وهو ما يقودنا إلى ضرورة جعل التوعية الأمنية عملية مستمرة من خلال وضع خطط وضوابط ومحددات أمنية ...

وهو ما يقودنا إلى ضرورة جعل التوعية الأمنية عملية مستمرة من خلال وضع خطط وضوابط ومحددات أمنية واضحة، ترسّخ الوعي الأمني لدى المجاهد، ولسنا هنا نتحدث أبدا عن الجانب النظري والكتب والموسوعات والمطويات، وإنما نتحدث عن الممارسة والسلوك والتطبيق الأمني الواعي الذي يقوم به المجاهد اقتناعا وطواعية، وقد يُنهي المجاهد قراءة كثير من موسوعات الأمن وكتبه ومطوياته، ولا يكون قد بلغ الكفاية الأمنية التي تمكّنه من المواصلة وتُحصّنه من الأخطار المضادة؛ ما لم يمارس الأمن عبر مسار أمني حاسم لا يتعداه ولا يخرج عنه، مع ضرورة اتباع الحزم في تقييمه ومراقبة تطبيقه، لأن التقصير الأمني معصية شرعية متعدية يتعدى خطرها الفرد المقصّر إلى سائر أركان الجماعة.

إن من المهام الرئيسة للتربية الأمنية التحصين والوقاية من التهديدات والأخطار الداخلية والخارجية، وصولا إلى حفظ استقرار الجماعة ونموّها وقدرتها على مواصلة طريقها، وإهمال التربية الأمنية والتساهل فيها، يعني بالضرورة تهديد استقرار الجماعة وتقويض بنيانها والتفريط بتضحيات وجهود ودماء أبطالها.

وبناء على ما تقدّم، فالتربية الأمنية ضرورة شرعية وحاجة ميدانية ماسة ينبغي أنْ يخوضها المجاهد منذ اليوم الأول لالتحاقه بصفوف المجاهدين، بل حتى قبل ذلك وهو في ميدان المناصرة؛ حتى تصبح سلوكا فطريا متجذّرا لديه لا ينفكّ عنه في سعة أو شدة، ولن يتم ذلك حتى يدرك المجاهد أهمية هذا الثغر وخطورته على حد سواء، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد 499
السنة السادسة عشرة - الخميس 16 ذو الحجة 1446 هـ