حراسة ليلة أفضل من ليلة القدر لهذه الأسباب يفضل المجاهدون الرباط في رمضان عن سواه.. [2/2] • ...

حراسة ليلة أفضل من ليلة القدر
لهذه الأسباب يفضل المجاهدون الرباط في رمضان عن سواه..

[2/2]

• المرابط يأمن فتنة القبر

من جهته قال أبو إسلام الجزراوي المرابط في إحدى نقاط الخط الأول من جهة الأحياء في ولاية الخير: "إن أجر المرابطين في سبيل الله عظيم يحرص عليه المسلم الذي عرف الحق ووحد الله، وبذل نفسه في سبيل الله كما يريد الله ويحب، ولعظم هذا العمل عند الله، لم ينحصر أجر المرابط بمدة حياته فقط بل تعداه إلى ما بعد الموت، فإذا فارق المسلم دنياه وهو في ثغره، وانتقل إلى جوار ربه، فإن أجر رباطه سارٍ إلى يوم القيامة، وهذه ميزة خاصة للمرابط لما يتعرض له من شدة وجوع وعطش وخوف في سبيل الله".

فعن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل ميِّت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله؛ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر) [رواه الترمذي].

وذكر أن المرابطين يملؤون أوقاتهم بذكر الله وقراءة القرآن والتباحث في شؤون المسلمين والدعاء والذكر.

• تأخر فطورهم بسبب رصد الطريق

وعن حرارة الجو وشدة العطش أشار إلى أن العطش يبلغ درجة عالية عند الإخوة المرابطين بسبب حرارة الجو وطول النهار، فترى الإخوة -والحمد لله- صابرين ثابتين محتسبين الأجر عند الله، مشيرا إلى أن خطورة النقطة وبُعدها أو رصد الطريق المؤدي إليها يجعل من مهمة إيصال الطعام والماء إليها أمرا صعبا في بعض الأحيان، وهو ما حصل قبل عدة أيام عندما لم يتمكن الإخوة من إيصال الطعام والماء للمرابطين في النقطة بسبب رصدها من قبل قناص مرتد، وهو ما أخر إفطار الإخوة عدة ساعات، ريثما تمكن أحدهم من جلب وجبات الطعام والماء.

وقال إن هذه المصاعب أمر عادي في بعض نقاط الرباط وقد اعتاد عليها الإخوة فترى الصبر والتجلد عندهم، ورغم الصعوبات ترى الإصرار على الثبات يجعل معنوياتهم مرتفعة، والحمد لله.
ولفت إلى أن أكثر ما يلفت النظر في نقاط الرباط وجود أشبال في مقتبل العمر وقد ندبوا أنفسهم مع الاقتحاميين، فتراهم يصرون على الاقتحام ويطلبونه دائما، ويلحون في ذلك، الأمر الذي يجعل حماس المرابطين عاليا للنيل من المرتدين وقتلهم.

• ليلة أفضل من ألف ليلة

أبو عبد الله المهاجر، الذي يعمل في أحد المراكز التابعة للدواوين، ولم يتهيأ له بسبب ذلك لزوم خطوط الرباط مع إخوانه في جيش الخلافة، كان يهيئ نفسه لأن يكون وقت رباطه في العشر الأواخر من رمضان، قبل أن يمنعه من ذلك مشاغل في عمله الذي يتولاه، لا ينوب عنه فيها أحد.
ذكر أنه كان يتمنى أن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان وهو مرابط في سبيل الله، وسأل الله أن لا يحرمه أجر ذلك، هو وكل إخوانه الذين حبسهم العذر، وقيدتهم التكاليف والأمانات، ويحكي تجربته في السنة الماضية:
"كنا نقتسم مع الإخوة الوقت في نوبة الحراسة، فيتفرغ البعض للصلاة، وقراءة القرآن، ويبقى آخرون يحرسون، ويرصدون جوانب الثغر، مخافة أن يتسلل المرتدون إليه، فما أروعها من لحظات، وقد تقاسم الإخوة الأجر، بين عين تبكي من خشية الله، وأخرى باتت تحرس في سبيل الله".

وأضاف أبو عبد الله: "إن كانت ليلة في الرباط فضَّلها السلف على قيام ليلة القدر في بيت الله الحرام، فكيف بمن شهد ليلة القدر، وهو مرابط في سبيل الله، يقضي ليلته مرهبا لأعداء الله يخشون صولته، ويخاف هو من صولتهم عليه".

نسأل الله أن يقر عيوننا وعيون المرابطين بنصر الله لدولة الإسلام واندحار أحزاب الكفر، وأن يجزي المرابطين في سبيل الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 86
الخميس 27 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR