وأما أنتم يا ملاحدة الشام من الأكراد، لقد خضتم حربا لستم والله لها بأهل، وما بمقدوركم تحمل تبعاتها، ...

وأما أنتم يا ملاحدة الشام من الأكراد، لقد خضتم حربا لستم والله لها بأهل، وما بمقدوركم تحمل تبعاتها، فعاودوا النظر وانجوا بأنفسكم إن استطعتم، فتلك العراق لم تغن عنه أمريكا بطائراتها التي تعبدون شيئا، وإن معركتنا معكم لم يحم وطيسها بعد، وقد عاينتم شيئا من صولات جنود الخلافة وضرباتهم في مناطقكم، فكم من رأس عشيرة مرتد قطفوه ومسؤول مركز أمن كتموا أنفاسه وجندلوه وتجمع عار نسفوه وضبع مستلئم لئيم على حاجز ذبحوه فارقبوها فوق ذلك حربا شاملة لا تبقي ولا تذر.

فيا آساد الخلافة ورجالات الدولة في الرقة والبركة والخير، ثبوا وثبة الأسد الجياع، واثأروا لدماء إخوانكم وأخواتكم، وأعلنوها غزوة للثأر، تستأصل شأفة أهل الكفر والإلحاد في الشام، واجعلوها أياما زرقاوية فداوية تبيد أرتال الصليبيين والمرتدين فأحكموا العبوات وانشروا القناصات وأغيروا عليهم عصفا ونسفا بالمفخخات، فلا خير في عيش تستذل فيه الأعراض وتنتهك الحرم، ويجثم على صدر أبناء السنة الأغيار حثالة من الملحدين، أسلم لهم عابد الصليب بلادا حكمت بشرع الله، بعد أن دمرها وقتل وشرد أهلها، فأفهموا أحذية الصليبين وخدامهم، أن دماءهم لن تكون دماء، ودماء المجاهدين الموحدين وأهليهم هباء.

و يا عشائر أهل السنة في العراق، أما آن لكم أن تعوا المكر الكبار الذي يراد بكم، وماذا جنى الخونة المرتدون من الساسة العملاء طوال عقد من الزمان، سوى النفي والملاحقة بمذكرات الاعتقال وتهم الإرهاب والفساد، فلم يسلم لهم دين ولا دنيا، ولم تشفع لهم ردتهم عند أسيادهم شيئا، لقد أبيتم أن تسلكوا طريق الرشاد، وتدركوا حنق الرافضة وحقدهم، الذين ما انفكوا يهينونكم ويذيقونكم من الذل ألوانا، وإن ما تخشونه من عاقبة التفافكم وبذلكم وتضحيتكم لنصرة هذا الدين وعدم القبول بغير شرع الله وحكمه، ما هو إلا قطرة في بحر ما ستدفعونه من ضريبة الدماء والأعراض والأملاك، إن وهنتم لما أصابكم واستكنتم وخضعتم وخنعتم ورضيتم بالذلة وخفتم خوض المعركة، فها هي الموصل وغيرها من المناطق والبلدات التي باتت رهن تسلط المليشيات الصفوية الرافضية، يعبث بمقدراتها، وتسلب خيراتها ويساق أبناؤها إلى مشانق الموت بتهم ملفقة ودعاوى كاذبة، وها هي مخيمات النزوح في العراء، ملئا بنساء وأبناء أهل السنة، يلاقون فيها العناء بحجة الانتساب للدولة أو صلة القرابة بجنودها، وأن هؤلاء الأطفال يشكلون تهديدا وخطرا بحملهم الثأر والانتقام، وما هذا إلا إمعان في القهر والإذلال لأهل السنة، فالقضية ليست معلقة بمن انتسب، ولكن بمن لحب الصحابة وخير القرون نسب، فقولوا بربكم، كيف سيؤول الحال إن عامل المجاهدون هؤلاء المعتدين بالمثل جزاء وفاقا.

فحدث فقد يهتدى بالحديث
وخبر فقد يؤتسى بالخبر

يا أهل السنة في العراق، إن الدولة الإسلامية ما هي إلا سفينة نجاتكم وقلعتكم الحصينة في وجه المد الصفوي الإيراني، فبادروا بالتوبة قبل أن تبادروا، والسعيد من وعظ بغيره، وإن الدولة عائدة بإذن الله إلى المناطق التي انحازت منها طال الزمان أو قصر، وأنتم اليوم ترون جنود الخلافة، كيف تحفهم رعاية المولى لهم، رغم أسراب الحشود والطائرات، فلا زالوا ظاهرين على عدوهم، يحكمون له الكمائن ويغيرون على أوباشه ويفتكون بتجمعاته، وقد قطعوا على أنفسهم عهدا وموثقا أن يعيدوها خضراء جذعة، ولتعلم الرافضة أن دار الخلافة بغداد، لن تكون طهران أو قم ثانية، وأن بيننا وبينهم وقائع تشيب لهولها الولدان.