الذليل والأذل لم يكن لقاء عدو الشرع مع الرئيس الفرنسي (ماكرون) مستغرباً، البتة بل ما كان لافتاً ...

الذليل والأذل

لم يكن لقاء عدو الشرع مع الرئيس الفرنسي (ماكرون) مستغرباً، البتة بل ما كان لافتاً للنظر هو إصرار مؤيديه على أن كل فعل يفعله أو خطوة يخطوها هي من الجهاد في سبيل الله تعالى، حتى لو كان ذلك الجهاد بأن تضع يدك بيد من حارب الله ورسوله وجاهر بعداوة نبي الهدى -عليه الصلاة والسلام-، فلا يزال القوم يتاجرون باسم الجهاد حتى بعد أن خلعوا رداءه وبدأوا يحثون الخطى نحو الدولة العلمانية ليرضى سيدهم الصليبي عنهم وليثبتوا لـه أنهم معتدلون وعصرانيون ومنفتحون على العالم الغربي.

كما أن (ماكرون) يعتبر شخصية محتقرة في العالم الأوروبي ولا تكاد تجد له وزناً بين رؤساء الدول، فهو كذلك ما كان لينفك عن عادة أسلافه في التعامل مع أمثال عدو الشرع من الناكثين، فكلما أراد التقرب إلى صفوفهم توالت عليه الصفعات والشروط حتى يرضوا به كتابع جديد لهم أو وكيل عنهم في حرب الإسلام وأهله، فما هو الجهاد الذي يمثله الضبع الذي يركز دائماً على هدم كل فضيلة وإحياء كل رذيلة تسولاً للغرب وإرضاءً لرؤسائه.

وكيف يكون مجاهداً وهو لا يكاد يخلو لسانه من البراءة من الجهاد وأهله بل والتركيز على معاداته، وما يزال هذا العبد يقدم التنازلات لأسياده الغربيين - دون جدوى - بغية كسب رضاهم حتى وإن كان ذليلاً عند أذلهم، ذلك أن الله سبحانه وتعالى يجعل من هذا وأمثاله عبرة لمن يظن أنه إن تنازل عن دينه سيسلم من مكائد الغرب ومصائدهم، أو يحصل من خلال ذلك على حظ من الدنيا يتمتع به ويفرح به، إلا أن الحقيقة أنه يهوي بنفسه من قاع إلى قاع حتى ينتهي به المطاف كأي مرتزق وجاسوس استعملوه ثم رموه، فلا يظفر بعد ذلك بدين ولا دنيا.