🔮 سلسلة ( حياة الرسول ﷺ ) 1️⃣ أحوال العرب قبل الإسلام كان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل ...
🔮 سلسلة ( حياة الرسول ﷺ )
1️⃣ أحوال العرب قبل الإسلام
كان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم يعبدون الأصنام من دون الله ، و يقدمون لها القرابين ، و يسجدون لها ، و يتوسلون بها ، و هي أحجار لا تضر و لا تنفع ، و كان حول الكعبة ثلاثمائة و ستون صنماً .
و من عجيب أمرهم أن أحدهم كان يشتري العجوة ، و يصنع منها صنماً ، ثم يعبده و يسجد له ، و يسأله أن يحجب عنه الشر و يجلب له الخير ، فإذا شعر بالجوع أكل إلهَهُ !!
ثم يأخذ كأساً من الخمر ، يشربها حتى يفقد وعيه ، و في ذلك الزمان كانت تحدث أشياء غريبة و عجيبة ، فالناس يطوفون عرايا حول الكعبة ، و قد تجردوا من ملابسهم بلا حياء ، يصفقون و يصفرون و يصيحون بلا نظام ، و قد وصف الله عز وجل صلاتهم فقال : { و ما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً و تصديةً فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }
[ الأنفال : 35 ]
و كانت الحروب تقوم بينهم لأتفه الأسباب ، و تستمر مشتعلة أعواماً طويلة فهذان رجلان يقتتلان ، فيجتمع الناس حولهما ، و تناصر كل قبيلة صاحبها ، لم يسألوا عن الظالم و لا عن المظلوم ، و تقوم الحرب في لمح البصر ، و لا تنتهي حتى يموت الرجال ، و انتشرت بينهم العادات السيئة مثل : شرب الخمر ، و قطع الطرق و الزنا .
و كانت بعض القبائل تهين المرأة ، و ينظرون إليها بإحتقار ، فهي في إعتقادهم عار كبير عليهم أن يتخلصوا منها ، فكان الرجل منهم إذا ولدت له أنثى حزن حزنًا شديداً ،
قال تعالى : { وَ إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }
[ النحل : 58 - 59 ]
و قد يصل به الأمر إلى أن يدفنها و هي حية ، و هي العادة التي عرفت عندهم بوأد البنات .
فهذا رجل يحمل طفلته و يسير بها إلى الصحراء فوق الرمال المحرقة ، و يحفر حفرة ثم يضع ابنته فيها و هي حية ، و لا تستطيع الطفلة البريئة أن تدافع عن نفسها ؛ بل تناديه : أبتاه .. أبتاه .. فلا يرحم براءتها و لا ضعفها ، و لا يستجيب لندائها .. بل يهيل عليها الرمال ، ثم يمشي رافعاً رأسه كأنه لم يفعل شيئاً !
قال تعالى : { و إذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت } [ التكوير : 7 - 8 ] و ليس هذا الأمر عاماً بين العرب ، فقد كانت بعض القبائل تمنع وأد البنات .
و كان الظلم ينتشر في المجتمع ؛ فالقوى لا يرحم الضعيف ، و الغني لا يعطف على الفقير ، بل يُسخره لخدمته ، و إن أقرضه مالاً ؛ فإنه يقرضه بالربا ، فإذا اقترض الفقير ديناراً ؛ يرده دينارين ، فيزداد فقراً ، و يزداد الغني ثراء ، و كانت القبائل متفرقة ، لكل قبيلة رئيس ، و هم لا يخضعون لقانون منظم .
و مع كل هذا الجهل و الظلام في ذلك العصر المسمى بالعصر الجاهلي ، كانت هناك بعض الصفات الطيبة و النبيلة ؛ كإكرام الضيفو، فإذا جاء ضيف على أحدهم بذل له كل ما عنده ، و لم يبخل عليه بشىء ، فها هو حاتم الطائي لم يجد ما يطعم به ضيوفه ؛ فذبح فرسه ، و قد كانوا يأكلون لحم الخيل و أطعمهم قبل أن يأكل هو .
و كانوا ينصرون المستغيث فإذا نادى إنسان ، و قال : إني مظلوم اجتمعوا حوله و ردوا إليه حقه ، و قد حدث ذات مرة أن جاء رجل يستغيث ، و ينادي بأعلى صوته في زعماء قريش أن ينصروه على العاص بن وائل الذي اشترى منه بضاعته ، و رفض أن يعطيه ثمنها ؛ فتجمع زعماء قريش في دار عبدالله بن جدعان و تحالفوا على أن ينصروا المظلوم ، و يأخذوا حقه من الظالم ، و سموا ذلك الإتفاق حلف الفضول ، و ذهبوا إلى العاص بن وائل ، و أخذوا منه ثمن البضاعة ، و أعطوه لصاحبه .
و في هذا المجتمع ولد محمد صلى الله عليه و سلم من أسرة كريمة المعدن ، نبيلة النسب ، جمعت ما في العرب من فضائلز، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، و اصطفى قريشاً من كنانة و اصطفي من قريش بني هاشم ، و اصطفاني من بني هاشم ) 📚 رواه مسلم
1️⃣ أحوال العرب قبل الإسلام
كان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم يعبدون الأصنام من دون الله ، و يقدمون لها القرابين ، و يسجدون لها ، و يتوسلون بها ، و هي أحجار لا تضر و لا تنفع ، و كان حول الكعبة ثلاثمائة و ستون صنماً .
و من عجيب أمرهم أن أحدهم كان يشتري العجوة ، و يصنع منها صنماً ، ثم يعبده و يسجد له ، و يسأله أن يحجب عنه الشر و يجلب له الخير ، فإذا شعر بالجوع أكل إلهَهُ !!
ثم يأخذ كأساً من الخمر ، يشربها حتى يفقد وعيه ، و في ذلك الزمان كانت تحدث أشياء غريبة و عجيبة ، فالناس يطوفون عرايا حول الكعبة ، و قد تجردوا من ملابسهم بلا حياء ، يصفقون و يصفرون و يصيحون بلا نظام ، و قد وصف الله عز وجل صلاتهم فقال : { و ما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً و تصديةً فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }
[ الأنفال : 35 ]
و كانت الحروب تقوم بينهم لأتفه الأسباب ، و تستمر مشتعلة أعواماً طويلة فهذان رجلان يقتتلان ، فيجتمع الناس حولهما ، و تناصر كل قبيلة صاحبها ، لم يسألوا عن الظالم و لا عن المظلوم ، و تقوم الحرب في لمح البصر ، و لا تنتهي حتى يموت الرجال ، و انتشرت بينهم العادات السيئة مثل : شرب الخمر ، و قطع الطرق و الزنا .
و كانت بعض القبائل تهين المرأة ، و ينظرون إليها بإحتقار ، فهي في إعتقادهم عار كبير عليهم أن يتخلصوا منها ، فكان الرجل منهم إذا ولدت له أنثى حزن حزنًا شديداً ،
قال تعالى : { وَ إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }
[ النحل : 58 - 59 ]
و قد يصل به الأمر إلى أن يدفنها و هي حية ، و هي العادة التي عرفت عندهم بوأد البنات .
فهذا رجل يحمل طفلته و يسير بها إلى الصحراء فوق الرمال المحرقة ، و يحفر حفرة ثم يضع ابنته فيها و هي حية ، و لا تستطيع الطفلة البريئة أن تدافع عن نفسها ؛ بل تناديه : أبتاه .. أبتاه .. فلا يرحم براءتها و لا ضعفها ، و لا يستجيب لندائها .. بل يهيل عليها الرمال ، ثم يمشي رافعاً رأسه كأنه لم يفعل شيئاً !
قال تعالى : { و إذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت } [ التكوير : 7 - 8 ] و ليس هذا الأمر عاماً بين العرب ، فقد كانت بعض القبائل تمنع وأد البنات .
و كان الظلم ينتشر في المجتمع ؛ فالقوى لا يرحم الضعيف ، و الغني لا يعطف على الفقير ، بل يُسخره لخدمته ، و إن أقرضه مالاً ؛ فإنه يقرضه بالربا ، فإذا اقترض الفقير ديناراً ؛ يرده دينارين ، فيزداد فقراً ، و يزداد الغني ثراء ، و كانت القبائل متفرقة ، لكل قبيلة رئيس ، و هم لا يخضعون لقانون منظم .
و مع كل هذا الجهل و الظلام في ذلك العصر المسمى بالعصر الجاهلي ، كانت هناك بعض الصفات الطيبة و النبيلة ؛ كإكرام الضيفو، فإذا جاء ضيف على أحدهم بذل له كل ما عنده ، و لم يبخل عليه بشىء ، فها هو حاتم الطائي لم يجد ما يطعم به ضيوفه ؛ فذبح فرسه ، و قد كانوا يأكلون لحم الخيل و أطعمهم قبل أن يأكل هو .
و كانوا ينصرون المستغيث فإذا نادى إنسان ، و قال : إني مظلوم اجتمعوا حوله و ردوا إليه حقه ، و قد حدث ذات مرة أن جاء رجل يستغيث ، و ينادي بأعلى صوته في زعماء قريش أن ينصروه على العاص بن وائل الذي اشترى منه بضاعته ، و رفض أن يعطيه ثمنها ؛ فتجمع زعماء قريش في دار عبدالله بن جدعان و تحالفوا على أن ينصروا المظلوم ، و يأخذوا حقه من الظالم ، و سموا ذلك الإتفاق حلف الفضول ، و ذهبوا إلى العاص بن وائل ، و أخذوا منه ثمن البضاعة ، و أعطوه لصاحبه .
و في هذا المجتمع ولد محمد صلى الله عليه و سلم من أسرة كريمة المعدن ، نبيلة النسب ، جمعت ما في العرب من فضائلز، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، و اصطفى قريشاً من كنانة و اصطفي من قريش بني هاشم ، و اصطفاني من بني هاشم ) 📚 رواه مسلم