مـن روائــع الخطب *وسائل.التواصل.الاجتماعي.بين.الانحلال.والحلال.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله ...
مـن روائــع الخطب
*وسائل.التواصل.الاجتماعي.بين.الانحلال.والحلال.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/fd0VKMQhcA4
*📆 تم إلقاؤها : بمسجد الصديق المكلا 28/ محرم/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإن عصرنا في تطور سريع ومذهل وهائل وكبير وعظيم أيضا من جهة واحدة ومن زاوية واحدة إنها التكنولوجيا هذه التي توالت وتمكنت وأصبحت في قمة التطور والحضارة، ووصلت إلى مبتغاها وإلى أعظم إمكانياتها، واستُغل العقل البشري بحق حتى أنه أفضل من الطب الذي أصبح مظلومًا في عصرنا أيما ظلم، وأصبحت الأمور العلمية لربما تكون هامشية، أما وسائل العصر الأخرى التكنولوجية فهي بحمد الله في خير ونعمة، ومع النعمة الكبرى التي سخرها الله لنا كمسلمين كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ جَميعًا مِنه...}، فهو سخر لنا هذه الوسائل وسخر لنا الغرب الكافر المجرم لاحترافه واكتشافه، ولا يقل قائل كما يقول كثير من العقلانيين والعلمانيين والمتمردين على شريعة رب العالمين على أن مارك مثلاً او على أن فلانًا وفلانا من الذين صنعوا هذه الوسائل أنهم سيدخلون الجنة بلا حساب لأنهم خدموا التكنلوجيا وكأن الجنة حقهم يدخلون من شاؤوا وينالها إخوانهم من الكافرين لا بعملهم الإسلامي بل بعملهم الإنساني والمالي ولو كانوا أكفر الناس لكن قال الله وحسمها: ﴿وَقالوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هودًا أَو نَصارى تِلكَ أَمانِيُّهُم قُل هاتوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ بَلى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾.
- فالغرب ومن ابتكروا وصنعوا إنما هم سخرة من الله سخرهم الله تبارك وتعالى لنا فنحمده عليهم، ولا نحمدهم على الله عز وجل أبدا، فهم مسخرون وجميع ما في السماوات والارض مسخرة، لا للكافر بل للمسلم قبل ذلك ﴿قُل مَن حَرَّمَ زينَةَ اللَّهِ الَّتي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هِيَ لِلَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمونَ﴾، فهي للذين أمنوا في الدنيا ثم تكون خالصة لهم يوم القيامة، فهنا في الدنيا هذه من النعم التي أنعم الله تبارك وتعالى بها علينا، {وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّهِ لا تُحصوها...}، لا إحصاء لنعم الله…
- وإن من أعظم نعم الله علينا في عصرنا هذا لهي هذه الوسائل العصرية التي قربت البعيد وسهلت الصعب وفعلت ما فعلت وأصبح ذلك المسكين يجد بغيته ليتحدث ويقول ما في نفسه ويبوح عما في سره وخاطره، ولا تكمم الأفواه ويقول ما شاء وينتقد ويقول ويأمر وينهى ويرسل وأصبح بنفسه وسيلة إعلامية وقناة تلفزيونية بامتياز يتابعه من يتابعه بالآلاف ولربما بالملايين الأهم أنه يوصل رسالته لجمهوره الصغير أو الكبير أو لمن يريد أن يوصل إليه حتى أفراداً عبر الدردشات الخاصة فهذه نعمة جليلة واجب أن نحمد الله عليها ونسأله خيرها ونعوذ به من شرها.
- هذه الوسائل وسائل ممتازة، ووسائل مباركة، ونعمة عظيمة لكن هي السلاح الأعظم والأنكى والحرب الضروس الغربية على بلادنا الإسلامية حقيقة يجب أن تذاع، وأمر يجب أن يعلمه الجميع…
- أصبحت الحرب أيها الأخوة بيننا وبين الغرب ليست بفوهات البنادق وبالدبابات والصواريخ، بل أصبحت الحرب بيننا وبينهم هي حرب تكنولوجية عالمية يخترقون ويفسدون شبابنا وينتزعون قيمنا وديننا وإسلامنا ويشككون في قدسياتنا ومقدساتنا ويلتهمون أبناءنا الواحد تلو الآخر، أصبحت هذه هي الحرب حرب برامج وحرب تطبيقات وحرب وسائل تواصل اجتماعي كما يقال، بالرغم على أنها على غير ذلك في كثير من الأحوال ليست وسائل تواصل اجتماعي بل هي قواطع اجتماعي بامتياز وذلك أنك تجد الأخوة والأبناء والأسرة الواحدة لربما تكون في عزومة سنوية أو حفلة أو في لقاء خاص لقادم من سفر أو مريض أو أي شيء في عرس مثلا، لكن ما إن يتكلموا للحظات حتى يخرج كل واحد منهم جواله ثم يبدأ بالدردشات والمراسلات واللمسات والحركات وينسى من بجواره وينسى صديقه وينسى أخاه وينسى جويره وينسى من تكلف عناء السفر لأجله وينسى من عزم عليه وتكلف الوجبات من أجله لقياه، فأصبحت وسائل قواطع وليست وسائل تواصل في كثير من الأحيان وليس على العموم…
- هذه هي الوسائل الحربية الغربية الضروس بيننا وبينهم ليست هكذا وفقط بل ضيعت العبادات والصلوات والأوقات يفضلها المسلم على كثير من دينه، وأصبح المسلم للأسف الشديد تراه مندمجًا على جواله بما تعنيه الكلمة من اندماج لا يسمع حركة ولا جلبة ولا ضربة ولا قتلة ولا ربما ولا رصاصة مع اندماجه مع جواله وفي الوسيلة التي هو عليها، لكن إذا كانت الصلاة أو كانت العبادة يسمع كل حركة وكل سكنة تجري بجوارها ويسرع فيها ويقضي في صلاة قرآن أو على عبادة كانت لحظات أو دقائق، بل لو تأخر الخطيب أو الإمام أو أي أحد من هؤلاء للحظات زائدة على ما هو مرسوم عند هذا السامع وفي رأسه لجن جنونه وأصيب بهلوسة ولربما قل أدبه وشتم إمامه أو خطيبه أو ذم أو تذمر أو اغتابه وهذه حدث ولا حرج، ولخرج من المسجد أو لم يعد إلى المسجد أو صلى في بيته أو تعذر بأن ذاك يطول وهذا يقصر وهذا يمطط لكن إذا كان الجوال فمطط ما شئت أيها الجوال في كل الأوقات والليالي الكاملات ولا يفطن لاوقات كلها قتلت واندثرت ونهبت وسرقت على يده هو الجاني والمجني عليه ثم يقول مارك إلى الجنة... لماذا أيها المغفل لأنه أضاع دينك وأضاع عباداتك وصلواتك واستقامتك وكل حياتك فضلا عن آخرتك…
- أيها الاخوة أصبحت هكذا وسائل للأسف الشديد وسيلة للهدم لا لبناء ووسيلة للدمار لا للإعمار، ووسيلة للهلاك لا للنجاة، ووسيلة قاطعة لا وسيلة متصلة، بل وسيلة قاطعة بالدنيا بل عن الأخرة، ووسيلة إندثار ما بين العبد وبين ربه عز وجل، ووسيلة للأسف الشديد هي منهدة لكثير من الأخلاق والقيم والمبادئ والمتعارف عليه دينًا وفطرة وعقلا
وشرعـًا وسوالف وعادات.
- هكذا أصبحت وسائل التواصل لا أقول عن الأوقات المقضية فيها، والأزمان التي لربما تختلسها بالساعات ونقضيها في أمر آخر إنتاجًا كبيراً وعظيما، خاصة عند أغلب المسلمين الا من رحم الله لا يستفيد منها شيئًا لا في دينه ولا في دنياه ولا في آخرته، وإن استفاد فواحد بالمائة بنسبة واحد بالمئة من آلاف بل ملايين الساعات التي يقضيها الشباب على هذه الوسيلة الخطيرة التي دمرت الأوقات، وحطمت التخصصات، ومنعت الشباب من نفع الأمة، وصناعة حضارتها، واستعادة مجدها، وأشغلتهم بتفاهات المناظر، لقد خدرت كثيرا منهم فأصبح بعضهم لا يحس بجوع ولا بظمأ ولا بأي شيء حوله، ترك أهله وترك عمله وقبل ذلك دينه لأجلها.
- هذه الوسائل التي أدمن عليها كثير من الشباب، هذه الوسيلة الخطيرة والتي تتطلب مننا وقفات ومحاربة حقيقية لا لها بل لأنفسنا كيف نقيدها وننتفع بها ولا تنتفع بنا هي ولا تقيدنا وتختلس منا أوقاتنا وديننا ليس هذا وحسب إخواني الفضلاء بل أعظم من هذا على أنها مسخت الشباب عقائديًا وأخلاقيًا وتذمروا على دينهم وأصبحوا يشككون في كل شيء من قدسياتهم، أصبح اتفه التافهين وأحقر الحقراء الجاهلين ينتقد رب العالمين ويطعن في إلهنا جل وعلا وكأنه أي أحد من الناس وكأنه أبوه إن أعطاه رضي وإن لم يعطه سخط على الله، اجعل دينك ينفعك وربك وإلهك، ويلعنون الدين ورب العالمين، أحترم المنبر ومجلسي هذا من أن الطخه بتلك الكلمات الفاجرة عن رب العالمين عز وجل وقد تحدثت بها في خطب ماضية هنا وهناك.
- إذن هذه الوسائل لم تنتهك العبادات والطاعات وأوقات المسلمين والمسلمات والمعتقدات وفقط، بل انتهكت حتى الدين وأصبحت الوسيلة الأولى في إحصائيات من يهتمون بدراسة العلمنة الأولى خلف الشباب من دينهم، الوسيلة الأولى إجرامًا للوصول إلى العلمنة والكفر والإلحاد هي وسائل التواصل الاجتماعي ربما تغريدة أو منشور ولربما فيديو قصير أو صورة أو أي شيء من وسائل التواصل تنزل على قلب شاب من الشباب فتحيله ركامًا بعد أن كان رجلاً صلبًا من أجل دينه، والسبب تغريدة أو كلمة أو كلمات أو شبهة فأصبح بعيداً عن الدين وأصبح شاكًا في أمر دينه بسبب هذه الوسائل، والسبب أيضًا على أنه ارتمى بنفسه ويلاحق هؤلاء الخبثاء هو لا هم، هو يلاحقهم بنفسه وأوصل نفسه إلى الهلاك ثم يطلب النجاة وما مثله إلا مثل الذي أصبح في وسط بحر خضم ثم أقسم على نفسه أنه لن يصلها ماء البحر، وهو جنون والجنون فنون، فكذلك من تورط في متابعة الحمقى والمغفلين والمجرمين وأعداء الدين فإنه سيكتوي بنارهم وتمسه شبهاتهم شاء أم أبى، وسيصبح فيها ومنها ولا يستطيع الانفكاك عنها، وإن لم يحدث منه الكفر الصراح في تلك اللحظة فمع الأيام قطعًا، اليوم شبهة وغداً مثلها ثم ما بعدها وهي كالغيث قطرة فقطرة حتى يصبح مطراً وسيولاً بسبب قطرات فكذلك الشبهات حطاطة تتملك القلب شيئًا فشيئًا كالأسفنجة تمتص الماء وتحسب على أن لا ماء فيها فإذا نشفتها بيدك خرج الماء منها كثيراً وكذلك الشبهات تنغرس في القلب ويصبح ذلك المسلم إذا جيء إليه بالحق يقول لكن قالوا وقيلت وسمعت وحدثوني… ومن أين جاء إليه إلا من شبهاتهم ولو أنه سلّم نفسه من هذه المواطن والأماكن لكان رجلاً صالحا، ولكان قلبه على ما كان على الفطرة السوية ولكنه لطخ نفسه في هذه الأماكن.
- أيها الإخوة من أكبر جرائم وسائل التواصل الاجتماعي على المسلم أنها أوردته موارد الهلاك بمتابعة المفسدين دينيًا وعقائديًا وأخلاقيًا وكل شيء، وإن من المخاطر الكبرى التي تقرب أو توازي مخاطر الانحلال العقائدي والفساد العقائدي هو الفساد الأخلاقي والسقوط الدني بمتابعة والانضمام والتجمهر والتواصل بأصحاب الشبهات عقائديًا وأصحاب الشهوات جنسيًا، أصبحت هذه معضلة في جهة وهذه معضلة أيضًا في جهة أخرى يتابع أصحاب الشبهات ويخطفونه عن دينه، ثم يتابع أصحاب الشهوات فيخطفونه عن جنسه وبالتالي يصبح متردداً بين هذا وذاك فإذا تابع هؤلاء لا يلوم نفسه على متابعة هؤلاء خلاص سقط في مستنقع عدم لوم النفس، وعدم الخوف من الذنب، وعدم اعتباره خطرا؛ لأن القلب أصبح ميتًا مريضًا خبيثًا نجسًا قذرا، لا يطهره شيء إلا توبة تنتزعه انتزاعا فلا يبقى في مواطن الذنب.
- وإنه والله الذي لا إله إلا هو إن القلب الطيب لا يتابع الا الطيبين أمثاله، وإن القلب الخبيث لا يسقط إلا في مواطن الخبث والخبائث، سواء الخبيث أخلاقيًا او الخبيث عقائديًا أو أي خبائث كانت لا يقع بصره ولا يقع سمعه ولا تقع يده إلا على الخبائث والدسائس وأولئك الخبثاء جعلهم الله في نار جهنم: ﴿لِيَميزَ اللَّهُ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجعَلَ الخَبيثَ بَعضَهُ عَلى بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَميعًا فَيَجعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ﴾، فتحدث الله عن الصنفين عن أولئك الذين تمايزوا وأصبحوا في مواطن الطيبة، وأول الذين أصبحوا في مواطن الخبث والخبائث: ﴿الَّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقولونَ سَلامٌ عَلَيكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾، فنحن بين خيارين إما أن نقع في الطيبة وعلى الطيبة كالنحلة لا تقع إلا على الطيب ولا تأكل سواه ولا تنتج غيره، وإما نقع كالذباب لا تسقط إلا على الجروح وعلى القاذورات، فأصبح كل من له وسيلة من وسائل التواصل أمام خيارين إما أن يقع على الطيب، أو أن يقع على الخبيث فيخرج مستخبث أن لم يكن الآن فبعد مدة يسيرة سيصبح كذلك وعلى أقل الأحوال إذا لم يصبح كذلك فإن القلب يصبح ميتًا لا يبالي بالخبيث وكأنه شيء عادي، وكأن الأمر ليس بالخطير ولا بالخبيث، أصبح الحرام عنده عاديه استمرأ الحرام واعتاد الحرام ومعناه على أنه أصبح في الحرام وللحرام ومع الحرام وهي صفة أهل النار ومن صفة أهل النار وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الجنة حفت بالمكاره، وأن النار حفت بالشهوات، وإنها والله لشهوات وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها هي التي احتوشت النار وأصبحت حول النار تنادي وتصرخ أنا لك وأنت لي، أقول قولي هذا واستغفر الله
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إخواني الفضلاء إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال للصحابة: "إياكم والجلوس في الطرقات"، والحديث في البخاري ومسلم، إياكم والجلوس في الطرقات، وعندما نعود لطرق الصحابة ماذا فيها حتى يحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم منها هل طرق تظهر فيها العورات، والنساء الفاتنات، والإعلانات، وأندية ومجموعات وروابط الحرام والقاذورات، أي طرق يحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم منها هل هي طرق هؤلاء الذين أصبحوا ينشرون الحرام بالليل والنهار وبأرقى وأدق الوسائل، وأصبحت هذه الوسائل هي حكرا للدعارة، وحكرا للفجارة، وحكرا للنذالة والقذارة، أم هي طرق الصحابة والصحابيات في زمن كله نقاء وصفاء "إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا يا رسول الله مجالسنا مالنا بد منها" لا بد منها لا بد أن نجلس فيها لا بد أن نمكث فيها، مجالسنا ما لنا بد منها، فقال النبي صلى الله عليكم صلى الله عليه وسلم: "إذا أبيتم إلا الجلوس في الطرقات فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حقه يا رسول الله؟ قال كف الأذى وغض البصر"، وشرع في الباقي ولكن الأول نتحدث عنه ويجب أن نتحدث عنه هنا، كف الأذى أن لا نؤذي أنفسنا وأن لا نؤذي عقائدنا وأن لا نؤذي أهالينا وأن لا نؤذي مجتمعنا وديننا: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، ذنبي وذنب فلان وفلان هو ذنب للمجتمع بأسره وإذا تراكمت الذنوب على المجتمع هلك،﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، فبذنبي يهلك الناس فاتقي الله في الناس، هذا كف الأذى لكن ماذا عن غض البصر، وأيضًا حدث ولا حرج عن غض البصر وغض البصر من ماذا في زمن رسول الله من نساء طيبات طاهرات شريفات عفيفات مستعففات، ومع هذا يقول النبي ذلك فماذا عن وسائلنا وما عن طرقنا وماذا عن وسائل عصرنا، حدث ولا حرج، ما تعلمون وما لا تعلمون…
- هكذا أصبح المسلم بين خيارين إما أن يترك طريق الأذى ولا يجلس فيها، أو أن يجلس فيها ويحافظ على إسلامه ويحافظ على دينه، إذا أبيتم إلا الجلوس في الطرقات فأعطوا الطريق حقه، وأقول: إذا أبيتم إلا البقاء على وسائل التواصل الاجتماعي فاعطوها حقها اعطوها حقها وانتبهوا لأنفسكم من مساوئها وخبائثها وجرائمها على الدين وعلى الشهوة الشبهات والشهوات…
- وأخيرا: إذا كنت حدثت الشباب فأخيرا أحدث الآباء أحدث الأزواج أحدثهم عن أسرهم وأحدثهم عن أبنائهم، إذا كان الأب يتابع أبناءه على الشارع وفي الطريق وهنا وهناك وقد انعدم هنا حتى هذا ولكن اقول من باب المجاز إذا كان الأب يتابع الابن على الحقيقة فبقي الأهم والأعظم المتابعة المعنوية على الهاتف، إذا كان يترك لولده دقيقه أو دقيقتين أو أكثر لأجل متابعته في المدرسة وفي الشارع فالأعظم أن يتابعه في هاتفه من يراسل وفي أي مجموعة هو وفي أي قناة هو وفي أي وسيلة ومن أصدقاؤه وهكذا يراقب يتابع يتحرى ينظر ولا يترك ولده للجحيم صورة أو لقطة أو فيديو أو كلمة أو شبهة أو شهوة تنقذف في ولد صغير لا يمكن أن يتراجع عنها يستمر عليها ويصبح مجرمًا بامتياز بيد والده ويصدق عليه قول الله: {يُخْربُونَ بُيُوتَهُم بِأيْدِيْهِم}، ليس الأولاد فقط بل أيضًا الزوجات.
- ولا والله أيها الأخوة لا يمضي يوم من الأيام إلا وتأتيني أسئلة وأقله سؤال واحد إما من الزواجات من النساء وانغماسهن في المحرمات، أو من جهة الأبناء الصغار، أو الشباب الذين وقعوا فيما وقعوا فيه، وأصبحوا له أسرى، ولا يمضي يوم واحد أبداً إلا ويأتي سؤال على أقل الأحوال بل تصل إلى حالات طلاق، واليوم فجرا أرد على أحد الإخوة طلق زوجته بسبب الجوال؛ لأنها انغمست فيه كثيراً ولا تعتني به لا قليلا ولا كثيرا وإنما معها ما معها من صداقات ومعها ما معها من مجموعات وانشغلت بما انشغلت…
- وفي الختام فوسائل التواصل الاجتماعي والنت بشكل عام مع أنها أصبحت مهمة وشبه ضرورية وجيدة إلى حد ما، لكن أيضًا هي إما توصل للجحيم أو لجنة رب العالمين، وهي سلاح قاتل وهي سلاح مهلك فالخيار بين أيدينا كالسكين يمكن أن نقطع بها الحلال، ويمكن أن نقطع بها الحرام، فكذلك هي وسائل التواصل الاجتماعي والنت هي بيدك فاتق الله فيها وراقب الله تعالى عند دخولها، واجعل شعارك: ﴿ إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ﴾، واستشعر: ﴿أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرى﴾، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1
*وسائل.التواصل.الاجتماعي.بين.الانحلال.والحلال.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/fd0VKMQhcA4
*📆 تم إلقاؤها : بمسجد الصديق المكلا 28/ محرم/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإن عصرنا في تطور سريع ومذهل وهائل وكبير وعظيم أيضا من جهة واحدة ومن زاوية واحدة إنها التكنولوجيا هذه التي توالت وتمكنت وأصبحت في قمة التطور والحضارة، ووصلت إلى مبتغاها وإلى أعظم إمكانياتها، واستُغل العقل البشري بحق حتى أنه أفضل من الطب الذي أصبح مظلومًا في عصرنا أيما ظلم، وأصبحت الأمور العلمية لربما تكون هامشية، أما وسائل العصر الأخرى التكنولوجية فهي بحمد الله في خير ونعمة، ومع النعمة الكبرى التي سخرها الله لنا كمسلمين كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ جَميعًا مِنه...}، فهو سخر لنا هذه الوسائل وسخر لنا الغرب الكافر المجرم لاحترافه واكتشافه، ولا يقل قائل كما يقول كثير من العقلانيين والعلمانيين والمتمردين على شريعة رب العالمين على أن مارك مثلاً او على أن فلانًا وفلانا من الذين صنعوا هذه الوسائل أنهم سيدخلون الجنة بلا حساب لأنهم خدموا التكنلوجيا وكأن الجنة حقهم يدخلون من شاؤوا وينالها إخوانهم من الكافرين لا بعملهم الإسلامي بل بعملهم الإنساني والمالي ولو كانوا أكفر الناس لكن قال الله وحسمها: ﴿وَقالوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هودًا أَو نَصارى تِلكَ أَمانِيُّهُم قُل هاتوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ بَلى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾.
- فالغرب ومن ابتكروا وصنعوا إنما هم سخرة من الله سخرهم الله تبارك وتعالى لنا فنحمده عليهم، ولا نحمدهم على الله عز وجل أبدا، فهم مسخرون وجميع ما في السماوات والارض مسخرة، لا للكافر بل للمسلم قبل ذلك ﴿قُل مَن حَرَّمَ زينَةَ اللَّهِ الَّتي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هِيَ لِلَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمونَ﴾، فهي للذين أمنوا في الدنيا ثم تكون خالصة لهم يوم القيامة، فهنا في الدنيا هذه من النعم التي أنعم الله تبارك وتعالى بها علينا، {وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّهِ لا تُحصوها...}، لا إحصاء لنعم الله…
- وإن من أعظم نعم الله علينا في عصرنا هذا لهي هذه الوسائل العصرية التي قربت البعيد وسهلت الصعب وفعلت ما فعلت وأصبح ذلك المسكين يجد بغيته ليتحدث ويقول ما في نفسه ويبوح عما في سره وخاطره، ولا تكمم الأفواه ويقول ما شاء وينتقد ويقول ويأمر وينهى ويرسل وأصبح بنفسه وسيلة إعلامية وقناة تلفزيونية بامتياز يتابعه من يتابعه بالآلاف ولربما بالملايين الأهم أنه يوصل رسالته لجمهوره الصغير أو الكبير أو لمن يريد أن يوصل إليه حتى أفراداً عبر الدردشات الخاصة فهذه نعمة جليلة واجب أن نحمد الله عليها ونسأله خيرها ونعوذ به من شرها.
- هذه الوسائل وسائل ممتازة، ووسائل مباركة، ونعمة عظيمة لكن هي السلاح الأعظم والأنكى والحرب الضروس الغربية على بلادنا الإسلامية حقيقة يجب أن تذاع، وأمر يجب أن يعلمه الجميع…
- أصبحت الحرب أيها الأخوة بيننا وبين الغرب ليست بفوهات البنادق وبالدبابات والصواريخ، بل أصبحت الحرب بيننا وبينهم هي حرب تكنولوجية عالمية يخترقون ويفسدون شبابنا وينتزعون قيمنا وديننا وإسلامنا ويشككون في قدسياتنا ومقدساتنا ويلتهمون أبناءنا الواحد تلو الآخر، أصبحت هذه هي الحرب حرب برامج وحرب تطبيقات وحرب وسائل تواصل اجتماعي كما يقال، بالرغم على أنها على غير ذلك في كثير من الأحوال ليست وسائل تواصل اجتماعي بل هي قواطع اجتماعي بامتياز وذلك أنك تجد الأخوة والأبناء والأسرة الواحدة لربما تكون في عزومة سنوية أو حفلة أو في لقاء خاص لقادم من سفر أو مريض أو أي شيء في عرس مثلا، لكن ما إن يتكلموا للحظات حتى يخرج كل واحد منهم جواله ثم يبدأ بالدردشات والمراسلات واللمسات والحركات وينسى من بجواره وينسى صديقه وينسى أخاه وينسى جويره وينسى من تكلف عناء السفر لأجله وينسى من عزم عليه وتكلف الوجبات من أجله لقياه، فأصبحت وسائل قواطع وليست وسائل تواصل في كثير من الأحيان وليس على العموم…
- هذه هي الوسائل الحربية الغربية الضروس بيننا وبينهم ليست هكذا وفقط بل ضيعت العبادات والصلوات والأوقات يفضلها المسلم على كثير من دينه، وأصبح المسلم للأسف الشديد تراه مندمجًا على جواله بما تعنيه الكلمة من اندماج لا يسمع حركة ولا جلبة ولا ضربة ولا قتلة ولا ربما ولا رصاصة مع اندماجه مع جواله وفي الوسيلة التي هو عليها، لكن إذا كانت الصلاة أو كانت العبادة يسمع كل حركة وكل سكنة تجري بجوارها ويسرع فيها ويقضي في صلاة قرآن أو على عبادة كانت لحظات أو دقائق، بل لو تأخر الخطيب أو الإمام أو أي أحد من هؤلاء للحظات زائدة على ما هو مرسوم عند هذا السامع وفي رأسه لجن جنونه وأصيب بهلوسة ولربما قل أدبه وشتم إمامه أو خطيبه أو ذم أو تذمر أو اغتابه وهذه حدث ولا حرج، ولخرج من المسجد أو لم يعد إلى المسجد أو صلى في بيته أو تعذر بأن ذاك يطول وهذا يقصر وهذا يمطط لكن إذا كان الجوال فمطط ما شئت أيها الجوال في كل الأوقات والليالي الكاملات ولا يفطن لاوقات كلها قتلت واندثرت ونهبت وسرقت على يده هو الجاني والمجني عليه ثم يقول مارك إلى الجنة... لماذا أيها المغفل لأنه أضاع دينك وأضاع عباداتك وصلواتك واستقامتك وكل حياتك فضلا عن آخرتك…
- أيها الاخوة أصبحت هكذا وسائل للأسف الشديد وسيلة للهدم لا لبناء ووسيلة للدمار لا للإعمار، ووسيلة للهلاك لا للنجاة، ووسيلة قاطعة لا وسيلة متصلة، بل وسيلة قاطعة بالدنيا بل عن الأخرة، ووسيلة إندثار ما بين العبد وبين ربه عز وجل، ووسيلة للأسف الشديد هي منهدة لكثير من الأخلاق والقيم والمبادئ والمتعارف عليه دينًا وفطرة وعقلا
وشرعـًا وسوالف وعادات.
- هكذا أصبحت وسائل التواصل لا أقول عن الأوقات المقضية فيها، والأزمان التي لربما تختلسها بالساعات ونقضيها في أمر آخر إنتاجًا كبيراً وعظيما، خاصة عند أغلب المسلمين الا من رحم الله لا يستفيد منها شيئًا لا في دينه ولا في دنياه ولا في آخرته، وإن استفاد فواحد بالمائة بنسبة واحد بالمئة من آلاف بل ملايين الساعات التي يقضيها الشباب على هذه الوسيلة الخطيرة التي دمرت الأوقات، وحطمت التخصصات، ومنعت الشباب من نفع الأمة، وصناعة حضارتها، واستعادة مجدها، وأشغلتهم بتفاهات المناظر، لقد خدرت كثيرا منهم فأصبح بعضهم لا يحس بجوع ولا بظمأ ولا بأي شيء حوله، ترك أهله وترك عمله وقبل ذلك دينه لأجلها.
- هذه الوسائل التي أدمن عليها كثير من الشباب، هذه الوسيلة الخطيرة والتي تتطلب مننا وقفات ومحاربة حقيقية لا لها بل لأنفسنا كيف نقيدها وننتفع بها ولا تنتفع بنا هي ولا تقيدنا وتختلس منا أوقاتنا وديننا ليس هذا وحسب إخواني الفضلاء بل أعظم من هذا على أنها مسخت الشباب عقائديًا وأخلاقيًا وتذمروا على دينهم وأصبحوا يشككون في كل شيء من قدسياتهم، أصبح اتفه التافهين وأحقر الحقراء الجاهلين ينتقد رب العالمين ويطعن في إلهنا جل وعلا وكأنه أي أحد من الناس وكأنه أبوه إن أعطاه رضي وإن لم يعطه سخط على الله، اجعل دينك ينفعك وربك وإلهك، ويلعنون الدين ورب العالمين، أحترم المنبر ومجلسي هذا من أن الطخه بتلك الكلمات الفاجرة عن رب العالمين عز وجل وقد تحدثت بها في خطب ماضية هنا وهناك.
- إذن هذه الوسائل لم تنتهك العبادات والطاعات وأوقات المسلمين والمسلمات والمعتقدات وفقط، بل انتهكت حتى الدين وأصبحت الوسيلة الأولى في إحصائيات من يهتمون بدراسة العلمنة الأولى خلف الشباب من دينهم، الوسيلة الأولى إجرامًا للوصول إلى العلمنة والكفر والإلحاد هي وسائل التواصل الاجتماعي ربما تغريدة أو منشور ولربما فيديو قصير أو صورة أو أي شيء من وسائل التواصل تنزل على قلب شاب من الشباب فتحيله ركامًا بعد أن كان رجلاً صلبًا من أجل دينه، والسبب تغريدة أو كلمة أو كلمات أو شبهة فأصبح بعيداً عن الدين وأصبح شاكًا في أمر دينه بسبب هذه الوسائل، والسبب أيضًا على أنه ارتمى بنفسه ويلاحق هؤلاء الخبثاء هو لا هم، هو يلاحقهم بنفسه وأوصل نفسه إلى الهلاك ثم يطلب النجاة وما مثله إلا مثل الذي أصبح في وسط بحر خضم ثم أقسم على نفسه أنه لن يصلها ماء البحر، وهو جنون والجنون فنون، فكذلك من تورط في متابعة الحمقى والمغفلين والمجرمين وأعداء الدين فإنه سيكتوي بنارهم وتمسه شبهاتهم شاء أم أبى، وسيصبح فيها ومنها ولا يستطيع الانفكاك عنها، وإن لم يحدث منه الكفر الصراح في تلك اللحظة فمع الأيام قطعًا، اليوم شبهة وغداً مثلها ثم ما بعدها وهي كالغيث قطرة فقطرة حتى يصبح مطراً وسيولاً بسبب قطرات فكذلك الشبهات حطاطة تتملك القلب شيئًا فشيئًا كالأسفنجة تمتص الماء وتحسب على أن لا ماء فيها فإذا نشفتها بيدك خرج الماء منها كثيراً وكذلك الشبهات تنغرس في القلب ويصبح ذلك المسلم إذا جيء إليه بالحق يقول لكن قالوا وقيلت وسمعت وحدثوني… ومن أين جاء إليه إلا من شبهاتهم ولو أنه سلّم نفسه من هذه المواطن والأماكن لكان رجلاً صالحا، ولكان قلبه على ما كان على الفطرة السوية ولكنه لطخ نفسه في هذه الأماكن.
- أيها الإخوة من أكبر جرائم وسائل التواصل الاجتماعي على المسلم أنها أوردته موارد الهلاك بمتابعة المفسدين دينيًا وعقائديًا وأخلاقيًا وكل شيء، وإن من المخاطر الكبرى التي تقرب أو توازي مخاطر الانحلال العقائدي والفساد العقائدي هو الفساد الأخلاقي والسقوط الدني بمتابعة والانضمام والتجمهر والتواصل بأصحاب الشبهات عقائديًا وأصحاب الشهوات جنسيًا، أصبحت هذه معضلة في جهة وهذه معضلة أيضًا في جهة أخرى يتابع أصحاب الشبهات ويخطفونه عن دينه، ثم يتابع أصحاب الشهوات فيخطفونه عن جنسه وبالتالي يصبح متردداً بين هذا وذاك فإذا تابع هؤلاء لا يلوم نفسه على متابعة هؤلاء خلاص سقط في مستنقع عدم لوم النفس، وعدم الخوف من الذنب، وعدم اعتباره خطرا؛ لأن القلب أصبح ميتًا مريضًا خبيثًا نجسًا قذرا، لا يطهره شيء إلا توبة تنتزعه انتزاعا فلا يبقى في مواطن الذنب.
- وإنه والله الذي لا إله إلا هو إن القلب الطيب لا يتابع الا الطيبين أمثاله، وإن القلب الخبيث لا يسقط إلا في مواطن الخبث والخبائث، سواء الخبيث أخلاقيًا او الخبيث عقائديًا أو أي خبائث كانت لا يقع بصره ولا يقع سمعه ولا تقع يده إلا على الخبائث والدسائس وأولئك الخبثاء جعلهم الله في نار جهنم: ﴿لِيَميزَ اللَّهُ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجعَلَ الخَبيثَ بَعضَهُ عَلى بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَميعًا فَيَجعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ﴾، فتحدث الله عن الصنفين عن أولئك الذين تمايزوا وأصبحوا في مواطن الطيبة، وأول الذين أصبحوا في مواطن الخبث والخبائث: ﴿الَّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقولونَ سَلامٌ عَلَيكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾، فنحن بين خيارين إما أن نقع في الطيبة وعلى الطيبة كالنحلة لا تقع إلا على الطيب ولا تأكل سواه ولا تنتج غيره، وإما نقع كالذباب لا تسقط إلا على الجروح وعلى القاذورات، فأصبح كل من له وسيلة من وسائل التواصل أمام خيارين إما أن يقع على الطيب، أو أن يقع على الخبيث فيخرج مستخبث أن لم يكن الآن فبعد مدة يسيرة سيصبح كذلك وعلى أقل الأحوال إذا لم يصبح كذلك فإن القلب يصبح ميتًا لا يبالي بالخبيث وكأنه شيء عادي، وكأن الأمر ليس بالخطير ولا بالخبيث، أصبح الحرام عنده عاديه استمرأ الحرام واعتاد الحرام ومعناه على أنه أصبح في الحرام وللحرام ومع الحرام وهي صفة أهل النار ومن صفة أهل النار وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الجنة حفت بالمكاره، وأن النار حفت بالشهوات، وإنها والله لشهوات وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها هي التي احتوشت النار وأصبحت حول النار تنادي وتصرخ أنا لك وأنت لي، أقول قولي هذا واستغفر الله
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إخواني الفضلاء إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال للصحابة: "إياكم والجلوس في الطرقات"، والحديث في البخاري ومسلم، إياكم والجلوس في الطرقات، وعندما نعود لطرق الصحابة ماذا فيها حتى يحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم منها هل طرق تظهر فيها العورات، والنساء الفاتنات، والإعلانات، وأندية ومجموعات وروابط الحرام والقاذورات، أي طرق يحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم منها هل هي طرق هؤلاء الذين أصبحوا ينشرون الحرام بالليل والنهار وبأرقى وأدق الوسائل، وأصبحت هذه الوسائل هي حكرا للدعارة، وحكرا للفجارة، وحكرا للنذالة والقذارة، أم هي طرق الصحابة والصحابيات في زمن كله نقاء وصفاء "إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا يا رسول الله مجالسنا مالنا بد منها" لا بد منها لا بد أن نجلس فيها لا بد أن نمكث فيها، مجالسنا ما لنا بد منها، فقال النبي صلى الله عليكم صلى الله عليه وسلم: "إذا أبيتم إلا الجلوس في الطرقات فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حقه يا رسول الله؟ قال كف الأذى وغض البصر"، وشرع في الباقي ولكن الأول نتحدث عنه ويجب أن نتحدث عنه هنا، كف الأذى أن لا نؤذي أنفسنا وأن لا نؤذي عقائدنا وأن لا نؤذي أهالينا وأن لا نؤذي مجتمعنا وديننا: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، ذنبي وذنب فلان وفلان هو ذنب للمجتمع بأسره وإذا تراكمت الذنوب على المجتمع هلك،﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، فبذنبي يهلك الناس فاتقي الله في الناس، هذا كف الأذى لكن ماذا عن غض البصر، وأيضًا حدث ولا حرج عن غض البصر وغض البصر من ماذا في زمن رسول الله من نساء طيبات طاهرات شريفات عفيفات مستعففات، ومع هذا يقول النبي ذلك فماذا عن وسائلنا وما عن طرقنا وماذا عن وسائل عصرنا، حدث ولا حرج، ما تعلمون وما لا تعلمون…
- هكذا أصبح المسلم بين خيارين إما أن يترك طريق الأذى ولا يجلس فيها، أو أن يجلس فيها ويحافظ على إسلامه ويحافظ على دينه، إذا أبيتم إلا الجلوس في الطرقات فأعطوا الطريق حقه، وأقول: إذا أبيتم إلا البقاء على وسائل التواصل الاجتماعي فاعطوها حقها اعطوها حقها وانتبهوا لأنفسكم من مساوئها وخبائثها وجرائمها على الدين وعلى الشهوة الشبهات والشهوات…
- وأخيرا: إذا كنت حدثت الشباب فأخيرا أحدث الآباء أحدث الأزواج أحدثهم عن أسرهم وأحدثهم عن أبنائهم، إذا كان الأب يتابع أبناءه على الشارع وفي الطريق وهنا وهناك وقد انعدم هنا حتى هذا ولكن اقول من باب المجاز إذا كان الأب يتابع الابن على الحقيقة فبقي الأهم والأعظم المتابعة المعنوية على الهاتف، إذا كان يترك لولده دقيقه أو دقيقتين أو أكثر لأجل متابعته في المدرسة وفي الشارع فالأعظم أن يتابعه في هاتفه من يراسل وفي أي مجموعة هو وفي أي قناة هو وفي أي وسيلة ومن أصدقاؤه وهكذا يراقب يتابع يتحرى ينظر ولا يترك ولده للجحيم صورة أو لقطة أو فيديو أو كلمة أو شبهة أو شهوة تنقذف في ولد صغير لا يمكن أن يتراجع عنها يستمر عليها ويصبح مجرمًا بامتياز بيد والده ويصدق عليه قول الله: {يُخْربُونَ بُيُوتَهُم بِأيْدِيْهِم}، ليس الأولاد فقط بل أيضًا الزوجات.
- ولا والله أيها الأخوة لا يمضي يوم من الأيام إلا وتأتيني أسئلة وأقله سؤال واحد إما من الزواجات من النساء وانغماسهن في المحرمات، أو من جهة الأبناء الصغار، أو الشباب الذين وقعوا فيما وقعوا فيه، وأصبحوا له أسرى، ولا يمضي يوم واحد أبداً إلا ويأتي سؤال على أقل الأحوال بل تصل إلى حالات طلاق، واليوم فجرا أرد على أحد الإخوة طلق زوجته بسبب الجوال؛ لأنها انغمست فيه كثيراً ولا تعتني به لا قليلا ولا كثيرا وإنما معها ما معها من صداقات ومعها ما معها من مجموعات وانشغلت بما انشغلت…
- وفي الختام فوسائل التواصل الاجتماعي والنت بشكل عام مع أنها أصبحت مهمة وشبه ضرورية وجيدة إلى حد ما، لكن أيضًا هي إما توصل للجحيم أو لجنة رب العالمين، وهي سلاح قاتل وهي سلاح مهلك فالخيار بين أيدينا كالسكين يمكن أن نقطع بها الحلال، ويمكن أن نقطع بها الحرام، فكذلك هي وسائل التواصل الاجتماعي والنت هي بيدك فاتق الله فيها وراقب الله تعالى عند دخولها، واجعل شعارك: ﴿ إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ﴾، واستشعر: ﴿أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرى﴾، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1
