📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧. أي ليلة هي ليلة ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧.

أي ليلة هي ليلة القدر

#سلسلة_من_فتاوى_فقه_الصيام_2

🔖- رقـــم الــفـتـوى: < 158 00 >

⚫➖ #الــــســــــؤال:

◆- يا شيخنا نريد نعرف متى هي بالضبط ليلة القدر؟.

✍➖ #الـــــجــــواب:

❁- قد رفع الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم معرفة ليلتها بالضبط كما في البخاري وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة")، ولعله خير للأمة؛ ليجتهد العبّاد في كل ليالي العشر، ونعم قد اختلف الفقهاء اختلافًا واسعـًا في تحديدها أوصلها السيوطي -رحمه الله- لخمسين قولًا، والشوكاني لستة وأربعين قولًا، وهكذا من قبلهما، لكن ورد عند الصنعاني إجماع الصحابة على أنها في العشر الأواخر من رمضان فعن ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما قال: (دعا عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه أصحابَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فسأَلَهم عن ليلةِ القَدْرِ؟ فأجْمَعوا أنَّها في العشْرِ الأواخر...)، وهذا ما أشارت إليه أحاديث السنة الصحيحة، فليطلبها المسلم في كل العشر، خاصة أوتارها، كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة أيضًا، ومنها ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحرُّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"، والسبع البواقي من العشر أحوط وأرجى؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت -توافقت- في السبع الأواخر، فمَن كان متحرِّيها فليتحرها في السبع الأواخر" رواه البخاري ومسلم، وفى صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعُف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي"، ولما سبق في الفتوى السابقة فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة"، قال بعض الشراح: في الحديث إشارة أن ليلة القدر تكون في أواخر الشهر؛ لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر، على أن بعض الصحابة كان يجزم بأنها ليلة سبع وعشرين كما ورد عند مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين).

✵- #والراجح: أن ليلة القدر تتنقّل في العشر الأواخر كلها، وأكثر وقوعها في ليلة سبع وعشرين، والقول بانتقالها هو قول أكثر المحققين، وهو مذهب مالك وأحمد؛ لأنها وردت أحاديث بوقوعها ليلة إحدى وعشرين، وفى ليلة ثلاث وعشرين، وفى ليلة سبع وعشرين، وفى ليلة تسع وعشرين، وكلها صحيحة، ولا يمكن تفسيرها إلا أنها تتنقل: فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه -: (أنه خطبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إني أُريت ليلة القدر ثم أُنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أنى أسجد في ماء وطين") قال أبو سعيد: (مُطرنا ليلة إحدى وعشرين، فوكف الناس في مصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظرت إليه وقد انصرف من صلاة الصبح، ووجهه مبتل طينًا وماء).


◆- وثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن أنيس -رضي الله عنه-: (أن رجلًا قال: يا رسول الله، متى نلتمس هذه الليلة المباركة؟ قال: "التمسوها هذه الليلة ثلاث وعشرين")، وسبق عن أبي بن كعب رضي الله عنه: أنها ليلة سبع وعشرين، وثبت أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما كما رواه أحمد وابن خزيمة، والله أعلم.

#شهر_رمضان_فضائل_وأحكام