الفَواكِهَ إِنَّ الفَواكِهَ مِن أَعظَمِ نِعَمِ اللَّهِ الَّتي مَنَّ بِها اللَّهُ عَلىٰ عِبادِهِ، ...

الفَواكِهَ

إِنَّ الفَواكِهَ مِن أَعظَمِ نِعَمِ اللَّهِ الَّتي مَنَّ بِها اللَّهُ عَلىٰ عِبادِهِ، فَقَد أَودَعَ فيها اللَّهُ الفَوائِدَ الغِذائِيَّةَ، لِتَكونَ زادًا لِلنَّاسِ وَمَصدَرًا لِحَيَوِيَّتِهِم، فَهِيَ مِن طَيِّباتِ الأُمورِ.

لٰكِن، يَتَفاجَأُ المَرءُ أَمامَ واقِعٍ مُضَلِّلٍ بِما آلَ إِلَيهِ لَيُّ رَمزِيَّةِ هٰذِهِ النِّعمَةِ الكَرِيمَةِ، حَيثُ تَمَّ صِياغَتُها إِلىٰ مَسلَكٍ مُعاكِسٍ تَمامًا لِما هِيَ عَلَيهِ. فَقَد نُسِجَ هَيكَلٌ عَلىٰ أَنَّ الفَواكِهَ، كَالمَوزِ أَوِ الخَوخِ، تُشابِهُ في هَيئَتِها العَورَاتِ! ثُمَّ بِنَاءً عَلىٰ هٰذِهِ الفِرْيَةِ، اِنحَدَرَ اِستِخدامُها بَينَ جُمهورِ النّاسِ، وَتَداوَلوا فيما بَينَهُم رَمزِيَّتَها عَلىٰ أَنَّها تَحمِلُ دَلالَةً إِيحائِيَّةً لِتِلكَ السَّوآتِ.

إِنَّ هٰذا التَّحرِيفَ ما هُوَ إِلّا كُفرٌ عَمَلِيٌّ بِنِعَمِ اللَّهِ، فَكَيفَ يَطغى الإِنسَانُ لِيُهبِطَ بِالنِّعَمِ الطَّيِّبَةِ إِلىٰ هٰذا الدَّرْكِ السَّحِيقِ كَرَمزٍ لِلنِّقمَةِ؟

قالَ تَعالىٰ: ﴿كُلوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقناكُم وَلا تَطغَوا فيهِ فَيَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبِي وَمَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبِي فَقَد هَوىٰ﴾ [طه: ٨١].

فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِنَ الطُّغيانِ فيما رَزَقَنا بِهِ اللَّهُ تَعالىٰ، وَإِنَّ الإِسفافَ بِهٰذِهِ النِّعمَةِ الطَّيِّبَةِ، وَتَحوِيلَها إِلىٰ كِنايَةٍ عَنِ القاذورَاتِ، هُوَ مِن أَعظَمِ الطُّغيانِ وَالهَوى المَذمومِ!

فَلنَحمِل قُلوبَنا وَأَلسِنَتَنا عَلىٰ تَعظِيمِ نِعَمِ اللَّهِ، وَلنُجَنِّبِ الفَواكِهَ هٰذا التَّحقِيرَ، فَذٰلِكَ أَزكىٰ وَأَطهَرُ، وَهُوَ مِن شُكرِ النِّعَمِ لا كُفرِها.