إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (1) - تعريف شهدت الفترة الماضية غزوات عدة لمجاهدي ...
إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (1)
- تعريف
شهدت الفترة الماضية غزوات عدة لمجاهدي الدولة الإسلامية -التي وفقهم الله تعالى لها- على قرى وبلدات في مناطق مختلفة، تمكن خلالها المجاهدون من السيطرة المؤقتة عليها، لتحقيق أهداف محددة سلفا، ثم الانسحاب من المنطقة، قبل تمكن قوات العدو من الوصول إليها لاستنقاذ جنودها أو أنصارها.
وقد رأينا مثل هذه العمليات في كل من ليبيا وغرب إفريقية والعراق على وجه الخصوص، وهذا الأسلوب ليس جديدا، إذ لطالما استخدمه المجاهدون في فترات عدم التمكين، وسيبقى أسلوبا في غاية القوة بيد المجاهدين في فترات حرب العصابات التي يخوضونها ضد الكفار والمرتدين، تمهيدا للسيطرة الدائمة على الأرض والدخول في حرب جبهات للدفاع عنها عند الضرورة.
- وصف الأسلوب
ويعتمد هذا الأسلوب على مفاجأة قوات العدو في مناطق ضعيفة، يمكن تأمين تفوق في القوة للمجاهدين فيها، واقتحام قرية أو أكثر أو إحدى البلدات أو المدن، بحسب طاقة المجاهدين، ومن ثم ضرب أو تحييد قوة العدو داخلها، بما يمكّن المجاهدين من التحرك داخل المنطقة بحرية، وتحقيق أهدافهم من الغزوة، خلال ساعات قليلة، ثم الانسحاب من موقع الهجوم، مع تجنب الدخول في معركة حاسمة ضد العدو، والسعي لتجنب الخسائر في صفوف المجاهدين قدر الإمكان.
أما طريقة التنفيذ وكذلك المدى الزماني والمكاني، فهي أمور تختلف بحسب طبيعة المنطقة، وحال العدو فيها من حيث الانتباه والقوة والانتشار والقدرة على الرد، وحال المجاهدين من حيث الإمكانات المادية والبشرية، والخبرات في التخطيط والتنفيذ، وكذلك فإنها تخضع للمرحلة التي بلغها الصراع بين المجاهدين وأعدائهم.
- الظهور والتلاشي
فمن ناحية الطريقة، وجدنا المجاهدين في الفترات الابتدائية لحرب العصابات، والتي لا يكون لهم فيها أي منطقة تصلح منطلقا للهجمات أو موئلا آمنا للركون إليها، يخرجون إلى الشوارع في أوقات محددة، وهم مسلّحون بما يتوفر بأيديهم من سلاح يمكنهم إخفاؤه بعد انتهاء عملهم، ملثمون لا يرتدون من اللباس إلا ما شابه ثياب أهل المنطقة، ليسهل عليهم التخفي عند الحاجة لذلك، فينتشرون في المنطقة، ويسيطرون عليها بشكل كامل أو جزئي لساعات قليلة، وينفذون هدف انتشارهم، ثم وعند تلقيهم الأمر بالانسحاب يبدؤون بالتلاشي والذوبان، دون أن يعثر عدوهم على آثارهم فيما بعد.
فهذه الطريقة يمكن للمجاهدين تنفيذها في حال كان لديهم قوة داخل المنطقة، وكان بالإمكان لديهم الاختفاء بعد انتهاء العمل وتحقيق أهدافه مباشرة، دون أن يتعرضوا لخطر المداهمة والاعتقال من قبل العدو الذي قد يقوم بحملات تمشيط كبيرة فور انسحاب المجاهدين منها للعثور على المجاهدين المنفذين للسيطرة المؤقتة على المنطقة.
- التسلل والتمويه والكسر
وكذلك رأيناهم في بعض الحالات يتسللون خلال الليل إلى المناطق التي يضعف تواجد العدو فيها، وخاصة في الأرياف المعزولة، ليقوموا بتمشيط إحدى القرى بعدد قليل من المجاهدين، لاعتقال المطلوبين، واغتنام أموال المرتدين، أو إتلافها، ثم الانحياز من المنطقة بعد تحقيق أهدافهم، دون أن يتركوا آثارا تتيح لقوات العدو تعقبهم واعتقالهم، ويمكن تنفيذ هذا بأن يظهر المجاهدون أنفسهم، أو يتخذوا من مظهر العدو نفسه غطاء لهم.
ورأيناهم في غزوة حديثة الشهيرة التي وثقها إصدار (صليل الصوارم 2) يقتحمون المدينة من مداخلها بغطاء قوات سوات المرتدة، ويسيطرون على معظم أجزائها، حيث حققوا فيها عددا من الأهداف، قبل أن ينحازوا منها إلى الصحراء خلال ساعات.
في حين أنهم عمدوا في بعض الحالات إلى كسر خطوط الصد القوية حول المدن والأرياف، والدخول إليها عنوة، لضرب نقاط قوة العدو داخلها، والسيطرة بذلك على المنطقة في ظل الصدمة التي تصيب العدو، ثم الانسحاب قبل أن يستعيد العدو وعيه، ويعيد ترتيب صفوفه، أو يستجلب قوات إسناد من خارج منطقته لاستعادة السيطرة.
- المداهمات الأمنية
وفي حالات أخرى فإن اقتحامات المجاهدين للمناطق تأخذ شكل المداهمات التي تقوم بها الشرطة أو الأجهزة الأمنية، حيث تكون دفاعات العدو في المنطقة ضعيفة للغاية أو غير موجودة، مما يسهل على المجاهدين الدخول إلى المنطقة والتجول فيها بحرية خلال ساعات معينة، وتنفيذ كل أهدافهم دون مقاومة كبيرة من المرتدين، ثم الانسحاب إلى حيث أتوا قبل أن تتمكن قوات العدو الفاعلة من الوصول إلى المنطقة، إن كان في نيتها الحضور أصلا.
وهذا ما رأيناه في هجمات الإخوة في ليبيا على البلدات المعزولة في مناطق الجنوب الليبي، والتي لا تحدث فيها سوى اشتباكات قليلة مع بعض رجال الشرطة والأمن، تنتهي بقتلهم والسيطرة على مقرّاتهم، ثم التفرغ لمداهمة ما تبقى من المرتدين في المنطقة داخل منازلهم لاعتقالهم أو قتلهم، وكذلك أخذ كل ما يمكن من الغنائم، وإتلاف أموال المرتدين التي لا يمكن نقلها، ثم العودة إلى الصحراء مجددا، لضرب منطقة أخرى، أو العودة لضرب المنطقة نفسها في حال أراد المجاهدون ذلك وتيسرت لهم الإمكانيات.
- مدى الغزوة
أما بالنسبة لمدى الغزوة الزماني، فيقصد به مدة سيطرة المجاهدين على المنطقة بعد اقتحامها، وهذا يتوقف على قوة المجاهدين وقوة عدوهم، فقد يضيق الوقت جدا قبل أن تحضر قوات العدو الكبيرة، وتحاول تطويق الإخوة وإجبارهم على الدخول في معركة تصادمية ليست في صالح المجاهدين، وقد يطول هذا الأمر خاصة في المناطق المعزولة التي ستتأخر قوات العدو قبل الوصول إليها، وقد يكون الخيار بيد المجاهدين تماما إن أيقنوا أن لا إمكانية لوصول قوات العدو البرية إلى المكان، مع إمكانية تدخل الطيران في حال بقاء المجاهدين فيها، والذين ليس في مخططهم البقاء فيها، فيعتمد الأمر على هدفهم.
وكذلك فإن المدى المكاني للغزوة يتعلق أساسا بقدرة المجاهدين على الانتشار وتغطية المساحات الواسعة، وهكذا يتفاوت مدى الغزوات بين قرية صغيرة أو بلدة أو حي من مدينة أو مدينة كاملة.
كما أن المدى قد يتغير خلال الغزوة بحسب درجة مقاومة العدو، وسرعة تقدم المجاهدين، حيث قد يغلب على ظن الأمير أن انهيار العدو السريع يساعد على تحقيق تقدم أكبر، مع احتمال ضعيف لوجود خطة استدراج من قبل العدو، ووجود الطريق الآمن للانسحاب ومنع التطويق.
ويمكننا أن نضرب مثالا على ذلك بما حدث في مدينة الموصل، مع الخلاف بأن هدف الهجوم عليها كان السيطرة وليس فقط توجيه ضربة للعدو داخلها ثم الانسحاب، حيث أدى انهيار الجيش الرافضي والقوات الأمنية إلى اتخاذ المجاهدين فورا القرار بتوسيع الهجوم ليشمل الجانب الأيسر من المدينة ثم ملاحقة فلول العدو الهاربة.
فهكذا يمكن أن يكون هدف المجاهدين الأساسي عزل جزء من المدينة والسيطرة عليه مؤقتا لتنفيذ بعض الأهداف، ولكنهم قد يجدون خلال عملية الاقتحام للحي أن العدو انهار في أحياء مجاورة أو انسحب من المدينة كلها، ويكون لدى المجاهدين من القوة ما يمكنهم من توسيع نطاق الهجوم، والاستفادة من عامل المفاجأة والارتباك في صفوف العدو، واستثمار الوقت الذي سيحتاجه قبل ترتيب صفوفه للقيام بهجوم مضاد، في عملية سيطرة مؤقتة على كامل المناطق التي انسحب منها العدو، وتحقيق أقصى ما يمكن من الأهداف فيها، قبل الانسحاب منها تجنبا للدخول في معركة تصادمية مع قوات العدو القادمة لاستعادة السيطرة على الوضع.
وسنبحث في المقال القادم -بإذن الله- في أهداف هذا النوع من الهجمات السريعة، لتتبين بذلك فائدتها الكبيرة للمجاهدين، مع الإشارة إلى بعض الأمثلة المناسبة للغرض، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 179
الخميس 20 شعبان 1440 هـ
- تعريف
شهدت الفترة الماضية غزوات عدة لمجاهدي الدولة الإسلامية -التي وفقهم الله تعالى لها- على قرى وبلدات في مناطق مختلفة، تمكن خلالها المجاهدون من السيطرة المؤقتة عليها، لتحقيق أهداف محددة سلفا، ثم الانسحاب من المنطقة، قبل تمكن قوات العدو من الوصول إليها لاستنقاذ جنودها أو أنصارها.
وقد رأينا مثل هذه العمليات في كل من ليبيا وغرب إفريقية والعراق على وجه الخصوص، وهذا الأسلوب ليس جديدا، إذ لطالما استخدمه المجاهدون في فترات عدم التمكين، وسيبقى أسلوبا في غاية القوة بيد المجاهدين في فترات حرب العصابات التي يخوضونها ضد الكفار والمرتدين، تمهيدا للسيطرة الدائمة على الأرض والدخول في حرب جبهات للدفاع عنها عند الضرورة.
- وصف الأسلوب
ويعتمد هذا الأسلوب على مفاجأة قوات العدو في مناطق ضعيفة، يمكن تأمين تفوق في القوة للمجاهدين فيها، واقتحام قرية أو أكثر أو إحدى البلدات أو المدن، بحسب طاقة المجاهدين، ومن ثم ضرب أو تحييد قوة العدو داخلها، بما يمكّن المجاهدين من التحرك داخل المنطقة بحرية، وتحقيق أهدافهم من الغزوة، خلال ساعات قليلة، ثم الانسحاب من موقع الهجوم، مع تجنب الدخول في معركة حاسمة ضد العدو، والسعي لتجنب الخسائر في صفوف المجاهدين قدر الإمكان.
أما طريقة التنفيذ وكذلك المدى الزماني والمكاني، فهي أمور تختلف بحسب طبيعة المنطقة، وحال العدو فيها من حيث الانتباه والقوة والانتشار والقدرة على الرد، وحال المجاهدين من حيث الإمكانات المادية والبشرية، والخبرات في التخطيط والتنفيذ، وكذلك فإنها تخضع للمرحلة التي بلغها الصراع بين المجاهدين وأعدائهم.
- الظهور والتلاشي
فمن ناحية الطريقة، وجدنا المجاهدين في الفترات الابتدائية لحرب العصابات، والتي لا يكون لهم فيها أي منطقة تصلح منطلقا للهجمات أو موئلا آمنا للركون إليها، يخرجون إلى الشوارع في أوقات محددة، وهم مسلّحون بما يتوفر بأيديهم من سلاح يمكنهم إخفاؤه بعد انتهاء عملهم، ملثمون لا يرتدون من اللباس إلا ما شابه ثياب أهل المنطقة، ليسهل عليهم التخفي عند الحاجة لذلك، فينتشرون في المنطقة، ويسيطرون عليها بشكل كامل أو جزئي لساعات قليلة، وينفذون هدف انتشارهم، ثم وعند تلقيهم الأمر بالانسحاب يبدؤون بالتلاشي والذوبان، دون أن يعثر عدوهم على آثارهم فيما بعد.
فهذه الطريقة يمكن للمجاهدين تنفيذها في حال كان لديهم قوة داخل المنطقة، وكان بالإمكان لديهم الاختفاء بعد انتهاء العمل وتحقيق أهدافه مباشرة، دون أن يتعرضوا لخطر المداهمة والاعتقال من قبل العدو الذي قد يقوم بحملات تمشيط كبيرة فور انسحاب المجاهدين منها للعثور على المجاهدين المنفذين للسيطرة المؤقتة على المنطقة.
- التسلل والتمويه والكسر
وكذلك رأيناهم في بعض الحالات يتسللون خلال الليل إلى المناطق التي يضعف تواجد العدو فيها، وخاصة في الأرياف المعزولة، ليقوموا بتمشيط إحدى القرى بعدد قليل من المجاهدين، لاعتقال المطلوبين، واغتنام أموال المرتدين، أو إتلافها، ثم الانحياز من المنطقة بعد تحقيق أهدافهم، دون أن يتركوا آثارا تتيح لقوات العدو تعقبهم واعتقالهم، ويمكن تنفيذ هذا بأن يظهر المجاهدون أنفسهم، أو يتخذوا من مظهر العدو نفسه غطاء لهم.
ورأيناهم في غزوة حديثة الشهيرة التي وثقها إصدار (صليل الصوارم 2) يقتحمون المدينة من مداخلها بغطاء قوات سوات المرتدة، ويسيطرون على معظم أجزائها، حيث حققوا فيها عددا من الأهداف، قبل أن ينحازوا منها إلى الصحراء خلال ساعات.
في حين أنهم عمدوا في بعض الحالات إلى كسر خطوط الصد القوية حول المدن والأرياف، والدخول إليها عنوة، لضرب نقاط قوة العدو داخلها، والسيطرة بذلك على المنطقة في ظل الصدمة التي تصيب العدو، ثم الانسحاب قبل أن يستعيد العدو وعيه، ويعيد ترتيب صفوفه، أو يستجلب قوات إسناد من خارج منطقته لاستعادة السيطرة.
- المداهمات الأمنية
وفي حالات أخرى فإن اقتحامات المجاهدين للمناطق تأخذ شكل المداهمات التي تقوم بها الشرطة أو الأجهزة الأمنية، حيث تكون دفاعات العدو في المنطقة ضعيفة للغاية أو غير موجودة، مما يسهل على المجاهدين الدخول إلى المنطقة والتجول فيها بحرية خلال ساعات معينة، وتنفيذ كل أهدافهم دون مقاومة كبيرة من المرتدين، ثم الانسحاب إلى حيث أتوا قبل أن تتمكن قوات العدو الفاعلة من الوصول إلى المنطقة، إن كان في نيتها الحضور أصلا.
وهذا ما رأيناه في هجمات الإخوة في ليبيا على البلدات المعزولة في مناطق الجنوب الليبي، والتي لا تحدث فيها سوى اشتباكات قليلة مع بعض رجال الشرطة والأمن، تنتهي بقتلهم والسيطرة على مقرّاتهم، ثم التفرغ لمداهمة ما تبقى من المرتدين في المنطقة داخل منازلهم لاعتقالهم أو قتلهم، وكذلك أخذ كل ما يمكن من الغنائم، وإتلاف أموال المرتدين التي لا يمكن نقلها، ثم العودة إلى الصحراء مجددا، لضرب منطقة أخرى، أو العودة لضرب المنطقة نفسها في حال أراد المجاهدون ذلك وتيسرت لهم الإمكانيات.
- مدى الغزوة
أما بالنسبة لمدى الغزوة الزماني، فيقصد به مدة سيطرة المجاهدين على المنطقة بعد اقتحامها، وهذا يتوقف على قوة المجاهدين وقوة عدوهم، فقد يضيق الوقت جدا قبل أن تحضر قوات العدو الكبيرة، وتحاول تطويق الإخوة وإجبارهم على الدخول في معركة تصادمية ليست في صالح المجاهدين، وقد يطول هذا الأمر خاصة في المناطق المعزولة التي ستتأخر قوات العدو قبل الوصول إليها، وقد يكون الخيار بيد المجاهدين تماما إن أيقنوا أن لا إمكانية لوصول قوات العدو البرية إلى المكان، مع إمكانية تدخل الطيران في حال بقاء المجاهدين فيها، والذين ليس في مخططهم البقاء فيها، فيعتمد الأمر على هدفهم.
وكذلك فإن المدى المكاني للغزوة يتعلق أساسا بقدرة المجاهدين على الانتشار وتغطية المساحات الواسعة، وهكذا يتفاوت مدى الغزوات بين قرية صغيرة أو بلدة أو حي من مدينة أو مدينة كاملة.
كما أن المدى قد يتغير خلال الغزوة بحسب درجة مقاومة العدو، وسرعة تقدم المجاهدين، حيث قد يغلب على ظن الأمير أن انهيار العدو السريع يساعد على تحقيق تقدم أكبر، مع احتمال ضعيف لوجود خطة استدراج من قبل العدو، ووجود الطريق الآمن للانسحاب ومنع التطويق.
ويمكننا أن نضرب مثالا على ذلك بما حدث في مدينة الموصل، مع الخلاف بأن هدف الهجوم عليها كان السيطرة وليس فقط توجيه ضربة للعدو داخلها ثم الانسحاب، حيث أدى انهيار الجيش الرافضي والقوات الأمنية إلى اتخاذ المجاهدين فورا القرار بتوسيع الهجوم ليشمل الجانب الأيسر من المدينة ثم ملاحقة فلول العدو الهاربة.
فهكذا يمكن أن يكون هدف المجاهدين الأساسي عزل جزء من المدينة والسيطرة عليه مؤقتا لتنفيذ بعض الأهداف، ولكنهم قد يجدون خلال عملية الاقتحام للحي أن العدو انهار في أحياء مجاورة أو انسحب من المدينة كلها، ويكون لدى المجاهدين من القوة ما يمكنهم من توسيع نطاق الهجوم، والاستفادة من عامل المفاجأة والارتباك في صفوف العدو، واستثمار الوقت الذي سيحتاجه قبل ترتيب صفوفه للقيام بهجوم مضاد، في عملية سيطرة مؤقتة على كامل المناطق التي انسحب منها العدو، وتحقيق أقصى ما يمكن من الأهداف فيها، قبل الانسحاب منها تجنبا للدخول في معركة تصادمية مع قوات العدو القادمة لاستعادة السيطرة على الوضع.
وسنبحث في المقال القادم -بإذن الله- في أهداف هذا النوع من الهجمات السريعة، لتتبين بذلك فائدتها الكبيرة للمجاهدين، مع الإشارة إلى بعض الأمثلة المناسبة للغرض، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 179
الخميس 20 شعبان 1440 هـ
