناً سبب إصرار الدولة الإسلامية على إتمام مشروع النقود الإسلامية رغم الصعوبات الكبيرة.
وشارحاً خطورة استمرار تعامل الناس بالعملات الورقية.

وموضحاً فائدة استخدام النقود الإسلامية في الادخار والتداول.

3/5
• لو أردنا أن نتكلم عن العلاقة بين الأوراق النقدية والذهب هذا الوقت، كيف توضح لنا هذه العلاقة؟

إن من يتابع تطور أسعار كل من الذهب والدولار، والعملات الورقية الأخرى المرتبطة به، سيجد أن الأسعار متباعدة مع الزمن، فتزداد قيمة الدولار هبوطا مقارنة بالذهب، لا أن قيمة الذهب تزداد صعودا مقارنة بالدولار كما يروج أولياء الدولار، فقيمة الدولار اليوم هي أقل بثلاثين مرة من قيمته أمام الذهب منذ انكشاف خدعة ربط الدولار بالذهب قبل نصف قرن تقريبا، وإعلان الأمريكيين إنهاء هذا الارتباط، في حين أن قيمة الفضة مقابل الذهب لم تهبط إلا بمقدار الثلث فقط خلال الفترة نفسها.

وما يزال الذهب هو الملاذ الأوسع للهاربين من تقلبات أسعار الدولار، فعند أي بادرة لأزمة اقتصادية نجد أن أسعار الذهب تزداد (بمصطلحهم)، وذلك أن أصحاب الأموال يسارعون إلى التخلي عن دولاراتهم ويتمسكون بالذهب الآمن، فإذا انجلت الأزمة عادوا لشراء الدولارات لكي يتمكنوا من الاستثمار في أسواقهم التي حصروا التعامل فيها بالأوراق النقدية.

وكذلك الأمر في الحروب والاضطرابات إذ سرعان ما تتراجع قيمة العملات المحلية، وتختلف سرعة التراجع بحسب قوة اقتصاد الدولة، وصولا إلى انهيار سعر العملة وفقدانها قيمتها، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر، وليس بعيدا عنا حال العملات الورقية في العراق والشام، إذ تراجعت قيمة دينار الطاغوت صدام 660 ضعفا تقريبا خلال 5 سنوات فقط، بسبب الحرب بينه وبين الصليبيين، عقب غزو الكويت والحصار الذي فُرض على العراق بعد ذلك، فما كان الفرد يشتريه بدينار واحد قبل انهياره، بات يحتاج إلى 660 دينارا لشرائه بعد التراجع الحاد لقيمته، الأمر الذي أدى لفقدان الناس أموالهم ومدخراتهم بدرجة كبيرة، وإفقارهم، وتجويعهم، وكذلك وجدنا عملة النظام النصيري تنهار وتخسر 10 أضعاف قيمتها بعد 6 سنوات من الحرب فقط، وهكذا الأمر في كل الدول التي دخلت حروبا، أو حلت فيها الاضطرابات.

ولذلك نجد أن أي بلد تدخل في حرب أو يتجه الوضع فيها نحو الاضطراب يرتفع فيها سعر الذهب بسبب الإقبال الشديد من الناس على اقتنائه للادخار، لمعرفة الناس حتى العوام منهم أن العملات الورقية لا تثبت أمام الهزات القوية وسرعان ما تنهار.

وهذا ما يجب أن يحرص عليه المسلمون داخل أراضي الدولة الإسلامية وخارجها، وهو أن يستبدلوا ما له قيمة حقيقية من السلع بما لديهم من عملات ورقية، وخاصة الذهب والفضة، لاستقرار أسعارهما، وسهولة التعامل بهما، تخزينا، ونقلا، وتداولا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 81
الخميس 22 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar