*في.مضي.الأيام.عبرة.للأنام.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*في.مضي.الأيام.عبرة.للأنام.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/29/ ذو الحجة/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن الله تبارك وتعالى قد قال في محكم التنزيل ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ إِنَّ في ذلِكَ لَعِبرَةً لِأُولِي الأَبصارِ﴾، ففي تقليب الله لليل والنهار، بل في كل يوم يأتي، وكل ليل يمضي، فهو عبرة للمتعظين، وبصيرة للموقنين، وهو عظة بحد ذاته قبل المواعظ وقبل الخطب وقبل الآيات والصلوات وقبل هذا وذاك، بل العمر وحده عظة وعبرة لكن ليس لكل أحد وإِنما هو لأولي الألباب، للعقال، لذوي الأبصار، لأولئك الذين ملكوا عقولهم فانطلقوا نحو حياتهم على ما يريد ربهم تبارك وتعالى، أما ذلك الغافل فمضي الأيام وقدوم الأعمار لا يزيده إلا غفلة ولا تزيده تلك بكلها إلا انتكاسة ولا ينتفع بذلك بكله أصلا، ولا يعبر له يوما.
ـ أيها الإخوة إننا في بداية عام هجري جديد، ونودع عامًا هجريًا مضى فيه عبرة لأولي الأبصار، وتذكرة لأولي الألباب، فهل نحن ممن يعتبر بمضي الأيام، وبلوغ الآجال، وتقدم الأيام، ليسائل كل واحد منا نفسه عن عامه الذي مضى ما هي منجزاته فيه مما يقدم على ربه عليه من خير أو شر، من أعمال دنيا أو آخرة، فإن كان خيرا زاد منه، وإن كان شرا فليقصر عنه، وليتب من ماضيه لعل الله يتوب عليه!.
- لقد أصبح ذلك الذي كان عمره سنة قد دخل الآن في سن السنتين وهكذا من هو أكبر منه، فهلا اعتبرنا واتعظنا، وإلى الله عدنا وله رجعنا، وإلى متى سنظل ننتكس في ذنوبنا، ونسوف توبتنا، ونستبعد إلى الله عودتنا مع أننا لا نضمن طول أعمارنا، ولا تأخير آجالنا، وبالتالي ما دمنا على يقين به فالموت لن يستأذننا حتمًا فماذا أعددنا له، وبماذا نحب أن يقبض أرواحنا ونحن عليه…!.
- ألا إن كل من تقدم في العمر فيمثل ذلك موعظة وعبرة له وهزة لعل وعسى العودة ولهذا الله تبارك وتعالى وهو يتحدث عن هذه العبرة والعظة ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها} أي في وسط جهنم ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ} ماذا قال الله لهم: ﴿أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ﴾، ثم ثنى بعدها بالنذير {وَجاءَكُمُ النَّذيرُ}، على إختلاف في النذير هل هو النبي، هل هو بياض لحيته ورأسه فهو نذير… فهل اتتفعنا بالنذير والذكرى: ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾.
- ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قال كما في البخاري: "نعمتان مغبون فيهما"، اي خسران فيهما، "كثير من الناس: "الصحة، والفراغ" ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث عنهما بأن أكثر الناس بخسارة كبيرة فيهما؛ لأن الأغلب عنده صحة وفارغ لكن لم يستغل وقته، ولم يستغل صحته، ففات وقته دون فائدة، وصحته دون فائدة لم يغتنمهما قبل ذهابهما ولا يدري متى يذهبان فهو مغبون حقا، وهذا الحاصل عند كثير من الناس ولهذا قال الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام: "مغبون فيهما كثير من الناس"، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس جميعًا هم أشبه بتجار فإما أن يخسر أو يربح، فإما أن يربح عمره وأيام حياته، وإلا فالخسارة في رأس ماله الذي هو الصحة والفراغ، فإما هذا أو ذاك فاختر لنفسك…
- ولذلك فقد روى مسلم في صحيحه أنه عليه الصلاة والسلام قال: "كل الناس يغدو" كل الناس يتاجر حسب التشبيه السابق فكل الناس يمضي كل الناس يذهب كل الناس يعمل … "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"، فإما أن يبيع نفسه لربه، وأما أن يبيعها لهواه وشيطانه، فإما أن يبيع نفسه لله بعمل صالح يرجوه، أو بعمل سيء يخسر فيه دنيا وآخرة: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾.
ـ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح قد ذكر ذلك الرجل الذي عمر من الدنيا ثم لم ينتفع بعمره فقال عليه الصلاة والسلام: "أعذر الله إلى امرىء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة" يعني أنه لا يقبل منه عذره بعد أن بلغ ستين سنة ولم يستغلها في طاعة لله، لم يستغلها فيما يعو عليه بالنفع في دنيا ولا في آخرة، وذلك أن أعمار الأمة محصورة ما بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك حتى النبي عليه الصلاة والسلام وهو حبيب الله وأحب الخلق على الإطلاق إلى ربه تبارك وتعالى ومع ذلك لم يتعمر إلا ثلاث وستين سنة ولم يتجاوزها حتى أعظم الناس بعده كالصديق وكعمر وكعائشة رضي الله عتهم وكثير من هؤلاء لم يتجاوزوا ستين سنة بل كلهم اتفقت أعمارهم على عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وستين سنة فماتوا وهم في عمر ثلاث وستين سنة.
ـ ألا فإلى ذلك الذي تعمر وأمهله الله ولا زال في ذنبه ومعاصيه وكلنا إياه أما تستحي أن تظل في سيئاتك، وذنوبك، ومعاصيك، كم عمرك الآن في الإسلام ولا زلت جاهلاً، ولا زلت قاطعًا، ولا زلت تاركًا لصلاتك، ولا زلت في معصيتك مجاهرا، ولا زلت لهذا وذاك معاقراً فلم ترتدع ولم تعد ولم تتب ولم تتذكر على أنك إلى ربك عائد
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
- هذه هي الحياة ما من يوم يأتي كما قال الحسن البصري إلا نادى "أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني؛ فإني لا أعود" لا يعود ولو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض سوى الله خالق ذلك بكله فإن هؤلاء جميعًا لن ولن للتأبيد لن يستطيعوا أن يستردوا لحظة مضت، ولا حتى نفسا مضى من أعمارنا، ولا حتى ثانية واحدة أن يستردوها بأموالهم، وقوتهم، وبطشهم، وسلطاتهم، وما معهم فلن يستطيعوا….
- إذن فالأعمار بيد الله تبارك وتعالى فمن أمهله الله فقد أنعم عليه فهلا استغلينا هذه النعمة، وتقربنا لرب البرية، وعدنا إليه حق العودة، وتبنا إليه حق التوبة: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ}.
- لقد قال أكثر من تعمر في هذه الدنيا وهو نوح عليه كما ذكره الله في كتابه الكريم ويمكن أن يكون هناك من هو تعمر أكثر من ذلك هو الف سنة قال نوح عليه السلام لما سأله جبريل كما ورد عند أبن أبي الدنيا لما قال له: يا نوح كيف وجدت الدنيا؟، يعني وقد عشت مئات السنين كيف وجدت الدنيا قال"وجدتها كدار له بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر" هذا هو مختصر الدنيا بما فيها، فإما أن يغتنم هذه اللحظة لحظة المرور من دار إلى دار أو لا يغتنمها فيكون مع الفجار نعوذ بالله أن نكون كذلك ونسأله أن يجعلنا مع الأبرار…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإنما هذه الدنيا هي مزرعة للآخرة، وهي انتقال من دار زائلة إلى دار باقية، وهي انتقال من دار فناء إلى دار بقاء، وانتقال من دار سفر إلى دار مقر، فأنت إما أن تبقى في هذه الدنيا على أساس أنك ستخلد فيها وبالتالي لست كإبليس، أو أن تكون مفكرا في انتقال وهو لا شك ما نؤمن به جميعًا حتى أكفر الناس وألحد الناس ومن في الدنيا جميعًا دون استثناء فإنهم يعلمون علم يقين على إنهم منها راحلون، وعلى أنهم إليها مودعون، وعلى أنهم منها زائلون، كل هؤلاء جميعًا الكفرة والمسلمون واليهود والنصارى والخلق جميعًا على هذا الاتفاق… لكن شتان بين من يعلم على إنه ينتقل الى داره الحقيقية دار الآخرة، ومن ينتقل الى دار لا عودة بعدها وهو الذي لا يؤمن ببعث بعد الموت فهؤلاء لم يؤمنوا بذلك وأنت مؤمن به لكن ماذا أعددت لعودتك، وبما تقربت لربك خاصة وأنت تعلم أن هذه الدنيا إنما هي كلحظات وكنفس معدود ثم تنتقل إلى نفس غير معدود ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾ ﴿خالد فيها أبدا﴾ فإما أن نكون وإياهم على السواء لا نؤمن بعودة، أو أن نؤمن بعودة فنستعد كمسافر يعلم على إنه كلما زاد ثقله كلما صعبت عودته فكذلك نحن.
ـ أيها الإخوة إث ثقُل حملنا من أوزارنا فإن حسابنا عند الله عسير فلنسع في هذه الدنيا لأن نخفف هذا الحمل وأن نحاسب أنفسنا، نحن في نهاية عام هجري جديد فلنحاسب أنفسنا، وأن نعد عدتنا، وأن نستغل أوقاتنا، وأن نتنبه لأعمالنا، وأن نبقى دائمًا مستيقظين لزوالنا وانتقالنا إلى الأخرى، والكل مودع للدنيا ولا تنفع لا أماني ولا أحلام ولا ذلك بكله ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ}.
…والحمدلله رب العالمين…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/29/ ذو الحجة/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن الله تبارك وتعالى قد قال في محكم التنزيل ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ إِنَّ في ذلِكَ لَعِبرَةً لِأُولِي الأَبصارِ﴾، ففي تقليب الله لليل والنهار، بل في كل يوم يأتي، وكل ليل يمضي، فهو عبرة للمتعظين، وبصيرة للموقنين، وهو عظة بحد ذاته قبل المواعظ وقبل الخطب وقبل الآيات والصلوات وقبل هذا وذاك، بل العمر وحده عظة وعبرة لكن ليس لكل أحد وإِنما هو لأولي الألباب، للعقال، لذوي الأبصار، لأولئك الذين ملكوا عقولهم فانطلقوا نحو حياتهم على ما يريد ربهم تبارك وتعالى، أما ذلك الغافل فمضي الأيام وقدوم الأعمار لا يزيده إلا غفلة ولا تزيده تلك بكلها إلا انتكاسة ولا ينتفع بذلك بكله أصلا، ولا يعبر له يوما.
ـ أيها الإخوة إننا في بداية عام هجري جديد، ونودع عامًا هجريًا مضى فيه عبرة لأولي الأبصار، وتذكرة لأولي الألباب، فهل نحن ممن يعتبر بمضي الأيام، وبلوغ الآجال، وتقدم الأيام، ليسائل كل واحد منا نفسه عن عامه الذي مضى ما هي منجزاته فيه مما يقدم على ربه عليه من خير أو شر، من أعمال دنيا أو آخرة، فإن كان خيرا زاد منه، وإن كان شرا فليقصر عنه، وليتب من ماضيه لعل الله يتوب عليه!.
- لقد أصبح ذلك الذي كان عمره سنة قد دخل الآن في سن السنتين وهكذا من هو أكبر منه، فهلا اعتبرنا واتعظنا، وإلى الله عدنا وله رجعنا، وإلى متى سنظل ننتكس في ذنوبنا، ونسوف توبتنا، ونستبعد إلى الله عودتنا مع أننا لا نضمن طول أعمارنا، ولا تأخير آجالنا، وبالتالي ما دمنا على يقين به فالموت لن يستأذننا حتمًا فماذا أعددنا له، وبماذا نحب أن يقبض أرواحنا ونحن عليه…!.
- ألا إن كل من تقدم في العمر فيمثل ذلك موعظة وعبرة له وهزة لعل وعسى العودة ولهذا الله تبارك وتعالى وهو يتحدث عن هذه العبرة والعظة ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها} أي في وسط جهنم ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ} ماذا قال الله لهم: ﴿أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ﴾، ثم ثنى بعدها بالنذير {وَجاءَكُمُ النَّذيرُ}، على إختلاف في النذير هل هو النبي، هل هو بياض لحيته ورأسه فهو نذير… فهل اتتفعنا بالنذير والذكرى: ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾.
- ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قال كما في البخاري: "نعمتان مغبون فيهما"، اي خسران فيهما، "كثير من الناس: "الصحة، والفراغ" ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث عنهما بأن أكثر الناس بخسارة كبيرة فيهما؛ لأن الأغلب عنده صحة وفارغ لكن لم يستغل وقته، ولم يستغل صحته، ففات وقته دون فائدة، وصحته دون فائدة لم يغتنمهما قبل ذهابهما ولا يدري متى يذهبان فهو مغبون حقا، وهذا الحاصل عند كثير من الناس ولهذا قال الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام: "مغبون فيهما كثير من الناس"، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس جميعًا هم أشبه بتجار فإما أن يخسر أو يربح، فإما أن يربح عمره وأيام حياته، وإلا فالخسارة في رأس ماله الذي هو الصحة والفراغ، فإما هذا أو ذاك فاختر لنفسك…
- ولذلك فقد روى مسلم في صحيحه أنه عليه الصلاة والسلام قال: "كل الناس يغدو" كل الناس يتاجر حسب التشبيه السابق فكل الناس يمضي كل الناس يذهب كل الناس يعمل … "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"، فإما أن يبيع نفسه لربه، وأما أن يبيعها لهواه وشيطانه، فإما أن يبيع نفسه لله بعمل صالح يرجوه، أو بعمل سيء يخسر فيه دنيا وآخرة: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾.
ـ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح قد ذكر ذلك الرجل الذي عمر من الدنيا ثم لم ينتفع بعمره فقال عليه الصلاة والسلام: "أعذر الله إلى امرىء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة" يعني أنه لا يقبل منه عذره بعد أن بلغ ستين سنة ولم يستغلها في طاعة لله، لم يستغلها فيما يعو عليه بالنفع في دنيا ولا في آخرة، وذلك أن أعمار الأمة محصورة ما بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك حتى النبي عليه الصلاة والسلام وهو حبيب الله وأحب الخلق على الإطلاق إلى ربه تبارك وتعالى ومع ذلك لم يتعمر إلا ثلاث وستين سنة ولم يتجاوزها حتى أعظم الناس بعده كالصديق وكعمر وكعائشة رضي الله عتهم وكثير من هؤلاء لم يتجاوزوا ستين سنة بل كلهم اتفقت أعمارهم على عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وستين سنة فماتوا وهم في عمر ثلاث وستين سنة.
ـ ألا فإلى ذلك الذي تعمر وأمهله الله ولا زال في ذنبه ومعاصيه وكلنا إياه أما تستحي أن تظل في سيئاتك، وذنوبك، ومعاصيك، كم عمرك الآن في الإسلام ولا زلت جاهلاً، ولا زلت قاطعًا، ولا زلت تاركًا لصلاتك، ولا زلت في معصيتك مجاهرا، ولا زلت لهذا وذاك معاقراً فلم ترتدع ولم تعد ولم تتب ولم تتذكر على أنك إلى ربك عائد
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
- هذه هي الحياة ما من يوم يأتي كما قال الحسن البصري إلا نادى "أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني؛ فإني لا أعود" لا يعود ولو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض سوى الله خالق ذلك بكله فإن هؤلاء جميعًا لن ولن للتأبيد لن يستطيعوا أن يستردوا لحظة مضت، ولا حتى نفسا مضى من أعمارنا، ولا حتى ثانية واحدة أن يستردوها بأموالهم، وقوتهم، وبطشهم، وسلطاتهم، وما معهم فلن يستطيعوا….
- إذن فالأعمار بيد الله تبارك وتعالى فمن أمهله الله فقد أنعم عليه فهلا استغلينا هذه النعمة، وتقربنا لرب البرية، وعدنا إليه حق العودة، وتبنا إليه حق التوبة: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ}.
- لقد قال أكثر من تعمر في هذه الدنيا وهو نوح عليه كما ذكره الله في كتابه الكريم ويمكن أن يكون هناك من هو تعمر أكثر من ذلك هو الف سنة قال نوح عليه السلام لما سأله جبريل كما ورد عند أبن أبي الدنيا لما قال له: يا نوح كيف وجدت الدنيا؟، يعني وقد عشت مئات السنين كيف وجدت الدنيا قال"وجدتها كدار له بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر" هذا هو مختصر الدنيا بما فيها، فإما أن يغتنم هذه اللحظة لحظة المرور من دار إلى دار أو لا يغتنمها فيكون مع الفجار نعوذ بالله أن نكون كذلك ونسأله أن يجعلنا مع الأبرار…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإنما هذه الدنيا هي مزرعة للآخرة، وهي انتقال من دار زائلة إلى دار باقية، وهي انتقال من دار فناء إلى دار بقاء، وانتقال من دار سفر إلى دار مقر، فأنت إما أن تبقى في هذه الدنيا على أساس أنك ستخلد فيها وبالتالي لست كإبليس، أو أن تكون مفكرا في انتقال وهو لا شك ما نؤمن به جميعًا حتى أكفر الناس وألحد الناس ومن في الدنيا جميعًا دون استثناء فإنهم يعلمون علم يقين على إنهم منها راحلون، وعلى أنهم إليها مودعون، وعلى أنهم منها زائلون، كل هؤلاء جميعًا الكفرة والمسلمون واليهود والنصارى والخلق جميعًا على هذا الاتفاق… لكن شتان بين من يعلم على إنه ينتقل الى داره الحقيقية دار الآخرة، ومن ينتقل الى دار لا عودة بعدها وهو الذي لا يؤمن ببعث بعد الموت فهؤلاء لم يؤمنوا بذلك وأنت مؤمن به لكن ماذا أعددت لعودتك، وبما تقربت لربك خاصة وأنت تعلم أن هذه الدنيا إنما هي كلحظات وكنفس معدود ثم تنتقل إلى نفس غير معدود ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾ ﴿خالد فيها أبدا﴾ فإما أن نكون وإياهم على السواء لا نؤمن بعودة، أو أن نؤمن بعودة فنستعد كمسافر يعلم على إنه كلما زاد ثقله كلما صعبت عودته فكذلك نحن.
ـ أيها الإخوة إث ثقُل حملنا من أوزارنا فإن حسابنا عند الله عسير فلنسع في هذه الدنيا لأن نخفف هذا الحمل وأن نحاسب أنفسنا، نحن في نهاية عام هجري جديد فلنحاسب أنفسنا، وأن نعد عدتنا، وأن نستغل أوقاتنا، وأن نتنبه لأعمالنا، وأن نبقى دائمًا مستيقظين لزوالنا وانتقالنا إلى الأخرى، والكل مودع للدنيا ولا تنفع لا أماني ولا أحلام ولا ذلك بكله ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ}.
…والحمدلله رب العالمين…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A