• دلائل النبوة إن الله يختار لرسالته من يشاء، ويربيه ويحفظه عن عبادة غيره حتى يبلغ ما كتبه الله ...
• دلائل النبوة
إن الله يختار لرسالته من يشاء، ويربيه ويحفظه عن عبادة غيره حتى يبلغ ما كتبه الله له، ثم يوحي إليه أن أنذر الناس وبشرهم وادعهم إلى عبادتي وأقم عليهم الحجة، ويرسل معه آيات معجزة يقمع بها المعاندين تكون دليل صدقه وأنه مبعوث من الله، والمعجزات أفعال لا يستطيعها بنو آدم كإبراء الأكمه والأبرص، وتحويل العصا إلى حية تسعى وغيرها، وخاتِم الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- أرسله الله إلى العرب خاصة وإلى الناس عامة، ولما كان أجود ما لدى العرب الفصاحة والبيان، أرسل نبيه بأفصح كلام وأعلاه بيانا فتحداهم أن يأتوا بمثله، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا، {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:23 - 24]، وما زال التحدي قائما.
وكانت بداية وحي الله لنبينا، أنه كان يتعبد في غار حراء بعيدا عن شرك المشركين، فجاءه جبريل وقال له: "اقرأ"، ففزع منه ثم ذهب إلى ورقة بن نوفل فقال ورقة: "لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة"، ثم تتالى نزول القرآن عليه وأمره بإنذار قومه، وكان قبل مجيء الملَك يرى الرؤيا فتكون مثل فلق الصبح، فكان هذا أول بداية الوحي.
ومن معجزات نبينا -صلى الله عليه وسلم- الإسراء والمعراج وانشقاق القمر شِقَّين حتى رأى الناس جبل حراء بينهما، وإخباره ببعض ما أطلعه الله عليه من غيب المستقبل، ونبع الماء من بين أصابعه.
وقد دعا أبو طلحة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خبزة يأكلها، ففتَّها، وعصرت أم سليم عكة فصار إداما، ثم قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقول، وأذن للناس بالأكل، فأكل منها سبعون أو ثمانون رجلا، كلهم شبع! [متفق عليه].
• لا نفرِّق بين أحد من رسله
والأنبياء والرسل كثيرون ورد ذكر عددهم في السنة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن عدد الأنبياء فقال: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا) [رواه أحمد]، ولم يقصص الله علينا كل القصص بل قال: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، والمذكورون في القرآن هم:
آدم، ونوح، وإدريس، وصالح، وهود، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، و"الأسباط" وهم أولاد يعقوب، ومنهم يوسف، وشعيب، وموسى، وهارون، وداود، وسليمان، وأيوب، وذو الكفل، ويونس، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، واليسع، ومحمد، عليهم جميعا الصلاة والسلام، وورد ذكر غيرهم ولكن اختُلف فيهم، هل هم أنبياء أم صالحون.
ومحمد -عليه الصلاة والسلام- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، لقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث عن أبي هريرة: (مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة -قال- فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) [رواه مسلم].
والإيمان بالرسل جميعهم ركن من أركان الإيمان، لا يصح إيمان مسلم من دونه، لقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث جبريل: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر) [متفق عليه]، ولقوله تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285].
والكفر برسول واحد كفر مخرج من الملة، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 150 - 152].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 96
الخميس 16 ذو الحجة 1438 هـ
إن الله يختار لرسالته من يشاء، ويربيه ويحفظه عن عبادة غيره حتى يبلغ ما كتبه الله له، ثم يوحي إليه أن أنذر الناس وبشرهم وادعهم إلى عبادتي وأقم عليهم الحجة، ويرسل معه آيات معجزة يقمع بها المعاندين تكون دليل صدقه وأنه مبعوث من الله، والمعجزات أفعال لا يستطيعها بنو آدم كإبراء الأكمه والأبرص، وتحويل العصا إلى حية تسعى وغيرها، وخاتِم الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- أرسله الله إلى العرب خاصة وإلى الناس عامة، ولما كان أجود ما لدى العرب الفصاحة والبيان، أرسل نبيه بأفصح كلام وأعلاه بيانا فتحداهم أن يأتوا بمثله، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا، {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:23 - 24]، وما زال التحدي قائما.
وكانت بداية وحي الله لنبينا، أنه كان يتعبد في غار حراء بعيدا عن شرك المشركين، فجاءه جبريل وقال له: "اقرأ"، ففزع منه ثم ذهب إلى ورقة بن نوفل فقال ورقة: "لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة"، ثم تتالى نزول القرآن عليه وأمره بإنذار قومه، وكان قبل مجيء الملَك يرى الرؤيا فتكون مثل فلق الصبح، فكان هذا أول بداية الوحي.
ومن معجزات نبينا -صلى الله عليه وسلم- الإسراء والمعراج وانشقاق القمر شِقَّين حتى رأى الناس جبل حراء بينهما، وإخباره ببعض ما أطلعه الله عليه من غيب المستقبل، ونبع الماء من بين أصابعه.
وقد دعا أبو طلحة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خبزة يأكلها، ففتَّها، وعصرت أم سليم عكة فصار إداما، ثم قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقول، وأذن للناس بالأكل، فأكل منها سبعون أو ثمانون رجلا، كلهم شبع! [متفق عليه].
• لا نفرِّق بين أحد من رسله
والأنبياء والرسل كثيرون ورد ذكر عددهم في السنة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن عدد الأنبياء فقال: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا) [رواه أحمد]، ولم يقصص الله علينا كل القصص بل قال: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، والمذكورون في القرآن هم:
آدم، ونوح، وإدريس، وصالح، وهود، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، و"الأسباط" وهم أولاد يعقوب، ومنهم يوسف، وشعيب، وموسى، وهارون، وداود، وسليمان، وأيوب، وذو الكفل، ويونس، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، واليسع، ومحمد، عليهم جميعا الصلاة والسلام، وورد ذكر غيرهم ولكن اختُلف فيهم، هل هم أنبياء أم صالحون.
ومحمد -عليه الصلاة والسلام- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، لقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث عن أبي هريرة: (مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة -قال- فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) [رواه مسلم].
والإيمان بالرسل جميعهم ركن من أركان الإيمان، لا يصح إيمان مسلم من دونه، لقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث جبريل: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر) [متفق عليه]، ولقوله تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285].
والكفر برسول واحد كفر مخرج من الملة، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 150 - 152].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 96
الخميس 16 ذو الحجة 1438 هـ