ومنها صيام رجب: فإن رجب كغيره من الأشهر لم يرد في الترغيب في صيامه حديث صحيح بل يُشرع أن يصام منه ...
ومنها صيام رجب:
فإن رجب كغيره من الأشهر لم يرد في الترغيب في صيامه حديث صحيح بل يُشرع أن يصام منه الاثنين والخميس والأيام البيض لمن عادته الصيام كغيره من الأشهر أما إفراده بذلك فلا.
قال الإمام مسلم رحمه الله: بسنده إلى عثمان بن حكيم الأنصاري، قال: سألت سعيد بن جبير، عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم ". قال النووي رحمه الله:" الظاهر أن مراد سعيد بن جبير بهذا الاستدلال أنه لا نهي عنه ولا ندب فيه لعينه بل له حكم باقي الشهور" [شرح صحيح مسلم].
وكل الأحاديث الواردة في فضل صيام رجب بخصوصه أو يوم من أيامه لا تصح بحال.
قال ابن رجب رحمه الله: "وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه".
وقال ابن القيم رحمه الله:" كل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى".ا.هـ [نقد المنقول]
وقال ابن حجر رحمه الله: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه - حديث صحيح يصلح للحجة" ا.هـ [تبيين العجب]
ومنها: الذبح في رجب وتسمى (الرجبية) واستدل بعضهم بحديث مخنف بن سليم -رضي الله عنه- قال : كنا وقوفا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول: (يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تسمونها الرجبية) وهو حديث ضعيف. قال ابن حزم رحمه الله: "أما حديث مخنف فعن أبي رملة الغامدي، وحبيب بن مخنف - وكلاهما مجهول لا يدرى" ا.هـ.[المحلى] وقال الخطابي رحمه الله: "هذا الحديث ضعيف المخرج وأبو رملة مجهول"[عون المعبود]
وقال ابن كثير رحمه الله:"وقد تكلم في إسناده"[التفسير]
وأصح منه ما في الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا فرع ولا عتيرة) قال: "والفرع: أول نتاج كان ينتج لهم، كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب".
وكذلك بقية العبادات من زكاة وغيرها فقد قال ابن رجب رحمه الله: "وأما الزكاة فقد اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب ولا أصل لذلك في السنة ولا عرف عن أحد من السلف... وأما الاعتمار في رجب فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب فأنكرت ذلك عائشة عليه وهو يسمع فسكت". ا.هـ [لطائف المعارف]
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقنا لاتباع السنة واجتناب البدعة والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 171
الخميس 23 جمادى الآخرة 1440 هـ
فإن رجب كغيره من الأشهر لم يرد في الترغيب في صيامه حديث صحيح بل يُشرع أن يصام منه الاثنين والخميس والأيام البيض لمن عادته الصيام كغيره من الأشهر أما إفراده بذلك فلا.
قال الإمام مسلم رحمه الله: بسنده إلى عثمان بن حكيم الأنصاري، قال: سألت سعيد بن جبير، عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم ". قال النووي رحمه الله:" الظاهر أن مراد سعيد بن جبير بهذا الاستدلال أنه لا نهي عنه ولا ندب فيه لعينه بل له حكم باقي الشهور" [شرح صحيح مسلم].
وكل الأحاديث الواردة في فضل صيام رجب بخصوصه أو يوم من أيامه لا تصح بحال.
قال ابن رجب رحمه الله: "وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه".
وقال ابن القيم رحمه الله:" كل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى".ا.هـ [نقد المنقول]
وقال ابن حجر رحمه الله: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه - حديث صحيح يصلح للحجة" ا.هـ [تبيين العجب]
ومنها: الذبح في رجب وتسمى (الرجبية) واستدل بعضهم بحديث مخنف بن سليم -رضي الله عنه- قال : كنا وقوفا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول: (يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تسمونها الرجبية) وهو حديث ضعيف. قال ابن حزم رحمه الله: "أما حديث مخنف فعن أبي رملة الغامدي، وحبيب بن مخنف - وكلاهما مجهول لا يدرى" ا.هـ.[المحلى] وقال الخطابي رحمه الله: "هذا الحديث ضعيف المخرج وأبو رملة مجهول"[عون المعبود]
وقال ابن كثير رحمه الله:"وقد تكلم في إسناده"[التفسير]
وأصح منه ما في الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا فرع ولا عتيرة) قال: "والفرع: أول نتاج كان ينتج لهم، كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب".
وكذلك بقية العبادات من زكاة وغيرها فقد قال ابن رجب رحمه الله: "وأما الزكاة فقد اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب ولا أصل لذلك في السنة ولا عرف عن أحد من السلف... وأما الاعتمار في رجب فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب فأنكرت ذلك عائشة عليه وهو يسمع فسكت". ا.هـ [لطائف المعارف]
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقنا لاتباع السنة واجتناب البدعة والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 171
الخميس 23 جمادى الآخرة 1440 هـ
