*فلسطين.قضيتنا.الكبرى.أسبوع.القدس.العالمي.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو ...
*فلسطين.قضيتنا.الكبرى.أسبوع.القدس.العالمي.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/NB1E3d11UF0
📆 تم إلقاؤها بمسجد الخير المكلا فلك جامعة حضرموت: 24/رجب /1443هـ.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإنه مهما تقطعت بنا السبل، وتفرقت بنا الطرق، وأصبحنا قبائل شتى، وغدت تلك الكوارث والمآسي تنزل على الأمة تترى، فإن قضية واحدة، هي قضية مركزية للأمة جمعاء، لا يمكن أن تتنازل عنها، أو أن تتخلف عن قضيتها، ولا يمكن أن تبيعها لو فنيت وبادت وانتهت وزالت، قضية هي قضية محل إجماع إسلامي عظيم، لا يمكن لمسلم أبدا أن لا يجعلها أولويته القصوى، ومن كان الإسلام في قلبه حقيقة لا يمكن أن يتركها أن يتخلى عنها أن يتنازل عن شيء منها أبدا، محل وفاق محل إجماع، مهما اختلفنا على أشياء، ومهما تناحرنا على أمور، ومهما تخاصمنا على قضايا، مهما سالت الدماء، مهما زهقت الأرواح، مهما جعنا فقرنا هلكنا سُحقنا دُمرنا متنا… فُعل بنا ما فعل، فإن قضية هي قضية المسلمين الأولى على الإطلاق حية في قلوبنا، هي باقية في أفئدتنا، هي على أسماعنا وأبصارنا، هي فوق رؤوسنا…
ـ إنها قضية فلسطين التي طالما تناسيناها، قضية فلسطين التي طالما انشغلنا عنها، قضية فلسطين التي طالما وقعنا في تأخر عنها، قضية فلسطين التي طال عنها حديثنا بسبب مأسينا، قضية فلسطين في أسبوعها العالمي هذا الأسبوع الذي يحييه المسلمون في كل عام، وأتذكر اليوم في قضية فلسطين في أسبوعها العالمي الكبير الذي تجتمع فيه الأرواح والذي تجتمع فيه الجنود المجندة من أبناء الإسلام لينصروا قضيتهم، ليتوحدوا من أجل مجد أمتهم، ومن أجل قدسيه عظمى عندهم…
- قضية فلسطين هي قضية الأنبياء جميعـًا، وقضية الأديان كلها، وقضية الإنسانية بعمومها، قبل أن تكون قضية كل مسلم، فلسطين التي هي مسرى رسولنا عليه الصلاة والسلام، التي هي أيضـًا مجمع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، التي لم يجتمع الأنبياء في لحظة من اللحظات، في أي بلد، وعلى أي قطر، ولا في أي مسجد، ولا على أي تراب أبدا مثل ما اجتمع الأنبياء جميعًا على مائدة فلسطين، وداخل المسجد الأقصى المبارك، ذلك الأسيف الحزين المغتصب المنتهب هناك في فلسطين المحتلة، وعلى ترابها الطاهر، وأشجار الزيتون البهية، وخضرتها الجميلة، وأشجارها العريقة، ومنظرها الخلاب، وشوارعها التي تأخذ بالألباب، هناك اجتمع الأنبياء لقضية عالمية كبرى إلى يوم الدين، قضية نؤمن بها كما نؤمن بوجودنا هي أن يسلموا الراية الفلسطينية لحماية الأرض المقدسة المباركة إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أن يسلموا أرض الأقصى بترابها بزيتونها بأشجارها بأحجارها بأبشارها… بكل مقدس فيها، أن يسلموه لنا كعهدة عندنا، كأمانة في رقابنا، كمقدس نحافظ عليه كما نحافظ على أنفسنا، فقبل صلى الله عليه وسلم ذلك نيابة عن أمته، وصلّى بهم إماما عليه الصلاة والسلام، وكأنه عليه الصلاة والسلام يقول ها أنا ذا قد أخذت الأمانة وأسلمتها لأمتي…
ـ وبعد ست سنوات فقط من وفاته صلى الله عليه وسلم، والتحاقه بالرفيق الأعلى عليه الصلاة والسلام يفتحها الفاروق رضي الله عنه، ويسلم النصارى له فلسطين لمن قالوا باتفاقهم آنذاك، إننا نجد في التوراة أن لا نسلم مفاتح الأقصى إلا لرجل اسمه عمر، فلا نعطيها إلا له عهداً عهدناه في التوراة، وهو ثابت في التاريخ لا نزاع فيه البتة، وأن زوروه في العصر الحديث، لكن أولئك الرهبان البطارقة سلموا الأمانة والعهدة التي معهم وتوارثوها من أنبيائهم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يخرج عمر رضي الله عنه لمعركة ولا لغزوة ولا لقتال ولا لسرية ولا لأي شيء أبدا خارج المدينة الا لأجل مفاتح الأقصى ليستلمه فقط، وذهب ليستلم الراية ويوقع اتفاق عالمي كبير وعهدة لا زلنا نحافظ عليها في متاحفنا بالعهدة العمرية…
ـ واليوم نسائل أنفسنا: أين العهدة العمرية؟
وأين الأمانة التي وضعها الأنبياء جميعا في رقابنا، وأتمنونا عليها، وقبلها نبينا صلى الله عليه وسلم ثقة منه بأمته، ثم ماذا فعلنا بتلك الأمانة، والعهدة…؟ نسائل أنفسنا اليوم بعدما كدنا أن نتنازل عن قضية مركزية كبرى بسبب الأعراب، و: ﴿الأَعرابُ أَشَدُّ كُفرًا وَنِفاقًا وَأَجدَرُ أَلّا يَعلَموا حُدودَ ما أَنزَلَ اللَّهُ عَلى رَسولِهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾، قضية فلسطين قضية ليست فردية، ولا جماعية على كل جماعة، ولا حزبية، ولا سياسية، ولا اجتماعية، ولا ثقافية... بل هي أوسع من الجميع، وأكبر من الكل، وأعظم من من هذه جميعًا…
ـ قضية فلسطين عندنا كقضية لا إله إلا الله محمد رسول الله، قضية نحيا لأجلها، ونكافح، وننافح، ونصاول… ونموت أيضًا من أجلها، قضية فلسطين على قلوبنا وأرواحنا، وإن تشاغلنا عنها، وإن ابتعدنا، وإن وقع ما وقع؛ بسبب مشاكلنا الداخلية المفتعلة لأجل نسيانها، لكنها مع ذلك ستظل مركزية لدى كل مسلم يخفق قلبه بلا إله إلا الله، قضية فلسطين في الحقيقة هي التي يجب أن تُخلد، ويجب أن تبقى حية في ضمائرنا، وعلى سائر حياتنا، ويجب أن نعلم جيداً على أن أي تنازل عن شبر من أشبارها وعن أي قطعة من أرضها، وعن أي شيء فيها، هو معناه تنازل عن ديننا، عن مبادئنا، عن قيمنا، عن إسلامنا، عن كل شيء فينا…
ـ فلسطين المباركة التي عظمها الله جل جلاله فسماها في كتابه: "الأرض المقدسة"، و:"الأرض التي باركنا فيها"… بركة في كل شيء حتى ترابها، وأحجارها، وأشجارها، وأرزاقها، وأبشارها، ومأكلها، ومشربها... وكل شيء فيها… فلسطين التي عاش فيها الأنبياء الذين نحن أولى بهم جميعا ممن يزعمون كذبا اتباعهم: ﴿إِنَّ أَولَى النّاسِ بِإِبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذينَ آمَنوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤمِنينَ﴾، عاش فيها إبراهيم وأبناؤه ونسله إسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وغيرهم… فضلا عن علماء وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيار الأمة ممن لا زالت مقابرهم شاهدة حاضرة ناطقة عن الإسلام والمسلمين… بل لم تكن لأمة فيه تاريخ كتاريخ أمتنا منذ أول لحظات بناء بيت المقدس الذي هو ثاني مسجد بني على الأرض كما في صحيح مسلم فكان لأمتنا فيه تاريخها الأمجد والأعرق والأعظم…
- فلسطين أرض الأنبياء، ومنابر الأولياء، ومقابر العظماء والشهداء، فلسطين مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، ووصيته لنا: (ائتوا القدس وصلوا فيها)، وشوقنا لمسجدها بأن الصلاة فيه بخمسين ألف صلاة، وقال: "لاتشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والأقصى، ومسجدي هذا"، إنها فلسطين ملتقى الأولين والآخرين منذ آدم حتى آخر رجل في الأمة فهي أرض المحشر والمنشر… فضلا عن أنها قبلتنا الأولى بل والأنبياء قبلنا…
ـ فلسطين أيها الفضلاء الموحّدون أحباب فلسطين والأقصى ظلت لدى المسلمين فترة كبيرة، ولكنها اغُتصبت وانُتهبت وانُتزعت من المسلمين لفترة قليلة، ثم عندما وجد الروح الإسلامي الحي لها، ولاستردادها بقيادة زنكي ثم تلميذه صلاح الدين الأيوبي الذي حررها بعد ذلك، وقل عن قطز أيضًا وشعاره وإسلاماه، فكان النصر حليفه بعد أن رأى وتيقن على أن لا نصر إلا بتمسك بمبدأ وإسلاماه، لا وأمريكاه، ولا ولا يا أمم متحدة، أو مجلس أمن، أو روسيا، أو الدول العظمى إجراما… ولا هنا وهناك، بل وإسلاماه، وارباه و الله، هذه الشعارات التي خلَدت عند أولئك، وتربوا وربوا عليها غيرهم حرروا بها الأقصى، وفازوا وانتصروا وأخذوها من أولئك الذين فعلوا ما فعلوا في الأقصى، ولم يأخذوها إلا بقوة السلاح، كما أنها لم تؤخذ إلا بقوة السلاح، ولا والذي نفسي بيده إنها لن تؤخذ اليوم الا بما أُخذت أيضًا بالأمس بالتربية الإسلامية، والتعبئة الجهادية، والعدة اللازمة في كل شيء، وبقوة السلاح (بالجهاد)، الجهاد الحق لا الجهاد الأمريكي، أو الجهاد الاشتراكي الروسي، ولا أي جهاد مفتعل كاذب مشوه باطل مدفوع مأجور رخيص، بل جهاد إسلامي كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم، وكما شرعه هو عليه الصلاة والسلام….
- وإن أولئك الحثالة الذين قال عنهم كشك رحمه الله: لو تفل المسلمون جميعـًا تفلتًا لأغمروا الأسرائيليين وأغرقوهم؛ لأننا أمة فيها ملياري مسلم أو قريب من ذلك، أما أولئك فبالملايين، وفوق هذا فإن الله يقول: {لَا يُقاتِلونَكُم جَميعًا إِلّا في قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِن وَراءِ جُدُرٍبَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ تَحسَبُهُم جَميعًا وَقُلوبُهُم شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلونَ.﴾، وقال عنها أحد القادة للمقاومة الفلسطينية المباركة كنا لا نعلم ما تأويل الآية، فقد وصفت لا يقاتلونكم جميعـًا الا في قرى محصنة، قال أما في قرى محصنة فقد رأينا وشاهدنا، لكن من وراء جدر لم نر ولم نشاهد حتى بُني الجدار العازل العنصري الكبير ليحظر أرض فلسطين وغزة بالذات المحاصرة، الدولة الأطول حصاراً أو البقعة الأطول حصاراً والأصغر أيضًا امتداداً، ومع هذا تحققت الآية: {لا يُقاتِلونَكُم جَميعًا إِلّا في قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِن وَراءِ جُدُرٍ بَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ تَحسَبُهُم جَميعًا وَقُلوبُهُم شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلونَ}، هكذا يقول ربنا عز وجل أيها العربان قلوب اليهود متفرقة متخاصمة متناطحة متقاتلة غير مجتمعة أبدا وإن رأيتموها اجتمعت، فلماذا الخوف؟ ولماذا الذعر؟ ولماذا المهابة؟ ولماذا التسليم؟ ولماذا التنازل؟ ولماذا بيع أوقاف المسلمين ومقدساتهم…؟ لماذا التنازل عن مبادئ، وعن دين، وعن قدسيات، وعن أوقاف المسلمين، وعن أمانة رسول الله صلى عليه وسلم، هذه هي قضية فلسطين الكبرى التي يجب أن تبقى خالدة تالدة في أذهاننا، وعلى قلوبنا، وعلى أرضنا، وواقعنا، وفي نفوسنا، ونربي عليها أطفالنا، وأجالينا، لأجلها نموت، ونحيا، ونهلك ونباد…
أقول قولي هذا وأستغفر الله
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
ـ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد طمأنا وبشرنا وأخبرنا وأعلمنا بأمر عظيم وكأنه يعنينا في عصرنا وفي وقتنا وفي عهدنا وفيما نشاهد، يقول صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم وهو عند غيرهم أيضًا كحديث شبه متواتر أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من ناوأهم، ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة، وهم على ذلك، قيل يا رسول - كما في روايات- يا رسول الله أين هم؟ قال هم في بيت المقدس وعلى أكناف بيت المقدس "، وانظر للألفاظ النبوية: لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم… وهم ظاهرون حتى تقوم الساعة وهم على ذلك، يجاهدون يقاتلون يصاولون يدافعون يموتون نيابة عن الأمة جمعاء، ومع هذا سيجدون التخاذل سيجدون البيع، سيجدون المنحط السفيه التعيس يساوم في فلسطين يبيعها، يسلمها، يصنف المقاومة الشجاعة المناضلة الجسورة المباركة التي مدحها النبي صلى الله عليه وسلم سيصنفها في قائمته الحمقاء بأنها أرهاب، كأن النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا الآن عن هؤلاء العملاء الذين غرسهم الأعداء في أمتنا…لكنه عليه الصلاة يعنيهم الآن كمقاومة فلسطينية، كأنه يحدثهم، كأنه يطمئنهم، كأنه يخبرهم صلى الله عليه وسلم ويقول لهم اطمئنوا، لا تخافوا، لا تفزعوا أبداً لن يضروكم، ولن يضركم تخاذلهم وجبنهم وسفههم وطيشهم…
ـ أولئك المجاهدون الأبطال، المقاتلون المناضلون الشجعان، لا يقاتلون على الأقصى وفقط، ولا عن فلسطين، ولا عن ترابها، ولا عن أشكالها وأحجارها، بل هم ينوبون عني وعنك وعن الأمة جمعاء، هم يقومون بفرضية وجبت علينا جميعًا، فهم ينوبون عنا، ويسقطون عنا التكليف، يرفعون عنا الإثم، ويرفعون عنا أمر الجهاد الإلزامي على كل مسلم… فنكافئهم بنصرتنا، بدعائنا، بمالنا، بحنين قلوبنا، بإعلامنا، بكتاباتنا، بمنشوراتنا، بأي شيء نستطيعه هو جهاد حقيقي معهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾…
- وفي الأخير: فإن فلسطين تمثل امتحانًا إسلاميًا كبيرًا وعظيما… أن نكون أو لا نكون، أن نظل متمسكين بدين الله جل جلاله أو لا نكون…
إن قضية فلسطين ميزت المسلم الحق، من المنافق البحت، من الخائن العميل، من البائع الرعديد…
في موقف فلسطين نحن أمام طريقين، وفسطاطين، إما فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وذاك يعني نصرة فلسطين والحياة حياتها والموت موتها… أو فسطاط نفاق لا إيمان فيه ومعناه خيانتها وبيعها…والتنازل عنها… وفتح باب عداء مع مقاومتها الباسلة
﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيطانُ يُخَوِّفُ أَولِياءَهُ فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ وَلا يَحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ فِي الكُفرِ إِنَّهُم لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيئًا يُريدُ اللَّهُ أَلّا يَجعَلَ لَهُم حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾، لا أطيل وقد أطلت، والإخوة في الشمس منذ صعدت المنبر، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/NB1E3d11UF0
📆 تم إلقاؤها بمسجد الخير المكلا فلك جامعة حضرموت: 24/رجب /1443هـ.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإنه مهما تقطعت بنا السبل، وتفرقت بنا الطرق، وأصبحنا قبائل شتى، وغدت تلك الكوارث والمآسي تنزل على الأمة تترى، فإن قضية واحدة، هي قضية مركزية للأمة جمعاء، لا يمكن أن تتنازل عنها، أو أن تتخلف عن قضيتها، ولا يمكن أن تبيعها لو فنيت وبادت وانتهت وزالت، قضية هي قضية محل إجماع إسلامي عظيم، لا يمكن لمسلم أبدا أن لا يجعلها أولويته القصوى، ومن كان الإسلام في قلبه حقيقة لا يمكن أن يتركها أن يتخلى عنها أن يتنازل عن شيء منها أبدا، محل وفاق محل إجماع، مهما اختلفنا على أشياء، ومهما تناحرنا على أمور، ومهما تخاصمنا على قضايا، مهما سالت الدماء، مهما زهقت الأرواح، مهما جعنا فقرنا هلكنا سُحقنا دُمرنا متنا… فُعل بنا ما فعل، فإن قضية هي قضية المسلمين الأولى على الإطلاق حية في قلوبنا، هي باقية في أفئدتنا، هي على أسماعنا وأبصارنا، هي فوق رؤوسنا…
ـ إنها قضية فلسطين التي طالما تناسيناها، قضية فلسطين التي طالما انشغلنا عنها، قضية فلسطين التي طالما وقعنا في تأخر عنها، قضية فلسطين التي طال عنها حديثنا بسبب مأسينا، قضية فلسطين في أسبوعها العالمي هذا الأسبوع الذي يحييه المسلمون في كل عام، وأتذكر اليوم في قضية فلسطين في أسبوعها العالمي الكبير الذي تجتمع فيه الأرواح والذي تجتمع فيه الجنود المجندة من أبناء الإسلام لينصروا قضيتهم، ليتوحدوا من أجل مجد أمتهم، ومن أجل قدسيه عظمى عندهم…
- قضية فلسطين هي قضية الأنبياء جميعـًا، وقضية الأديان كلها، وقضية الإنسانية بعمومها، قبل أن تكون قضية كل مسلم، فلسطين التي هي مسرى رسولنا عليه الصلاة والسلام، التي هي أيضـًا مجمع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، التي لم يجتمع الأنبياء في لحظة من اللحظات، في أي بلد، وعلى أي قطر، ولا في أي مسجد، ولا على أي تراب أبدا مثل ما اجتمع الأنبياء جميعًا على مائدة فلسطين، وداخل المسجد الأقصى المبارك، ذلك الأسيف الحزين المغتصب المنتهب هناك في فلسطين المحتلة، وعلى ترابها الطاهر، وأشجار الزيتون البهية، وخضرتها الجميلة، وأشجارها العريقة، ومنظرها الخلاب، وشوارعها التي تأخذ بالألباب، هناك اجتمع الأنبياء لقضية عالمية كبرى إلى يوم الدين، قضية نؤمن بها كما نؤمن بوجودنا هي أن يسلموا الراية الفلسطينية لحماية الأرض المقدسة المباركة إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أن يسلموا أرض الأقصى بترابها بزيتونها بأشجارها بأحجارها بأبشارها… بكل مقدس فيها، أن يسلموه لنا كعهدة عندنا، كأمانة في رقابنا، كمقدس نحافظ عليه كما نحافظ على أنفسنا، فقبل صلى الله عليه وسلم ذلك نيابة عن أمته، وصلّى بهم إماما عليه الصلاة والسلام، وكأنه عليه الصلاة والسلام يقول ها أنا ذا قد أخذت الأمانة وأسلمتها لأمتي…
ـ وبعد ست سنوات فقط من وفاته صلى الله عليه وسلم، والتحاقه بالرفيق الأعلى عليه الصلاة والسلام يفتحها الفاروق رضي الله عنه، ويسلم النصارى له فلسطين لمن قالوا باتفاقهم آنذاك، إننا نجد في التوراة أن لا نسلم مفاتح الأقصى إلا لرجل اسمه عمر، فلا نعطيها إلا له عهداً عهدناه في التوراة، وهو ثابت في التاريخ لا نزاع فيه البتة، وأن زوروه في العصر الحديث، لكن أولئك الرهبان البطارقة سلموا الأمانة والعهدة التي معهم وتوارثوها من أنبيائهم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يخرج عمر رضي الله عنه لمعركة ولا لغزوة ولا لقتال ولا لسرية ولا لأي شيء أبدا خارج المدينة الا لأجل مفاتح الأقصى ليستلمه فقط، وذهب ليستلم الراية ويوقع اتفاق عالمي كبير وعهدة لا زلنا نحافظ عليها في متاحفنا بالعهدة العمرية…
ـ واليوم نسائل أنفسنا: أين العهدة العمرية؟
وأين الأمانة التي وضعها الأنبياء جميعا في رقابنا، وأتمنونا عليها، وقبلها نبينا صلى الله عليه وسلم ثقة منه بأمته، ثم ماذا فعلنا بتلك الأمانة، والعهدة…؟ نسائل أنفسنا اليوم بعدما كدنا أن نتنازل عن قضية مركزية كبرى بسبب الأعراب، و: ﴿الأَعرابُ أَشَدُّ كُفرًا وَنِفاقًا وَأَجدَرُ أَلّا يَعلَموا حُدودَ ما أَنزَلَ اللَّهُ عَلى رَسولِهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾، قضية فلسطين قضية ليست فردية، ولا جماعية على كل جماعة، ولا حزبية، ولا سياسية، ولا اجتماعية، ولا ثقافية... بل هي أوسع من الجميع، وأكبر من الكل، وأعظم من من هذه جميعًا…
ـ قضية فلسطين عندنا كقضية لا إله إلا الله محمد رسول الله، قضية نحيا لأجلها، ونكافح، وننافح، ونصاول… ونموت أيضًا من أجلها، قضية فلسطين على قلوبنا وأرواحنا، وإن تشاغلنا عنها، وإن ابتعدنا، وإن وقع ما وقع؛ بسبب مشاكلنا الداخلية المفتعلة لأجل نسيانها، لكنها مع ذلك ستظل مركزية لدى كل مسلم يخفق قلبه بلا إله إلا الله، قضية فلسطين في الحقيقة هي التي يجب أن تُخلد، ويجب أن تبقى حية في ضمائرنا، وعلى سائر حياتنا، ويجب أن نعلم جيداً على أن أي تنازل عن شبر من أشبارها وعن أي قطعة من أرضها، وعن أي شيء فيها، هو معناه تنازل عن ديننا، عن مبادئنا، عن قيمنا، عن إسلامنا، عن كل شيء فينا…
ـ فلسطين المباركة التي عظمها الله جل جلاله فسماها في كتابه: "الأرض المقدسة"، و:"الأرض التي باركنا فيها"… بركة في كل شيء حتى ترابها، وأحجارها، وأشجارها، وأرزاقها، وأبشارها، ومأكلها، ومشربها... وكل شيء فيها… فلسطين التي عاش فيها الأنبياء الذين نحن أولى بهم جميعا ممن يزعمون كذبا اتباعهم: ﴿إِنَّ أَولَى النّاسِ بِإِبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذينَ آمَنوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤمِنينَ﴾، عاش فيها إبراهيم وأبناؤه ونسله إسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وغيرهم… فضلا عن علماء وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيار الأمة ممن لا زالت مقابرهم شاهدة حاضرة ناطقة عن الإسلام والمسلمين… بل لم تكن لأمة فيه تاريخ كتاريخ أمتنا منذ أول لحظات بناء بيت المقدس الذي هو ثاني مسجد بني على الأرض كما في صحيح مسلم فكان لأمتنا فيه تاريخها الأمجد والأعرق والأعظم…
- فلسطين أرض الأنبياء، ومنابر الأولياء، ومقابر العظماء والشهداء، فلسطين مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، ووصيته لنا: (ائتوا القدس وصلوا فيها)، وشوقنا لمسجدها بأن الصلاة فيه بخمسين ألف صلاة، وقال: "لاتشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والأقصى، ومسجدي هذا"، إنها فلسطين ملتقى الأولين والآخرين منذ آدم حتى آخر رجل في الأمة فهي أرض المحشر والمنشر… فضلا عن أنها قبلتنا الأولى بل والأنبياء قبلنا…
ـ فلسطين أيها الفضلاء الموحّدون أحباب فلسطين والأقصى ظلت لدى المسلمين فترة كبيرة، ولكنها اغُتصبت وانُتهبت وانُتزعت من المسلمين لفترة قليلة، ثم عندما وجد الروح الإسلامي الحي لها، ولاستردادها بقيادة زنكي ثم تلميذه صلاح الدين الأيوبي الذي حررها بعد ذلك، وقل عن قطز أيضًا وشعاره وإسلاماه، فكان النصر حليفه بعد أن رأى وتيقن على أن لا نصر إلا بتمسك بمبدأ وإسلاماه، لا وأمريكاه، ولا ولا يا أمم متحدة، أو مجلس أمن، أو روسيا، أو الدول العظمى إجراما… ولا هنا وهناك، بل وإسلاماه، وارباه و الله، هذه الشعارات التي خلَدت عند أولئك، وتربوا وربوا عليها غيرهم حرروا بها الأقصى، وفازوا وانتصروا وأخذوها من أولئك الذين فعلوا ما فعلوا في الأقصى، ولم يأخذوها إلا بقوة السلاح، كما أنها لم تؤخذ إلا بقوة السلاح، ولا والذي نفسي بيده إنها لن تؤخذ اليوم الا بما أُخذت أيضًا بالأمس بالتربية الإسلامية، والتعبئة الجهادية، والعدة اللازمة في كل شيء، وبقوة السلاح (بالجهاد)، الجهاد الحق لا الجهاد الأمريكي، أو الجهاد الاشتراكي الروسي، ولا أي جهاد مفتعل كاذب مشوه باطل مدفوع مأجور رخيص، بل جهاد إسلامي كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم، وكما شرعه هو عليه الصلاة والسلام….
- وإن أولئك الحثالة الذين قال عنهم كشك رحمه الله: لو تفل المسلمون جميعـًا تفلتًا لأغمروا الأسرائيليين وأغرقوهم؛ لأننا أمة فيها ملياري مسلم أو قريب من ذلك، أما أولئك فبالملايين، وفوق هذا فإن الله يقول: {لَا يُقاتِلونَكُم جَميعًا إِلّا في قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِن وَراءِ جُدُرٍبَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ تَحسَبُهُم جَميعًا وَقُلوبُهُم شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلونَ.﴾، وقال عنها أحد القادة للمقاومة الفلسطينية المباركة كنا لا نعلم ما تأويل الآية، فقد وصفت لا يقاتلونكم جميعـًا الا في قرى محصنة، قال أما في قرى محصنة فقد رأينا وشاهدنا، لكن من وراء جدر لم نر ولم نشاهد حتى بُني الجدار العازل العنصري الكبير ليحظر أرض فلسطين وغزة بالذات المحاصرة، الدولة الأطول حصاراً أو البقعة الأطول حصاراً والأصغر أيضًا امتداداً، ومع هذا تحققت الآية: {لا يُقاتِلونَكُم جَميعًا إِلّا في قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِن وَراءِ جُدُرٍ بَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ تَحسَبُهُم جَميعًا وَقُلوبُهُم شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلونَ}، هكذا يقول ربنا عز وجل أيها العربان قلوب اليهود متفرقة متخاصمة متناطحة متقاتلة غير مجتمعة أبدا وإن رأيتموها اجتمعت، فلماذا الخوف؟ ولماذا الذعر؟ ولماذا المهابة؟ ولماذا التسليم؟ ولماذا التنازل؟ ولماذا بيع أوقاف المسلمين ومقدساتهم…؟ لماذا التنازل عن مبادئ، وعن دين، وعن قدسيات، وعن أوقاف المسلمين، وعن أمانة رسول الله صلى عليه وسلم، هذه هي قضية فلسطين الكبرى التي يجب أن تبقى خالدة تالدة في أذهاننا، وعلى قلوبنا، وعلى أرضنا، وواقعنا، وفي نفوسنا، ونربي عليها أطفالنا، وأجالينا، لأجلها نموت، ونحيا، ونهلك ونباد…
أقول قولي هذا وأستغفر الله
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
ـ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد طمأنا وبشرنا وأخبرنا وأعلمنا بأمر عظيم وكأنه يعنينا في عصرنا وفي وقتنا وفي عهدنا وفيما نشاهد، يقول صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم وهو عند غيرهم أيضًا كحديث شبه متواتر أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من ناوأهم، ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة، وهم على ذلك، قيل يا رسول - كما في روايات- يا رسول الله أين هم؟ قال هم في بيت المقدس وعلى أكناف بيت المقدس "، وانظر للألفاظ النبوية: لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم… وهم ظاهرون حتى تقوم الساعة وهم على ذلك، يجاهدون يقاتلون يصاولون يدافعون يموتون نيابة عن الأمة جمعاء، ومع هذا سيجدون التخاذل سيجدون البيع، سيجدون المنحط السفيه التعيس يساوم في فلسطين يبيعها، يسلمها، يصنف المقاومة الشجاعة المناضلة الجسورة المباركة التي مدحها النبي صلى الله عليه وسلم سيصنفها في قائمته الحمقاء بأنها أرهاب، كأن النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا الآن عن هؤلاء العملاء الذين غرسهم الأعداء في أمتنا…لكنه عليه الصلاة يعنيهم الآن كمقاومة فلسطينية، كأنه يحدثهم، كأنه يطمئنهم، كأنه يخبرهم صلى الله عليه وسلم ويقول لهم اطمئنوا، لا تخافوا، لا تفزعوا أبداً لن يضروكم، ولن يضركم تخاذلهم وجبنهم وسفههم وطيشهم…
ـ أولئك المجاهدون الأبطال، المقاتلون المناضلون الشجعان، لا يقاتلون على الأقصى وفقط، ولا عن فلسطين، ولا عن ترابها، ولا عن أشكالها وأحجارها، بل هم ينوبون عني وعنك وعن الأمة جمعاء، هم يقومون بفرضية وجبت علينا جميعًا، فهم ينوبون عنا، ويسقطون عنا التكليف، يرفعون عنا الإثم، ويرفعون عنا أمر الجهاد الإلزامي على كل مسلم… فنكافئهم بنصرتنا، بدعائنا، بمالنا، بحنين قلوبنا، بإعلامنا، بكتاباتنا، بمنشوراتنا، بأي شيء نستطيعه هو جهاد حقيقي معهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾…
- وفي الأخير: فإن فلسطين تمثل امتحانًا إسلاميًا كبيرًا وعظيما… أن نكون أو لا نكون، أن نظل متمسكين بدين الله جل جلاله أو لا نكون…
إن قضية فلسطين ميزت المسلم الحق، من المنافق البحت، من الخائن العميل، من البائع الرعديد…
في موقف فلسطين نحن أمام طريقين، وفسطاطين، إما فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وذاك يعني نصرة فلسطين والحياة حياتها والموت موتها… أو فسطاط نفاق لا إيمان فيه ومعناه خيانتها وبيعها…والتنازل عنها… وفتح باب عداء مع مقاومتها الباسلة
﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيطانُ يُخَوِّفُ أَولِياءَهُ فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ وَلا يَحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ فِي الكُفرِ إِنَّهُم لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيئًا يُريدُ اللَّهُ أَلّا يَجعَلَ لَهُم حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾، لا أطيل وقد أطلت، والإخوة في الشمس منذ صعدت المنبر، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
