سلسلة البدر التمام في شرح أركان الإسلام - الركن - الرابع صيام رمضان الدرس العاشر: فضائل ...

سلسلة البدر التمام في شرح أركان الإسلام - الركن - الرابع صيام رمضان
الدرس العاشر:
فضائل الصيام
للصوم عموماً، سواء في رمضان أو غيره فضائلُ كثيرة منها:
1- أن أجر الصيام بغير حساب: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [قَالَ اللَّهُ عز وجل: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ] [البخاري 1904]. ذلك أن الصوم من الصبر والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب وكان السلف يسمون شهر الصوم شهر الصبر، وأيضاً لأن الصيام سر بين العبد وربه لهذا كان الأجر سراً لا يعلمه إلا الله.
2- أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، فَيُشَفَّعَان] [م أحمد6626].
3- أن الصوم يدخل صاحبه الجنة: فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال [أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: مُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ. ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ لِي: عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ] [م أحمد22149].
4- أن الصيام سبب لتحصيل التقوى: قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] [البقرة 183].
فترى أن الله فرض علينا الصوم لينبت التقوى في قلوبنا، والله إنما يكرم العباد لتقواهم فهو لا ينظر إلى صور العباد وأشكالهم بل إلى قلوبهم التي هي محل التقوى وأعمالهم القائمة على أساس من التقوى، ولذلك كان التفاضل عند الله بها فقال [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ] وهذه الغاية المرادة بالصوم هي الغاية من العبادات جميعا.
5- أن الصيام قاطع مُؤقَّت لشهوة النكاح وسبب للعِفَّة والطهارة: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم موصياً شباب أُمَّتِه وأكرِم به من موصٍ صلى الله عليه وسلم [يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ] [البخاري 5065].
6- أن الصيام وقاية للصائم من الوقوع في المعاصي، ومن دخول النار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ] [البخاري 1904].
وقال صلى الله عليه وسلم [الصيام جنّة يستجنّ بها العبد من النار] [م أحمد 14669].
وقال صلى الله عليه وسلم [لاَ يَصُومُ عَبْدٌ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَ ذَلِكَ اليَوْمُ النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا] [الترمذي 1623].
وقال صلى الله عليه وسلم [مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ] [الترمذي 1624].
7- أن في الجنة باب خاص للصائمين: فمن تكريم الله للصائمين أن خصهم سبحانه بباب خاص بهم لا يدخل منه أحد غيرهم، كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال [إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ] [البخاري 1896].
ويقول صلى الله عليه وسلم [إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَبَابًا يُدْعَى الرَّيَّانَ، يُدْعَى لَهُ الصَّائِمُونَ، فَمَنْ كَانَ مِنَ الصَّائِمِينَ دَخَلَهُ، وَمَنْ دَخَلَهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا] [الترمذي 765].
ولما كان الصائم من أشد ما يعانيه العطش، فقد سمى باب الصائمين باسم الريّان للدلالة على ما سيصير إليه حالهم من الري.
8- أن الصيام يعلم صاحبه حسن الخلق: وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الصائم بأحسن الأخلاق فقال [فَإِنْ سَابَّهُ
أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ] [البخاري 1904].
وبذلك يتبيّن لنا مدى الخطأ الذي يقع فيه كثير من المسلمين
باعتقادهم أن الصوم يبرر الخطأ وضيق الصدر، فكم سمعنا من قائل يقول لمن أصابه ضرر من أحد الصائمين دعه إنه صائم، وهذا جهل بدين الله.