*عام.مضى.على.طوفان.الأقصى.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*عام.مضى.على.طوفان.الأقصى.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/sQcQ_o1rh9o?si=XkZh09ogTygEBNlP
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 24/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن حياة الأمم والشعوب والحضارات لهي أشبه بحياة الأفراد فردًا فردًا بحياتي وحياتك وحياة هذا وذاك وتلك وهؤلاء، فهي أشبه بهذه الحياة عامة، فكما تمر ظروف هذه الحياة عليهم على خاصتهم وعلى عامتهم فهي بالضرورة تمر على الأمة بأكملها، وعلى الحضارة بكلها، فتمرض وتجوع وتُظلم وتبتز وتُسلب وتهان وتذل وتؤخذ ويفعل بها هذا بكله، وكذلك على الأفراد قد يمرض أحدهم ولا يجد من يداويه وكذلك الأمة، وهكذا قد يجوع ولا يجد ما يسد رمقه فكذلك الأمة فقد يصيبها من الأعياء والهوان والضعف والاستكانة في فترة من الفترات ما يصيب ذلك الفرد، ولا بد منه، بل قد تموت أمة أو حضارة وتنتهي للأبد، فكما يفعل الأفراد، ويُفعل بالأفراد فكذالك يجري الأمة سواء بسواء…
- ولهذا سقطت أمم كثيرة، إما السقوط الحقيقي الذي لا عودة لها بعده كفارس والروم، أو السقوط الجزئي من جانب دون آخر إما من الجانب الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي أو القيمي أو العسكري أو الحضاري…. أو أيًا كان السقوط من هذه الأمور وغيرها من الجوانب، أو تسقط كما حضارة بكاملها ولا تعود أبدا…
- ويجري السقوط النهائي والمميت على الأمم والحضارات إلا أمتنا فإنها قد يحصل لها ما سبق من جوانب السقوط الجزئي أماالسقوط الحقيقي بالموت والانتهاء فإنه لا يمكن لأحد أن يجهز عليها مهما بلغ، ومهما ملك، ومهما حقق وخطط وفعل الأفاعيل، ومهما بلغ الظلم والاستبداد والسحق والدمار والإهانة والذل والاستعباد والابتزاز لكن الأمة تبقى الأمة كما هي ما بقي قرآنها، وما بقي دينها، بل ما بقي ربها تبارك وتعالى…
- فهذه الأمة قد يحصل لها أن تمرض وأن تفقر وأن تهزم وأن يفعل بها هذا وذاك، لكن روح الحياة وعرق الحياة وأصل الحياة لا زال فيها يدب، ويجري في مفاصلها وعروقها، وحياتها ليست بحياة فرد من أفرادها بل الحياة العامة بكل أفرادها، أو حياة أغلب أفرادها، وإنما العبرة بهم أعني الغالب، ولا بد أن يكون في الأمة من المخذلين، ومن المنهزمين، ومن الضعفاء، ومن التعساء، ومن الفاسقين... ولا يخلو مجتمع من ذلك وإن كانت النسبة تختلف من مجتمع لآخر…
- إذا كان مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم لم يسلم من قاذورات الذنوب والمعاصي فكان حد الخمر يقام، وحد الزنا يقام، وحد السرقة يقام وغير ذلك مع أنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه إذن فشيء طبيعي أن يجري في الأمة ذلك حتى المجتمع الأرقى فيها.
- أيضًا قل طبيعي أن يتوارد القتل والدمار، وكذلك معالم الظلم والجبروت والقهر لكن لابد لحياة الأمم من ذلك بكله، بل لعله الآلام هي غذاءات أو معالجات لتصلح الخلل، وتراجع نفسها، وتعدل ميزانها، وتعود لربها… وإذا كان حياة واحد من أفرادها لا بد من آلام شديدة، ولا بد من تضحيات كبيرة، ولا بد أن يحصل ما يحصل حتى يكون ذلك الفرد…
- وانظر لنموذج الأم إذا حملت بجنينها فيعتريها البلاء كله، من حمل، من تعب، من إرهاق، من أمراض، من مخاض، من دماء، من آلام، من هم، من حزن، بل قد تضعه بعض النساء ثم تتوفى، نعم ثم تموت، فتضحي بنفسها لأجل حياة جنينها، فضلاً عن من عاشت وعاش معها، فيأتي آلام تربية، وأمراض، وسهر، وأكل، وشبع، وحب…. وهذا بكله لسنوات طويلة، ثم يخرج بعد ذلك نافعًا، ثم يخرج عاملًا، ثم يخرج مراهقًا، ثم يخرج دارسًا، ثم يخرج متعلمًا، ثم يخرج مثقفًا، ثم يخرج قائدًا، أو يخرج إنسانًا عاديًا.
- فإذا كان هذا يجري في حياة فرد من أمة فكيف بحياة الأمة بأكملها، كيف بإعادة عزة لأمة ومجدًا لأمة وحضارة كبرى لأمة، كيف بإعادة مفاهيم، كيف في حلحلة قضايا، كيف باسترداد حقوق، كيف بهذا بكله لابد من التضحيات، ولابد أن يقع تضحيات، ولابد أن يقع نوع انهزام أو نوع دمار أو نوع قتل أو هذا بكله.
- إذا كان مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو خير مجتمع على الإطلاق مر على البشرية عامة بعد مجتمع الأنبياء خاصة هو مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم ومع هذا لو نظرت إلى مكابدتهم، وإلى مجاعاتهم، وإلى القتل والعذاب والاضطهاد والحرب النفسية والسياسية والاقتصادية التي مرت بهم ومروا بها وقل ما شئت عن أحدث أجساد عاشوها رضوان الله عليهم لثلاثة عشر سنة حتى أنه ممنوع من أن يرفع سيفه بوجه من يقتل من يعذب وهم عرب لم يتعودوا لذلة كهذه ولو أدى لقتله وأهله…
- تخيل أن بلالًا رضي الله عنه يذهبون به للرمضاء لحر الصحراء ويعذب أشد العذاب ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد، وقل عن عمار وعن أبيه سمية وعن هؤلاء الذين كانوا يسمون بالمستضعفين بل عن الكبراء والعظماء الذي عبر عن ذلك وعن حياة الصحابة قبل أن يسلم عمر رضي الله عنه ويدخل في غمار هذا الدين "كنا ضعفاء، وما زلنا ضعفاء، حتى أسلم عمر، فعز الإسلام بعمر"…
- في يوم من الأيام يأتي خباب بن الأرت رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لرسول الله ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا.... فيقول النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنا، لهذا المعذب، لهذا المشرد، لهذا المأخوذ، لهذا المطرود، لهذا الذي يعذب بجور الكعبة، ويعذب في مكة، ويهان بين الناس، ويجوع ويظمأ؛ لأنه مسلم فقط: ﴿وَما نَقَموا مِنهُم إِلّا أَن يُؤمِنوا بِاللَّهِ العَزيزِ الحَميدِ﴾، فقط هذه مشكلتهم أنهم آمنوا، أنهم اعتصموا بربهم، أنهم تعرفوا على خالقهم فطمئنه صلى الله عليه وسلم وطمئن الأمة عامة: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، ثم يؤتى بالمنشار، فيُجعل على رأسه، فيُجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمة من لحم وعصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"…
- ألا فلا يمكن لأحد أن يضحك على المسلم، وأن يلعب عليه، وأن يزعزعه من مسلمات لديه لا يمكن أبدًا لمخذل، لصهيوني، لعميل، لظالم، لقاتل، لبلطجي، لهؤلاء جميعًا الذين يقذفون ما يقذفون من وسائل الانهزامية في أبناء الأمة، وأيضًا من تشكيك بمبدأ الدين، أو بمقدسات الأمة، أو بالنصر الذي لا بد يومًا أن يتحقق لهذه الأمة عندما تحقق الإيمان في نفوسها، وعندما تحيا عزيزة ومستعزة بقيمها وبمبادئها وبإسلامها وبدينها: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- فلا بد أن يعود الانتصار الكبير لأمتنا، والميلاد الحقيقي لأمتنا، ولابد أن نراه بإذن الواحد الأحد رأي عين في حياتنا، وقد قرب ميلاده وقد أصبح هذا حيًا فينا وفي أرواحنا وفي نفوسنا وكان سبب حياته ما يجب أن نقف اليوم إجلالًا وتعظيمًا له ولرجال عظماء فضلاء أجلاء صنعوه إنه طوفان الأقصى الذي بدأ شرارته في غزة العزة، فولد في نفوس كل أبناء الأمة… إنه طوفان هدار يمحو الباطل وأهله، ويدحض الزيف وحزبه، إنه طوفان يظهر العملاء، ويبين لنا السفهاء، والمخذلين الرعناء: {وَيَصنَعُ الفُلكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ} وانظروا أن الله تبارك وتعالى استخدم لفظ المضارع في كلمة {يصنع}… .
- ألا فلابد أن تصنع سفينة الأمة، فيركب فيها المتمسك بدين الله ويهلك العملاء الخونة وعموم أعداء الله: ﴿لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحيى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَميعٌ عَليمٌ﴾… فلا بد أن يأتي الطوفان، ولا بد أن يستمر مشروع الطوفان في الأمة، سواء كانت في زمن نوح، أو كان في زمن مقاومتنا المنصورة، لا بد أن يُصنع الطوفان، أن يطوف بها طائف فتنتصر، ويعود لها العزة، ويعود لها الإيمان والكرامة، ويعود لها مبدأ الضمير الحي لاسترداد الحقوق، وينتهي زمن الاستضعاف والاستعباد والخنوع…
فإما نظم الوحي سيرها
وإلا فموت لا يسر الأعاديا
- فإما بمشروع طوفانها المبارك الذي بدأه نوح وجدده مقاومتنا البطلة الشجاعة، وإما بمشروع غيره يختاره الله لإخراج الأمة من هذا التيه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- كيف كان العالم قبل طوفان الأقصى، وهل كانوا يعترفون بالقضية الفلسطينية، بل ما كانوا يسمعون بها فضلاً عن أن يعترفوا بها، أو يقفوا في صفها، أو تخرج ملايين الشعوب الغربية لتقف معها، وتعلن تأييدها حتى في قلب أمريكا الصهيونية وقائدة الماسونية العالمية، فأصبح الغرب يتضامن اليوم مع هذه القضية المقدسة، بل أصبحوا يعترفون ويعرفون ويهابون حركة المقاومة الإسلامية (حمـ اس)، والمقاومة بشكل عام، بل لقد عاد للعرب وللإسلام عامة عزة، مع أنهم لم يكونوا يعرفون من الإسلام إلا ما عرفوه في تفجير هنا أو ذبح هناك، أو الصورة المشوهة التي كانت تأتيهم في عاشوراء من قم أو من كربلاء من قتل لأنفسهم، ومن لطم لوجوههم، من ضرب لصدورهم، من أفعال حمقاء لا تدل على الدين ولا على الأمة مطلقا…
- كان الإسلام يصل إلى الغرب أو يوصّل إليه على هذا القبح الذي تحدثت عنه سابقا… أما اليوم فقد رأوا حياة العزة، فقد رأوا حياة المقاومة، فقد رأوا حياة الإباء، والصبر والثبات في غزة العزة، وفلسطين الأبية، بل لقد رأوا حياة الشعوب التي حيت بقلوبها وأعمالها وجعلت قضيتها الأولى والكبرى فلسطين ومقاومتها الشريفة، وأصبحت في خندقها، وقلبها ينبض معها…
- لقد افتضحت الأمم المتحدة، وافتضحت دول غربية وشرقية وعمالات عربية وتدعي أنها مسلمة وافتضحت منظمات وحقوق إنسان وحريات وسياسات وكل شيء في هذا العالم الظالم البربري الوحشي الذي يرى حرب الإبادة الظالمة ولا يحرك ساكنا ويقول للظالم كف يدك…
- لقد أصبحت هذه الحرب بل لا تقل الحرب، بل الحياة للأمة بشكل عام، لقد أصبحت هذه حية لا في نفوس المسلمين، بل حتى في نفوس غير المسلمين، ولقد أصبح الإرهابي الذي كان يدعى أنه إرهابي بمجرد لحيته أو بندقيته أو مقاومته، أو استرداده لحقه أو مطالبته بما يجب أن يطالب به أصبح ليس بإرهابي بل هو المظلوم الذي أُخذ لسنوات طويلة، وعربدوه كثيرًا، وانتهكوا وفعل به الأفاعيل طويلا، إما على يد ما تسمى بالصهيونية العالمية، أو الماسونية العالمية، وهي الأطم والأشمل التي باتت تتحكم وتسيطر اليوم على أغلب الدول العربية والإسلامية، وعلى مفاصل حكمها وإرادتها، ومفاصل أي شيء فيها يدل على أن الأمة يوما ستتحرك.
فكلما تحركت الشعوب وكلما استيقظت إيرادات هؤلاء قمعت وانتهت وذبلت ولم يعد لها نفس يمكن أن تتنفس به إما إلى السجن أو أما إلى الإضطهاد أو أما إلى السحل والقتل. أو أي شيء كان. إما ماسونية عالمية تتحكم بالأمة أو بالأمم أو بالعالم بأكمله. أيا كانت من صور شعارات رفعت فإنها معروفة وقد فضحها الطوفان. يوم ألا ... أمة محمد صلى الله عليه وسلم. بأكثر من ملياري مسلم لإنقاذ أو بل لتقديم أي شيء يمكن أن يقدم لإثنين مليون من المسلمين الذين يدافعون عن كرامة الأمة وعن مجد الأمة وعن حضارة الأمة وعن مقدسات الأمة وعن ما يجب أن تشارك الأمة فيه وأن تأخذ لها من المجد والعز ما أخذت هذه الثلثه المباركة التي اليوم تعاني من مجزرة القرن ومن إبادة عالمية كبرى تعيشها الأمة بكاملها على مرأى ومسمع من الشرق والغرب وعلى أجهزة الإعلام أن تنقل هذه المأساة وتنقلها ويراها الناس ولكن الأيدي مقيده حتى من بينهم وبين القاتل الظالم الناهب المستبد الذي أخذ ما أخذ من أوطان الأمة ومن أعراض الأمة ومن دماء الأمة وامتص ما أمتص من دمائها وخيراتها وكل شيء فيها…
- تخيل أن دولًا عربية ليس بينهم وبينه إلا مرمى حجر، ومع هذا لا يستطيعون أن يرموا الحجر، أو حتى أن يتفلوا تفالة إلى وجه العدو المحتل، لماذا؛ لأن المتحكم في إرادة الأمة والمسيطر على خيرات الأمة والذي بيده الأمر والنهي في الأمة ليس في يد الأمة، وإن ملك ما ملك، وإن كان لديه ما لديه من عتاد وقوة وجيش وسلطة وشعب… وإن كان يستطيع أن يغير المعادلة كما يقال بلحظة، أو بكلمة، أو بتهديد، أو باجتماع أو بقول أو بفعل أو بأي شيء لا يمكن أن يحدث ذلك، ولا تحلم به، وإذا لم يكن في السابق فلن يكون في اللاحق.
- إن غزة العزة أيها الإخوة قد فضحت هؤلاء جميعاً حتى إنها فضحت الأمة بأكملها، وأرتنا عوارنا، وأرتنا ذلك الضعف الذي أصبحنا فيه لا نستطيع أن نقدم ولا أن نؤخر مع أننا ملايين مملينة وأننا مليارات ممليرة، بل أكثر من ملياري مسلم على وجه الأرض.
- لكن أيها الإخوة أصبحت الغثائية هي السائدة في الأمة، فلا بد أن نستيقظ، ولا بد أن يحيينا الطوفان حق الحياة، وإلا طاف علينا طائف واستبدلنا بغيرنا ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن العبارات، والكلمات، والخطب، والمقالات، والمنشورات، والمحاضرات، وكل فعل يفعله كل واحد منا لا يمكن أن يبلغ، ولا يمكن أن يصل إلى رصاصة واحدة يطلقها مقاوم أبي شامخ معتز في وجه الاحتلال الغاصب، ولا يمكن أيها الإخوة أن تبلغ كلماتنا وخطبنا ومقالاتنا وآهاتنا وحبنا أيضًا وإدانتنا وكل شيء يمكن أن يصدر منا لا يمكن أن يفي حتى بقطرة دم تراق في أرض غزة العزة أبدًا…
- فالكلمات تعجز، والحروف تعلن استسلاما، وهذه بكلها عبارة عن عوار في عوار لا يمكن لها أن تقوم لها قائمة، ولا تكون لها كائنة، وإنما القيامة التي يجب أن تكون هي أن ترى الأمة على حدود فلسطين وغزة. قد ثارت. وذهبت وقمت من نومك وإذا بالداعي ينادي بحي على الجهاد وهو يقرأ مرددا مستشعرًا لعزة العزيز جل وعلا: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
- فالواجب على الأمة أن تدرك على أن الخيار الذي يمكن أن يصل إلى الأعداء ويمكن أن ينهي الأحلام والطموحاترالتي يتحدث بها اليهود إخوان وأبناء القردة والخنازير كما حكى الله تبارك وتعالى في القرآن المجيد ألا وهي طموحات التوسع التي ظهرت في تصريحاتهم وخططهم وما يتبجحون اليوم وعلى لسان وزير ماليتهم كما سمعتم وقرأتم في نشرات الأخبار الأسبوع الماضي ولا زالت مدوية في صفحات أكبر أخباريات الدنيا وهو يقول: (إننا نحلم بدولة يهودية تبدأ من الأردن وتنتهي بالسعودية بالأردن وسوريا ولبنان والعراق)، نعم تنتهي بالمملكة العربية السعودية بما فيها مكة المكرمة وبما فيها المدينة المنورة.
- هذه أحلامهم، وهذه طموحاتهم، وهذه مؤامراتهم، وهذا الذي يريدون إنها كما يدعون أمجاد خيبر إنها تلك المعركة التي دارت رحاها في بني قريظة، فلا بد أن تعود إلي المدينة المنورة هكذا يطمحون، أولم يتحدث بن غريون مؤسس الدولة اليهودية ورئيس أول وزراء فيها:(إننا اليوم على موطأ قدم في الشرق الأوسط، وإن سلاحنا الذي ترونه سيصل إلى خيبر ويثرب، ها نحن عدنا يا محمد)، هكذا قالوا في يوم من الأيام وإن لم يصل سلاحه ولن يصل إلى خيبر ويثرب أو ما يدعونه لكنها قد وصلت أيديهم وقد وصل إليها عمالاتهم ووكلاؤهم وقد وصلوا هنا وهناك في أقطارنا العربية والإسلامية…
- فواجب الأمة أن تستيقظ، وأن تدرك، وأن تكون على يقين أنه لا يحل لها أن تبقى على ما هي عليه مستضعفة حائرة، أمة ضعيفة، أمة لا يهابها كافر واحد فضلا عن دولة بأكملها؛ لأنهم يعلمون على أن الأمة العربية ليست إلا ملك أفراد منها، هؤلاء الأفراد هم بيد غير هذه الأمة، فالواجب على الأمة أن تدرك حجم المؤامرة، وأن تكون على مستوى المؤامرة والتخطيط الذي يدار عليها… ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيطانُ يُخَوِّفُ أَولِياءَهُ فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:* https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/sQcQ_o1rh9o?si=XkZh09ogTygEBNlP
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 24/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن حياة الأمم والشعوب والحضارات لهي أشبه بحياة الأفراد فردًا فردًا بحياتي وحياتك وحياة هذا وذاك وتلك وهؤلاء، فهي أشبه بهذه الحياة عامة، فكما تمر ظروف هذه الحياة عليهم على خاصتهم وعلى عامتهم فهي بالضرورة تمر على الأمة بأكملها، وعلى الحضارة بكلها، فتمرض وتجوع وتُظلم وتبتز وتُسلب وتهان وتذل وتؤخذ ويفعل بها هذا بكله، وكذلك على الأفراد قد يمرض أحدهم ولا يجد من يداويه وكذلك الأمة، وهكذا قد يجوع ولا يجد ما يسد رمقه فكذلك الأمة فقد يصيبها من الأعياء والهوان والضعف والاستكانة في فترة من الفترات ما يصيب ذلك الفرد، ولا بد منه، بل قد تموت أمة أو حضارة وتنتهي للأبد، فكما يفعل الأفراد، ويُفعل بالأفراد فكذالك يجري الأمة سواء بسواء…
- ولهذا سقطت أمم كثيرة، إما السقوط الحقيقي الذي لا عودة لها بعده كفارس والروم، أو السقوط الجزئي من جانب دون آخر إما من الجانب الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي أو القيمي أو العسكري أو الحضاري…. أو أيًا كان السقوط من هذه الأمور وغيرها من الجوانب، أو تسقط كما حضارة بكاملها ولا تعود أبدا…
- ويجري السقوط النهائي والمميت على الأمم والحضارات إلا أمتنا فإنها قد يحصل لها ما سبق من جوانب السقوط الجزئي أماالسقوط الحقيقي بالموت والانتهاء فإنه لا يمكن لأحد أن يجهز عليها مهما بلغ، ومهما ملك، ومهما حقق وخطط وفعل الأفاعيل، ومهما بلغ الظلم والاستبداد والسحق والدمار والإهانة والذل والاستعباد والابتزاز لكن الأمة تبقى الأمة كما هي ما بقي قرآنها، وما بقي دينها، بل ما بقي ربها تبارك وتعالى…
- فهذه الأمة قد يحصل لها أن تمرض وأن تفقر وأن تهزم وأن يفعل بها هذا وذاك، لكن روح الحياة وعرق الحياة وأصل الحياة لا زال فيها يدب، ويجري في مفاصلها وعروقها، وحياتها ليست بحياة فرد من أفرادها بل الحياة العامة بكل أفرادها، أو حياة أغلب أفرادها، وإنما العبرة بهم أعني الغالب، ولا بد أن يكون في الأمة من المخذلين، ومن المنهزمين، ومن الضعفاء، ومن التعساء، ومن الفاسقين... ولا يخلو مجتمع من ذلك وإن كانت النسبة تختلف من مجتمع لآخر…
- إذا كان مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم لم يسلم من قاذورات الذنوب والمعاصي فكان حد الخمر يقام، وحد الزنا يقام، وحد السرقة يقام وغير ذلك مع أنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه إذن فشيء طبيعي أن يجري في الأمة ذلك حتى المجتمع الأرقى فيها.
- أيضًا قل طبيعي أن يتوارد القتل والدمار، وكذلك معالم الظلم والجبروت والقهر لكن لابد لحياة الأمم من ذلك بكله، بل لعله الآلام هي غذاءات أو معالجات لتصلح الخلل، وتراجع نفسها، وتعدل ميزانها، وتعود لربها… وإذا كان حياة واحد من أفرادها لا بد من آلام شديدة، ولا بد من تضحيات كبيرة، ولا بد أن يحصل ما يحصل حتى يكون ذلك الفرد…
- وانظر لنموذج الأم إذا حملت بجنينها فيعتريها البلاء كله، من حمل، من تعب، من إرهاق، من أمراض، من مخاض، من دماء، من آلام، من هم، من حزن، بل قد تضعه بعض النساء ثم تتوفى، نعم ثم تموت، فتضحي بنفسها لأجل حياة جنينها، فضلاً عن من عاشت وعاش معها، فيأتي آلام تربية، وأمراض، وسهر، وأكل، وشبع، وحب…. وهذا بكله لسنوات طويلة، ثم يخرج بعد ذلك نافعًا، ثم يخرج عاملًا، ثم يخرج مراهقًا، ثم يخرج دارسًا، ثم يخرج متعلمًا، ثم يخرج مثقفًا، ثم يخرج قائدًا، أو يخرج إنسانًا عاديًا.
- فإذا كان هذا يجري في حياة فرد من أمة فكيف بحياة الأمة بأكملها، كيف بإعادة عزة لأمة ومجدًا لأمة وحضارة كبرى لأمة، كيف بإعادة مفاهيم، كيف في حلحلة قضايا، كيف باسترداد حقوق، كيف بهذا بكله لابد من التضحيات، ولابد أن يقع تضحيات، ولابد أن يقع نوع انهزام أو نوع دمار أو نوع قتل أو هذا بكله.
- إذا كان مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو خير مجتمع على الإطلاق مر على البشرية عامة بعد مجتمع الأنبياء خاصة هو مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم ومع هذا لو نظرت إلى مكابدتهم، وإلى مجاعاتهم، وإلى القتل والعذاب والاضطهاد والحرب النفسية والسياسية والاقتصادية التي مرت بهم ومروا بها وقل ما شئت عن أحدث أجساد عاشوها رضوان الله عليهم لثلاثة عشر سنة حتى أنه ممنوع من أن يرفع سيفه بوجه من يقتل من يعذب وهم عرب لم يتعودوا لذلة كهذه ولو أدى لقتله وأهله…
- تخيل أن بلالًا رضي الله عنه يذهبون به للرمضاء لحر الصحراء ويعذب أشد العذاب ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد، وقل عن عمار وعن أبيه سمية وعن هؤلاء الذين كانوا يسمون بالمستضعفين بل عن الكبراء والعظماء الذي عبر عن ذلك وعن حياة الصحابة قبل أن يسلم عمر رضي الله عنه ويدخل في غمار هذا الدين "كنا ضعفاء، وما زلنا ضعفاء، حتى أسلم عمر، فعز الإسلام بعمر"…
- في يوم من الأيام يأتي خباب بن الأرت رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لرسول الله ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا.... فيقول النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنا، لهذا المعذب، لهذا المشرد، لهذا المأخوذ، لهذا المطرود، لهذا الذي يعذب بجور الكعبة، ويعذب في مكة، ويهان بين الناس، ويجوع ويظمأ؛ لأنه مسلم فقط: ﴿وَما نَقَموا مِنهُم إِلّا أَن يُؤمِنوا بِاللَّهِ العَزيزِ الحَميدِ﴾، فقط هذه مشكلتهم أنهم آمنوا، أنهم اعتصموا بربهم، أنهم تعرفوا على خالقهم فطمئنه صلى الله عليه وسلم وطمئن الأمة عامة: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، ثم يؤتى بالمنشار، فيُجعل على رأسه، فيُجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمة من لحم وعصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"…
- ألا فلا يمكن لأحد أن يضحك على المسلم، وأن يلعب عليه، وأن يزعزعه من مسلمات لديه لا يمكن أبدًا لمخذل، لصهيوني، لعميل، لظالم، لقاتل، لبلطجي، لهؤلاء جميعًا الذين يقذفون ما يقذفون من وسائل الانهزامية في أبناء الأمة، وأيضًا من تشكيك بمبدأ الدين، أو بمقدسات الأمة، أو بالنصر الذي لا بد يومًا أن يتحقق لهذه الأمة عندما تحقق الإيمان في نفوسها، وعندما تحيا عزيزة ومستعزة بقيمها وبمبادئها وبإسلامها وبدينها: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- فلا بد أن يعود الانتصار الكبير لأمتنا، والميلاد الحقيقي لأمتنا، ولابد أن نراه بإذن الواحد الأحد رأي عين في حياتنا، وقد قرب ميلاده وقد أصبح هذا حيًا فينا وفي أرواحنا وفي نفوسنا وكان سبب حياته ما يجب أن نقف اليوم إجلالًا وتعظيمًا له ولرجال عظماء فضلاء أجلاء صنعوه إنه طوفان الأقصى الذي بدأ شرارته في غزة العزة، فولد في نفوس كل أبناء الأمة… إنه طوفان هدار يمحو الباطل وأهله، ويدحض الزيف وحزبه، إنه طوفان يظهر العملاء، ويبين لنا السفهاء، والمخذلين الرعناء: {وَيَصنَعُ الفُلكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ} وانظروا أن الله تبارك وتعالى استخدم لفظ المضارع في كلمة {يصنع}… .
- ألا فلابد أن تصنع سفينة الأمة، فيركب فيها المتمسك بدين الله ويهلك العملاء الخونة وعموم أعداء الله: ﴿لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحيى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَميعٌ عَليمٌ﴾… فلا بد أن يأتي الطوفان، ولا بد أن يستمر مشروع الطوفان في الأمة، سواء كانت في زمن نوح، أو كان في زمن مقاومتنا المنصورة، لا بد أن يُصنع الطوفان، أن يطوف بها طائف فتنتصر، ويعود لها العزة، ويعود لها الإيمان والكرامة، ويعود لها مبدأ الضمير الحي لاسترداد الحقوق، وينتهي زمن الاستضعاف والاستعباد والخنوع…
فإما نظم الوحي سيرها
وإلا فموت لا يسر الأعاديا
- فإما بمشروع طوفانها المبارك الذي بدأه نوح وجدده مقاومتنا البطلة الشجاعة، وإما بمشروع غيره يختاره الله لإخراج الأمة من هذا التيه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- كيف كان العالم قبل طوفان الأقصى، وهل كانوا يعترفون بالقضية الفلسطينية، بل ما كانوا يسمعون بها فضلاً عن أن يعترفوا بها، أو يقفوا في صفها، أو تخرج ملايين الشعوب الغربية لتقف معها، وتعلن تأييدها حتى في قلب أمريكا الصهيونية وقائدة الماسونية العالمية، فأصبح الغرب يتضامن اليوم مع هذه القضية المقدسة، بل أصبحوا يعترفون ويعرفون ويهابون حركة المقاومة الإسلامية (حمـ اس)، والمقاومة بشكل عام، بل لقد عاد للعرب وللإسلام عامة عزة، مع أنهم لم يكونوا يعرفون من الإسلام إلا ما عرفوه في تفجير هنا أو ذبح هناك، أو الصورة المشوهة التي كانت تأتيهم في عاشوراء من قم أو من كربلاء من قتل لأنفسهم، ومن لطم لوجوههم، من ضرب لصدورهم، من أفعال حمقاء لا تدل على الدين ولا على الأمة مطلقا…
- كان الإسلام يصل إلى الغرب أو يوصّل إليه على هذا القبح الذي تحدثت عنه سابقا… أما اليوم فقد رأوا حياة العزة، فقد رأوا حياة المقاومة، فقد رأوا حياة الإباء، والصبر والثبات في غزة العزة، وفلسطين الأبية، بل لقد رأوا حياة الشعوب التي حيت بقلوبها وأعمالها وجعلت قضيتها الأولى والكبرى فلسطين ومقاومتها الشريفة، وأصبحت في خندقها، وقلبها ينبض معها…
- لقد افتضحت الأمم المتحدة، وافتضحت دول غربية وشرقية وعمالات عربية وتدعي أنها مسلمة وافتضحت منظمات وحقوق إنسان وحريات وسياسات وكل شيء في هذا العالم الظالم البربري الوحشي الذي يرى حرب الإبادة الظالمة ولا يحرك ساكنا ويقول للظالم كف يدك…
- لقد أصبحت هذه الحرب بل لا تقل الحرب، بل الحياة للأمة بشكل عام، لقد أصبحت هذه حية لا في نفوس المسلمين، بل حتى في نفوس غير المسلمين، ولقد أصبح الإرهابي الذي كان يدعى أنه إرهابي بمجرد لحيته أو بندقيته أو مقاومته، أو استرداده لحقه أو مطالبته بما يجب أن يطالب به أصبح ليس بإرهابي بل هو المظلوم الذي أُخذ لسنوات طويلة، وعربدوه كثيرًا، وانتهكوا وفعل به الأفاعيل طويلا، إما على يد ما تسمى بالصهيونية العالمية، أو الماسونية العالمية، وهي الأطم والأشمل التي باتت تتحكم وتسيطر اليوم على أغلب الدول العربية والإسلامية، وعلى مفاصل حكمها وإرادتها، ومفاصل أي شيء فيها يدل على أن الأمة يوما ستتحرك.
فكلما تحركت الشعوب وكلما استيقظت إيرادات هؤلاء قمعت وانتهت وذبلت ولم يعد لها نفس يمكن أن تتنفس به إما إلى السجن أو أما إلى الإضطهاد أو أما إلى السحل والقتل. أو أي شيء كان. إما ماسونية عالمية تتحكم بالأمة أو بالأمم أو بالعالم بأكمله. أيا كانت من صور شعارات رفعت فإنها معروفة وقد فضحها الطوفان. يوم ألا ... أمة محمد صلى الله عليه وسلم. بأكثر من ملياري مسلم لإنقاذ أو بل لتقديم أي شيء يمكن أن يقدم لإثنين مليون من المسلمين الذين يدافعون عن كرامة الأمة وعن مجد الأمة وعن حضارة الأمة وعن مقدسات الأمة وعن ما يجب أن تشارك الأمة فيه وأن تأخذ لها من المجد والعز ما أخذت هذه الثلثه المباركة التي اليوم تعاني من مجزرة القرن ومن إبادة عالمية كبرى تعيشها الأمة بكاملها على مرأى ومسمع من الشرق والغرب وعلى أجهزة الإعلام أن تنقل هذه المأساة وتنقلها ويراها الناس ولكن الأيدي مقيده حتى من بينهم وبين القاتل الظالم الناهب المستبد الذي أخذ ما أخذ من أوطان الأمة ومن أعراض الأمة ومن دماء الأمة وامتص ما أمتص من دمائها وخيراتها وكل شيء فيها…
- تخيل أن دولًا عربية ليس بينهم وبينه إلا مرمى حجر، ومع هذا لا يستطيعون أن يرموا الحجر، أو حتى أن يتفلوا تفالة إلى وجه العدو المحتل، لماذا؛ لأن المتحكم في إرادة الأمة والمسيطر على خيرات الأمة والذي بيده الأمر والنهي في الأمة ليس في يد الأمة، وإن ملك ما ملك، وإن كان لديه ما لديه من عتاد وقوة وجيش وسلطة وشعب… وإن كان يستطيع أن يغير المعادلة كما يقال بلحظة، أو بكلمة، أو بتهديد، أو باجتماع أو بقول أو بفعل أو بأي شيء لا يمكن أن يحدث ذلك، ولا تحلم به، وإذا لم يكن في السابق فلن يكون في اللاحق.
- إن غزة العزة أيها الإخوة قد فضحت هؤلاء جميعاً حتى إنها فضحت الأمة بأكملها، وأرتنا عوارنا، وأرتنا ذلك الضعف الذي أصبحنا فيه لا نستطيع أن نقدم ولا أن نؤخر مع أننا ملايين مملينة وأننا مليارات ممليرة، بل أكثر من ملياري مسلم على وجه الأرض.
- لكن أيها الإخوة أصبحت الغثائية هي السائدة في الأمة، فلا بد أن نستيقظ، ولا بد أن يحيينا الطوفان حق الحياة، وإلا طاف علينا طائف واستبدلنا بغيرنا ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن العبارات، والكلمات، والخطب، والمقالات، والمنشورات، والمحاضرات، وكل فعل يفعله كل واحد منا لا يمكن أن يبلغ، ولا يمكن أن يصل إلى رصاصة واحدة يطلقها مقاوم أبي شامخ معتز في وجه الاحتلال الغاصب، ولا يمكن أيها الإخوة أن تبلغ كلماتنا وخطبنا ومقالاتنا وآهاتنا وحبنا أيضًا وإدانتنا وكل شيء يمكن أن يصدر منا لا يمكن أن يفي حتى بقطرة دم تراق في أرض غزة العزة أبدًا…
- فالكلمات تعجز، والحروف تعلن استسلاما، وهذه بكلها عبارة عن عوار في عوار لا يمكن لها أن تقوم لها قائمة، ولا تكون لها كائنة، وإنما القيامة التي يجب أن تكون هي أن ترى الأمة على حدود فلسطين وغزة. قد ثارت. وذهبت وقمت من نومك وإذا بالداعي ينادي بحي على الجهاد وهو يقرأ مرددا مستشعرًا لعزة العزيز جل وعلا: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
- فالواجب على الأمة أن تدرك على أن الخيار الذي يمكن أن يصل إلى الأعداء ويمكن أن ينهي الأحلام والطموحاترالتي يتحدث بها اليهود إخوان وأبناء القردة والخنازير كما حكى الله تبارك وتعالى في القرآن المجيد ألا وهي طموحات التوسع التي ظهرت في تصريحاتهم وخططهم وما يتبجحون اليوم وعلى لسان وزير ماليتهم كما سمعتم وقرأتم في نشرات الأخبار الأسبوع الماضي ولا زالت مدوية في صفحات أكبر أخباريات الدنيا وهو يقول: (إننا نحلم بدولة يهودية تبدأ من الأردن وتنتهي بالسعودية بالأردن وسوريا ولبنان والعراق)، نعم تنتهي بالمملكة العربية السعودية بما فيها مكة المكرمة وبما فيها المدينة المنورة.
- هذه أحلامهم، وهذه طموحاتهم، وهذه مؤامراتهم، وهذا الذي يريدون إنها كما يدعون أمجاد خيبر إنها تلك المعركة التي دارت رحاها في بني قريظة، فلا بد أن تعود إلي المدينة المنورة هكذا يطمحون، أولم يتحدث بن غريون مؤسس الدولة اليهودية ورئيس أول وزراء فيها:(إننا اليوم على موطأ قدم في الشرق الأوسط، وإن سلاحنا الذي ترونه سيصل إلى خيبر ويثرب، ها نحن عدنا يا محمد)، هكذا قالوا في يوم من الأيام وإن لم يصل سلاحه ولن يصل إلى خيبر ويثرب أو ما يدعونه لكنها قد وصلت أيديهم وقد وصل إليها عمالاتهم ووكلاؤهم وقد وصلوا هنا وهناك في أقطارنا العربية والإسلامية…
- فواجب الأمة أن تستيقظ، وأن تدرك، وأن تكون على يقين أنه لا يحل لها أن تبقى على ما هي عليه مستضعفة حائرة، أمة ضعيفة، أمة لا يهابها كافر واحد فضلا عن دولة بأكملها؛ لأنهم يعلمون على أن الأمة العربية ليست إلا ملك أفراد منها، هؤلاء الأفراد هم بيد غير هذه الأمة، فالواجب على الأمة أن تدرك حجم المؤامرة، وأن تكون على مستوى المؤامرة والتخطيط الذي يدار عليها… ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيطانُ يُخَوِّفُ أَولِياءَهُ فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:* https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A