*العشر.من.ذي.الحجة.فضائلها.وأعمالها.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*العشر.من.ذي.الحجة.فضائلها.وأعمالها.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/jUZx6VR60
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 27/ ذو القعدة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإننا قد أصبحنا في آخر الزمان، وفي أيام عصيبة، وشديدة، وعظيمة، وكلما كان المسلم في آخر الزمان كان الابتعاد عن دين الله فيما نراه عند كثير من الناس أكثر وأعظم وأشد، وكلما اقتربت الأيام نحو القيامة بالعد التنازلي كان البعد عن التدين أشد، ولهذا نرى التفريط الكبير، وعدم الالتزام التام إلا فيما ندر، بل البعد عن أحكام الله وعن تطبيق شرعه في النفس وفي المجتمع وفي الدولة وفي كل شيء، هذا ما نراه ويتجلى لنا ولكل ذي عينين، وبالتالي فالتمسك بدين الله في هذه الأوقات العصيبة يكون أفضل وأعظم وأكثر أجرا، وكلما ابتعد الناس عن الدين، وتمسك به فلان وفلان كانوا أفضل الناس، وأعظم الناس، وأكثر الناس أجرا…
- ونحن أمام خيارين: إما أن نتمسك بديننا، ونلتزم بشرع ربنا، ونجعله منهج حياتنا، وفي كل شأن من شؤوننا، وفي كل أمر من أمورنا، وبالتالي فعلى قدر التمسك به تكون الخيرية باقية فينا، والأجر أيضًا أعظم لنا، وإما أن نكون من ضمن الناس الإمعات إن أحسنوا أحسنا، وإن أساءوا أسأنا، يتوجه حيث وُجه، لا يدري أين يتجه، فذلك المسلم الذي يقع في هذه الإمعات سيكون وباله وندمه في الدنيا وفي الآخرة أكثر وأعظم، والمسلم الذي يوطن نفسه ويحسن العمل الصالح في مثل هذه الأيام يؤجره الله وإن قل عمله، بل أجره أكثر من أجر خمسين من الصحابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم…
- خاصة إذا كانت الأيام التي هو فيها أيام فضل وعظمة، وأيام مواسم للطاعات فيكون خيره أكثر، ويكون قربه من الله أعظم، ونحن بلا ريب في أفضل أيام العام على الإطلاق هي أيام العشر من ذي الحجة التي كان السلف الصالح يعظمونها حق التعظيم، حتى إنهم كانوا يسافرون في رمضان وفيه يفطرون في رمضان ولا يفطرون فيها وهم مسافرون أجاز الله لهم حتى الإفطار في فرض، فكيف بالنفل؟ ولكنهم كانوا يشهرون كلمة ويذيعونها: أيام رمضان لها عدة مث أيام أخر، أن نصومها ونكسب الأجر كما هو، أما أيام العشر فلا لا قضاء لها، فيتحرون صومها والعبادة والطاعة فيها حتى قال الأوزاعي عليه رحمة الله: إنه مما بلغني أن كل يوم من أيام العشر من ذي الحجة يعدل غزوة في سبيل الله، يعدل غزوة في سبيل الله بمالها وأحلاسها وأثمانها وإبلها وأتعابها وما فيها الا أن يموت شهيداً فهو أفضل، يوم من أيام العشر يعدل غزوة، وقال آخر كانوا يعدون اليوم بألف، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم…
- ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره عنه على أن أعمال ذي الحجة أفضل الأعمال وأعظم الأيام: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"، فهذا يمكن أن يساوي عمله عمل ذلك الذي جاهد وقاتل ثم قُتل في سبيل الله لا بنفسه، بل أخرج مع ذلك المال وبقي الورثة بدون مال، ولا يرثون شيئَا، فالعامل الصالح هنا في أيام العشر من ذي الحجة أقرب لذلك الرجل، ولا يكون عمل عامل أفضل ممن يعمل صالحا في هذه العشر إلا عمله.
- فيا أيها الإخوة أيام عظيمة وفضيلة ومباركة وجليلة، ومنح ربانية كبيرة، وفرص إلهية رائعة، وليست لأي أمة من الأمم غير لهذه الأمة، فاغتنموها، وأروا الله من أنفسكم خيرا فيها، ونوعوا من كل عمل صالح تقدرون عليه فيها، ولقد كان السلف يشتاقون لها ويحرصون عليها، ويعدون خطتهم لاستغلالها، وكل لحظة من لحظاتها حتى لا تفوت هؤلاء العظماء، فكونوا مثلهم تفوزوا كما فازوا، وتنالوا ما نالوا…
- هذه الأيام المباركة أيام لا تتكرر في العام أبدا، حتى من عظمتها وفضلها والخير الذي جعله الله فيها على أنه اقسم بها في كتابه وهو جل جلاله لا يقسم إلا بعظيم: ﴿وَالفَجرِ وَلَيالٍ عَشرٍ﴾، وهي عند جماهير المفسرين بل نقل على أنه اتفاقهم أنها العشر من ذي الحجة، وربنا لا يقسم إلا بما هو عظيم لديه ويجب أن يعظم عندنا، وأن لا نتجاهل ما عظم الله، ونتساهل في أمر منحنا ربنا رحمة بنا، ومن أعظم هذه الشعائر مثل شعيرة العشر من ذي الحجة باستغلالها وبالعبادة فيها وبالتقرب إلى الله في أوقاتها فإن الله تعالى يعظم شأنه، ويرزقه التقوى في قلبه، وفي سائر عمله وعمره: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ {وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّه...} خير له في ماله، وخير له في صحته، وخير له في أولاده، وخير له في وظيفته، وفي دراسته، وفي كل شأنه؛ لأنه عظم ما عظم الله، لأنه عظم مثل أيام العشر من ذي الحجة بعبادته بطاعته باستغلاله لأوقاتها ولأيامها.
- ويكفي في فضل العشر أن الله تبارك وتعالى ختم وأتم واكمل هذا الدين في يوم عرفة {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} فهو كامل شامل لا يحتاج لزيادة أحد ولا لإضافة أي أحد ولا لطعن أحد أبدا لأنه يطعن في الخالق الذي اتم هذا الدين، من طعن فيه فقد طعن في ربه جل جلاله، لأنه أتمه، لأنه أكمل، لأنه رضيه، فيكفي فضل هذه الأيام المباركة على أن فيها يوم عرفة، يوم عرفة الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم صيامه يعدل صيام سنتين، ويكفر الله ذنوب عامين كاملين ماض وعام آت، فأي خير وأي فضل وأي نعمة بعد هذه ولهذا كان صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه أنه كان يصوم العشر من ذي الحجة، وحث الأمة على ذلك.
- وللعلم هي تسع فقط ولكن نقول عشر من باب التقريب لعقد العشرة، وهو أمر مشهور متفق عليه عند العرب قاطبة التقريب من العقد أو ما يقرب من المئة أو يقرب من هذه فإنهم يقربونها التسعة للعشرة، وقريب من التسعة والتسعين يقربونها للمئة، والقريب من الألف يقربونها للأف وهكذا، وإن كان بينها أعداد…
- إن السعيد كل السعادة من استغل هذه الأيام المباركة، والشقي كل الشقاوة من حرمها ولم يتعبد لله فيها ،ومن أجل العبادات التي لا تتكرر أبدا في كل عمر المسلم إلا واحدة، الحج فريضة الحج مرة واحدة تفرض عليه في عمره وهي لا تكون الا في العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة ركن الحج الاعظم ولا يكون الا في العشر، وأي فضل وعظمة ونعمة وخير لهذه الأيام أن تجتمع فيها العبادات بكلها الصيام، والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم أيضا للعشر في ذي الحجة وهو أفضل وأعظم ما يمكن أن يتقرب به المسلم بعد الحج في العشر هو الصيام، وقد النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"، أي يوم في السنة، من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا، وهو يوم في غير العشر فكيف إذا كان يوم في العشر، وخاصة عند اشتداد الحر وعند التعب والجهد، كهذه الأيام، ولهذا قال النبي لعائشة رضي عنها: "أجرك على قدر نصبك"، كلما زاد التعب والإرهاق في العبادة دون قصد للإرهاق وانما جاءت عرضًا هذه الإرهاقات ولا يتعمد الإنسان لأن يرهق نفسه، مثلا لأن يخرج في الحر من أجل أن يزيد عليه لا هنا ليس كذلك هذا من التكلف المذموم والمحرم شرعًا وإنما جاء عرضًا وأمر ليس منه، فهنا يزيد الأجر ويعظم…
- ولأفضل أن يصوم العشر كلها فإن لم يستطع فيوم بيوم، وإن لم يستطع فالاثنين والخميس؛ لأن الاجر يكون أكثر في أيام في الاثنين والخميس وذلك لاستحباب صومهما في كل عام فكيف إذا كان في أيام مباركة، ومواسم معظمة كأيام العشر من ذي الحجة، فهي خير وبركة، وزيادة نعمة من الله تبارك وتعالى، وأضعف الإيمان كل الضعف أن يصوم يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضمن له فيما أطبق عليه أهل الحديث عامة الا البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوم عرفة كفر الله عنه ذنوب سنة ماضية وسنة قادمة"، كل أهل الحديث يروونه ثم يبخل هو بصيام ذلك اليوم المعظم، وهو مستحب لكل الناس الا لمن كان في عرفة من الحجاج فقد نهى النبي صلى الله عليه عليه وسلم خوفًا من أن يكون شاقًا عليهم فلا يستطيعون معه مقاومة العبادة الأهم التي هي عبادة الوقوف والدعاء في يوم عرفة، وبالتالي فهي أربعة مراتب لصيام العشر: إما أن يصومها كلها، أو أن يصوم يوما بيوم، أو أن يصوم الاثنين والخميس، أو أن يصوم يوم عرفة فقط، وهو أضعف الإيمان، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن من العبادات الجليلة، والعظيمة في هذه الأيام خاصة عبادة الذكر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأكثروا فيهن" يعني في الأيام العشر "فأكثروا فيهن من التسبيح، والتكبير، والتهليل"، وكان الصحابة كما روى الإمام البخاري في صحيحه عند تفسيره لقول الله ﴿وَيَذكُرُوا اسمَ اللَّهِ في أَيّامٍ مَعلوماتٍ﴾، قال هي أيام العشرة وأيام معلومات هي أيام العشر من ذي الحجة في تفسيره عن ابن عباس ناقلاً عنه ذلك ثم قال وكان فلان وفلان ابو هريرة وابن عمر كانوا يخرجون إلى السوق فيكبرون ويكبروا الناس بتكبيرهما حتى يرتج السوق تكبيرا…
- ولذا اتفق العلماء على سنية التكبير في أيام العشر من ذي الحجة من أولها إلى آخرها وهو ما يسمى بالتكبير المطلق الذي يكون في كل وقت، فمن السنة أن يجهر به أن يكون جهراً يجهرون به في الأسواق وفي البيوت وفي الشوارع وفي أي مكان كان، ثم يأتي التكبير المقيد الذي يكون من صبح يوم عرفة من بعد صلاة الفجر، أما التكبير المطلق فهو من أول يوم من أيام العشر وبالتالي على المسلم أن يحرص عليه في سوقه، في بيته ومن كان له تجارة أن يشغل من هاتفه ليحيي هذه الشعيرة العظيمة التي هجرت واندثرت وقلت للأسف الشديد عند كثير من الناس، فهي سنة متفق عليها…
- وايضًا يتزود من العبادات عامة في هذه الأيام المباركة سواء من صيام أو من ذكر أو من صدقة أو من قيام أو من صلاة أو من أي شيء كان فهو خير وبركة وفضل ونعمة لأن الحديث عام: "ما من أيام العمل الصالح" والأل هنا لبيان الجنس أي يدخل فيها كل عمل، وبالتالي فكل عمل صالح يصدق عليه على أنه أفضل الأعمال على الإطلاق في أيام العشر من ذي الحجة، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/jUZx6VR60
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 27/ ذو القعدة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإننا قد أصبحنا في آخر الزمان، وفي أيام عصيبة، وشديدة، وعظيمة، وكلما كان المسلم في آخر الزمان كان الابتعاد عن دين الله فيما نراه عند كثير من الناس أكثر وأعظم وأشد، وكلما اقتربت الأيام نحو القيامة بالعد التنازلي كان البعد عن التدين أشد، ولهذا نرى التفريط الكبير، وعدم الالتزام التام إلا فيما ندر، بل البعد عن أحكام الله وعن تطبيق شرعه في النفس وفي المجتمع وفي الدولة وفي كل شيء، هذا ما نراه ويتجلى لنا ولكل ذي عينين، وبالتالي فالتمسك بدين الله في هذه الأوقات العصيبة يكون أفضل وأعظم وأكثر أجرا، وكلما ابتعد الناس عن الدين، وتمسك به فلان وفلان كانوا أفضل الناس، وأعظم الناس، وأكثر الناس أجرا…
- ونحن أمام خيارين: إما أن نتمسك بديننا، ونلتزم بشرع ربنا، ونجعله منهج حياتنا، وفي كل شأن من شؤوننا، وفي كل أمر من أمورنا، وبالتالي فعلى قدر التمسك به تكون الخيرية باقية فينا، والأجر أيضًا أعظم لنا، وإما أن نكون من ضمن الناس الإمعات إن أحسنوا أحسنا، وإن أساءوا أسأنا، يتوجه حيث وُجه، لا يدري أين يتجه، فذلك المسلم الذي يقع في هذه الإمعات سيكون وباله وندمه في الدنيا وفي الآخرة أكثر وأعظم، والمسلم الذي يوطن نفسه ويحسن العمل الصالح في مثل هذه الأيام يؤجره الله وإن قل عمله، بل أجره أكثر من أجر خمسين من الصحابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم…
- خاصة إذا كانت الأيام التي هو فيها أيام فضل وعظمة، وأيام مواسم للطاعات فيكون خيره أكثر، ويكون قربه من الله أعظم، ونحن بلا ريب في أفضل أيام العام على الإطلاق هي أيام العشر من ذي الحجة التي كان السلف الصالح يعظمونها حق التعظيم، حتى إنهم كانوا يسافرون في رمضان وفيه يفطرون في رمضان ولا يفطرون فيها وهم مسافرون أجاز الله لهم حتى الإفطار في فرض، فكيف بالنفل؟ ولكنهم كانوا يشهرون كلمة ويذيعونها: أيام رمضان لها عدة مث أيام أخر، أن نصومها ونكسب الأجر كما هو، أما أيام العشر فلا لا قضاء لها، فيتحرون صومها والعبادة والطاعة فيها حتى قال الأوزاعي عليه رحمة الله: إنه مما بلغني أن كل يوم من أيام العشر من ذي الحجة يعدل غزوة في سبيل الله، يعدل غزوة في سبيل الله بمالها وأحلاسها وأثمانها وإبلها وأتعابها وما فيها الا أن يموت شهيداً فهو أفضل، يوم من أيام العشر يعدل غزوة، وقال آخر كانوا يعدون اليوم بألف، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم…
- ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره عنه على أن أعمال ذي الحجة أفضل الأعمال وأعظم الأيام: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"، فهذا يمكن أن يساوي عمله عمل ذلك الذي جاهد وقاتل ثم قُتل في سبيل الله لا بنفسه، بل أخرج مع ذلك المال وبقي الورثة بدون مال، ولا يرثون شيئَا، فالعامل الصالح هنا في أيام العشر من ذي الحجة أقرب لذلك الرجل، ولا يكون عمل عامل أفضل ممن يعمل صالحا في هذه العشر إلا عمله.
- فيا أيها الإخوة أيام عظيمة وفضيلة ومباركة وجليلة، ومنح ربانية كبيرة، وفرص إلهية رائعة، وليست لأي أمة من الأمم غير لهذه الأمة، فاغتنموها، وأروا الله من أنفسكم خيرا فيها، ونوعوا من كل عمل صالح تقدرون عليه فيها، ولقد كان السلف يشتاقون لها ويحرصون عليها، ويعدون خطتهم لاستغلالها، وكل لحظة من لحظاتها حتى لا تفوت هؤلاء العظماء، فكونوا مثلهم تفوزوا كما فازوا، وتنالوا ما نالوا…
- هذه الأيام المباركة أيام لا تتكرر في العام أبدا، حتى من عظمتها وفضلها والخير الذي جعله الله فيها على أنه اقسم بها في كتابه وهو جل جلاله لا يقسم إلا بعظيم: ﴿وَالفَجرِ وَلَيالٍ عَشرٍ﴾، وهي عند جماهير المفسرين بل نقل على أنه اتفاقهم أنها العشر من ذي الحجة، وربنا لا يقسم إلا بما هو عظيم لديه ويجب أن يعظم عندنا، وأن لا نتجاهل ما عظم الله، ونتساهل في أمر منحنا ربنا رحمة بنا، ومن أعظم هذه الشعائر مثل شعيرة العشر من ذي الحجة باستغلالها وبالعبادة فيها وبالتقرب إلى الله في أوقاتها فإن الله تعالى يعظم شأنه، ويرزقه التقوى في قلبه، وفي سائر عمله وعمره: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ {وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّه...} خير له في ماله، وخير له في صحته، وخير له في أولاده، وخير له في وظيفته، وفي دراسته، وفي كل شأنه؛ لأنه عظم ما عظم الله، لأنه عظم مثل أيام العشر من ذي الحجة بعبادته بطاعته باستغلاله لأوقاتها ولأيامها.
- ويكفي في فضل العشر أن الله تبارك وتعالى ختم وأتم واكمل هذا الدين في يوم عرفة {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} فهو كامل شامل لا يحتاج لزيادة أحد ولا لإضافة أي أحد ولا لطعن أحد أبدا لأنه يطعن في الخالق الذي اتم هذا الدين، من طعن فيه فقد طعن في ربه جل جلاله، لأنه أتمه، لأنه أكمل، لأنه رضيه، فيكفي فضل هذه الأيام المباركة على أن فيها يوم عرفة، يوم عرفة الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم صيامه يعدل صيام سنتين، ويكفر الله ذنوب عامين كاملين ماض وعام آت، فأي خير وأي فضل وأي نعمة بعد هذه ولهذا كان صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه أنه كان يصوم العشر من ذي الحجة، وحث الأمة على ذلك.
- وللعلم هي تسع فقط ولكن نقول عشر من باب التقريب لعقد العشرة، وهو أمر مشهور متفق عليه عند العرب قاطبة التقريب من العقد أو ما يقرب من المئة أو يقرب من هذه فإنهم يقربونها التسعة للعشرة، وقريب من التسعة والتسعين يقربونها للمئة، والقريب من الألف يقربونها للأف وهكذا، وإن كان بينها أعداد…
- إن السعيد كل السعادة من استغل هذه الأيام المباركة، والشقي كل الشقاوة من حرمها ولم يتعبد لله فيها ،ومن أجل العبادات التي لا تتكرر أبدا في كل عمر المسلم إلا واحدة، الحج فريضة الحج مرة واحدة تفرض عليه في عمره وهي لا تكون الا في العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة ركن الحج الاعظم ولا يكون الا في العشر، وأي فضل وعظمة ونعمة وخير لهذه الأيام أن تجتمع فيها العبادات بكلها الصيام، والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم أيضا للعشر في ذي الحجة وهو أفضل وأعظم ما يمكن أن يتقرب به المسلم بعد الحج في العشر هو الصيام، وقد النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"، أي يوم في السنة، من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا، وهو يوم في غير العشر فكيف إذا كان يوم في العشر، وخاصة عند اشتداد الحر وعند التعب والجهد، كهذه الأيام، ولهذا قال النبي لعائشة رضي عنها: "أجرك على قدر نصبك"، كلما زاد التعب والإرهاق في العبادة دون قصد للإرهاق وانما جاءت عرضًا هذه الإرهاقات ولا يتعمد الإنسان لأن يرهق نفسه، مثلا لأن يخرج في الحر من أجل أن يزيد عليه لا هنا ليس كذلك هذا من التكلف المذموم والمحرم شرعًا وإنما جاء عرضًا وأمر ليس منه، فهنا يزيد الأجر ويعظم…
- ولأفضل أن يصوم العشر كلها فإن لم يستطع فيوم بيوم، وإن لم يستطع فالاثنين والخميس؛ لأن الاجر يكون أكثر في أيام في الاثنين والخميس وذلك لاستحباب صومهما في كل عام فكيف إذا كان في أيام مباركة، ومواسم معظمة كأيام العشر من ذي الحجة، فهي خير وبركة، وزيادة نعمة من الله تبارك وتعالى، وأضعف الإيمان كل الضعف أن يصوم يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضمن له فيما أطبق عليه أهل الحديث عامة الا البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوم عرفة كفر الله عنه ذنوب سنة ماضية وسنة قادمة"، كل أهل الحديث يروونه ثم يبخل هو بصيام ذلك اليوم المعظم، وهو مستحب لكل الناس الا لمن كان في عرفة من الحجاج فقد نهى النبي صلى الله عليه عليه وسلم خوفًا من أن يكون شاقًا عليهم فلا يستطيعون معه مقاومة العبادة الأهم التي هي عبادة الوقوف والدعاء في يوم عرفة، وبالتالي فهي أربعة مراتب لصيام العشر: إما أن يصومها كلها، أو أن يصوم يوما بيوم، أو أن يصوم الاثنين والخميس، أو أن يصوم يوم عرفة فقط، وهو أضعف الإيمان، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن من العبادات الجليلة، والعظيمة في هذه الأيام خاصة عبادة الذكر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأكثروا فيهن" يعني في الأيام العشر "فأكثروا فيهن من التسبيح، والتكبير، والتهليل"، وكان الصحابة كما روى الإمام البخاري في صحيحه عند تفسيره لقول الله ﴿وَيَذكُرُوا اسمَ اللَّهِ في أَيّامٍ مَعلوماتٍ﴾، قال هي أيام العشرة وأيام معلومات هي أيام العشر من ذي الحجة في تفسيره عن ابن عباس ناقلاً عنه ذلك ثم قال وكان فلان وفلان ابو هريرة وابن عمر كانوا يخرجون إلى السوق فيكبرون ويكبروا الناس بتكبيرهما حتى يرتج السوق تكبيرا…
- ولذا اتفق العلماء على سنية التكبير في أيام العشر من ذي الحجة من أولها إلى آخرها وهو ما يسمى بالتكبير المطلق الذي يكون في كل وقت، فمن السنة أن يجهر به أن يكون جهراً يجهرون به في الأسواق وفي البيوت وفي الشوارع وفي أي مكان كان، ثم يأتي التكبير المقيد الذي يكون من صبح يوم عرفة من بعد صلاة الفجر، أما التكبير المطلق فهو من أول يوم من أيام العشر وبالتالي على المسلم أن يحرص عليه في سوقه، في بيته ومن كان له تجارة أن يشغل من هاتفه ليحيي هذه الشعيرة العظيمة التي هجرت واندثرت وقلت للأسف الشديد عند كثير من الناس، فهي سنة متفق عليها…
- وايضًا يتزود من العبادات عامة في هذه الأيام المباركة سواء من صيام أو من ذكر أو من صدقة أو من قيام أو من صلاة أو من أي شيء كان فهو خير وبركة وفضل ونعمة لأن الحديث عام: "ما من أيام العمل الصالح" والأل هنا لبيان الجنس أي يدخل فيها كل عمل، وبالتالي فكل عمل صالح يصدق عليه على أنه أفضل الأعمال على الإطلاق في أيام العشر من ذي الحجة، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books