من أحكام الصيام في شهر رمضان 3/4 * مفسدات الصوم • الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة ...
من أحكام الصيام في شهر رمضان
3/4
* مفسدات الصوم
• الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيا، وأنا صائم، فقال: (الله أطعمك وسقاك) [رواه أبو داود وغيره]، فهذا الرجل بيَّن أنه أكل وشرب ناسيا فلم يفسد صومه.
• إخراج المني بجماع أو بغير جماع سوى الاحتلام: وذلك لأن الاحتلام وقع من غير إرادته في حال نومه، فرفع عنه حكم بطلان صومه لأنه غير مختار، بخلاف الجماع وغيره.
• القيء عمدا دون أن يغلبه: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض) [رواه أحمد وأبو داود وغيرهما].
• الردة عن الدين بقول أو فعل أو اعتقاد: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].
• نية الإفطار في القلب ولو لم يأكل أو يشرب: فمن نوى الإفطار أفطر لحديث (إنما الأعمال بالنيات).
* من أفسد صومه بجماع في نهار رمضان فتجب عليه الكفارة وهي على الترتيب:
عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، إذ قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت. قال: (ما لك؟) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبة تعتقها؟) قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين)، قال: لا، فقال: (فهل تجد إطعام ستين مسكينا)، قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمر -والعرق المكتل- قال: (أين السائل؟) فقال: أنا، قال: (خذها، فتصدق به) فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرَّتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: (أطعمه أهلك) [رواه البخاري].
* مكروهات الصوم
• مباشرة الزوجة بالقبلة والمعانقة لمن لا يملك إربه: عن أبي هريرة، أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المباشرة للصائم، فرخَّص له، وأتاه آخر، فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخَّص له شيخ، والذي نهاه شاب [رواه أبو داود].
• المبالغة في المضمضة والاستنشاق، وذلك خشية أن يذهب الماء إلى جوفه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما) [رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة].
• التفحش في الكلام والسب والشتم والغضب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (... وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم...) [متفق عليه].
* من يرخص له الإفطار في رمضان مع القضاء أو الفدية
• الغازي في سبيل الله: ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوه لفتح مكة: (إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم) فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: (إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا) وكانت عزمة، فأفطرنا [رواه مسلم].
فإفطار الغازي في سبيل الله قوة له وللمجاهدين، ويستحب كلما اقترب المجاهد من قتال عدوه فيكون أولى من الصيام، كما عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإفطار لما اقترب القتال.
المريض والمسافر: قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].
• الحائض والنفساء: عن معاذة العدوية قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: (كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة) [رواه مسلم].
• الحامل والمرضع: فعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، وعن الحبلى والمرضع) [رواه أحمد والنسائي].
فالغازي في سبيل الله والمريض والمسافر والحائض والنفساء والحامل والمرضع إذا أفطروا يقضون يوما عن كل يوم.
أما كبار السن الذين لا يطيقون الصيام فعليهم الإطعام دون القضاء: فعن عطاء، أنه سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين يُطَوَّقُونَهُ فَلاَ يُطِيقُونَهُ فدية طعام مسكين قال ابن عباس: "ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا" [رواه البخاري].
ويلحق بهذا الصنف: أصحاب المرض الذي لا يرجى برؤه.
فائدة: لا يشترط التتابع في قضاء الصوم، قال الإمام البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: "لا بأس أن يفرق لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}" [البقرة: 184].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 هـ
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
3/4
* مفسدات الصوم
• الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيا، وأنا صائم، فقال: (الله أطعمك وسقاك) [رواه أبو داود وغيره]، فهذا الرجل بيَّن أنه أكل وشرب ناسيا فلم يفسد صومه.
• إخراج المني بجماع أو بغير جماع سوى الاحتلام: وذلك لأن الاحتلام وقع من غير إرادته في حال نومه، فرفع عنه حكم بطلان صومه لأنه غير مختار، بخلاف الجماع وغيره.
• القيء عمدا دون أن يغلبه: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض) [رواه أحمد وأبو داود وغيرهما].
• الردة عن الدين بقول أو فعل أو اعتقاد: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].
• نية الإفطار في القلب ولو لم يأكل أو يشرب: فمن نوى الإفطار أفطر لحديث (إنما الأعمال بالنيات).
* من أفسد صومه بجماع في نهار رمضان فتجب عليه الكفارة وهي على الترتيب:
عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، إذ قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت. قال: (ما لك؟) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبة تعتقها؟) قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين)، قال: لا، فقال: (فهل تجد إطعام ستين مسكينا)، قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمر -والعرق المكتل- قال: (أين السائل؟) فقال: أنا، قال: (خذها، فتصدق به) فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرَّتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: (أطعمه أهلك) [رواه البخاري].
* مكروهات الصوم
• مباشرة الزوجة بالقبلة والمعانقة لمن لا يملك إربه: عن أبي هريرة، أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المباشرة للصائم، فرخَّص له، وأتاه آخر، فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخَّص له شيخ، والذي نهاه شاب [رواه أبو داود].
• المبالغة في المضمضة والاستنشاق، وذلك خشية أن يذهب الماء إلى جوفه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما) [رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة].
• التفحش في الكلام والسب والشتم والغضب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (... وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم...) [متفق عليه].
* من يرخص له الإفطار في رمضان مع القضاء أو الفدية
• الغازي في سبيل الله: ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوه لفتح مكة: (إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم) فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: (إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا) وكانت عزمة، فأفطرنا [رواه مسلم].
فإفطار الغازي في سبيل الله قوة له وللمجاهدين، ويستحب كلما اقترب المجاهد من قتال عدوه فيكون أولى من الصيام، كما عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإفطار لما اقترب القتال.
المريض والمسافر: قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].
• الحائض والنفساء: عن معاذة العدوية قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: (كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة) [رواه مسلم].
• الحامل والمرضع: فعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، وعن الحبلى والمرضع) [رواه أحمد والنسائي].
فالغازي في سبيل الله والمريض والمسافر والحائض والنفساء والحامل والمرضع إذا أفطروا يقضون يوما عن كل يوم.
أما كبار السن الذين لا يطيقون الصيام فعليهم الإطعام دون القضاء: فعن عطاء، أنه سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين يُطَوَّقُونَهُ فَلاَ يُطِيقُونَهُ فدية طعام مسكين قال ابن عباس: "ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا" [رواه البخاري].
ويلحق بهذا الصنف: أصحاب المرض الذي لا يرجى برؤه.
فائدة: لا يشترط التتابع في قضاء الصوم، قال الإمام البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: "لا بأس أن يفرق لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}" [البقرة: 184].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 هـ
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11