كيف تقاتل تحت أعين الطائرات الصليبية نشاهد في حياة الحرب من المواقف الجميلة ما لا يمكن أن نراه ...

كيف تقاتل تحت أعين الطائرات الصليبية


نشاهد في حياة الحرب من المواقف الجميلة ما لا يمكن أن نراه في حياة أخرى، وجهُ الأخ العائد من العملية الانغماسية، وابتسامتُه المتعَبة من تحت التراب الذي يغطي وجهه، وابتسامة شهيد -فيما نحسب- ينظر إلى السماء، ومشهد رتل العدو حين يأتي من بعيد فرِحاً مختالاً، نحو عبوتك المنتظِرة في الطريق، وطيران المسيرات في السماء بعد الانفجار، وصوت الانفجار الذي يأتي متأخراً دائماً عن الحدث الجميل، هذا الصوت الذي يأتي دائماً قوياً، لا يعرف الخجل.

ومن أجمل المواقف كذلك، أن ترقب العدو يفتِّش عنك في كل مكان كالمجنون، وأنت مختبئ مرابط تنتظر من العدو غِرّةً لتنقَضَّ عليه، وهو يبحث في كل مكان ولا يصل إلى شيء.

ومن أشد المواقف صعوبةً على جيش العدو هو ألا يعرف أين يجب أن يضرب، وأين يقبع المجاهد الذي يقاتله.

وللوصول إلى هذه الحالة فلا بد من تطوير تفكيرنا بحيث نتخلص من كل فكرة ثبت فشلها، ولا بد أن نتمسك فقط بالأفكار والتجارب الناجحة في القتال.

• المراحل الأولى للقتال

قبل سنين، في أرض الشام، بدأنا القتال بأسلوب حرب عصابات، حيث كانت تعتمد على المباغتة والمفاجأة لمواقع العدو دون أي تمركز معلوم لمواقع المجاهدين، والعدو يبحث عن خصمه ولا يجد له أي أثر، مما أوقع فيه الخسائر الجسيمة في الأفراد والمعدات العسكرية.

وبعد تطهير الأرض من دنس النصيرية وأتباعهم، والمفاصلة الجغرافية مع العدو تغيَّر أسلوب القتال من حرب العصابات الذي يعتمد على الاختفاء ومباغتة العدو إلى تكتيك المواجهة وتحديد خطوط الرباط وتمركز المجاهدين، حيث بدأت عملية الاستنزاف لطاقات المجاهدين البشرية تدريجيا بسبب ما يملك العدو من أسباب القوة بالوسائط النارية، وظلَلنا على هذا الأسلوب زمناً طويلا مع النصيرية والصحوات المرتدين.

ثم جاءت معارك عين الإسلام، وكان أسلوب قتالنا كالمعتاد مع النصيرية وغيرهم، من زج الوسائط والمعدات العسكرية الثقيلة والمتوسطة دون أي حساب لتدخل الطيران الأمريكي الدقيق، وما هي إلا أيام وحلقت الطائرات المسيرة القاصفة فوق مواقع المجاهدين في ريف وأطراف عين الإسلام، وبدأت الطائرات بإلقاء حممها ونيرانها على معدات المجاهدين، ومن ثَم على مواقع رباطهم ومقراتهم المكشوفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وقد أوقعت مع بدء الحرب الصليبية الأخيرة خسائر بالمجاهدين، كانت في غالبها ناتجة عن التغيير الكبير في قواعد الحرب بعد دخول الطيران المسيَّر الصليبي إلى المعركة، سواء في الشام والعراق، أم في الولايات الأخرى.

• ردة الفعل الأولى

ولكن المجاهدين بعد هذه المرحلة، بدؤوا يطورون أساليبهم في القتال، فأصبحوا يموِّهون الأسلحة والمركبات والدبابات نوعا ما أثناء تحريكها واستخدامها، وإن لم يكن على المستوى المطلوب، مما قلَّل الخسائر بشكل واضح والحمد لله، وكذلك بدأ الجنود يتدربون على أساليب قتالية جديدة تُمكِّنهم من القتال مع وجود الطيران الصليبي، وقد أتقنت بعض المجموعات المقاتلة هذه الأساليب، في حين أنَّ آخرين لم يتدربوا بالشكل المطلوب.

ونحن نكتب هذه السلسلة من المقالات بعون الله، لكي نُنبه جنود الدولة الإسلامية إلى بعض الأساليب في القتال التي يتبعها العدو للإيقاع بالمجاهدين، وكذلك بعض الأساليب التي اتبعها المجاهدون ونجحت في القتال مع وجود الطيران، بل إن بعض الأساليب القتالية التي جرى تجريبها بإشراف بعض الخبراء العسكريين مؤخراً قد أثبتت أن الطيران الصليبي بدقته العالية في إصابة أهدافه يمكن جعله نقطة ضعف كبيرة تشلُّ قدرة العدو نفسه على القتال، أو يمكن تسليطها على مقاتلي العدو أنفسهم بتوفيق الله العليم.