*رسائل.لطلاب.الجامعات…ودور.العلمانية.في.تهميش.العلم.والمتعلمين.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله ...
*رسائل.لطلاب.الجامعات…ودور.العلمانية.في.تهميش.العلم.والمتعلمين.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/guF-0NlB0XU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 17/ ربيع الثاني/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فحديث خاص إلى خواص الأمة، إلى نجباء الأمة، إلى أفضل من في الأمة، إلى خيار هذه الأمة، إلى أولئك الذين يعتبرون هم أمل هذه الأمة، هم صناع حضارتها، هم قادة مستقبلها، هم أعظم كيان فيها، هم عمودها، هم أساسها، هم أصل نهضتها، هي بهم وهم بها إذا لم يكونوا لم تكن وإذا لم تكن لم يكونوا، حديث خاص كما هي عادتي في كل عام أوجه لكم لطلاب الجامعات بخصوصها وفي بداية العام الجامعي الجديد، خطبة هي بمقام مفاتيح، أو بمقام معالم، أو بمقام نصائح، أو بمقام مسلمات، أو أن هذه لربما كما يُقال قال تنفخ الروح العلمية في أجسادكم، وتبعث الأمل في أرواحكم، وتعيد لكم أمراً يجب أن تعلموه، ويجب أن تقدروه حق قدره، خاصة فيما نحن فيه من غوغاء وظلماء ومدلهمات، وما تجري الأمة فيه أيضـًا من تهميش لعظماء أمثالكم، وما هي عليه اليوم من عدم مبالاة بعلماء ونوابغ… بل بتهميشهم، بل باحتقارهم، بل بعدم التفات إليهم، وبانشغال كامل تام عنهم، ولا أقول أنه انشغال جزئي بل انشغال كامل وتام بتوافه الحياة، وبأمور يستحيا من ذكرها ولا ينشغل أي عظيم بها كرياضة وفن… ولكنها المأساة ولكنه بلاء العصر والداء المستفحل في زماننا هذا….
- أيها العظماء الفضلاء حديثي إليكم هو حديث الإسلام، لا بحديث الاجتهاد وإن كان الاجتهاد عظيمـًا، وليس بحديث للعلماء وإن كان حديث العلماء جليلاً مهابًا، وليس بحديث أحد من الناس بل بكتاب الله، وبنفحات وآيات قصار جداً من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى ما يلزم من شرحهما…
- وقبل ذلك يجب أن أقدم مقدمة مختصرة: إن الحقيقة الغائبة في مجتمعاتنا التي ضاعت وتلاشت وانتهت وزالت والتي أنتجت تعشيشا كبيراً، ونهض أقزام الأمة، وانتهى العظماء فيها، الحقيقة هي أن لا سبيل لرفعة الأمم ايـًا كانت ولا مصدر لكرامتها ولحضارتها ولنموها ولبقائها إلا بالقوة، إن لم تكن قويًا أُكلت ونُهبت وسُلبت وأُضعت، وخير دليل هو الواقع في أمتنا المرير اليوم الذي تنهش من كل طرف ومن كل جهة وأصبحت ذيلاً وفي مؤخرة القافلة وهي لا شيء عند الأمم أبدا، والسبب هو الضعف الكائن فيها، وأتحدث عن القوة العلمية، ولا أعني بها العسكرية وإن كانت مطلوبة، فمثلا ما اليابان وجيشها… وهل لليابان جيش أصلاً يحميها ويحرسها لا إنما هو العلم والتفرغ العلمي والمعرفي الذي نهضت وسادت الأمم مع قلة ومع انعدام جيشها، لكن الصناعة اليابانية فخر الصناعة العالمية؛ لأنها نهضت بالقوة البشرية ولكن عندما تهمش هذه والقدرة تصبح هذه القوة والقدرة هلاكـًا على أبنائها دمار على شعبها مأساة على وطنها نكبة على مجتمعاتها وما اليمن عنا ببعيد…
- ما أجمل أن يحسن استغلال هذا الإنسان لينتج قوة وعظمة وأحدثكم عن الحرب العالمية الأولى فالثانية وفكرة بريطانيا فيها كما حدثنا عنها أحد علمائنا مشافهة على أنها أخرجت أفضل من فيها آنذاك وأوصلتهم إلى جزيرة نائية لتحميهم من الحرب الضروس، حتى إذا انتهت يومًا بريطانيا ولم تكن فإنهم سيعيدون لها امبراطوريتها العظمى؛ لأنها حمت أعظم من فيها وهم العلماء وفعلاً نهضت بعد أن انتهت أو أشبهت نهضت بعد أن لم تكن قامت حضارة أوروبا بما فيها التي تخلت عنها بريطانيا أخيراً في الاتحاد الأوروبي نهضت بعد أن لم تكن شيئـًا، وبعد قرون من الحروب الطاحنة بين الكنيسة بمذاهبها الأرثوذكس والكاثوليك أو غيرها… السبب أنها حمت العلماء، وحمت القوة العلمية التي نادانا الله بها نحن المسلمين، نادانا وحثنا بل أمرنا: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيل...ِ}… - فالقوة العلمية قبل العسكرية، القوة العلمية قبل السياسية، القوة العلمية قبل كل شيء وستنتج بها كل مقومات الحياة وكل صغير وكبير فيها… وإن لم تكن قوة علمية لن تكون أمة محترمة وعظيمة وقوية…
- وهنا أبدأ: ألم يكرم الله آدم عليه السلام بما لديه فقط من علم وأسجد له الملائكة بعد أن عرفهم بأسمائهم قال﴿قالَ يا آدَمُ أَنبِئهُم بِأَسمائِهِم...} فقط وسلموا لأنه أنبأهم عن علم، سبحانك لا علم لنا سجدوا وخضعوا وهم الملائكة عليهم السلام، وسجدوا لآدم البشر الضعيف الذي خُلق وهم ينظرون حتى كانوا يدورون إليه وهو تراب يكوّن ويعجبون لخلقه تراب ما الذي يريد الله به لكن كانت إرادة الله أن الملائكة وهم خيار عباد الله يسجدون لهذا البشر الضعيف لآدم عليه السلام؛ لأنه حدثهم عن علم، بل هذا نبينا صلى الله عليه وسلم لم تنزل عليه أول الأمر لا كلمة الصلاة ولا الزكاة ولا الحج… ولا أي عبادة وفريضة كانت على الإطلاق غير عبادة وفريضة وضرورة العلم، أقرأ أقرأ ومراراً ﴿اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍ اقرَأ وَرَبُّكَ الأَكرَمُ الَّذي عَلَّمَ بِالقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسانَ ما لَم يَعلَم﴾ [العلق: ١-٥].
- أيها الإخوة العلم كريم وهنا في الآية لم يقل اقرأ باسم ربك الأعلى بل قال الأكرم؛ لأن المتعلم كريم، كريم عند الله، كريم عند الناس، مكرم في فطرة البشر، يرفعه الله وليس البشر وفقط: {يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ...} درجات عن الناس رفعة وعظمة يزيدهم الله تبارك وتعالى، بل قل أيضًا عن نبينا الذي لم يأمره الله بأمر يزداد فيه أعظم من العلم على الإطلاق وقل وجوبـًا أمر من الله {وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا﴾ الزيادة من العلم مطلوبة حتى للأنبياء فكيف بنا نحن، ما هو مقامنا ما هو حظنا ما هو شأننا؟ أمام هذه الكرامة والمنحة الربانية التي بها نُكرم في الدنيا والآخرة…
- فبقدر أخذنا من العلم تكون الكرامة، وبقدر بُعدنا عنه تكون الذلة والمهانة، أمر كوني قدري لا حياد عنه فمن أخذ به أخذ بحظ وافر، قال النبي صلى الله عليه وسلم بل جعل سبيل الجنة وطريقها سبيل العلم وطريقه كأخصر طريق وأهمه: (من سلك طريقـًا يلتمس فيه علمـًا سهل الله له به، -والباء سببية في اللغة في به- سهل الله له به طريقـًا إلى الجنة)، إلى الجنة بعلمه بتعلمه بانكبابه على كتبه بحرصه باجتهاده بسهره بكل شيء فيه، وهذا أحدهم رؤي وهو في الجنة فقيل بماذا يا فلان، قال بانكبابي على كتبي في الليلة الفلانية عندما جاء المطر وأنا في صحراء قاحلة لم أجد ما استرها به فسترتها ببطني وانكببت عليها فادخلني الله بذلك، فالعلم مُكرم، العلم مُعظم، العلم جنة، وطريق مختصر إليها… العلم هو أساس نهضة الأمم، وحضارتها، وتطورها، ونهوضها، وحياتها…
- أمة لا علم لها لا وجود لها، أمة لا علماء فيها لا قيمة لها، أمة لم تهتم بالجانب العلمي هي أمة ميتة وإن قيل إنها حية هي أمة أجهزت على نفسها واهلكت الذي هو فيها، {قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبابِ﴾ هل تستوي أمة تعلمت وأمة أخذت بزمام مبادرتها العلمية وبين أمة هي في الحضيض، بين أمة تهمش العلماء والكوادر العظماء والنوابغ فيها وترفع الرياضة وتوافه الحياة {قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ﴾ لا لا يستوون عند الله، فإما أن نكون من هؤلاء أو من أولئك، الخيار بين أيدينا والخيار لنا… ونحن في مرحلة جامعية وكلنا لا زلنا على هذا نطلب العلم كما قال الإمام احمد من المهد إلى اللحد، وكما قال ابن المبارك لعل الحرف الذي يدخلني الجنة لم يُكتب بعد، وعلى هذا نعيش لعل العلم الذي يُكتب به نجاحي وفلاحي وفوزي بجنة ربي وأسلك طريق الفردوس فيها، وفي الدنيا نهضة أمتي وكرامتي ومصدر إلهامي.. لم أطلع عليه بعد لم أقرأه بعد لم أكتبه بعد لم أصل إليه بعد هذا هو شعارنا…
- أيها الطلاب العظماء الذي يجب أن نرسمه في حياتنا لا الجامعية وفقط وان كانت هي روح الحياة هي الحياة الجامعية لأنها تعطيك المفاتيح للعلم وإن كانت لا تعطيك من العلم حتى ما يمكن أن اقول واحدا بالمئة، لا تعطيك الجامعة ايًا كانت لو كانت أعرق جامعة واعظم جامعة على تصانيف العالم الآن فإنها لا تعطيك العلم كله ولا تعطيك حتى عشره ولا أقل من معشاره وإنما الأمر يعود إلى اجتهاد الطالب، إلى همة الطالب، إلى حرص الطالب تمنحه الجامعة مفاتيح، تمنحه الجامعة روح، تمنحه الجامعة أشياء بسيطة بها ينطلق، بها يسعى، بها ينكب على أمور الحياة العلمية، بها يكمل مشواره ومشروعه ورقيه بل مشروع ومشوار ورقي أمته.. أما أن يكتفي الطالب بمنهج الجامعة فأضاع نفسه وأمته… وأدعوكم دعوة محب لقراءة قصة الطالب الياباني أوساهير ذلك المبتعث لدراسة الميكانيكا وصانع المحركات اليابانية… وفيها عبرة وعظة تغنيك عن آلاف الدروس… - أيا أيها الطلاب الأماجد النوابغ ويا أمل الأمة هل استشعرتم أمرا مهما، ومسألة عظيمة أنكم انتدبتم أنفسكم نيابة عن أمتكم لتعلم فرض كفاية عليها فأصبح في حقكم فرض عين كفرض الصلاة والصيام وسائر الفرائض… ومعناه تفريطكم في الدراسة كتفريطكم في الصلاة… وأحدثكم عن ذلك: نحن مطالبون كطلاب جامعات مطالبون بأن نسد عن الأمة فرض الكفاية ونخفف عنها هذا العبء العظيم الذي إن قام به البعض سقط عن البقية، وإن لم يقم به أحد أثمت الإمة جميعا… وقد انتدبنا أنفسنا لفرض كفاية كل واحد في التخصص الذي هو فيه سواء من العلوم التطبيقية التي أغلبكم فيها أو من العلوم الأخرى الاجتماعية أو الإسلامية أو ايـًا كانت من العلوم، هذه فروض كفايات بل جعلها الإمام الغزالي في الإحياء أعني إحياء علوم الدين في ذلك الوقت سماه إحياء علوم الدين وكأنها ماتت علومه مع أن قرن الإمام الغزالي هو من انضج قرون الأمة على الإطلاق ومع هذا سماه الإحياء ويريد به إحياء العلوم المندثرة في ذلك الوقت فقال في هذا الكتاب الضخم: إن علم الطب هو من علوم الآخرة لا من علوم الدنيا، أي أن الطبيب يصل إلى الجنة بطبه إذا أضاف إلى ذلك التدين الذي لا بد منه، هكذا نظر الإمام الغزالي وإن كان غيره يخالفه في هذا، بل قل عن الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتح حينما صور على أن العلوم الكفائية للأمة والمراد بالعلوم الكفائية التي إذا قام بها البعض سقط عن الأمة بما فيها كما سبق فصورها بأن من انتدب نفسه لعلم كفائي منها فقد أصبح العلم الكفائي في حقه فرض عين عليه بمقام الصلاة هل تفهمون هذا… يعني بمقام الصلوات الخمس، بمقام الصيام لرمضان، بمقام الزكاة المفروضة، وهذا كلام ابن حجر ولا أعتقد أن عالمـًا يخالف هذا فمن انتدب نفسه لفرض كفاية عن الأمة فقد أصبح فرض الكفاية عن الأمة في حقه هو فرض عين، فأي تقصير في فرضه إلى النار اتفهمون؟ نعم إلى النار لأنه كالمفرط في الصلاة والزكاة والحج وسائر العبادات…
- فيا طلبة العلم أنتم سفراء الأمة إلى الجامعات، أنتم ممثلوها في التخصصات، أنتم مفاتيح حضارتها، وصناع مجدها، وأساس علوها، واستعادة تراثها، ألا فيجب أن تعلموا هذه الأُسس التي ذكرتها الآن ولا أطيل فيها نظراً للإخوة خارج المسجد في الشمس الذين وهم كثير مع ضيق المسجد الذي للأسف الشديد لا توسع ولا هم يحزنون، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- نعيش أيها الطلاب الكرام في هذه الأيام وفي هذه الأزمان وفي القرون المتأخرة منذ بدأ الاستعمار الغربي للبلد الشرقي الضعيف، الضعيف بسياسته لا بقوته ولا بنهضته ولا باقتصاده وموارده ولا بابنائه ولا بدينه ولا بأي شيء بل بل هو الاستعمار السياسي وحده أقعد بالأمة والذي أجهز حياة الأمة، والذي أمات نهضة الأمة، والذي أودى بالأمة إلى ما ترون، إننا جميعـًا لا يُخفى علينا ما نراه من تهميش لأمثالكم وما نراه أيضـًا من إضعاف لدوركم، وما نراه أيضـًا لقتل مواهبكم عمدا، وما نراه من وأد خفي لجميعكم، أعني
المتعلمين والعلماء بشكل عام ولا أتحدث عن العلوم الإسلامية، بل أتحدث عن العلوم عامة لأنها تتكاتف ومطلوبة من جميع المسلمين أن يحضروها ويسعوا لنيل أرفع الأوسمة فيها
وإلا أثموا جميعـًا فيها أيـًا كان العلم خاصة أمام نهضة الغرب وأمام تراجع الشرق وأمام تقهقرنا وأمام ما نراه من انتكاس حقير لنا مع تفوق الغرب وهو عيب أيما عيب وليس العيب فينا، ليس العيب فينا واقسم عليه بل العيب في من ولاه الله أمرنا، ما نراه من تهميش شديد للأكاديميين وللطلاب وللجامعات وللبحث العلمي…
- وأحدثكم عن إحصائيات عالمية أحدثكم عن أسرائيل مثلاً في إحصائيات العالم على أنها تنفق للبحث العلمي… تخيل كم تنفق على البحث العلمي؟ ما يوازي الدول العربية جميعها ما يوازي ما تنفقه الدول العربية واحدة واحدة للبحث العلمي وهي دولة لا تساوي أصغر دويلة في ذيل الأمة كما قال كشك رحمه الله لو بصق المسلمون في وجه إسرائيل لأغرقوها، وصدق ولا زالوا على هذا مجرد بصاق لأغرقناها ببصاقنا ومع هذا تنفق أكثر من عشرين بالمئة من ناتجها القومي الإجمالي لأجل البحث العلمي، أما الدول العربية فلا يصل إلى ثلاثة من عشرة مش بالمئة من عشرة في المئة من ناتجها القومي لكن الرياضة لا لا لا تتكلم لا تتكلم عن هوسهم في الرياضة وملياراتها، أما الفن فهو الشغل الشاغل لهم فريضة قبل الصلاة لهؤلاء التعساء الأشقياء هكذا أصبحنا في أمة تحترق قلوبنا وتدمع أعيننا لما وصلنا ووصلونا إليه ثم يقولون عنا واعني العلمانيين الذين هم يبسطون ويقبضون على مفاصل الأمة، وكل سلطاتها..
يقولون عنا متخلفون لماذا؟ لأنهم حطمونا واجهزوا على العلم الذي فينا والروح والحياة التي الأصل أن تنهض بالأمم عامة لا بأمتنا وحدها…
- أين كان تكريم الخلفاء والملوك للعلماء؟ كان الخليفة لا يقول يا إمام أو يا شيخ بل يقول يا سيدي وينزل من كرسي الملك ولا يجلس عليه إذا دخل العالم، بل كان لا يغسل العالم يده إذا اكمل الأكل عند الخليفة بل الخليفة هو الذي يغسل يده، ويقول يا سيدي أنا لا أغسل يدك بل أغسل فضلك وعظمتك واتكرم بذلك ولي الشرف… ولا يبعث من يسأله بل هو يذهب إليه لبيته، ولا يجرؤ على أي اعتراض عليه…. والأمر يطول… لكن ماذا عنا، وعن من ولاه الله أمر أمتنا؟ يعظمون ويحتفون بمغن وراقصة… وأصون المنبر عن الإتمام وأستغفر الله إذا اكملت فتجد عشرة وعشرين وأكثر من مايكات القنوات الحقيرة بجوار التافهين والتافهات… ولافتات الدنيا تحتفي به لأنه راقص أو رياضي أو هنا وهناك من عرابيد…، بينما العلماء يكمل جامعته،وينتهي من تخصصه، ويبتكر في الأمة عظائم الابتكارات، وهو نابغة بكل صدق وحق… لكنه منسي في سلة المهملات حسرتنا تكفي إلى هنا وهي أعظم من أن نتحدث عنها، مواجعنا كثيرة وكثيرة وما أجهزوا علينا أعظم من أن يُذكر… وحسبنا الله ونعم الوكيل…
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام علية لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/guF-0NlB0XU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 17/ ربيع الثاني/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فحديث خاص إلى خواص الأمة، إلى نجباء الأمة، إلى أفضل من في الأمة، إلى خيار هذه الأمة، إلى أولئك الذين يعتبرون هم أمل هذه الأمة، هم صناع حضارتها، هم قادة مستقبلها، هم أعظم كيان فيها، هم عمودها، هم أساسها، هم أصل نهضتها، هي بهم وهم بها إذا لم يكونوا لم تكن وإذا لم تكن لم يكونوا، حديث خاص كما هي عادتي في كل عام أوجه لكم لطلاب الجامعات بخصوصها وفي بداية العام الجامعي الجديد، خطبة هي بمقام مفاتيح، أو بمقام معالم، أو بمقام نصائح، أو بمقام مسلمات، أو أن هذه لربما كما يُقال قال تنفخ الروح العلمية في أجسادكم، وتبعث الأمل في أرواحكم، وتعيد لكم أمراً يجب أن تعلموه، ويجب أن تقدروه حق قدره، خاصة فيما نحن فيه من غوغاء وظلماء ومدلهمات، وما تجري الأمة فيه أيضـًا من تهميش لعظماء أمثالكم، وما هي عليه اليوم من عدم مبالاة بعلماء ونوابغ… بل بتهميشهم، بل باحتقارهم، بل بعدم التفات إليهم، وبانشغال كامل تام عنهم، ولا أقول أنه انشغال جزئي بل انشغال كامل وتام بتوافه الحياة، وبأمور يستحيا من ذكرها ولا ينشغل أي عظيم بها كرياضة وفن… ولكنها المأساة ولكنه بلاء العصر والداء المستفحل في زماننا هذا….
- أيها العظماء الفضلاء حديثي إليكم هو حديث الإسلام، لا بحديث الاجتهاد وإن كان الاجتهاد عظيمـًا، وليس بحديث للعلماء وإن كان حديث العلماء جليلاً مهابًا، وليس بحديث أحد من الناس بل بكتاب الله، وبنفحات وآيات قصار جداً من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى ما يلزم من شرحهما…
- وقبل ذلك يجب أن أقدم مقدمة مختصرة: إن الحقيقة الغائبة في مجتمعاتنا التي ضاعت وتلاشت وانتهت وزالت والتي أنتجت تعشيشا كبيراً، ونهض أقزام الأمة، وانتهى العظماء فيها، الحقيقة هي أن لا سبيل لرفعة الأمم ايـًا كانت ولا مصدر لكرامتها ولحضارتها ولنموها ولبقائها إلا بالقوة، إن لم تكن قويًا أُكلت ونُهبت وسُلبت وأُضعت، وخير دليل هو الواقع في أمتنا المرير اليوم الذي تنهش من كل طرف ومن كل جهة وأصبحت ذيلاً وفي مؤخرة القافلة وهي لا شيء عند الأمم أبدا، والسبب هو الضعف الكائن فيها، وأتحدث عن القوة العلمية، ولا أعني بها العسكرية وإن كانت مطلوبة، فمثلا ما اليابان وجيشها… وهل لليابان جيش أصلاً يحميها ويحرسها لا إنما هو العلم والتفرغ العلمي والمعرفي الذي نهضت وسادت الأمم مع قلة ومع انعدام جيشها، لكن الصناعة اليابانية فخر الصناعة العالمية؛ لأنها نهضت بالقوة البشرية ولكن عندما تهمش هذه والقدرة تصبح هذه القوة والقدرة هلاكـًا على أبنائها دمار على شعبها مأساة على وطنها نكبة على مجتمعاتها وما اليمن عنا ببعيد…
- ما أجمل أن يحسن استغلال هذا الإنسان لينتج قوة وعظمة وأحدثكم عن الحرب العالمية الأولى فالثانية وفكرة بريطانيا فيها كما حدثنا عنها أحد علمائنا مشافهة على أنها أخرجت أفضل من فيها آنذاك وأوصلتهم إلى جزيرة نائية لتحميهم من الحرب الضروس، حتى إذا انتهت يومًا بريطانيا ولم تكن فإنهم سيعيدون لها امبراطوريتها العظمى؛ لأنها حمت أعظم من فيها وهم العلماء وفعلاً نهضت بعد أن انتهت أو أشبهت نهضت بعد أن لم تكن قامت حضارة أوروبا بما فيها التي تخلت عنها بريطانيا أخيراً في الاتحاد الأوروبي نهضت بعد أن لم تكن شيئـًا، وبعد قرون من الحروب الطاحنة بين الكنيسة بمذاهبها الأرثوذكس والكاثوليك أو غيرها… السبب أنها حمت العلماء، وحمت القوة العلمية التي نادانا الله بها نحن المسلمين، نادانا وحثنا بل أمرنا: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيل...ِ}… - فالقوة العلمية قبل العسكرية، القوة العلمية قبل السياسية، القوة العلمية قبل كل شيء وستنتج بها كل مقومات الحياة وكل صغير وكبير فيها… وإن لم تكن قوة علمية لن تكون أمة محترمة وعظيمة وقوية…
- وهنا أبدأ: ألم يكرم الله آدم عليه السلام بما لديه فقط من علم وأسجد له الملائكة بعد أن عرفهم بأسمائهم قال﴿قالَ يا آدَمُ أَنبِئهُم بِأَسمائِهِم...} فقط وسلموا لأنه أنبأهم عن علم، سبحانك لا علم لنا سجدوا وخضعوا وهم الملائكة عليهم السلام، وسجدوا لآدم البشر الضعيف الذي خُلق وهم ينظرون حتى كانوا يدورون إليه وهو تراب يكوّن ويعجبون لخلقه تراب ما الذي يريد الله به لكن كانت إرادة الله أن الملائكة وهم خيار عباد الله يسجدون لهذا البشر الضعيف لآدم عليه السلام؛ لأنه حدثهم عن علم، بل هذا نبينا صلى الله عليه وسلم لم تنزل عليه أول الأمر لا كلمة الصلاة ولا الزكاة ولا الحج… ولا أي عبادة وفريضة كانت على الإطلاق غير عبادة وفريضة وضرورة العلم، أقرأ أقرأ ومراراً ﴿اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍ اقرَأ وَرَبُّكَ الأَكرَمُ الَّذي عَلَّمَ بِالقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسانَ ما لَم يَعلَم﴾ [العلق: ١-٥].
- أيها الإخوة العلم كريم وهنا في الآية لم يقل اقرأ باسم ربك الأعلى بل قال الأكرم؛ لأن المتعلم كريم، كريم عند الله، كريم عند الناس، مكرم في فطرة البشر، يرفعه الله وليس البشر وفقط: {يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ...} درجات عن الناس رفعة وعظمة يزيدهم الله تبارك وتعالى، بل قل أيضًا عن نبينا الذي لم يأمره الله بأمر يزداد فيه أعظم من العلم على الإطلاق وقل وجوبـًا أمر من الله {وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا﴾ الزيادة من العلم مطلوبة حتى للأنبياء فكيف بنا نحن، ما هو مقامنا ما هو حظنا ما هو شأننا؟ أمام هذه الكرامة والمنحة الربانية التي بها نُكرم في الدنيا والآخرة…
- فبقدر أخذنا من العلم تكون الكرامة، وبقدر بُعدنا عنه تكون الذلة والمهانة، أمر كوني قدري لا حياد عنه فمن أخذ به أخذ بحظ وافر، قال النبي صلى الله عليه وسلم بل جعل سبيل الجنة وطريقها سبيل العلم وطريقه كأخصر طريق وأهمه: (من سلك طريقـًا يلتمس فيه علمـًا سهل الله له به، -والباء سببية في اللغة في به- سهل الله له به طريقـًا إلى الجنة)، إلى الجنة بعلمه بتعلمه بانكبابه على كتبه بحرصه باجتهاده بسهره بكل شيء فيه، وهذا أحدهم رؤي وهو في الجنة فقيل بماذا يا فلان، قال بانكبابي على كتبي في الليلة الفلانية عندما جاء المطر وأنا في صحراء قاحلة لم أجد ما استرها به فسترتها ببطني وانكببت عليها فادخلني الله بذلك، فالعلم مُكرم، العلم مُعظم، العلم جنة، وطريق مختصر إليها… العلم هو أساس نهضة الأمم، وحضارتها، وتطورها، ونهوضها، وحياتها…
- أمة لا علم لها لا وجود لها، أمة لا علماء فيها لا قيمة لها، أمة لم تهتم بالجانب العلمي هي أمة ميتة وإن قيل إنها حية هي أمة أجهزت على نفسها واهلكت الذي هو فيها، {قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبابِ﴾ هل تستوي أمة تعلمت وأمة أخذت بزمام مبادرتها العلمية وبين أمة هي في الحضيض، بين أمة تهمش العلماء والكوادر العظماء والنوابغ فيها وترفع الرياضة وتوافه الحياة {قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ﴾ لا لا يستوون عند الله، فإما أن نكون من هؤلاء أو من أولئك، الخيار بين أيدينا والخيار لنا… ونحن في مرحلة جامعية وكلنا لا زلنا على هذا نطلب العلم كما قال الإمام احمد من المهد إلى اللحد، وكما قال ابن المبارك لعل الحرف الذي يدخلني الجنة لم يُكتب بعد، وعلى هذا نعيش لعل العلم الذي يُكتب به نجاحي وفلاحي وفوزي بجنة ربي وأسلك طريق الفردوس فيها، وفي الدنيا نهضة أمتي وكرامتي ومصدر إلهامي.. لم أطلع عليه بعد لم أقرأه بعد لم أكتبه بعد لم أصل إليه بعد هذا هو شعارنا…
- أيها الطلاب العظماء الذي يجب أن نرسمه في حياتنا لا الجامعية وفقط وان كانت هي روح الحياة هي الحياة الجامعية لأنها تعطيك المفاتيح للعلم وإن كانت لا تعطيك من العلم حتى ما يمكن أن اقول واحدا بالمئة، لا تعطيك الجامعة ايًا كانت لو كانت أعرق جامعة واعظم جامعة على تصانيف العالم الآن فإنها لا تعطيك العلم كله ولا تعطيك حتى عشره ولا أقل من معشاره وإنما الأمر يعود إلى اجتهاد الطالب، إلى همة الطالب، إلى حرص الطالب تمنحه الجامعة مفاتيح، تمنحه الجامعة روح، تمنحه الجامعة أشياء بسيطة بها ينطلق، بها يسعى، بها ينكب على أمور الحياة العلمية، بها يكمل مشواره ومشروعه ورقيه بل مشروع ومشوار ورقي أمته.. أما أن يكتفي الطالب بمنهج الجامعة فأضاع نفسه وأمته… وأدعوكم دعوة محب لقراءة قصة الطالب الياباني أوساهير ذلك المبتعث لدراسة الميكانيكا وصانع المحركات اليابانية… وفيها عبرة وعظة تغنيك عن آلاف الدروس… - أيا أيها الطلاب الأماجد النوابغ ويا أمل الأمة هل استشعرتم أمرا مهما، ومسألة عظيمة أنكم انتدبتم أنفسكم نيابة عن أمتكم لتعلم فرض كفاية عليها فأصبح في حقكم فرض عين كفرض الصلاة والصيام وسائر الفرائض… ومعناه تفريطكم في الدراسة كتفريطكم في الصلاة… وأحدثكم عن ذلك: نحن مطالبون كطلاب جامعات مطالبون بأن نسد عن الأمة فرض الكفاية ونخفف عنها هذا العبء العظيم الذي إن قام به البعض سقط عن البقية، وإن لم يقم به أحد أثمت الإمة جميعا… وقد انتدبنا أنفسنا لفرض كفاية كل واحد في التخصص الذي هو فيه سواء من العلوم التطبيقية التي أغلبكم فيها أو من العلوم الأخرى الاجتماعية أو الإسلامية أو ايـًا كانت من العلوم، هذه فروض كفايات بل جعلها الإمام الغزالي في الإحياء أعني إحياء علوم الدين في ذلك الوقت سماه إحياء علوم الدين وكأنها ماتت علومه مع أن قرن الإمام الغزالي هو من انضج قرون الأمة على الإطلاق ومع هذا سماه الإحياء ويريد به إحياء العلوم المندثرة في ذلك الوقت فقال في هذا الكتاب الضخم: إن علم الطب هو من علوم الآخرة لا من علوم الدنيا، أي أن الطبيب يصل إلى الجنة بطبه إذا أضاف إلى ذلك التدين الذي لا بد منه، هكذا نظر الإمام الغزالي وإن كان غيره يخالفه في هذا، بل قل عن الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتح حينما صور على أن العلوم الكفائية للأمة والمراد بالعلوم الكفائية التي إذا قام بها البعض سقط عن الأمة بما فيها كما سبق فصورها بأن من انتدب نفسه لعلم كفائي منها فقد أصبح العلم الكفائي في حقه فرض عين عليه بمقام الصلاة هل تفهمون هذا… يعني بمقام الصلوات الخمس، بمقام الصيام لرمضان، بمقام الزكاة المفروضة، وهذا كلام ابن حجر ولا أعتقد أن عالمـًا يخالف هذا فمن انتدب نفسه لفرض كفاية عن الأمة فقد أصبح فرض الكفاية عن الأمة في حقه هو فرض عين، فأي تقصير في فرضه إلى النار اتفهمون؟ نعم إلى النار لأنه كالمفرط في الصلاة والزكاة والحج وسائر العبادات…
- فيا طلبة العلم أنتم سفراء الأمة إلى الجامعات، أنتم ممثلوها في التخصصات، أنتم مفاتيح حضارتها، وصناع مجدها، وأساس علوها، واستعادة تراثها، ألا فيجب أن تعلموا هذه الأُسس التي ذكرتها الآن ولا أطيل فيها نظراً للإخوة خارج المسجد في الشمس الذين وهم كثير مع ضيق المسجد الذي للأسف الشديد لا توسع ولا هم يحزنون، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- نعيش أيها الطلاب الكرام في هذه الأيام وفي هذه الأزمان وفي القرون المتأخرة منذ بدأ الاستعمار الغربي للبلد الشرقي الضعيف، الضعيف بسياسته لا بقوته ولا بنهضته ولا باقتصاده وموارده ولا بابنائه ولا بدينه ولا بأي شيء بل بل هو الاستعمار السياسي وحده أقعد بالأمة والذي أجهز حياة الأمة، والذي أمات نهضة الأمة، والذي أودى بالأمة إلى ما ترون، إننا جميعـًا لا يُخفى علينا ما نراه من تهميش لأمثالكم وما نراه أيضـًا من إضعاف لدوركم، وما نراه أيضـًا لقتل مواهبكم عمدا، وما نراه من وأد خفي لجميعكم، أعني
المتعلمين والعلماء بشكل عام ولا أتحدث عن العلوم الإسلامية، بل أتحدث عن العلوم عامة لأنها تتكاتف ومطلوبة من جميع المسلمين أن يحضروها ويسعوا لنيل أرفع الأوسمة فيها
وإلا أثموا جميعـًا فيها أيـًا كان العلم خاصة أمام نهضة الغرب وأمام تراجع الشرق وأمام تقهقرنا وأمام ما نراه من انتكاس حقير لنا مع تفوق الغرب وهو عيب أيما عيب وليس العيب فينا، ليس العيب فينا واقسم عليه بل العيب في من ولاه الله أمرنا، ما نراه من تهميش شديد للأكاديميين وللطلاب وللجامعات وللبحث العلمي…
- وأحدثكم عن إحصائيات عالمية أحدثكم عن أسرائيل مثلاً في إحصائيات العالم على أنها تنفق للبحث العلمي… تخيل كم تنفق على البحث العلمي؟ ما يوازي الدول العربية جميعها ما يوازي ما تنفقه الدول العربية واحدة واحدة للبحث العلمي وهي دولة لا تساوي أصغر دويلة في ذيل الأمة كما قال كشك رحمه الله لو بصق المسلمون في وجه إسرائيل لأغرقوها، وصدق ولا زالوا على هذا مجرد بصاق لأغرقناها ببصاقنا ومع هذا تنفق أكثر من عشرين بالمئة من ناتجها القومي الإجمالي لأجل البحث العلمي، أما الدول العربية فلا يصل إلى ثلاثة من عشرة مش بالمئة من عشرة في المئة من ناتجها القومي لكن الرياضة لا لا لا تتكلم لا تتكلم عن هوسهم في الرياضة وملياراتها، أما الفن فهو الشغل الشاغل لهم فريضة قبل الصلاة لهؤلاء التعساء الأشقياء هكذا أصبحنا في أمة تحترق قلوبنا وتدمع أعيننا لما وصلنا ووصلونا إليه ثم يقولون عنا واعني العلمانيين الذين هم يبسطون ويقبضون على مفاصل الأمة، وكل سلطاتها..
يقولون عنا متخلفون لماذا؟ لأنهم حطمونا واجهزوا على العلم الذي فينا والروح والحياة التي الأصل أن تنهض بالأمم عامة لا بأمتنا وحدها…
- أين كان تكريم الخلفاء والملوك للعلماء؟ كان الخليفة لا يقول يا إمام أو يا شيخ بل يقول يا سيدي وينزل من كرسي الملك ولا يجلس عليه إذا دخل العالم، بل كان لا يغسل العالم يده إذا اكمل الأكل عند الخليفة بل الخليفة هو الذي يغسل يده، ويقول يا سيدي أنا لا أغسل يدك بل أغسل فضلك وعظمتك واتكرم بذلك ولي الشرف… ولا يبعث من يسأله بل هو يذهب إليه لبيته، ولا يجرؤ على أي اعتراض عليه…. والأمر يطول… لكن ماذا عنا، وعن من ولاه الله أمر أمتنا؟ يعظمون ويحتفون بمغن وراقصة… وأصون المنبر عن الإتمام وأستغفر الله إذا اكملت فتجد عشرة وعشرين وأكثر من مايكات القنوات الحقيرة بجوار التافهين والتافهات… ولافتات الدنيا تحتفي به لأنه راقص أو رياضي أو هنا وهناك من عرابيد…، بينما العلماء يكمل جامعته،وينتهي من تخصصه، ويبتكر في الأمة عظائم الابتكارات، وهو نابغة بكل صدق وحق… لكنه منسي في سلة المهملات حسرتنا تكفي إلى هنا وهي أعظم من أن نتحدث عنها، مواجعنا كثيرة وكثيرة وما أجهزوا علينا أعظم من أن يُذكر… وحسبنا الله ونعم الوكيل…
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام علية لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1