...
*خـطبـة.التحذير.من.ثلاث.مصائب.معضلات.سب.الدين.والذات.الإلهية.والقات.والمخدرات.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/HRS38-4qajA
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فأتحدث عن ثلاث قضايا مركزية، وهموم مؤرقة، وأمور محزنة، وأحزان مقلقة، ومشاكل محدقة، وقد أرقتني، وأقلقتني، ووددت لو قلتها في جمع كهذا فحان اليوم قولها، لكن قبلها ابتدأ بمقدمة صغيرة جداً عنها وهي:
ـ نحن في هذه المحافظة المباركة (حضرموت) التي حرسها الله وحماها نحمد الله أننا لا نشكو من حروب، ولا من قصف، ولا من طائرات، ولا من صواريخ، وتفجيرات، ولا من قطع مرتبات، ولا نشكو أيضًا من نزوح لبنين وبنات، ولا نشكو من تشريد هنا وهناك، ولا نشكو من الويلات التي تعاني منها أكثر المحافظات، بل لعلها هذه المحافظة الوحيدة التي سلمت سلامة كاملة من كثير من الشرور التي ما سلمت منها محافظة يمنية أبداً، وبالتالي فواجبنا أن نحمد الله عليها على هذه النعم لتبقى لدينا، ولتعمّر عندنا، ولا ندفعها ونرفضها بما يصدر منا فترحل تلك النعم من عندنا وتولي إلى غيرنا لأن الله قال في الاية الكريمة: {لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾ فتوعد الله أن من شكره زاده ومن كفره أنقصه وأحمق ما عنده، ولسنا بأحب الله إلى الله جل وعلا قطعا من مكة ومع هذا قال: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾[النحل: ١١٢].
ـ وإن من أكبر الكفر وأعظمه وأجله وأخطره، بل إنه أكبر ما عرفته البشرية، وأفظع، وأشد، وأخطر وأجرم حتى من ادعاء إن لله ولد هذه الجريمة الأولى للقضايا الثلاث المركزية التي أتحدث عنها هنا، هي أعظم من ادعاء النصارى واليهود أن لله ولدا مع أن الله تبارك وتعالى قد قال عن ذلك الادعاء السيء: ﴿تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرنَ مِنهُ وَتَنشَقُّ الأَرضُ وَتَخِرُّ الجِبالُ هَدًّ أَن دَعَوا لِلرَّحمنِ وَلَدًا وَما يَنبَغي لِلرَّحمنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾، كيف لو قلت لكم على أن هذه الجريمة الفظيعة التي لم تعرف البشرية أفظع منها على الإطلاق هي حاصلة عندنا، ونسمعها كثيراً عند كثير من شبابنا أيضًا، هي كائنة متواجدة ناطقة عند الكثير في واقعنا بالرغم على أنها أدهى وأكبر وأعظم وأخطر ما وصلت إليه البشرية على الإطلاق، حتى أن الشيطان الرجيم وهو الشيطان الرجيم أجرم الخلائق على الإطلاق لم يتجرأ على هذه أبدا فقد قال: ﴿رَبِّ بِما أَغوَيتَنيَ﴾، وقال لربه: ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ﴾، فبعزتك أما شباب اليوم أيها الإخوة الفضلاء فإنهم يسبون ربهم جل جلاله، فإنهم يسبون الله جهاراً نهاراً، فإنهم يلعنون الله سراً وجهرا، فإنهم يتفوهون بكل نقيصة وجريمة وقول آثم على الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا وعلى مدار اليوم والليلة، بل ما أن يغضب أحدهم غضبًا طفيفًا أو أن يزعله صديقه صاحبه زميله أو أي أحد من خلق الله كزوجته مثلاً في بيته أو أمه أو أبيه أو اي أحد من هؤلاء إلا ويسارع وينطق متفوهًا بسب الله تبارك وتعالى، أو سب دينه… فأي كارثة وصلنا إليها، ومحنة ابتلينا بها، وفتنة حلت بنا، وكيف نقول لربنا، ونهرب من عقوبات مولانا وهذا حال كثير من أبنائنا معه تبارك وتعالى.
- أرأيتم لهذه الجريمة التي نسمعها من أبنائنا، ولا أحدثكم عن ما قرأت، أو عن ما سمعت من الناس، بل أحدثكم عن ما سمعت بأذني، وما وقر في قلبي، ورأت عيني، وحضر الواقعة جسدي وشخصي فوالذي نفسي بيده لقد سمعت ورأيت أحد الشباب عندما أغضبه صديقه سب الله تبارك وتعالى مباشرة وأنا أرى وأسمع وأحفظ وليس سبًا عاديًا بل قال له: "الذي خلقك حمار"، والله لقد قال وأنا أسمع وأنا عنده، ما رأيكم إخواني: الله يُقال له حمار بيننا، الله يُلعن ويسب ويشتم ويقذف ونحن موجودون، ربما نموت لأجل أعراضنا ونموت لأجل أنفسنا ألا نُسب وألا نُشتم وألا نُقذف، أما الله تبارك وتعالى فكثير ما سُب وشتم ولعن وقيل له أقذع الألفاظ وبيننا وحوالينا منا وفينا… وليست تلك الحادثة وحدها شهدتها وشاهدتها، بل قبل رمضان وأنا في طريقي إلى سكني على الباص سمعت أحد الشباب يقول للذي بجواره لصديقه لما أغضبه قال وأستأذنكم باللفظ؛ كون اللفظ بذيئا، ولا يصلح الا أن أرويها: "أنيك دينك"، والله لقد قالها وأنا أسمع وأرى… فكيف ما غاب عني، وحدثوني به وتعرفونه أنتم، أقوال يشيب لها الوالدن، وتنزل لها قوارع من السماء لولا أن الله تعالى حكيم صبور لأبادنا جميعا إن لم يعذبنا بخسف أو مسخ… نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا…
- أرأيتم إلى هذه الألفاظ التي تقال في الدين والملة والله جل جلاله، اي نوع من عذاب الله ننتظر ينزل، وأي عقوبات نزلت نريد ترتفع، ماهي المصيبات التي قد تنزل علينا، ما هي القوارع والطامات التي تكاد أن تسقط بنا ما دام وأن فينا من يسب الله جهاراً نهاراً، وإذا كان كفار قريش وهم ما هم ما فكروا بهذه الطياشة والحماقة والسفاهة وهم كفار قريش لما سألهم النبي: ﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ لَيَقولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزيزُ العَليمُ}، هكذا يقولون، حتى لما عبدوا الأصنام يعبدونها إنما عبدوها حسن ظن منهم على أنها تقربهم إلى الله زلفى، فقالوا إننا بأنفسنا لا نستطيع أن نصل إلى الله ونحن أحقر من أن نصل إلى الله وبالتالي نجعل وسطاء فيما بيننا وبين ربنا ظنًا وجهلاً وسفهًا منهم {وَالَّذينَ اتَّخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى} لكنهم ما تجرأوا على سب الله، لكنهم ما شتموا الله، لكنهم ما لعنوا الله، لكنهم ما قذفوا دين الله، لكنهم ما قالوا لدين الله يفعل به ويفعل به، ما قالوا هكذا ولا تجرأوا على هذا، بينما شباب من أبنائنا بالإسلام وهم تحت أبوين يدعون الإسلام في الصفوف الأولى في المسجد يكبرون للإحرام، لكنهم ساهون غافلون عن أبنائهم، لكنهم بعيدون كل البعد عن أبنائهم، وعن تربية فلذات أكبادهم، وتخلوا عن مسؤلياتهم، وأمر ربهم بوقاية أنفسهم وأبنائهم من النار: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا}، فأضاعوا الأمانة، وتهاونوا في المسؤولية وخانوا ما خانوا…
- أيها الإخوة: إن العلماء أجمعوا كما نقل القاضي عياض وابن تيمية وابن عقيل الحنبلي وكثير من أهل العلم نقلوا أن من سب الله أو سب دينه أو نبيه أو سب أي شعيرة من شعائر الله فهو كافر مباح الدم قد ارتد عن الدين، وبُطلت أعماله وصلواته وزكاته وحجه وصومه، حتى أن ابن تيمية نقل إجماعًا آخر أن يُقتل ولا يُستتاب، وأن من تاب وقُدر له أن يتوب بالخفاء قبل أن يُرفع أمره للقضاء فإنه واجب عليه أن يعيد حجة الإسلام إن كان حجها…
- وللعلم فلم يكفر الله تعالى المنافقين مع أنهم فعلوا ما فعلوا وأجرموا مع ما ارتكبوه مع ما آذوا النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يكفرهم إلا لما نطقوا استهزاء بالله وبرسول الله وبالقراء: ﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسولِهِ كُنتُم تَستَهزِئونَ لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم...﴾، مباشرة قد كفرتم قال الله لهم هكذا بكل صراحة، كفروا لأنهم استهزأوا بقراء رسول الله واستهزأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فمعقول أيها الإخوة بعد هذا البيان للحكم الشرعي أن نسمع من أبنائنا هذه الألفاظ في سب ديننا وفي سب شعائر إسلامنا وفي سب ربنا عز وجل ليل نهار حتى في الملاعب وفي الشوارع وفي الأسواق وعند الأصدقاء وربما يكون هذا أيضًا في المساجد، فضلاً عن البيوت فضلاً عن هنا وهناك، فماذا ننتظر؟ ما الشر الذي ننتظر أن ينزل بنا أمام هذه الطآمة وأمام هذه القارعة وأمام هذه الخطيرة التي تجتاح كثير من الشباب بل لربما الصغار قد تعلموها من الشباب ولا يعلمون جُرمها وإنها أجرمُ الجرائم وأكبر الكبائر على الإطلاق، هذه مصيبة أولى.
- أما المصيبة الثانية التي يجب أن أتحدث عنها هنا هي مصيبة لا تقل خطورة عن الأولى وإن كانت أقل منها بكثير لكن واجب الحديث عنها لأنها انتشرت في هذا المجتمع الحضرمي الذي هو طاهر من هذه الخبيثة هي شجرة القات التي وُرّدت بقوة وكثرة وأُوجدت وبيعت وروجت وأُعد لها ما أعد من أسواق ومبيعات وهيء لها ما هيء باسم فتات من ضرائب آثمة يأخذها من يأخذها من الفسدة المجرمين، هذه النبتة التي دمرت الشباب وأفسدت الأسر وحطمت وأهلكت وأوجدت ما أوجدت من ثغرات بين الأسر وبين الشباب وأبائهم وأمهاتهم، يصل بالشباب إلى أن يسرقوا ذهب أمهاتهم او أموال أبائهم، أو تكون القطيعة والخصام والشقاق بين الأسر بسبب تناول الولد لهذه الآفة الخطيرة المدمرة له ولأسرته ومجتمعه وأمته، ومن بدأ يخزن فاغسل يديك منه، ولن ترى الخير منه، ولن تجده عادة في هذا المجتمع إلا في مواطن الشر والخبث تاركا لصلاته ودينه وحتى دنياه وأعماله فضلا عن ضياع أسرته،
- إن هذه الشجرة الخبيثة أوصلت شبابنا إلى الجحيم في الدنيا قبل الآخرة، يصل الأمر بالمخزن إلى إهدار الصلوات وإهدار الأوقات والعبادات والطاعات والتسول هنا وهناك إن لم تمتد يده للسرقة والرشوة والحرام عموما ليوفر حق القات التي تزيد في هذا المجتمع عادة عند أدنى مخزن وأقلهم إلى خمسة آلاف ريال فضلا عن ملحقاتها من ماء وسيجارة وبيبسي… هذا في الحد الأدنى فماذا لو ضربنا خمسة آلاف ريال في ملايين المخزنين كم نخسر في هذه الشجرة التعيسة من مليارات في اليوم الواحد لحظات ثم ترمى في القمامة!.
ـ وأيضًا كم سبب القات من مآس؛ فيبتدئ عادة في السرقات ثم يتطور إلى المخدرات ثم يتطور إلى الإدمان هُنا وهناك ولا رقيب ولا حسيب ولا إنسان يقول لا، كف، إنتبه ممنوع، لا يمكن أن تنطلق في هذا السلك الخبيث يوصلك إلى إدمانات متسلسلة تلهيك عنا كأسرتنا، وتنهيك عن دنياك وعن مستقبلك وعن نفع أمتك ونفع أسرتك ونفع نفسك، تسقط صحتك عقلك مالك دينك عباداتك كل شيء فيك تفقده مع الأوقات ومع الأزمان، كم دمر القات من أوقات، كم دمر القات من عبادات، كم دمر القات أيضًا من طموحات وأهداف كانت للشباب فأصبحوا يتسولون هنا وهناك من الصباح إلى المساء ثم في المساء إلى الصباح، أُسراء تحت هذا الأفيون الخطير الذي لا يمكن أن تنهض المجتمعات ما دام وأنهم أسرى تحت هذه الشجرة الخبيثة المستخبثة التي قال الله تبارك وتعالى: {وَيَحُل لَهُم الطَّيبَات}، عن رسولنا عليه الصلاة ويحرم عليهم الخبائث وهي تدخل دخولاً أوليًا في مسمى هذا كما ذكر ابن حجر الهيثمي في كتابه الزواجر عن ارتكاب الكبائر وفي كتابه الآخر تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات، هذه كوارث مجتمعية نراها في أقرب الأوقات ويزداد في كل يوم من الشباب الذين يتناولونها بسبب غياب الرقابة من الأباء وأول من يكتوي بنار هذا الولد هو الأب هي الأم
هي الأسرة، هو المجتمع المحيط به فضلاً عن الأمة، وقد ذكر ابن حجر العلماء ممن حرموه وهم كثيرون لا يشكون على أن القات يدخل دخولاً أوليًا تحت المنع من شرب الخمر لأن العلة في منع الخمر واحدة فقال، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾، ثم قال، ﴿إِنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أَن يوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُنتَهونَ﴾، وقد وقعت العداوة والبغضاء في القات حقًا وأصبحت أسر تبغض وتكره وتخاصم وتترك الشاب الذي يخزن منها كما عهدناه في المجتمع الحضرمي الآن وقبل هذا، وأصبح كثير من حالات الطلاق بسبب القات وقد وقفت على عدد لا يحصى من سبب الطلاق هي بسبب القات فضلاً عن أن لله ايضا شرط: ﴿يوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُنتَهونَ﴾، هم أكثر الناس بعداً عن ذكر الله وأكثر الناس بعداً عن الصلاة وعن المساجد وعن حضور الذكر وعن الخير والصلاة، هم أكثر الناس هؤلاء فضلاً على أنه حلقة متصلة للترقي بمخدرات وإدمانات وترويج ثم موت وهلاك وإلى ما لا نهاية مما يحدث لهذا الرجل الذي تعود هذه النبتة الخبيثة، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… أما بعد:
- فمصيبة ثالثة أتحدث عنها على عُجالة سريعة ثم أختم إنها مصيبة المصائب القادمة إلينا من هنا وهناك وهي المخدرات وخاصة ما تعرف بالشبو أو الكريستيال ميث أو ما يُسمى الثلج الأبيض، هذه الآفة الخطيرة والطآمة الكبيرة التي تفتك بمجتمعاتنا كادت أن تفتك بشبابنا، كادت أن تنهي أحلامهم وإن تحطم طموحاتهم وأن تنهي حياتهم وأسرهم معهم، هذه الآفة الخطيرة التي يشهد العالم بما فيه كافرهم ومسلمهم وكبيرهم حقيرهم وعظيمهم كلهم يشهدون على أن المخدرات هي أعظم وأخطر وأفظع وأجرم وأشد فتكًا من الخمر، والخمر محرم قطعي والمخدرات ما دامت بهذا الفضاعة فإنها أعظم من الخمر ما دامت كذلك، والطبيب إذا قال هذا يضر فإن الفقيه يقول هذا حرام، {وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ...َ﴾، فإذا كان هذا في شأن الخمر، وما فوقه من مخدرات فكيف بهذه المادة الشبو المميتة القاتلة التي توصل لثلاثة أشياء، إما موت بطيء، وإما موت عاجل، وإما إدمان دائم ينتهي بموت بطيء أو موت عاجل وهو خير له، أو يكون فالشبو بمجرد شربة واحدة، ليست كأي مخدرات أخرى لا يتعود لها ويدمن عليها الا بعد شرابات منها، أما هذه المادة الشبو فبأول شربة يصير مدمنا، ومع ما فيها من خطر عظيم فهي الأكثر انتشارا للأسف الشديد..
- والسبب الأول في ذلك كله من المصائب الثلاث التي ذكرتها في خطبتي هذه من سب الله تعالى ودينه، والقات، والمخدرات هو غياب الأسرة؛ فعندما تغيب الأسرة يحصل الفراغ الروحي لدى الشاب وبالتالي يتخذ أسرة أخرى من شباب مثله طائشون عابثون لاهون مجرمون مدمنون مستخبثون بسبب أنه ما وجد الأسرة الطيبة، والله يقول في كتابه الكريم وصدق الله: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾، فإما أن يحتضن ويربي ويتابع ويراقب ويتعاهد الوالد ولده، وإما أن يتركه لغيره من الشياطين ليحتضنوه، إما أن تربيه إما أن تحافظ على الأمانة إما أن ترعاها إما أن تعمل بقول المولى جل وعلا، {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا...}، إما أن تقي نفسك وأهلك النار بحفاظك على أولادك وبيتك وإما النار لك ولهم..
- أيها الوالد: ديننا لا يعني فيه أن تحافظ على نفسك ثم تخون الأمانة التي استرعاك الله إياها وفي البخاري ومسلم، "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، وعند مسلم ولم يحطهم بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة "، فلا يكفي أن نقي أنفسنا من النار والحرام، وأن نلتزم بالعبادات والطاعات في مساجد الله في أوقات الصلوات ثم نترك أبناءنا وبناتنا عند الضيع والصيع وأصحاب السوء وهؤلاء الخبثاء، لا يكفي أننا نحافظ على أنفسنا ونلتزم بأورادنا ثم نترك أولادنا يتسيبون في شوارعنا وحارتنا..
- والذي نفسي بيده لو وجدت الأسرة الصالحة ما تحدثنا عن سب الله، لو وجدت الأسرة الصالحة التي تراعي أبناءها وتراقب ربها قبل ذلك في أبنائها ما وجد القات، ولا ظهرت المخدرات ولا الفواحش الموبقات… بل لو وجد الشيبان الأوائل الذين كانوا يحاربون أتفه التوافه من صغائر الذنوب والعيب والعقل والعادات الحسنة ما كنا على ما نحن عليه ولا تطرقنا لهذه المصائب والكوارث فغياب الأسرة كارثة، غياب الأسرة مصيبة، غياب الأسرة جريمة.
- لا يكفي أن الوالد يذهب لعمله في الصباح ثم يعود في المساء فيغذي بطن ولده وزوجته ثم يترك بيته يعشش فيه الشيطان، لا يعني أيها الأب وأنت تكد وتجد الليل والنهار لتوفير الغذاء البطني أن تترك الغذاء الروحي، لا يعني أيها الأب أن تترك الابن بعد أن ذهبت للعمل والجهد بل والجهاد، لكن أن تترك الجهاد الأكبر في دارك، لا يعني أن تذهب للجهاد الأصغر في توفير لقمة العيش والصحة والبيت وبناء الأسرة أيضًا في الدنيا وبناء البيوت والفلل والسيارات وتوفير المعاشات وهذا وذاك ثم تترك الأسرة للعبث والضياع، حاربوا المخدرات التربوية قبل المخدرات الحسية، المخدرات الروحية في غياب التربية هي أشد وأخطر وأجرم وأعظم وأكبر من الحسية التي اتحدث عنها حقيقة، مخدرات التربية هي التي أضاعت الأسر، المخدرات التي هي الشباب والضياع وترك المساجد والذهاب للأسواق وترك البنين والبنات يعيشون كيفما شاءوا باسم الثقة بألاعيب شيطانية من ثقة وحرية وعاقل وبالغ وواي فاي وانفتاح وبهذه الأسماء والأوهام تركنا أبناءنا للشيطان ولأخوانه من الإنس والجن…
- أخيراً الأسرة إذا وجدت وجد كل شيء وإذا فقدت فلن يوجد أي شيء، والحمد لله رب العالمين.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/HRS38-4qajA
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فأتحدث عن ثلاث قضايا مركزية، وهموم مؤرقة، وأمور محزنة، وأحزان مقلقة، ومشاكل محدقة، وقد أرقتني، وأقلقتني، ووددت لو قلتها في جمع كهذا فحان اليوم قولها، لكن قبلها ابتدأ بمقدمة صغيرة جداً عنها وهي:
ـ نحن في هذه المحافظة المباركة (حضرموت) التي حرسها الله وحماها نحمد الله أننا لا نشكو من حروب، ولا من قصف، ولا من طائرات، ولا من صواريخ، وتفجيرات، ولا من قطع مرتبات، ولا نشكو أيضًا من نزوح لبنين وبنات، ولا نشكو من تشريد هنا وهناك، ولا نشكو من الويلات التي تعاني منها أكثر المحافظات، بل لعلها هذه المحافظة الوحيدة التي سلمت سلامة كاملة من كثير من الشرور التي ما سلمت منها محافظة يمنية أبداً، وبالتالي فواجبنا أن نحمد الله عليها على هذه النعم لتبقى لدينا، ولتعمّر عندنا، ولا ندفعها ونرفضها بما يصدر منا فترحل تلك النعم من عندنا وتولي إلى غيرنا لأن الله قال في الاية الكريمة: {لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾ فتوعد الله أن من شكره زاده ومن كفره أنقصه وأحمق ما عنده، ولسنا بأحب الله إلى الله جل وعلا قطعا من مكة ومع هذا قال: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾[النحل: ١١٢].
ـ وإن من أكبر الكفر وأعظمه وأجله وأخطره، بل إنه أكبر ما عرفته البشرية، وأفظع، وأشد، وأخطر وأجرم حتى من ادعاء إن لله ولد هذه الجريمة الأولى للقضايا الثلاث المركزية التي أتحدث عنها هنا، هي أعظم من ادعاء النصارى واليهود أن لله ولدا مع أن الله تبارك وتعالى قد قال عن ذلك الادعاء السيء: ﴿تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرنَ مِنهُ وَتَنشَقُّ الأَرضُ وَتَخِرُّ الجِبالُ هَدًّ أَن دَعَوا لِلرَّحمنِ وَلَدًا وَما يَنبَغي لِلرَّحمنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾، كيف لو قلت لكم على أن هذه الجريمة الفظيعة التي لم تعرف البشرية أفظع منها على الإطلاق هي حاصلة عندنا، ونسمعها كثيراً عند كثير من شبابنا أيضًا، هي كائنة متواجدة ناطقة عند الكثير في واقعنا بالرغم على أنها أدهى وأكبر وأعظم وأخطر ما وصلت إليه البشرية على الإطلاق، حتى أن الشيطان الرجيم وهو الشيطان الرجيم أجرم الخلائق على الإطلاق لم يتجرأ على هذه أبدا فقد قال: ﴿رَبِّ بِما أَغوَيتَنيَ﴾، وقال لربه: ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ﴾، فبعزتك أما شباب اليوم أيها الإخوة الفضلاء فإنهم يسبون ربهم جل جلاله، فإنهم يسبون الله جهاراً نهاراً، فإنهم يلعنون الله سراً وجهرا، فإنهم يتفوهون بكل نقيصة وجريمة وقول آثم على الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا وعلى مدار اليوم والليلة، بل ما أن يغضب أحدهم غضبًا طفيفًا أو أن يزعله صديقه صاحبه زميله أو أي أحد من خلق الله كزوجته مثلاً في بيته أو أمه أو أبيه أو اي أحد من هؤلاء إلا ويسارع وينطق متفوهًا بسب الله تبارك وتعالى، أو سب دينه… فأي كارثة وصلنا إليها، ومحنة ابتلينا بها، وفتنة حلت بنا، وكيف نقول لربنا، ونهرب من عقوبات مولانا وهذا حال كثير من أبنائنا معه تبارك وتعالى.
- أرأيتم لهذه الجريمة التي نسمعها من أبنائنا، ولا أحدثكم عن ما قرأت، أو عن ما سمعت من الناس، بل أحدثكم عن ما سمعت بأذني، وما وقر في قلبي، ورأت عيني، وحضر الواقعة جسدي وشخصي فوالذي نفسي بيده لقد سمعت ورأيت أحد الشباب عندما أغضبه صديقه سب الله تبارك وتعالى مباشرة وأنا أرى وأسمع وأحفظ وليس سبًا عاديًا بل قال له: "الذي خلقك حمار"، والله لقد قال وأنا أسمع وأنا عنده، ما رأيكم إخواني: الله يُقال له حمار بيننا، الله يُلعن ويسب ويشتم ويقذف ونحن موجودون، ربما نموت لأجل أعراضنا ونموت لأجل أنفسنا ألا نُسب وألا نُشتم وألا نُقذف، أما الله تبارك وتعالى فكثير ما سُب وشتم ولعن وقيل له أقذع الألفاظ وبيننا وحوالينا منا وفينا… وليست تلك الحادثة وحدها شهدتها وشاهدتها، بل قبل رمضان وأنا في طريقي إلى سكني على الباص سمعت أحد الشباب يقول للذي بجواره لصديقه لما أغضبه قال وأستأذنكم باللفظ؛ كون اللفظ بذيئا، ولا يصلح الا أن أرويها: "أنيك دينك"، والله لقد قالها وأنا أسمع وأرى… فكيف ما غاب عني، وحدثوني به وتعرفونه أنتم، أقوال يشيب لها الوالدن، وتنزل لها قوارع من السماء لولا أن الله تعالى حكيم صبور لأبادنا جميعا إن لم يعذبنا بخسف أو مسخ… نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا…
- أرأيتم إلى هذه الألفاظ التي تقال في الدين والملة والله جل جلاله، اي نوع من عذاب الله ننتظر ينزل، وأي عقوبات نزلت نريد ترتفع، ماهي المصيبات التي قد تنزل علينا، ما هي القوارع والطامات التي تكاد أن تسقط بنا ما دام وأن فينا من يسب الله جهاراً نهاراً، وإذا كان كفار قريش وهم ما هم ما فكروا بهذه الطياشة والحماقة والسفاهة وهم كفار قريش لما سألهم النبي: ﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ لَيَقولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزيزُ العَليمُ}، هكذا يقولون، حتى لما عبدوا الأصنام يعبدونها إنما عبدوها حسن ظن منهم على أنها تقربهم إلى الله زلفى، فقالوا إننا بأنفسنا لا نستطيع أن نصل إلى الله ونحن أحقر من أن نصل إلى الله وبالتالي نجعل وسطاء فيما بيننا وبين ربنا ظنًا وجهلاً وسفهًا منهم {وَالَّذينَ اتَّخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى} لكنهم ما تجرأوا على سب الله، لكنهم ما شتموا الله، لكنهم ما لعنوا الله، لكنهم ما قذفوا دين الله، لكنهم ما قالوا لدين الله يفعل به ويفعل به، ما قالوا هكذا ولا تجرأوا على هذا، بينما شباب من أبنائنا بالإسلام وهم تحت أبوين يدعون الإسلام في الصفوف الأولى في المسجد يكبرون للإحرام، لكنهم ساهون غافلون عن أبنائهم، لكنهم بعيدون كل البعد عن أبنائهم، وعن تربية فلذات أكبادهم، وتخلوا عن مسؤلياتهم، وأمر ربهم بوقاية أنفسهم وأبنائهم من النار: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا}، فأضاعوا الأمانة، وتهاونوا في المسؤولية وخانوا ما خانوا…
- أيها الإخوة: إن العلماء أجمعوا كما نقل القاضي عياض وابن تيمية وابن عقيل الحنبلي وكثير من أهل العلم نقلوا أن من سب الله أو سب دينه أو نبيه أو سب أي شعيرة من شعائر الله فهو كافر مباح الدم قد ارتد عن الدين، وبُطلت أعماله وصلواته وزكاته وحجه وصومه، حتى أن ابن تيمية نقل إجماعًا آخر أن يُقتل ولا يُستتاب، وأن من تاب وقُدر له أن يتوب بالخفاء قبل أن يُرفع أمره للقضاء فإنه واجب عليه أن يعيد حجة الإسلام إن كان حجها…
- وللعلم فلم يكفر الله تعالى المنافقين مع أنهم فعلوا ما فعلوا وأجرموا مع ما ارتكبوه مع ما آذوا النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يكفرهم إلا لما نطقوا استهزاء بالله وبرسول الله وبالقراء: ﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسولِهِ كُنتُم تَستَهزِئونَ لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم...﴾، مباشرة قد كفرتم قال الله لهم هكذا بكل صراحة، كفروا لأنهم استهزأوا بقراء رسول الله واستهزأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فمعقول أيها الإخوة بعد هذا البيان للحكم الشرعي أن نسمع من أبنائنا هذه الألفاظ في سب ديننا وفي سب شعائر إسلامنا وفي سب ربنا عز وجل ليل نهار حتى في الملاعب وفي الشوارع وفي الأسواق وعند الأصدقاء وربما يكون هذا أيضًا في المساجد، فضلاً عن البيوت فضلاً عن هنا وهناك، فماذا ننتظر؟ ما الشر الذي ننتظر أن ينزل بنا أمام هذه الطآمة وأمام هذه القارعة وأمام هذه الخطيرة التي تجتاح كثير من الشباب بل لربما الصغار قد تعلموها من الشباب ولا يعلمون جُرمها وإنها أجرمُ الجرائم وأكبر الكبائر على الإطلاق، هذه مصيبة أولى.
- أما المصيبة الثانية التي يجب أن أتحدث عنها هنا هي مصيبة لا تقل خطورة عن الأولى وإن كانت أقل منها بكثير لكن واجب الحديث عنها لأنها انتشرت في هذا المجتمع الحضرمي الذي هو طاهر من هذه الخبيثة هي شجرة القات التي وُرّدت بقوة وكثرة وأُوجدت وبيعت وروجت وأُعد لها ما أعد من أسواق ومبيعات وهيء لها ما هيء باسم فتات من ضرائب آثمة يأخذها من يأخذها من الفسدة المجرمين، هذه النبتة التي دمرت الشباب وأفسدت الأسر وحطمت وأهلكت وأوجدت ما أوجدت من ثغرات بين الأسر وبين الشباب وأبائهم وأمهاتهم، يصل بالشباب إلى أن يسرقوا ذهب أمهاتهم او أموال أبائهم، أو تكون القطيعة والخصام والشقاق بين الأسر بسبب تناول الولد لهذه الآفة الخطيرة المدمرة له ولأسرته ومجتمعه وأمته، ومن بدأ يخزن فاغسل يديك منه، ولن ترى الخير منه، ولن تجده عادة في هذا المجتمع إلا في مواطن الشر والخبث تاركا لصلاته ودينه وحتى دنياه وأعماله فضلا عن ضياع أسرته،
- إن هذه الشجرة الخبيثة أوصلت شبابنا إلى الجحيم في الدنيا قبل الآخرة، يصل الأمر بالمخزن إلى إهدار الصلوات وإهدار الأوقات والعبادات والطاعات والتسول هنا وهناك إن لم تمتد يده للسرقة والرشوة والحرام عموما ليوفر حق القات التي تزيد في هذا المجتمع عادة عند أدنى مخزن وأقلهم إلى خمسة آلاف ريال فضلا عن ملحقاتها من ماء وسيجارة وبيبسي… هذا في الحد الأدنى فماذا لو ضربنا خمسة آلاف ريال في ملايين المخزنين كم نخسر في هذه الشجرة التعيسة من مليارات في اليوم الواحد لحظات ثم ترمى في القمامة!.
ـ وأيضًا كم سبب القات من مآس؛ فيبتدئ عادة في السرقات ثم يتطور إلى المخدرات ثم يتطور إلى الإدمان هُنا وهناك ولا رقيب ولا حسيب ولا إنسان يقول لا، كف، إنتبه ممنوع، لا يمكن أن تنطلق في هذا السلك الخبيث يوصلك إلى إدمانات متسلسلة تلهيك عنا كأسرتنا، وتنهيك عن دنياك وعن مستقبلك وعن نفع أمتك ونفع أسرتك ونفع نفسك، تسقط صحتك عقلك مالك دينك عباداتك كل شيء فيك تفقده مع الأوقات ومع الأزمان، كم دمر القات من أوقات، كم دمر القات من عبادات، كم دمر القات أيضًا من طموحات وأهداف كانت للشباب فأصبحوا يتسولون هنا وهناك من الصباح إلى المساء ثم في المساء إلى الصباح، أُسراء تحت هذا الأفيون الخطير الذي لا يمكن أن تنهض المجتمعات ما دام وأنهم أسرى تحت هذه الشجرة الخبيثة المستخبثة التي قال الله تبارك وتعالى: {وَيَحُل لَهُم الطَّيبَات}، عن رسولنا عليه الصلاة ويحرم عليهم الخبائث وهي تدخل دخولاً أوليًا في مسمى هذا كما ذكر ابن حجر الهيثمي في كتابه الزواجر عن ارتكاب الكبائر وفي كتابه الآخر تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات، هذه كوارث مجتمعية نراها في أقرب الأوقات ويزداد في كل يوم من الشباب الذين يتناولونها بسبب غياب الرقابة من الأباء وأول من يكتوي بنار هذا الولد هو الأب هي الأم
هي الأسرة، هو المجتمع المحيط به فضلاً عن الأمة، وقد ذكر ابن حجر العلماء ممن حرموه وهم كثيرون لا يشكون على أن القات يدخل دخولاً أوليًا تحت المنع من شرب الخمر لأن العلة في منع الخمر واحدة فقال، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾، ثم قال، ﴿إِنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أَن يوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُنتَهونَ﴾، وقد وقعت العداوة والبغضاء في القات حقًا وأصبحت أسر تبغض وتكره وتخاصم وتترك الشاب الذي يخزن منها كما عهدناه في المجتمع الحضرمي الآن وقبل هذا، وأصبح كثير من حالات الطلاق بسبب القات وقد وقفت على عدد لا يحصى من سبب الطلاق هي بسبب القات فضلاً عن أن لله ايضا شرط: ﴿يوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُنتَهونَ﴾، هم أكثر الناس بعداً عن ذكر الله وأكثر الناس بعداً عن الصلاة وعن المساجد وعن حضور الذكر وعن الخير والصلاة، هم أكثر الناس هؤلاء فضلاً على أنه حلقة متصلة للترقي بمخدرات وإدمانات وترويج ثم موت وهلاك وإلى ما لا نهاية مما يحدث لهذا الرجل الذي تعود هذه النبتة الخبيثة، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… أما بعد:
- فمصيبة ثالثة أتحدث عنها على عُجالة سريعة ثم أختم إنها مصيبة المصائب القادمة إلينا من هنا وهناك وهي المخدرات وخاصة ما تعرف بالشبو أو الكريستيال ميث أو ما يُسمى الثلج الأبيض، هذه الآفة الخطيرة والطآمة الكبيرة التي تفتك بمجتمعاتنا كادت أن تفتك بشبابنا، كادت أن تنهي أحلامهم وإن تحطم طموحاتهم وأن تنهي حياتهم وأسرهم معهم، هذه الآفة الخطيرة التي يشهد العالم بما فيه كافرهم ومسلمهم وكبيرهم حقيرهم وعظيمهم كلهم يشهدون على أن المخدرات هي أعظم وأخطر وأفظع وأجرم وأشد فتكًا من الخمر، والخمر محرم قطعي والمخدرات ما دامت بهذا الفضاعة فإنها أعظم من الخمر ما دامت كذلك، والطبيب إذا قال هذا يضر فإن الفقيه يقول هذا حرام، {وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ...َ﴾، فإذا كان هذا في شأن الخمر، وما فوقه من مخدرات فكيف بهذه المادة الشبو المميتة القاتلة التي توصل لثلاثة أشياء، إما موت بطيء، وإما موت عاجل، وإما إدمان دائم ينتهي بموت بطيء أو موت عاجل وهو خير له، أو يكون فالشبو بمجرد شربة واحدة، ليست كأي مخدرات أخرى لا يتعود لها ويدمن عليها الا بعد شرابات منها، أما هذه المادة الشبو فبأول شربة يصير مدمنا، ومع ما فيها من خطر عظيم فهي الأكثر انتشارا للأسف الشديد..
- والسبب الأول في ذلك كله من المصائب الثلاث التي ذكرتها في خطبتي هذه من سب الله تعالى ودينه، والقات، والمخدرات هو غياب الأسرة؛ فعندما تغيب الأسرة يحصل الفراغ الروحي لدى الشاب وبالتالي يتخذ أسرة أخرى من شباب مثله طائشون عابثون لاهون مجرمون مدمنون مستخبثون بسبب أنه ما وجد الأسرة الطيبة، والله يقول في كتابه الكريم وصدق الله: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾، فإما أن يحتضن ويربي ويتابع ويراقب ويتعاهد الوالد ولده، وإما أن يتركه لغيره من الشياطين ليحتضنوه، إما أن تربيه إما أن تحافظ على الأمانة إما أن ترعاها إما أن تعمل بقول المولى جل وعلا، {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا...}، إما أن تقي نفسك وأهلك النار بحفاظك على أولادك وبيتك وإما النار لك ولهم..
- أيها الوالد: ديننا لا يعني فيه أن تحافظ على نفسك ثم تخون الأمانة التي استرعاك الله إياها وفي البخاري ومسلم، "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، وعند مسلم ولم يحطهم بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة "، فلا يكفي أن نقي أنفسنا من النار والحرام، وأن نلتزم بالعبادات والطاعات في مساجد الله في أوقات الصلوات ثم نترك أبناءنا وبناتنا عند الضيع والصيع وأصحاب السوء وهؤلاء الخبثاء، لا يكفي أننا نحافظ على أنفسنا ونلتزم بأورادنا ثم نترك أولادنا يتسيبون في شوارعنا وحارتنا..
- والذي نفسي بيده لو وجدت الأسرة الصالحة ما تحدثنا عن سب الله، لو وجدت الأسرة الصالحة التي تراعي أبناءها وتراقب ربها قبل ذلك في أبنائها ما وجد القات، ولا ظهرت المخدرات ولا الفواحش الموبقات… بل لو وجد الشيبان الأوائل الذين كانوا يحاربون أتفه التوافه من صغائر الذنوب والعيب والعقل والعادات الحسنة ما كنا على ما نحن عليه ولا تطرقنا لهذه المصائب والكوارث فغياب الأسرة كارثة، غياب الأسرة مصيبة، غياب الأسرة جريمة.
- لا يكفي أن الوالد يذهب لعمله في الصباح ثم يعود في المساء فيغذي بطن ولده وزوجته ثم يترك بيته يعشش فيه الشيطان، لا يعني أيها الأب وأنت تكد وتجد الليل والنهار لتوفير الغذاء البطني أن تترك الغذاء الروحي، لا يعني أيها الأب أن تترك الابن بعد أن ذهبت للعمل والجهد بل والجهاد، لكن أن تترك الجهاد الأكبر في دارك، لا يعني أن تذهب للجهاد الأصغر في توفير لقمة العيش والصحة والبيت وبناء الأسرة أيضًا في الدنيا وبناء البيوت والفلل والسيارات وتوفير المعاشات وهذا وذاك ثم تترك الأسرة للعبث والضياع، حاربوا المخدرات التربوية قبل المخدرات الحسية، المخدرات الروحية في غياب التربية هي أشد وأخطر وأجرم وأعظم وأكبر من الحسية التي اتحدث عنها حقيقة، مخدرات التربية هي التي أضاعت الأسر، المخدرات التي هي الشباب والضياع وترك المساجد والذهاب للأسواق وترك البنين والبنات يعيشون كيفما شاءوا باسم الثقة بألاعيب شيطانية من ثقة وحرية وعاقل وبالغ وواي فاي وانفتاح وبهذه الأسماء والأوهام تركنا أبناءنا للشيطان ولأخوانه من الإنس والجن…
- أخيراً الأسرة إذا وجدت وجد كل شيء وإذا فقدت فلن يوجد أي شيء، والحمد لله رب العالمين.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
