📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧. حكم قراءة الحائض ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧.

حكم قراءة الحائض للقرآن

#سلسلة_من_فتاوى_فقه_الصيام_2

🔖- رقـــم الــفـتـوى: < 133 00 >

⚫➖ #الــــســــــؤال:

◆- شيخنا في هذا الشهر المبارك كثير من النساء لا تريد أن تفوّت ساعات رمضان بدون قراءة للقرآن الكريم لكن الحيض أو النفاس يمنع المرأة من قراءة القرآن فهل يجوز تقرأ القرآن الحائض أو النفساء أم لا؟.

✍➖ #الـــــجــــواب:

❁- أولًا: هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فلا قلق، ولا حسرة، ولا يحل التذمّر على أقدار الله، وقد جاء في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها لمّا بكت حين جاءها الحيض وهي في الحج قال لها صلى الله عليه وسلم مطمْئِنـًا: "إن ذلك أمر كتبه الله على بنات آدم".

❁- ثانيـًا: المريض والمسافر، ومن كان في عذره، يكتب الله له أجر عمله الذي كان يعمله قبل مرضه، أو سفره، أو عذره؛ ففي البخاري وغيره قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر، كُـتب له بمثل ما كان يعمل، مقيمًا صحيحًا"، والمرأة الحائض والنفساء يُكتب لها من الأجر بقدر ما كانت تعمل قبل حيضها أو نفاسها، وفي البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى".

❁- ثالثـًا: يجب أن نفرّق بين قراءة القرآن للحائض أو النفساء، وبين مسها لأوراقه المطبوعة بدون واسطة حسب التفصيل التالي:

(1) فأما قراءة الحائض أو النفساء للقرآن الكريم بدون مس لأوراقه كأن يكون من حفظها، أو من تطبيق المصحف في الجوال، فمسألة خلافية بين الفقهاء، فيرى المالكية، والظاهرية، ورواية لأحمد، وقول للشافعي في القديم، واختيار أكثر المحققين من الفقهاء كابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، والصنعاني جواز قراءتها لكتاب الله تعالى بدون مس لأوراقه، سواء كانت قراءة عن ظهر قلب، أو كوقـتـنا الحاضر بواسطة تطبيق القرآن الكريم على الهواتف والحواسيب، أو بواسطة كتب التفاسير التي يكون في حواشيها القرآن الكريم مما تسمى عرفًا بالتفاسير لا بالقرآن، فبذلك كله لا حرج من قراءة القرآن للحائض والنفساء عند من سبق، وفق التفصيل الذي سبق؛ وذلك لأن حكمـًا كهذا لا يمكن أن لا يبينه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كنّ ولا شك النساء يحضن في زمنه صلى الله عليه وسلم، لكن لم يرد ما يثبت ثبوتًا صحيحًا صريحـًا منعهن من القراءة لكتاب اللّه جل جلاله، ونعم لا يوجد مصاحف في ذلك الزمان غالبًا لكن عن ظهر قلب، ولأن الحيض أو النفاس ليس بيد المرأة كالجنابة بحيث يمكن تغتسل وترفع الحدث، وإنما هو أمر الله يرفعه إذا شاء، وقد تطول المدة فيتضرر حفظها لكتاب اللّه تعالى، أو تكون عندها رقية، أو معلمة، أو متعلمة في حلقة تحفيظ، ونحو هذا من الحاجيات.

(2) بينما ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، لحرمة قراءة أي شيء لهن من كتاب الله تعالى حتى يطهرن.

(3) وأما مس أوراق المصحف الشريف للحائض أو النفساء فقد منع منه جماهير الفقهاء، بل نُقل الإجماع على حرمة مسها لأوراق المصحف، غير أن المالكية رخصوا لمن تلحّ الحاجة إليها، كمعلمة، أو متعلمة لكتاب الله فتمسه ولا حرج.

(4) وأما الجنب -الرجال والنساء سواء- فقد أطبق الفقهاء على حرمة قراءته لكتاب الله جل جلاله، ومسه من باب أولى؛ إذ يمكنه رفع حدثه إذا شاء، غير أنه يمكن قراءته إن تعذّر عليه الغسل؛ أخذًا بقول ابن عباس رضي الله عنهما وابن حزم وغيرهما. والله أعلم.
#شهر_رمضان_فضائل_وأحكام