واعلموا يا أهل الإسلام، أن النصر والتأييد بيد الله وحده: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ ...

واعلموا يا أهل الإسلام، أن النصر والتأييد بيد الله وحده: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160] ، قال الإمام الطبري في تفسيره: "فَلَا غَالِبَ لَكُمْ" من الناس، يقول: فلن يغلبكم مع نصره إياكم أحد ولو اجتمع عليكم من بين أقطارها من خلقه فلا تهابوا أعداء الله لقلة عددكم وكثرة عددهم ما كنتم على أمره واستقمتم على طاعته وطاعة رسوله؛ فإن الغلبة لكم والظفر دونهم، فاستنزلوا النصر من الله وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا.

ويا عشائر أهل السنة في العراق، لقد رأيتم بأس المجاهدين وقوتهم، ولم تغن عنكم استجداءاتكم ونداءاتكم المتوالية لمعممي الرافضة شيئا، وأصبح المحارب المرتد منكم يؤخذ على حين غرة وفي وضح النهار من بيته ليلقى حتفه رغم أنفه، وبلغ بكم الحال أن تطلبوا العون من دولة المجوس إيران فعجبا لكم عجبا!، أين غيرتكم ومروءتكم؟!، أين نخوتكم؟!، أما يستنهض نفوسكم ويشجيها مرأى وأنين نساء أهل السنة في سجون الرافضة ومخيمات التهجير والشتات؟!، فتوبوا وأوبوا إلى ربكم، فهذا ما نُؤمله ونرجوه، وإنا لنقبل توبة من تاب قبل القدرة عليه، فلا تكونوا وقود معركة خاسرة تطيلون أمدها بدماء أبناءكم، وينعم الرافضة المجوس آمنين يتحينون ساعة الحسم لينقضوا عليكم كما فعلوا بأسلافكم من الصحوات، ففيما لقيه أولئك عظة لكم وعبرة فأفيقوا من غيكم، وعودوا لرشدكم وانصروا دولة الإسلام، وادخروا بأسها للذب والذود عنكم ذلك خير لكم.
يا أجناد الخلافة في العراق والشام وخراسان واليمن وشرق آسيا وغرب إفريقية ووسطها والصومال وليبيا وسيناء ونجد والحجاز وتونس والجزائر والقوقاز وكشمير يا جنود الإسلام وحملة لوائه يا ليوث الغاب وأسد الميدان، ضعوا نصب أعينكم قول ربكم: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: 36 - 38] وقوله سبحانه: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 139، 140] فاسعوا للنصر مجتهدين باذلين، واطلبوا الشهادة صابرين محتسبين، وتوكلوا على من بيده ملكوت كل شيء، وارجوه العون والسداد والهداية والرشاد، وواصلوا المسير، فهذا طريق الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام هجرة وقتال دماء وأشلاء ولا يهولنكم أو يغرنكم كثرة المنتكسين أو المخذلين والمخالفين، والزموا غرز الجماعة، وإياكم والاختلاف على أمراءكم، وليحفظ كل امرئ منكم ثغره ولا يؤتين الإسلام من قبله فالطبيب والإعلامي والقاضي والدعوي والمحتسب والأمني والإداري كل في جهاد وجلاد وصبر واحتساب، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، واحذروا ممن يريد أن يحرش بينكم وبين أمراءكم، ويحيي الضغائن ودعوى الجاهلية بين أظهركم، وعضوا بالنواجذ على وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم حين( قال: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية، فهو من جثاء جهنم " قالوا: يا رسول الله، وإن صام، وإن صلى؟ قال: وإن صام، وإن صلى، وزعم أنه مسلم، فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله عز وجل المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل).

وأبشروا بالمعية والتأييد، وإن قل الناصر والمعين، (ففي صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك).