وقد قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم-: "ما يَجِدُ الشّهِيدُ مِنْ مَسّ القَتْلِ إلاّ كَمَا يَجِدُ ...

وقد قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم-: "ما يَجِدُ الشّهِيدُ مِنْ مَسّ القَتْلِ إلاّ كَمَا يَجِدُ أحَدُكُمْ مِنْ مَسّ القَرْصَةِ"(الترمذي وابن ماجة). فما يقعدك أيّها الأخ عن انتهاز هذه الفرصة، ثم تجار في القبر من العذاب، وتفوز عند الله بحسن المآب، وتأمن من فتنة السؤال، وما بعد ذلك من الشدائد والأهوال، فالشّهداء أحياء عند ربهم يرزقون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: فرحين بما آتاهم الله من فضله مستبشرين أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في علّيين فكم بين هذا القتل الكريم، وبين الموت الأليم.

لئن كانت الأرزاق قسما مقدرا
فقلة حرص المرء في الرّزق أجمل
وإن كانت الأموال للتّرك جمعها
فما بال متروك به المرء يبخل
وإن كانت الدّنيا تعدّ نفيسة
فقدر ثواب الله أعلى وأنبل
وإن كانت الأبدان للموت أنشئت
فقتل امرئ في اللّه بالسّيف أجمل
انتهى.

والحاصل أن هذا النوع من الشبهات يحتاج أولا إلى زيادة الإيمان في قلوب أصحابها، وكذلك اليقين بموعود الله، بالإضافة إلى المواعظ البالغة التي تنقاد لها القلوب، والمرجع كله إلى توفيق الله للعبد وهدايته.

هذا والله أعلم، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد، وصلّ الله وسلّم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 154
الخميس 23 صفر 1440 هـ