قادة دون العشرين من العمر يزخر تاريخنا الإسلامي بالكثير من القادة الشباب الذين حققوا الانتصارات ...

قادة دون العشرين من العمر

يزخر تاريخنا الإسلامي بالكثير من القادة الشباب الذين حققوا الانتصارات العظيمة، والفتوح الكبيرة وهم دون الثلاثين من العمر بكثير، ولعلي أفردهم بكتاب مستقل بإذن الله تعالى، ولكن في هذه المقالة سأذكر بعض النماذج لمن قاد الجيش وهو دون العشرين من عمره، ولا شك أن من تولى مهمة عظيمة كهذه رغم سنه المبكر إن دل على شيء فإنما يدل على الهمة العالية، والموهبة الفذة، والقيادة الفطرية، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

1 - الصحابي الجليل أسامة بن زيد بن حارثة (7 ق.هـ - 54 هـ)، حِبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حِبّه، ومولاه وابن مولاه، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش الذي أرسله لملاقاة الروم وفي الجيش كبار الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان في الثامنة عشر من عمره تقريباً.

2 - ‌‌‌محمد ‌بن ‌القاسِم ‌الثَّقَفي (62 - نحو 98 هـ)، القائد العظيم، وأحد رجال الدهر، وفاتح بلاد السند وواليها. ولّى الحجّاج محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم الثّقفيّ قتال الأكراد بفارس فأباد منهم، ثم ولّاه السّند فافتتح السند والهند وقاد الجيوش وهو ابن سبع عشرة سنة، وله يقول زياد الأعجم أو غيره:
قاد الجيوش لخمس عشرة حجةً … ولداته عن ذاك في أشغالِ
قعدت بهم أهواءهم وسمت به … همم الملوك وسورة الأبطالِ
وقال له آخر وهو ابن بيض الحنفي:
إن المنايا أصبحت مختالة … بمحمد بن القاسم بن محمدِ
‌قاد ‌الجيوش ‌لسبع ‌عشرة ‌حجة … يا قُرْبَ ذَلِكَ سُؤدَدًا مِنْ مَوْلِدِ

3 - ‌حضين ‌بن ‌المنذر بن الحارث بن وعلة الذهليّ الشيبانيّ الرَّقاشي، أبو ساسان أو أبو اليقظان (18 – 97 هـ)، تابعي محدّث ثقة، كان مجاهدا وشاعرا بالبصرة، ‌قاد- وهو ابن تسعة ‌عشر ‌عاما- قبيلة بكر إلى جانب عليّ رضي الله عنه في صفّين سنة 37هـ، وقيل إنه كان حامل الراية يومها، وفيه يقول القائل:
لمن راية سوداء يخفق ظلها … إذا قيل ‌قدمها ‌حُضينٌ تقدّما
ثم ولاه علي رضي الله عنه على إصطخر.

4 – الخليفة هارون الرشيد (149 - 193 هـ)، أبو جعفر: خامس خلفاء الدولة العباسية في العراق، وأشهرهم. ولد بالريّ، لمّا كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان. ونشأ في دار الخلافة ببغداد. وولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية، وهو في الخامسة عشر من عمره تقريبا، فصالحته الملكة إيريني وافتدت منه مملكتها بسبعين ألف دينار تبعث له إلى خزانة الخليفة في كل عام. وهذا الذي حدا أباه على أن بايع له بولاية العهد بعد أخيه موسى الهادي، وذلك في سنة 166هـ. وبويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة 170 هـ وله من العمر واحد أو اثنان وعشرون عاماً، فقام بأعباء الخلافة، وازدهرت الدولة في أيامه.

والحمد لله رب العالمين