صحيفة النبأ العدد 87 قصة شهيد: من أولي العزمات من الرجال... العـــدنـانـان 2/2 • شجاعة ...

صحيفة النبأ العدد 87
قصة شهيد:

من أولي العزمات من الرجال...
العـــدنـانـان
2/2

• شجاعة لا مثيل لها

أما إقدام البيلاوي فيعجز الكلام عن وصفه، وهذه صورة من تلكم الشجاعة، إذ يقول أحد الإخوة بعد إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام، أخذَنا أميرنا إلى مقربة من الحدود المصطنعة مع العراق، وطلب منا أن ننتظر زائر يأتينا، وكانت المهمة خطرة جدا لمن أراد العبور؛ لشدة حراسة الطواغيت عليه، فرابطنا ننتظر مجيئه، وفجأة ظهرت عجلة رباعية الدفع، عليها مدفع رشاش، وفيها رجلان أحدهما سائق والآخر على المدفع الرشاش، فظن الكل أن الزائر هو السائق ففوجئوا أن الذي على المدفع هو الشيخ أبو عبد الرحمن البيلاوي، أمير جيش الدولة الإسلامية في ذلك الوقت!

فلقد كانا -رحمهما الله- من أهل العزمات الذين صدق الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- بوصف أهلها قائلا:

"إن الدين لا يقوم إلا على أولي العزمات من الرجال، ولا يقوم أبداً على أكتاف المترخصين والمترفين، وحاشاه أن يقوم على أكتافهم.

• الدين العظيم لا يقوم إلا على أكتاف العظماء من الرجال

فالدين العظيم لا يقوم إلا على أكتاف العظماء من الرجال، والمسؤولية الجسيمة التي ناءت بحملها السماوات والأرض، لا يمكن أن يقوم بها إلا أهلها ورجالها".

فلقد كانت عزمة البيلاوي سبباً لفتح جزيرة الخالدية، لمّا نكث الأعراب عهودهم للمجاهدين، وحوصرت تلكم الثلة القليلة في منطقة صغيرة، وانحازوا للصحراء مرة أخرى، ليأتي دور أهل العزمات، ومنهم البيلاوي لما قال: فلتقتلوا جميعاً في جزيرة الخالدية ولا تفكروا بالانسحاب، وها أنا معكم، فثبت الرجال وفتح الله على أيديهم.

• لا رجعة للوراء أبداً ولو قتلنا كلنا هنا

ولمّا تمتم بعض المجاهدين في أول نزولهم للرمادي بالرجوع للمعسكرات بعدما تنكرت لهم الأرض وغدر بهم الأعراب، جاءت عزمة السويداوي لتقول لهم: لا رجعة للوراء أبداً ولو قتلنا كلنا هنا، فمكّن الله لهم وفتح على أيديهم.

ولا دليل على شجاعتهما أظهر من تنقلهما بأحزمتهم الناسفة في حواجز المرتدين وهما على قائمة المطلوبين وصورهم موزعة على الحواجز.
وكانا يوليان لجانب الإعلام اهتماماً كبيراً، وكأنهما قد قضيا شطراً من حياتهما في هذا الثغر، فميزة تعدد المواهب شابها فيها الشيخ الزرقاوي رحمه الله، فتجد أحدهما يحمل مهارات العسكري والشرعي والإداري والإعلامي في آن واحد.

وكان لعقيدتهما الصافية والمنهج السليم والشدّة على المميعين سبب في تنقية الصف من الخبث، حتى قال أحدهم: الدولة التي فيها البيلاوي والسويداوي لن أعمل فيها، فهرب إلى قاعدة الظواهري، قاتله الله.

وفي غزوة الثأر للشيخ البيلاوي كان الشيخ أبو مهند السويداوي يتقدم صفوف جنوده موجهاً لهم ومحرضاً زاجاً بأحد أشقائه بالمقدمة، فما أن انتهت الغزوة بنصر الله للمجاهدين بمنطقة الصقلاوية حتى وُجد الشيخ وأخوه في المشفى يتعالجان من إصابتيهما بالمعركة.

نهاية مخضبة بالدماء تفوح منها رائحة العزة
وجاءت نهاية كلا الفارسين مخضبة بالدماء تفوح منها رائحة العزة، فكانت دماؤهما نوراً للمجاهدين وناراً على المرتدين، فلقد فتح الله الموصل بعد مقتل البيلاوي، والرمادي بعد مقتل السويداوي، فرحمهما الله رحمة واسعة، وأسكنهما فسيح جنانه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR