فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ عمل الصليبيون الروس منذ ...
فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ
عمل الصليبيون الروس منذ احتلالهم لبلدان المسلمين على تنصير أهلها، فإن لم يتمكنوا من ذلك أجبروهم على الانتقال منها إلى مناطق أخرى يضيعون فيها وسط الكثرة الغالبة من النصارى، أو يتعرضون للفناء بسبب البرد والجوع، وبالمثل يقومون بنقل أعداد كبيرة من النصارى إلى مناطق المسلمين، كي يجعلوا لهم سندا في هذه الأرض، وذريعة دائمة للتدخل فيها.
ولم يتغير هذا الحال في عهد البلاشفة الشيوعيين، فالنزعة القومية السلافية لقادة الاتحاد السوفيتي، وحقدهم الأعمى على الإسلام وأهله، خاصة مع المقاومة الشديدة التي تعرضوا لها في مناطقهم على مدى تاريخ احتلالهم لها، دفعتهم إلى تعزيز السياسة الصليبية القديمة، القاضية بالعمل على إضعاف الوجود الإسلامي في هذه المناطق، من خلال إبعاد أهلها عنها، أو دفعهم إلى تغيير دينهم نحو الإلحاد أو النصرانية، وكذلك عبر تكثيف هجرة النصارى والملاحدة إليها من مناطق أخرى.
ولقد كان هؤلاء النصارى المستوطنون في بلدان المسلمين كمناطق القوقاز وجزيرة القرم ودول آسيا الوسطى وغيرها، من أهم الأوتاد التي غرسها الروس في هذه المناطق لتثبيت هيمنتهم عليها، وهم اليوم من أقرب أعوان الطواغيت الحاكمين لتلك البلدان، ولذلك فإن أي جهد يبذله المسلمون لانتزاع هذه الأرض من القبضة الروسية، وإخراجها من تحت حكم الطواغيت يصطدم غالبا بالوجود الصليبي المستوطن لها، قبل اصطدامه بالحشود العسكرية التي سيوجهها الكرملين من مناطق الأورال وحوض الفولغا، وسيبقى هؤلاء المستوطنون أوفياء لإخوانهم في موسكو، يوالونهم على المسلمين، فيتجسسون عليهم، وينشرون الفساد بين أبنائهم، ويكونون على أهبة الاستعداد دائما لحمل السلاح إلى جانبهم، دفاعا عن مصالح أمتهم القومية، ودينهم النصراني.
ولكن من ناحية أخرى، فهؤلاء النصارى المحاربون من أجبن الناس، وأحرصهم على الدنيا، وأشدهم كراهية للموت، ولا يزال المعايشون لهم يعرفون مدى الرعب الذي يعض قلوبهم، كلما سمعوا كلمة التوحيد من فم مسلم، أو تكبيرة للصلاة من مئذنة مسجد، خوفا من أن يكون ذلك إيذانا بانطلاق الجهاد الذي يستأصل شأفتهم من هذه الأرض، ويمحو شركهم عنها، ويكتم كل فم ينطق بالتثليث والكذب على الله بزعم الزوجة والولد له، سبحانه عما يصفون، أسوة بباقي إخوانهم من المشركين والمرتدين.
وهكذا كان الهجوم الذي نفَّذه المجاهد الفذ (خليل الداغستاني) صبيحة يوم الأحد، أمام أحد كنائسهم في القوقاز، والذي مكَّنه الله فيه من قتل عدد من الصليبيين النصارى، وجرح بعض إخوانهم من المرتدين، فهو -بإذن الله- شارة انطلاق سلسلة من الهجمات الدامية التي ستنال النصارى المحاربين في كل المناطق التي تحتلها روسيا من بلاد المسلمين، والتي ستُمَكِّن من قتل عدد كبير منهم جزاء لهم على كفرهم بالله العظيم، بينما ستزرع الهلع والرعب في قلوب مئات الألوف من إخوانهم، ليولوا على أدبارهم هاربين، لاحقين بإخوانهم، عائدين من حيث جاء آباؤهم وأجدادهم.
وهذا الأمر سيدفع الطواغيت الحاكمين لتسخير كل إمكانياتهم الضعيفة أصلا في حماية هؤلاء النصارى إرضاءً لساداتهم في موسكو، وهو ما سيستنزف تلك الإمكانات ويجعلهم مكشوفين أكثر، هم وجنودهم، أمام ضربات المجاهدين، كما سيدفع حكام موسكو إلى توجيه دعم كبير مالي وعسكري لهم، لتعزيز قدراتهم على حماية الوجود الروسي في مناطق حكمهم، وكذلك لحماية تلك الحكومات الشكلية التي يدير الروس من خلالها هذه المناطق، وبالتالي استنزاف الخزانة الروسية التي بدأت مواردها تشحُّ شيئا فشيئا بفعل المشكلات المتصاعدة مع الصليبيين الغربيين، وتعريض دولة روسيا لمزيد من الإضعاف -بإذن الله- على المدى البعيد.
إن الأمر الذي ندعو إليه لا يتطلب جماعات كبيرة العدد من المقاتلين المدرَّبين، ولا أسلحة شديدة الفتك والتدمير، ولكنه -في هذه المرحلة- يحتاج مجاهدا يحمل في قلبه إيمانا راسخا بالله عز وجل، وحبا للشهادة في سبيله، ومستوى عاليا من البراء من المشركين يدفعه إلى التقرب إلى الله بدمائهم، يستعمل ما أمكنه الحصول عليه من سلاح في الإثخان بأعداء الله، والتنكيل بهم.
وليعلم كل مسلم، أن دماء أولئك النصارى المحاربين، وأموالهم مباحة، وكذلك أسر من تيسر منهم، وافتداؤهم بالمال أو بفكاك أسارى المسلمين، فلا يبخس أحد من المعروف شيئا، قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 120
الخميس 6 جمادى الآخرة 1439 هـ
عمل الصليبيون الروس منذ احتلالهم لبلدان المسلمين على تنصير أهلها، فإن لم يتمكنوا من ذلك أجبروهم على الانتقال منها إلى مناطق أخرى يضيعون فيها وسط الكثرة الغالبة من النصارى، أو يتعرضون للفناء بسبب البرد والجوع، وبالمثل يقومون بنقل أعداد كبيرة من النصارى إلى مناطق المسلمين، كي يجعلوا لهم سندا في هذه الأرض، وذريعة دائمة للتدخل فيها.
ولم يتغير هذا الحال في عهد البلاشفة الشيوعيين، فالنزعة القومية السلافية لقادة الاتحاد السوفيتي، وحقدهم الأعمى على الإسلام وأهله، خاصة مع المقاومة الشديدة التي تعرضوا لها في مناطقهم على مدى تاريخ احتلالهم لها، دفعتهم إلى تعزيز السياسة الصليبية القديمة، القاضية بالعمل على إضعاف الوجود الإسلامي في هذه المناطق، من خلال إبعاد أهلها عنها، أو دفعهم إلى تغيير دينهم نحو الإلحاد أو النصرانية، وكذلك عبر تكثيف هجرة النصارى والملاحدة إليها من مناطق أخرى.
ولقد كان هؤلاء النصارى المستوطنون في بلدان المسلمين كمناطق القوقاز وجزيرة القرم ودول آسيا الوسطى وغيرها، من أهم الأوتاد التي غرسها الروس في هذه المناطق لتثبيت هيمنتهم عليها، وهم اليوم من أقرب أعوان الطواغيت الحاكمين لتلك البلدان، ولذلك فإن أي جهد يبذله المسلمون لانتزاع هذه الأرض من القبضة الروسية، وإخراجها من تحت حكم الطواغيت يصطدم غالبا بالوجود الصليبي المستوطن لها، قبل اصطدامه بالحشود العسكرية التي سيوجهها الكرملين من مناطق الأورال وحوض الفولغا، وسيبقى هؤلاء المستوطنون أوفياء لإخوانهم في موسكو، يوالونهم على المسلمين، فيتجسسون عليهم، وينشرون الفساد بين أبنائهم، ويكونون على أهبة الاستعداد دائما لحمل السلاح إلى جانبهم، دفاعا عن مصالح أمتهم القومية، ودينهم النصراني.
ولكن من ناحية أخرى، فهؤلاء النصارى المحاربون من أجبن الناس، وأحرصهم على الدنيا، وأشدهم كراهية للموت، ولا يزال المعايشون لهم يعرفون مدى الرعب الذي يعض قلوبهم، كلما سمعوا كلمة التوحيد من فم مسلم، أو تكبيرة للصلاة من مئذنة مسجد، خوفا من أن يكون ذلك إيذانا بانطلاق الجهاد الذي يستأصل شأفتهم من هذه الأرض، ويمحو شركهم عنها، ويكتم كل فم ينطق بالتثليث والكذب على الله بزعم الزوجة والولد له، سبحانه عما يصفون، أسوة بباقي إخوانهم من المشركين والمرتدين.
وهكذا كان الهجوم الذي نفَّذه المجاهد الفذ (خليل الداغستاني) صبيحة يوم الأحد، أمام أحد كنائسهم في القوقاز، والذي مكَّنه الله فيه من قتل عدد من الصليبيين النصارى، وجرح بعض إخوانهم من المرتدين، فهو -بإذن الله- شارة انطلاق سلسلة من الهجمات الدامية التي ستنال النصارى المحاربين في كل المناطق التي تحتلها روسيا من بلاد المسلمين، والتي ستُمَكِّن من قتل عدد كبير منهم جزاء لهم على كفرهم بالله العظيم، بينما ستزرع الهلع والرعب في قلوب مئات الألوف من إخوانهم، ليولوا على أدبارهم هاربين، لاحقين بإخوانهم، عائدين من حيث جاء آباؤهم وأجدادهم.
وهذا الأمر سيدفع الطواغيت الحاكمين لتسخير كل إمكانياتهم الضعيفة أصلا في حماية هؤلاء النصارى إرضاءً لساداتهم في موسكو، وهو ما سيستنزف تلك الإمكانات ويجعلهم مكشوفين أكثر، هم وجنودهم، أمام ضربات المجاهدين، كما سيدفع حكام موسكو إلى توجيه دعم كبير مالي وعسكري لهم، لتعزيز قدراتهم على حماية الوجود الروسي في مناطق حكمهم، وكذلك لحماية تلك الحكومات الشكلية التي يدير الروس من خلالها هذه المناطق، وبالتالي استنزاف الخزانة الروسية التي بدأت مواردها تشحُّ شيئا فشيئا بفعل المشكلات المتصاعدة مع الصليبيين الغربيين، وتعريض دولة روسيا لمزيد من الإضعاف -بإذن الله- على المدى البعيد.
إن الأمر الذي ندعو إليه لا يتطلب جماعات كبيرة العدد من المقاتلين المدرَّبين، ولا أسلحة شديدة الفتك والتدمير، ولكنه -في هذه المرحلة- يحتاج مجاهدا يحمل في قلبه إيمانا راسخا بالله عز وجل، وحبا للشهادة في سبيله، ومستوى عاليا من البراء من المشركين يدفعه إلى التقرب إلى الله بدمائهم، يستعمل ما أمكنه الحصول عليه من سلاح في الإثخان بأعداء الله، والتنكيل بهم.
وليعلم كل مسلم، أن دماء أولئك النصارى المحاربين، وأموالهم مباحة، وكذلك أسر من تيسر منهم، وافتداؤهم بالمال أو بفكاك أسارى المسلمين، فلا يبخس أحد من المعروف شيئا، قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 120
الخميس 6 جمادى الآخرة 1439 هـ