قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق ...
قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.:
*الرد.على.من.ينكر.السنة.من.العلمانيين.والرافضة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/d23b2BrEvtg
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
ونحن نعيش في ربيع الأنوار، ذلك الربيع الذي يسميه العلماء الأبرار الأخيار بأنه ربيع الأنوار، ربيع تربع حقيقة على عروش قلوبنا، وعلى نفوسنا، وأفئدتنا، وملك منا كل شيء، ذلك الربيع الذي جاء سيد الربيع عليه الصلاة والسلام، الذي جاء فيه الصطفى لينير الكون بما فيه، الذي جاء فيه الرحمة المهداة، الذي جاء فيه النور، الذي جاء فيه الهدى، الذي جاء فيه الضياء، الذي جاء فيه مفتاح الجنة، مفتاح الرحمة، مفتاح البركة، مفتاح الخير، جاء المنقذ صلى الله عليه وسلم، في هذا الربيع جاء المنة ولا منة أعظم من منته جل جلاله برسولنا عليه الصلاة والسلام، ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾، من قبل أن يأتيهم هذا الرسول الأمين، ولا أتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن ولادته ومنة الله به علينا فقد تحدثت في خطبة ماضية عن ذلك صلى الله عليه وسلم…
ـ لكني أتحدث اليوم عن طآمة كبرى، وعن أمر جلل، وعن أخطر وأعظم وأشد وأكبر ما يمكن أن يجتننى على أمتنا، أعظم مايمكن أن يجتنى علينا، وأن تسلب من الأمة ما هو فيها، بمناسبة هذا الربيع، أتحدث عن تلك الجريمة النكراء التي يروج لها صنفان من الناس، علماني، ملحد، مجرم لا يؤمن بدين ولا برب، هدفه الأعظم والأكبر أن يحارب دين الاسلام بخصوصه، وأن يهدمه من بنيانه، وأن يهده من أساسه، أو رافضي مجوسي لا يؤمن أصلاً بهذا الدين الذي نزل به رسولنا عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة، بل هو في أمة غير أمتنا، ومن أصل غير أصلنا، فهو رافضي مجوسي فارسي أو أنه انتسب إليهم بعقيدته، وبما تشربه من فكر…
ـ أتحدث عن الطعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن هدم السنة النبوية، عن من يسمون بالقرآنيين، سواء دعاة القرآن من الرافضة، أو دعاة الاتباع للقرآن من العلمانيين، اليوم نجد كثيرًا -كما يؤتى إلي من أسئلة كثيرة ربما لا يخلو يوم من الأيام إلا ومعي منها سؤالان أو ثلاثة من تلك الأسئلة التي تطعن في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، يأتون باسم القرآن ليحاجوا السنة، ويرفضون السنة النبوية باسم أنهم يريدون القرآن لا شيء غير القرآن، هو المعصوم هو الذي حفظه الله، أما السنة ففيها الضعيف، وفيها الموضوع، وفيها المكذوب، وفيها الشاذ، وفيها ما لا أصل له، فيها وفيها، ويمكن أن يأتي أحد فيختلق من السنة ما شاء، أما القرآن فلا يمكن لأحد أن يأتي بذلك أبدا، ونسوا، أو بالأصح تناسوا أن السنة النبوية بمجملها في كتاب الله، وأن من يطعنون في السنة النبوية فإنهم يطعنون فيما يدعون من أنهم يريدون القرآن الكريم، إذ أن السنة في القرآن اصلاً، وقد تكفل الله بحفظهما معا، ﴿إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ﴾، وقطعـًا قطعـًا أن حفظ البيان يلزم منه حفظ المبِيّن، وهذا القرآن هو البيان بيان للناس، وهذه السنة هي مبينة لما في القرآن، وأين دعاة القرآن اليوم من السنة النبوية، أين أولئك الذين يقولون بملء فيهم أنهم لا يريدون سوى القرآن، وينكرون سنة العدنان، يؤمنون على قولهم بما في كتاب الله، ويرفضون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين قول الله إذا كانوا يؤمنون بالقرآن: {أَطِيْعُوا اللَّهَ وَطِيْعُوا الرَّسُولَ}، فقرن طاعته بطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾، فأشار إلى كفرهم صراحة في كتاب الله: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾، من أنكر السنة فقد أنكر القرآن جملة وتفصيلا وإن كذب وادعى ما ادعى، من رفض طاعة الله أو طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أشار القرآن صراحة إلى كفره، من رفض طاعة الرسول فقد رفض طاعة الله، وأيضـًا واطيعوا الله في سورة آل عمران، أما في سورة النور،﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾، وقوله: {فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، أين دعاة القرآن اليوم من هذه الآية الصريحة، بل الآيات الصريحات، أين دعاة القرآن اليوم من قول الله: {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، أليست هذه في كتاب الله صريحة مبينة بوجوب اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألم يقل الله: ﴿وَالنَّجمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُم وَما غَوى وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾، أين دعاة القرآن اليوم، من هذه الآيات، بل أين دعاة القرآن اليوم من قسم رب العالمين بنفي الإيمان عنهم: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾، إيمانهم الكاذب منفي من الله ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم﴾، ثم فوق ذلك {ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾، فقد حكم الله بكفر من لم يؤمن في السنة، أو طعن فيها، أو شكك بما جاءت به، ونفى عنهم الإيمان، ثم جعله نفاقا في قول الله: ﴿وَإِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِذا فَريقٌ مِنهُم مُعرِضونَ وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إِلَيهِ مُذعِنينَ أَفي قُلوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارتابوا أَم يَخافونَ أَن يَحيفَ اللَّهُ عَلَيهِم وَرَسولُهُ بَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾، لا يعدل الله فيهم ورسوله لماذا، أي شيء يخافون منه، أولئك الذين يدعون أن لا سنة، وأن السنة بالنسبة لهم لا شيء، وأنهم لا يؤمنون إلا بالقرآن، أين الآيات البينات عشرات الآيات، {وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾، فهو البيان عليه الصلاة والسلام.
ـ أين تلك الآيات؟ ثم أين يجدون أعداد الصلوات؟ وأين أركان الصلوات؟ وأين يجدون شروط الصلوات؟ وأين يجدون أوقات الصلوات؟ وأين يجدون ماذا نقرأ في الصلوات؟ وكيف نبدأ الصلوات؟ وكيف نختم الصلوات المفروضات: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ناهيك عن النوافل….
أين أولئك الذين يدعون التمسك بالقرآن؟ أين يجدون الحج، وأركان الحج، وكيف نحج؟
أين المناسك التي هي فرض في الحج؟ أين واجبات الحج، أين شروط الحج، أين من يجب عليه الحج، أين تعليمات الحجاج، وقل عن الصيام وغيره… إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المعلم والكفر به كفر صريح بالقرآن، ولو نطقوا، ولو نعقوا، ولو كذبوا، ولو قالوا، وأوهموا الناس بأنهم إلى القرآن ينتسبون، فليسوا من القرآن في شيء، إن لم يكن رسول صلى الله عليه وسلم، هو الذي أتى بالقرآن الكريم وهو المبين لما فيه، فمن المبين؟، أعقل فارسي سيبين لنا القرآن، أم مجرم أمريكي ملحد، مغتصب نصاب، هالك، ملحد، أي إلحاد سيبين لنا ذلك من سيبين لنا الصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، وكيف نعبد وكيف نصلي ونسجد… إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخائِنينَ خَصيمًا}، أنت يا رسول الله أنزلناك لتحكم بين الناس، وليس القرآن وحده هو الذي سيحكم؛ لأنه أوراق إن لم يكن رجل قائم بالقرآن يبينه، يفسره، يعمل به، يوضح للناس ما فيه فمن؟، وصدق ابن مسعود رضي الله عنه، حين لعن النامصة والمتنمصة والحالقة والشاقة، ثم قال في نهاية الحديث لما قالت امرأة لماذا تلعن ذلك؟ فقال: وما لي لا ألعن من لعنه الله، فقالت ها أنا ذا أقرأ القرآن من جلدته إلى جلدته، لم أجد أن الله يلعن النامصة واخواتها، فقال ابن مسعود إن كنت قرأتيه فقد وجدتيه، ألم يقل الله: {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ}، والرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرنا الله باتباعه، وما نطق به هو عينه ما نطق به القرآن بدون أدنى ريب وبدون أدنى شك لمن كان يؤمن بالرسول حقا، أما من كان لا يؤمن به فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال عنهم:" الا ليأتين رجل شبعان ( يمكن أن يكون مخزنا متكئا على أريكته) يأتيه الأمر مني فيقول عليكم بكتاب الله فخذوه"، ثم قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، في الحديث قال: 'ألا وإنما قال الله هو ما قال رسول الله، إلا وإن أوتيت الكتاب ومثله معه"، يعني أوتيت القرآن وأوتيت السنة، أمرني ربي بأن أبلغ للناس القرآن، وأن ابلغ لهم السنة، فمن لم يؤمن بالقرآن أو لم يؤمن بالسنة النبوية أو لم يؤمن بأحدهما أو بكليهما فليس من الإسلام في شيء؛ لأنه يرفض الإسلام جملة وتفصيلا، سواء يدعي الإيمان بالقرآن أو أنه لا يؤمن إلا بالسنة أو لا يؤمن بهما معا، والواجب هو الأخذ بزمام القرآن، وبزمام السنة المبينة لهذا القرآن، الذي أمر الله فيه باتباع رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى أنه قال للمؤمنين وهم المؤمنون: ﴿وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا﴾، بمجرد أن يختاروا هذا الأمرين لا يمكن أن يكون إيمان بين خيارين أبدا أن يختار مؤمن غير ما اختار الله ورسوله، فإن هذا ليس بمؤمن، وليس عنده منه حبة خردل، {وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا﴾، سماه عصيانـًا…
أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
ـ في الحقيقة فإن السنة النبوية إن لم تكن بجوار القرآن فإن القرآن لا مبين له، وكأنه لم ينزل على رسول أصلًا، وكأنه لم ينزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام أصلًا، من جاء بالقرآن هو رسول الله والذي جاء بالسنة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، إن أولئك الذين يدعون على أنهم يؤمنون بالقرآن دون السنة فإنهم كذبة نعرفهم بسيماهم وبلحن القول في ألسنتهم، لا ريب على أنهم دعاة لهدم هذا الدين من وأن ادعوا غير ذلك، وإن نطقوا بغير هذا، وإن زعموا، وتحدثوا، وقالوا، فإنهم يهدمون القرآن قبل أن يهدموا السنة، فإنهم يريدون أن نحاكم القرآن إلى عقولنا، وإلى ذواتنا، وأن نفسر ما في القرآن من أحكام على أشخاصنا، وعلى هيئاتنا، وعلى ما يريدونهم في دهاليزهم، وفي عقائدهم، وفي ما لديهم في مقررات داعميهم، ومموليهم، هذا القرآن هو ناطق بالسنة قبل أن ينطق بالقرآن أصلًا، لأنه ما نزل إلا على رجل هو الذي جاء بتلك السنة، بل قرن الله تبارك وتعالى في نص آية المنة بأنه أنزل السنة: ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةٍَ﴾، والحكمة عند جماهير العلماء هي السنة، فالكتاب والسنة أنزلا معا…
ـ أخيراً أختم بشبهة يناقشها هؤلاء الغوغاء، وهي كيف البخاري ومسلم وأصحاب السنن بل الكتب تسعة بعد مئتين وخمسين سنة وأكثر من هذا جدلاً جاؤوا فألفوا البخاري ومسلم والسنن، ورسول الله لم يروه ولم ينظروا إليه ولم يشاهدوه ولم يحدثوا عنه اصلا، وهؤلاء الأغبياء التنحاء حقـًا لم يعلموا على أن سلسلة متصلة، كما أنها متصلة بي أني أنا فلان ابن فلان ابن فلان ابن فلان إلى آخر نسبي أؤمن به كما اؤمن بوجودي قطعـًا ولا يكذبني أحد أبدا، وهكذا قل عن أنفسكم جميعـًا أنه فلان ابن فلان ابن فلان، لا يمكن أن يشك ولا يمكن أن يطعن في نسبه، وهكذا السنة هي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاءت سلسلة متصلة حتى وصلت إلى هؤلاء العظماء، ولا يقبلون من فيه أدنى ريب من هؤلاء الذين نقلوا السنة، وأحدثكم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، في البخاري أنه سافر شهراً كاملًا إلى الشام من المدينة على جمله، ليسمع من عبد الله ابن أُنيس حديثـًا واحدا سمعه عبدالله بن أنيس وحده عن رسول الله، فقال جابر والله لا أبقى في المدينة وأنا لم أستمع لحديث سمعه رجل من الصحابة عن رسول الله ولم أسمعه أنا، فانطلق بجمله حتى وصل إلى أرض الشام فالتقى في السوق بعبدالله ابن أنيس، فقال بلغني عنك يا عبد الله حديثا عن رسول الله، حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته ولم أسمعه أنا، فحدثني قال انزل أنت ضيفنـًا وسأحدثك عنه، ولكن انزل إلى داري قال لا تفسد نيتي، أتيت لأسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعود إلى داري فقال قال صلى الله عليه وسلم كذا وكذا "يحشر الناس...."هذا جابر ابن عبد الله وهو صحابي فكيف بالتابعين؟ .
ـ أحدثكم عن شعبة ابن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث لما سمع عن أبي إسحاق السبيعي شيخه سمع منه يحدث عن عبدالله ابن عطاء عن عقبة بن عامر وهو في البصره، فقال شعبة لأبي إسحاق السبيعي من حدثك بهذا؟ قال حدثني به رجل في المدينة، قال والله لأذهبن إليه لاتأكد من هذا الحديث، فركب جمله وانطلق إلى المدينة وسمع الحديث فقال ليس مني بل هو من رجل آخر في مكة، فاذهب إليه لقد ذهب إلى الحج، فذهب إلى مكة فلما وصل إليه فقال ليس مني هذا الحديث، بل الحديث حدثني أيضـًا فلان في الكوفة، فقال شعبة: سبحان الله عجيب هذا الحديث بينما هو حديث بصري يرجع مدني ثم مكي ثم يعود إلى الكوفة، قال فذهبت إلى الكوفة فلقي عقبة بن عامر فقال: حدثنيه شهر ابن حوشب أي في سلسلته هذا الرجل وهو رجل ضعيف عند أهل الحديث، فقال شعبة: قاتل الله شهراً أفسد علي مسيرة شهر، يريد شهر بن حوشب أفسد عليه مسيرة شهر، ثم قال: "ليس بحديث"، يعني هذا حديث ضعيف…
- فهؤلاء يتحرون أقل القليل ولو كان فيه رجل ضعيف أو لا يعرفونه يتحرونه ويدققون فيه، بل البخاري عليه رحمة الله وإن أطلت عليكم في هذه الخطبة لأني لا أتحدث عنها بعد ذلك هذا البخاري جاء إلى رجل وهو يلقم حماره شيئـًا من الوعاء ليس فيه شيء ولكنه يكـذب عليه فقال البخاري: هذا يكذب على الحمار لا آمنه أن يكذب على رسول الله فلم يحدث عنه، ولم يلتق به بعد ذلك، وجعله من الضعفاء عنده؛ لأنه كذب على الحمار، فقال إذا كان يكذب على حماره فحري أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أنهم من تحريهم لم يكونوا يقبلون الحديث ممن يركب الحمار لأنه دناءة، وليس مما ينبغي للعلماء، ولا ممن يتنخم أمام الناس، ولا ممن يمتخط أمام الناس، ولا من لا يلبس العمامة، أو يدخل السوق ونحو هذا… ويفعل كذا وكذا وكذا حرصـًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الا يرويها إلا العدول الفضلاء، العظماء، النزهاء، البجلاء من أمتنا، ومن هؤلاء الفسقة، المردة؟، المجرمون، القتلة، الظلمة، الهلكى يتحدثون عن البخاري وعن مسلم ويتحدثون عن أن السنة مكذوبة، أو مطعون فيها، أو لا نؤمن بها من هؤلاء أمام الإمام البخاري ومسلم رحمهم الله.
ـ وأخيرا يكفينا شرف أن البخاري ومسلم يطعن فيه من لا خلاق له، ومن لا يصلي، ومن لا يعرف كيف يصلي، يكفي فضلًا ودليل على أنه رزح في قلوبهم، واذهانهم، أنه لا يطعن فيه الا من خف عقله، وقل علمه، وانتهى ورعه وزهده، وتلقى منهجه من غير المنهج الحق الروي، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
*الرد.على.من.ينكر.السنة.من.العلمانيين.والرافضة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/d23b2BrEvtg
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
ونحن نعيش في ربيع الأنوار، ذلك الربيع الذي يسميه العلماء الأبرار الأخيار بأنه ربيع الأنوار، ربيع تربع حقيقة على عروش قلوبنا، وعلى نفوسنا، وأفئدتنا، وملك منا كل شيء، ذلك الربيع الذي جاء سيد الربيع عليه الصلاة والسلام، الذي جاء فيه الصطفى لينير الكون بما فيه، الذي جاء فيه الرحمة المهداة، الذي جاء فيه النور، الذي جاء فيه الهدى، الذي جاء فيه الضياء، الذي جاء فيه مفتاح الجنة، مفتاح الرحمة، مفتاح البركة، مفتاح الخير، جاء المنقذ صلى الله عليه وسلم، في هذا الربيع جاء المنة ولا منة أعظم من منته جل جلاله برسولنا عليه الصلاة والسلام، ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾، من قبل أن يأتيهم هذا الرسول الأمين، ولا أتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن ولادته ومنة الله به علينا فقد تحدثت في خطبة ماضية عن ذلك صلى الله عليه وسلم…
ـ لكني أتحدث اليوم عن طآمة كبرى، وعن أمر جلل، وعن أخطر وأعظم وأشد وأكبر ما يمكن أن يجتننى على أمتنا، أعظم مايمكن أن يجتنى علينا، وأن تسلب من الأمة ما هو فيها، بمناسبة هذا الربيع، أتحدث عن تلك الجريمة النكراء التي يروج لها صنفان من الناس، علماني، ملحد، مجرم لا يؤمن بدين ولا برب، هدفه الأعظم والأكبر أن يحارب دين الاسلام بخصوصه، وأن يهدمه من بنيانه، وأن يهده من أساسه، أو رافضي مجوسي لا يؤمن أصلاً بهذا الدين الذي نزل به رسولنا عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة، بل هو في أمة غير أمتنا، ومن أصل غير أصلنا، فهو رافضي مجوسي فارسي أو أنه انتسب إليهم بعقيدته، وبما تشربه من فكر…
ـ أتحدث عن الطعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن هدم السنة النبوية، عن من يسمون بالقرآنيين، سواء دعاة القرآن من الرافضة، أو دعاة الاتباع للقرآن من العلمانيين، اليوم نجد كثيرًا -كما يؤتى إلي من أسئلة كثيرة ربما لا يخلو يوم من الأيام إلا ومعي منها سؤالان أو ثلاثة من تلك الأسئلة التي تطعن في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، يأتون باسم القرآن ليحاجوا السنة، ويرفضون السنة النبوية باسم أنهم يريدون القرآن لا شيء غير القرآن، هو المعصوم هو الذي حفظه الله، أما السنة ففيها الضعيف، وفيها الموضوع، وفيها المكذوب، وفيها الشاذ، وفيها ما لا أصل له، فيها وفيها، ويمكن أن يأتي أحد فيختلق من السنة ما شاء، أما القرآن فلا يمكن لأحد أن يأتي بذلك أبدا، ونسوا، أو بالأصح تناسوا أن السنة النبوية بمجملها في كتاب الله، وأن من يطعنون في السنة النبوية فإنهم يطعنون فيما يدعون من أنهم يريدون القرآن الكريم، إذ أن السنة في القرآن اصلاً، وقد تكفل الله بحفظهما معا، ﴿إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ﴾، وقطعـًا قطعـًا أن حفظ البيان يلزم منه حفظ المبِيّن، وهذا القرآن هو البيان بيان للناس، وهذه السنة هي مبينة لما في القرآن، وأين دعاة القرآن اليوم من السنة النبوية، أين أولئك الذين يقولون بملء فيهم أنهم لا يريدون سوى القرآن، وينكرون سنة العدنان، يؤمنون على قولهم بما في كتاب الله، ويرفضون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين قول الله إذا كانوا يؤمنون بالقرآن: {أَطِيْعُوا اللَّهَ وَطِيْعُوا الرَّسُولَ}، فقرن طاعته بطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾، فأشار إلى كفرهم صراحة في كتاب الله: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾، من أنكر السنة فقد أنكر القرآن جملة وتفصيلا وإن كذب وادعى ما ادعى، من رفض طاعة الله أو طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أشار القرآن صراحة إلى كفره، من رفض طاعة الرسول فقد رفض طاعة الله، وأيضـًا واطيعوا الله في سورة آل عمران، أما في سورة النور،﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾، وقوله: {فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، أين دعاة القرآن اليوم من هذه الآية الصريحة، بل الآيات الصريحات، أين دعاة القرآن اليوم من قول الله: {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، أليست هذه في كتاب الله صريحة مبينة بوجوب اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألم يقل الله: ﴿وَالنَّجمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُم وَما غَوى وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾، أين دعاة القرآن اليوم، من هذه الآيات، بل أين دعاة القرآن اليوم من قسم رب العالمين بنفي الإيمان عنهم: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾، إيمانهم الكاذب منفي من الله ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم﴾، ثم فوق ذلك {ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾، فقد حكم الله بكفر من لم يؤمن في السنة، أو طعن فيها، أو شكك بما جاءت به، ونفى عنهم الإيمان، ثم جعله نفاقا في قول الله: ﴿وَإِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِذا فَريقٌ مِنهُم مُعرِضونَ وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إِلَيهِ مُذعِنينَ أَفي قُلوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارتابوا أَم يَخافونَ أَن يَحيفَ اللَّهُ عَلَيهِم وَرَسولُهُ بَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾، لا يعدل الله فيهم ورسوله لماذا، أي شيء يخافون منه، أولئك الذين يدعون أن لا سنة، وأن السنة بالنسبة لهم لا شيء، وأنهم لا يؤمنون إلا بالقرآن، أين الآيات البينات عشرات الآيات، {وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾، فهو البيان عليه الصلاة والسلام.
ـ أين تلك الآيات؟ ثم أين يجدون أعداد الصلوات؟ وأين أركان الصلوات؟ وأين يجدون شروط الصلوات؟ وأين يجدون أوقات الصلوات؟ وأين يجدون ماذا نقرأ في الصلوات؟ وكيف نبدأ الصلوات؟ وكيف نختم الصلوات المفروضات: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ناهيك عن النوافل….
أين أولئك الذين يدعون التمسك بالقرآن؟ أين يجدون الحج، وأركان الحج، وكيف نحج؟
أين المناسك التي هي فرض في الحج؟ أين واجبات الحج، أين شروط الحج، أين من يجب عليه الحج، أين تعليمات الحجاج، وقل عن الصيام وغيره… إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المعلم والكفر به كفر صريح بالقرآن، ولو نطقوا، ولو نعقوا، ولو كذبوا، ولو قالوا، وأوهموا الناس بأنهم إلى القرآن ينتسبون، فليسوا من القرآن في شيء، إن لم يكن رسول صلى الله عليه وسلم، هو الذي أتى بالقرآن الكريم وهو المبين لما فيه، فمن المبين؟، أعقل فارسي سيبين لنا القرآن، أم مجرم أمريكي ملحد، مغتصب نصاب، هالك، ملحد، أي إلحاد سيبين لنا ذلك من سيبين لنا الصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، وكيف نعبد وكيف نصلي ونسجد… إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخائِنينَ خَصيمًا}، أنت يا رسول الله أنزلناك لتحكم بين الناس، وليس القرآن وحده هو الذي سيحكم؛ لأنه أوراق إن لم يكن رجل قائم بالقرآن يبينه، يفسره، يعمل به، يوضح للناس ما فيه فمن؟، وصدق ابن مسعود رضي الله عنه، حين لعن النامصة والمتنمصة والحالقة والشاقة، ثم قال في نهاية الحديث لما قالت امرأة لماذا تلعن ذلك؟ فقال: وما لي لا ألعن من لعنه الله، فقالت ها أنا ذا أقرأ القرآن من جلدته إلى جلدته، لم أجد أن الله يلعن النامصة واخواتها، فقال ابن مسعود إن كنت قرأتيه فقد وجدتيه، ألم يقل الله: {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ}، والرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرنا الله باتباعه، وما نطق به هو عينه ما نطق به القرآن بدون أدنى ريب وبدون أدنى شك لمن كان يؤمن بالرسول حقا، أما من كان لا يؤمن به فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال عنهم:" الا ليأتين رجل شبعان ( يمكن أن يكون مخزنا متكئا على أريكته) يأتيه الأمر مني فيقول عليكم بكتاب الله فخذوه"، ثم قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، في الحديث قال: 'ألا وإنما قال الله هو ما قال رسول الله، إلا وإن أوتيت الكتاب ومثله معه"، يعني أوتيت القرآن وأوتيت السنة، أمرني ربي بأن أبلغ للناس القرآن، وأن ابلغ لهم السنة، فمن لم يؤمن بالقرآن أو لم يؤمن بالسنة النبوية أو لم يؤمن بأحدهما أو بكليهما فليس من الإسلام في شيء؛ لأنه يرفض الإسلام جملة وتفصيلا، سواء يدعي الإيمان بالقرآن أو أنه لا يؤمن إلا بالسنة أو لا يؤمن بهما معا، والواجب هو الأخذ بزمام القرآن، وبزمام السنة المبينة لهذا القرآن، الذي أمر الله فيه باتباع رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى أنه قال للمؤمنين وهم المؤمنون: ﴿وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا﴾، بمجرد أن يختاروا هذا الأمرين لا يمكن أن يكون إيمان بين خيارين أبدا أن يختار مؤمن غير ما اختار الله ورسوله، فإن هذا ليس بمؤمن، وليس عنده منه حبة خردل، {وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا﴾، سماه عصيانـًا…
أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
ـ في الحقيقة فإن السنة النبوية إن لم تكن بجوار القرآن فإن القرآن لا مبين له، وكأنه لم ينزل على رسول أصلًا، وكأنه لم ينزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام أصلًا، من جاء بالقرآن هو رسول الله والذي جاء بالسنة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، إن أولئك الذين يدعون على أنهم يؤمنون بالقرآن دون السنة فإنهم كذبة نعرفهم بسيماهم وبلحن القول في ألسنتهم، لا ريب على أنهم دعاة لهدم هذا الدين من وأن ادعوا غير ذلك، وإن نطقوا بغير هذا، وإن زعموا، وتحدثوا، وقالوا، فإنهم يهدمون القرآن قبل أن يهدموا السنة، فإنهم يريدون أن نحاكم القرآن إلى عقولنا، وإلى ذواتنا، وأن نفسر ما في القرآن من أحكام على أشخاصنا، وعلى هيئاتنا، وعلى ما يريدونهم في دهاليزهم، وفي عقائدهم، وفي ما لديهم في مقررات داعميهم، ومموليهم، هذا القرآن هو ناطق بالسنة قبل أن ينطق بالقرآن أصلًا، لأنه ما نزل إلا على رجل هو الذي جاء بتلك السنة، بل قرن الله تبارك وتعالى في نص آية المنة بأنه أنزل السنة: ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةٍَ﴾، والحكمة عند جماهير العلماء هي السنة، فالكتاب والسنة أنزلا معا…
ـ أخيراً أختم بشبهة يناقشها هؤلاء الغوغاء، وهي كيف البخاري ومسلم وأصحاب السنن بل الكتب تسعة بعد مئتين وخمسين سنة وأكثر من هذا جدلاً جاؤوا فألفوا البخاري ومسلم والسنن، ورسول الله لم يروه ولم ينظروا إليه ولم يشاهدوه ولم يحدثوا عنه اصلا، وهؤلاء الأغبياء التنحاء حقـًا لم يعلموا على أن سلسلة متصلة، كما أنها متصلة بي أني أنا فلان ابن فلان ابن فلان ابن فلان إلى آخر نسبي أؤمن به كما اؤمن بوجودي قطعـًا ولا يكذبني أحد أبدا، وهكذا قل عن أنفسكم جميعـًا أنه فلان ابن فلان ابن فلان، لا يمكن أن يشك ولا يمكن أن يطعن في نسبه، وهكذا السنة هي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاءت سلسلة متصلة حتى وصلت إلى هؤلاء العظماء، ولا يقبلون من فيه أدنى ريب من هؤلاء الذين نقلوا السنة، وأحدثكم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، في البخاري أنه سافر شهراً كاملًا إلى الشام من المدينة على جمله، ليسمع من عبد الله ابن أُنيس حديثـًا واحدا سمعه عبدالله بن أنيس وحده عن رسول الله، فقال جابر والله لا أبقى في المدينة وأنا لم أستمع لحديث سمعه رجل من الصحابة عن رسول الله ولم أسمعه أنا، فانطلق بجمله حتى وصل إلى أرض الشام فالتقى في السوق بعبدالله ابن أنيس، فقال بلغني عنك يا عبد الله حديثا عن رسول الله، حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته ولم أسمعه أنا، فحدثني قال انزل أنت ضيفنـًا وسأحدثك عنه، ولكن انزل إلى داري قال لا تفسد نيتي، أتيت لأسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعود إلى داري فقال قال صلى الله عليه وسلم كذا وكذا "يحشر الناس...."هذا جابر ابن عبد الله وهو صحابي فكيف بالتابعين؟ .
ـ أحدثكم عن شعبة ابن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث لما سمع عن أبي إسحاق السبيعي شيخه سمع منه يحدث عن عبدالله ابن عطاء عن عقبة بن عامر وهو في البصره، فقال شعبة لأبي إسحاق السبيعي من حدثك بهذا؟ قال حدثني به رجل في المدينة، قال والله لأذهبن إليه لاتأكد من هذا الحديث، فركب جمله وانطلق إلى المدينة وسمع الحديث فقال ليس مني بل هو من رجل آخر في مكة، فاذهب إليه لقد ذهب إلى الحج، فذهب إلى مكة فلما وصل إليه فقال ليس مني هذا الحديث، بل الحديث حدثني أيضـًا فلان في الكوفة، فقال شعبة: سبحان الله عجيب هذا الحديث بينما هو حديث بصري يرجع مدني ثم مكي ثم يعود إلى الكوفة، قال فذهبت إلى الكوفة فلقي عقبة بن عامر فقال: حدثنيه شهر ابن حوشب أي في سلسلته هذا الرجل وهو رجل ضعيف عند أهل الحديث، فقال شعبة: قاتل الله شهراً أفسد علي مسيرة شهر، يريد شهر بن حوشب أفسد عليه مسيرة شهر، ثم قال: "ليس بحديث"، يعني هذا حديث ضعيف…
- فهؤلاء يتحرون أقل القليل ولو كان فيه رجل ضعيف أو لا يعرفونه يتحرونه ويدققون فيه، بل البخاري عليه رحمة الله وإن أطلت عليكم في هذه الخطبة لأني لا أتحدث عنها بعد ذلك هذا البخاري جاء إلى رجل وهو يلقم حماره شيئـًا من الوعاء ليس فيه شيء ولكنه يكـذب عليه فقال البخاري: هذا يكذب على الحمار لا آمنه أن يكذب على رسول الله فلم يحدث عنه، ولم يلتق به بعد ذلك، وجعله من الضعفاء عنده؛ لأنه كذب على الحمار، فقال إذا كان يكذب على حماره فحري أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أنهم من تحريهم لم يكونوا يقبلون الحديث ممن يركب الحمار لأنه دناءة، وليس مما ينبغي للعلماء، ولا ممن يتنخم أمام الناس، ولا ممن يمتخط أمام الناس، ولا من لا يلبس العمامة، أو يدخل السوق ونحو هذا… ويفعل كذا وكذا وكذا حرصـًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الا يرويها إلا العدول الفضلاء، العظماء، النزهاء، البجلاء من أمتنا، ومن هؤلاء الفسقة، المردة؟، المجرمون، القتلة، الظلمة، الهلكى يتحدثون عن البخاري وعن مسلم ويتحدثون عن أن السنة مكذوبة، أو مطعون فيها، أو لا نؤمن بها من هؤلاء أمام الإمام البخاري ومسلم رحمهم الله.
ـ وأخيرا يكفينا شرف أن البخاري ومسلم يطعن فيه من لا خلاق له، ومن لا يصلي، ومن لا يعرف كيف يصلي، يكفي فضلًا ودليل على أنه رزح في قلوبهم، واذهانهم، أنه لا يطعن فيه الا من خف عقله، وقل علمه، وانتهى ورعه وزهده، وتلقى منهجه من غير المنهج الحق الروي، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
