إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (3) - التنفيذ وأما عن تنفيذ هذا الأسلوب من الهجمات ...
إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (3)
- التنفيذ
وأما عن تنفيذ هذا الأسلوب من الهجمات الخاطفة، فإنه مما لا يمكن حصره بمخطط واحد أو أكثر، لأن ذلك يتبع لطبيعة المنطقة المستهدفة، وحال قوات العدو، وحال المجاهدين من حيث الإمكانيات المختلفة، ولكن يمكننا أن نقدم هنا بعض النصائح العامة التي يمكن للإخوة الاستفادة منها في تنفيذ عملياتهم بهذا الأسلوب بطريقة ناجحة بإذن الله تعالى.
- لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
فأول النصائح بعد التوكل على الله تعالى وإحسان الظن به، ألا يكلف المجاهدون أنفسهم فوق طاقتهم، بمهاجمة أهداف تفوق قدرتهم على كسر العدو فيها، وأن لا يعتبروا هذا النوع من المعارك مصيريا أو حاسما في تقرير مجرى الحرب مع أعدائهم، بل هي كرّة لا بدّ وأن تتبعها فرّة، هدفها التحضير لكرّة أخرى، وهكذا..
- الاستخبارات
المعلومات من أهم الموارد التي يجب تأمينها قبل كل عمل للمجاهدين، وخاصة في الأعمال التي تتطلب سرعة وفعالية عالية، بحيث لا يضيعون وقتهم أثناء الاشتباك في البحث عن المواقع، وتحديد الأهداف، وتغييرها مع كل معلومة جديدة تصلهم من صديق أو يستحصلوها من عدو، ولذلك فإن من المهم جدا أن يحرص المجاهدون على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المفيدة الموثوقة، وتصنيفها وتحليلها بشكل جيد، واستخلاص ما يلزم منها ليكون أساسا لخطة الهجوم والسيطرة والانسحاب على حد سواء.
ومصادر المعلومات كثيرة، منها الاستطلاع المباشر من قبل مفارز الرصد، ومنها الاعتماد على معلومات المجاهدين العارفين بالمنطقة، أو الأنصار من سكانها، ومنها ما يتحصل من أسرى العدو الذين يتم أسرهم قبل الهجوم لهذا الغرض.
ولا يقتصر دور استخبارات المجاهدين على جمع المعلومات ولكن على فرزها لعزل ما لا يفيد منها وعدم إشغال الإخوة بها، وكذلك تدقيقها لتجنيب المخططين البناء على معلومات كاذبة أو مضللة.
وبعد تحديد أمراء المجاهدين للأهداف التي سوف تضرب خلال الهجوم، يعمل الإخوة في الاستخبارات على تجهيز قوائم بالأهداف التي ستهاجم، والأشخاص الذين سيتم أسرهم أو تصفيتهم، ووضع الخطط للتعامل مع كل هدف منها بناء على المعلومات المتوفرة عنه، والتي تحدد أهميته وجوانب القوة والضعف في دفاعاته.
ثم فرز الأدلاء العارفين الثقات لإيصال كل مجموعة من مجموعات المجاهدين إلى هدفها بسرعة ودقة، ثم إخراجهم من المنطقة بعد إتمام الهجوم وصدور الأمر من الأمير بالانسحاب نحو المناطق الآمنة.
- قطع الطرقات
وذلك بنصب الكمائن ونشر العبوات الناسفة على الطرقات التي يتوقع أن تأتي منها المؤازرات للعدو، وبتأمين هذه الطرق، يكون المجاهدون المقتحمون للمنطقة في أمان -بإذن الله- من المفاجآت، ويمكنهم تنفيذ قدر أكبر من أهدافهم ضمن الوقت المخصص للهجوم.
وكذلك فإن قطع الطريق يعد وسيلة لتكبيد قوات العدو القادمة للنجدة أو الهاربة من الاشتباك، خسائر كبيرة قد تفوق أحيانا خسائر الاشتباك المباشر معها أثناء الاقتحام.
- السيطرة على المداخل والمخارج
وذلك من أجل تسهيل دخول المجاهدين للمنطقة في حال كان الهجوم من خارجها، ثم منع هروب المرتدين منها إذا لزم، ومنع دخول المؤازرات إليها في حال قدومها، وكذلك ضمان طريق انسحاب المجاهدين من المنطقة بعد إتمام العملية.
ولا يشترط السيطرة عليها في حال كان الهجوم قائما على التسلل، وكان طريق الانسحاب للإخوة مضمونا بقوة تمسك الطريق وتدافع عنه لحين تأمين الانسحاب.
وقد يُكتفى بالسيطرة على بعضها فقط، لتسهيل الاقتحام والانسحاب، مع ترك المجال أمام قوات العدو للهروب من المنطقة، تجنبا لحصرها ودفعها للقتال باستماتة.
- السيطرة أو تحييد مراكز القوة والتحكم
ونقصد بها المقرات القيادية للعدو في المنطقة، والتي تتحكم بقواته الموجودة فيها، والتي يؤدي ضربها إلى تشتت قوة العدو وصعوبة التنسيق بينها، وكذلك المقرات التي تضم قوات العدو القادرة على التحرك ضد المجاهدين، من ثكنات عسكرية، ومراكز أمنية، ومخافر شرطة وغيرها، وكذلك المقرات التي تحوي وسائل قوة العدو، من مستودعات السلاح والعتاد، ومرائب الآليات والمدرعات، وكذلك ما يمكّن العدو من إدارة المعركة وإدامتها، من مراكز وأبراج للاتصالات، ومراكز علاج الجرحى وغيرها.
وبإنهاء هذه المهمة، بالسيطرة على تلك المقرات، أو حصارها، أو نسفها، يكون ما تبقى من قوات العدو في المنطقة عبارة عن أفراد مشتتين يسهل -بإذن الله تعالى- التعامل معهم، واصطيادهم من منازلهم، بحيث يصبح أفضلهم حالا من يستطيع الهرب، خاصة إذا يئسوا من احتمال وصول قوات مؤازرة إليهم لإنقاذهم.
- ضرب الأهداف المحددة مسبقا
وهذا هو هدف الغزوة المباشر الذي من خلاله تتحقق كل الأهداف، وبقدر ما تكون الأهداف معلومة بشكل مسبق للمجاهدين اعتمادا على المعلومات الاستخبارية، بقدر ما يكون الوصول إليها سريعا، ويكون التعامل معها فعالا.بحيث يقسم أمير الغزوة جنوده إلى مفارز تتوجه كل منها بصحبة دليلها إلى هدفها المعلوم، لتتعامل معه وفق الخطة المرسومة سلفا، بالوسائل المعدة بما يتناسب مع طبيعته والطريقة المحددة للتعامل معه.
وقد يعمد الأمير إلى تقسيم المنطقة إلى قطاعات، بحيث تتعامل كل مجموعة من المجاهدين مع قطاعها الخاص، من حيث السيطرة ومعالجة الأهداف، ولهذا التقسيم فائدة في الحد من أخطاء عدم التعارف بين المجاهدين، وخاصة إن كانوا متنكرين بزي أعدائهم، والتي قد ينجم عنها اشتباكات غير مقصودة بينهم.
- ضرب الأهداف العارضة
ومن الممكن أن تظهر خلال الهجوم أهداف جديدة، إما لم تكن معلومة لدى الاستخبارات، أو أن المعلومات عنها توفرت خلال الغزوة، كاصطدام المجاهدين فجأة مع قوة للعدو، أو المفاجأة بمقاومة كبيرة له في أحد المواقع، أو عثورهم على مصدر مهم للمعلومات (من الأسرى أو قوائم للعملاء في دوائر أمن العدو، أو عناوين مخازن للسلاح أو الأموال ...).
وحينها، وكي لا يضطر المجاهدون للمفاضلة بين إكمال خطتهم الأصلية، أو تغييرها للتعامل مع الأهداف الجديدة الطارئة، فإنه من الأفضل أن يترك الأمير -إن أمكن- خلال تخطيطه للغزوة عدة مفارز تحت إمرته للتعامل مع هذه الأهداف، بشكل يرفع عن المفارز -العاملة على الأهداف الأصلية- عبء التعامل معها، وفي الوقت نفسه تكون هذه المفارز بمثابة قوة طوارئ عامة تعمل على مؤازرة أي مفرزة تحتاج للمؤازرة حتى انتهاء الهجوم.
- سحب الغنائم والتخريب
ولهذا الأمر أهمية من جانبين، الأول حاجة المجاهدين إليه للتموّن والتسليح والتذخير، فمستودعات العدو هي المصدر الأول لتموين المجاهدين، والثاني ضرورة حرمان العدو من إمكاناته، فما لا يمكن للمجاهدين سحبه إلى المناطق الآمنة من أموال الفيء والغنيمة، فإنهم يعمدون إلى إتلافه، من مقرّات وآليات ومعدات وأسلحة وذخائر وأجهزة إلكترونية، وذلك لكونها من مصادر قوة العدو، وينبغي تجنب ما يمس حياة عامة المسلمين ولا يشكل مصدر قوة للعدو قدر الإمكان.
- نصب الفخاخ
ولكون العدو سيعود إلى المنطقة بعد انحياز المجاهدين عنها، فمن المفيد نصب الفخاخ والشراك الخداعية له، والتي يمكن من خلالها اصطياد عدد آخر من جنوده، وإيقاع خسائر إضافية في صفوفه، وأفضل هذه الفخاخ -بحسب المتوفر حاليا- هو العبوات الناسفة المخفية بإحكام في كل ما يمكن أن تلمسه أيادي العدو بعد وصولهم إلى المنطقة، من آليات وأسلحة، وفي داخل المقرات وغيرها.
مع الأخذ بالاعتبار الاحتياط في حال غلب على ظن المجاهدين أن المسلمين من أهل المنطقة قد يدخلون إلى الأماكن المعرضة للتفخيخ، لأخذ ما تركه المجاهدون من أموال المشركين والمرتدين، وذلك من خلال تحذيرهم، أو منعهم من دخول المناطق الخطرة بالطرق المناسبة.
وسنكمل في المقال القادم بإذن الله تعالى في مسألة إنهاء السيطرة المؤقتة والانسحاب الناجح للمجاهدين بعد تحقيق الأهداف المطلوبة منها، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 181
الخميس 4 رمضان 1440 هـ
- التنفيذ
وأما عن تنفيذ هذا الأسلوب من الهجمات الخاطفة، فإنه مما لا يمكن حصره بمخطط واحد أو أكثر، لأن ذلك يتبع لطبيعة المنطقة المستهدفة، وحال قوات العدو، وحال المجاهدين من حيث الإمكانيات المختلفة، ولكن يمكننا أن نقدم هنا بعض النصائح العامة التي يمكن للإخوة الاستفادة منها في تنفيذ عملياتهم بهذا الأسلوب بطريقة ناجحة بإذن الله تعالى.
- لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
فأول النصائح بعد التوكل على الله تعالى وإحسان الظن به، ألا يكلف المجاهدون أنفسهم فوق طاقتهم، بمهاجمة أهداف تفوق قدرتهم على كسر العدو فيها، وأن لا يعتبروا هذا النوع من المعارك مصيريا أو حاسما في تقرير مجرى الحرب مع أعدائهم، بل هي كرّة لا بدّ وأن تتبعها فرّة، هدفها التحضير لكرّة أخرى، وهكذا..
- الاستخبارات
المعلومات من أهم الموارد التي يجب تأمينها قبل كل عمل للمجاهدين، وخاصة في الأعمال التي تتطلب سرعة وفعالية عالية، بحيث لا يضيعون وقتهم أثناء الاشتباك في البحث عن المواقع، وتحديد الأهداف، وتغييرها مع كل معلومة جديدة تصلهم من صديق أو يستحصلوها من عدو، ولذلك فإن من المهم جدا أن يحرص المجاهدون على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المفيدة الموثوقة، وتصنيفها وتحليلها بشكل جيد، واستخلاص ما يلزم منها ليكون أساسا لخطة الهجوم والسيطرة والانسحاب على حد سواء.
ومصادر المعلومات كثيرة، منها الاستطلاع المباشر من قبل مفارز الرصد، ومنها الاعتماد على معلومات المجاهدين العارفين بالمنطقة، أو الأنصار من سكانها، ومنها ما يتحصل من أسرى العدو الذين يتم أسرهم قبل الهجوم لهذا الغرض.
ولا يقتصر دور استخبارات المجاهدين على جمع المعلومات ولكن على فرزها لعزل ما لا يفيد منها وعدم إشغال الإخوة بها، وكذلك تدقيقها لتجنيب المخططين البناء على معلومات كاذبة أو مضللة.
وبعد تحديد أمراء المجاهدين للأهداف التي سوف تضرب خلال الهجوم، يعمل الإخوة في الاستخبارات على تجهيز قوائم بالأهداف التي ستهاجم، والأشخاص الذين سيتم أسرهم أو تصفيتهم، ووضع الخطط للتعامل مع كل هدف منها بناء على المعلومات المتوفرة عنه، والتي تحدد أهميته وجوانب القوة والضعف في دفاعاته.
ثم فرز الأدلاء العارفين الثقات لإيصال كل مجموعة من مجموعات المجاهدين إلى هدفها بسرعة ودقة، ثم إخراجهم من المنطقة بعد إتمام الهجوم وصدور الأمر من الأمير بالانسحاب نحو المناطق الآمنة.
- قطع الطرقات
وذلك بنصب الكمائن ونشر العبوات الناسفة على الطرقات التي يتوقع أن تأتي منها المؤازرات للعدو، وبتأمين هذه الطرق، يكون المجاهدون المقتحمون للمنطقة في أمان -بإذن الله- من المفاجآت، ويمكنهم تنفيذ قدر أكبر من أهدافهم ضمن الوقت المخصص للهجوم.
وكذلك فإن قطع الطريق يعد وسيلة لتكبيد قوات العدو القادمة للنجدة أو الهاربة من الاشتباك، خسائر كبيرة قد تفوق أحيانا خسائر الاشتباك المباشر معها أثناء الاقتحام.
- السيطرة على المداخل والمخارج
وذلك من أجل تسهيل دخول المجاهدين للمنطقة في حال كان الهجوم من خارجها، ثم منع هروب المرتدين منها إذا لزم، ومنع دخول المؤازرات إليها في حال قدومها، وكذلك ضمان طريق انسحاب المجاهدين من المنطقة بعد إتمام العملية.
ولا يشترط السيطرة عليها في حال كان الهجوم قائما على التسلل، وكان طريق الانسحاب للإخوة مضمونا بقوة تمسك الطريق وتدافع عنه لحين تأمين الانسحاب.
وقد يُكتفى بالسيطرة على بعضها فقط، لتسهيل الاقتحام والانسحاب، مع ترك المجال أمام قوات العدو للهروب من المنطقة، تجنبا لحصرها ودفعها للقتال باستماتة.
- السيطرة أو تحييد مراكز القوة والتحكم
ونقصد بها المقرات القيادية للعدو في المنطقة، والتي تتحكم بقواته الموجودة فيها، والتي يؤدي ضربها إلى تشتت قوة العدو وصعوبة التنسيق بينها، وكذلك المقرات التي تضم قوات العدو القادرة على التحرك ضد المجاهدين، من ثكنات عسكرية، ومراكز أمنية، ومخافر شرطة وغيرها، وكذلك المقرات التي تحوي وسائل قوة العدو، من مستودعات السلاح والعتاد، ومرائب الآليات والمدرعات، وكذلك ما يمكّن العدو من إدارة المعركة وإدامتها، من مراكز وأبراج للاتصالات، ومراكز علاج الجرحى وغيرها.
وبإنهاء هذه المهمة، بالسيطرة على تلك المقرات، أو حصارها، أو نسفها، يكون ما تبقى من قوات العدو في المنطقة عبارة عن أفراد مشتتين يسهل -بإذن الله تعالى- التعامل معهم، واصطيادهم من منازلهم، بحيث يصبح أفضلهم حالا من يستطيع الهرب، خاصة إذا يئسوا من احتمال وصول قوات مؤازرة إليهم لإنقاذهم.
- ضرب الأهداف المحددة مسبقا
وهذا هو هدف الغزوة المباشر الذي من خلاله تتحقق كل الأهداف، وبقدر ما تكون الأهداف معلومة بشكل مسبق للمجاهدين اعتمادا على المعلومات الاستخبارية، بقدر ما يكون الوصول إليها سريعا، ويكون التعامل معها فعالا.بحيث يقسم أمير الغزوة جنوده إلى مفارز تتوجه كل منها بصحبة دليلها إلى هدفها المعلوم، لتتعامل معه وفق الخطة المرسومة سلفا، بالوسائل المعدة بما يتناسب مع طبيعته والطريقة المحددة للتعامل معه.
وقد يعمد الأمير إلى تقسيم المنطقة إلى قطاعات، بحيث تتعامل كل مجموعة من المجاهدين مع قطاعها الخاص، من حيث السيطرة ومعالجة الأهداف، ولهذا التقسيم فائدة في الحد من أخطاء عدم التعارف بين المجاهدين، وخاصة إن كانوا متنكرين بزي أعدائهم، والتي قد ينجم عنها اشتباكات غير مقصودة بينهم.
- ضرب الأهداف العارضة
ومن الممكن أن تظهر خلال الهجوم أهداف جديدة، إما لم تكن معلومة لدى الاستخبارات، أو أن المعلومات عنها توفرت خلال الغزوة، كاصطدام المجاهدين فجأة مع قوة للعدو، أو المفاجأة بمقاومة كبيرة له في أحد المواقع، أو عثورهم على مصدر مهم للمعلومات (من الأسرى أو قوائم للعملاء في دوائر أمن العدو، أو عناوين مخازن للسلاح أو الأموال ...).
وحينها، وكي لا يضطر المجاهدون للمفاضلة بين إكمال خطتهم الأصلية، أو تغييرها للتعامل مع الأهداف الجديدة الطارئة، فإنه من الأفضل أن يترك الأمير -إن أمكن- خلال تخطيطه للغزوة عدة مفارز تحت إمرته للتعامل مع هذه الأهداف، بشكل يرفع عن المفارز -العاملة على الأهداف الأصلية- عبء التعامل معها، وفي الوقت نفسه تكون هذه المفارز بمثابة قوة طوارئ عامة تعمل على مؤازرة أي مفرزة تحتاج للمؤازرة حتى انتهاء الهجوم.
- سحب الغنائم والتخريب
ولهذا الأمر أهمية من جانبين، الأول حاجة المجاهدين إليه للتموّن والتسليح والتذخير، فمستودعات العدو هي المصدر الأول لتموين المجاهدين، والثاني ضرورة حرمان العدو من إمكاناته، فما لا يمكن للمجاهدين سحبه إلى المناطق الآمنة من أموال الفيء والغنيمة، فإنهم يعمدون إلى إتلافه، من مقرّات وآليات ومعدات وأسلحة وذخائر وأجهزة إلكترونية، وذلك لكونها من مصادر قوة العدو، وينبغي تجنب ما يمس حياة عامة المسلمين ولا يشكل مصدر قوة للعدو قدر الإمكان.
- نصب الفخاخ
ولكون العدو سيعود إلى المنطقة بعد انحياز المجاهدين عنها، فمن المفيد نصب الفخاخ والشراك الخداعية له، والتي يمكن من خلالها اصطياد عدد آخر من جنوده، وإيقاع خسائر إضافية في صفوفه، وأفضل هذه الفخاخ -بحسب المتوفر حاليا- هو العبوات الناسفة المخفية بإحكام في كل ما يمكن أن تلمسه أيادي العدو بعد وصولهم إلى المنطقة، من آليات وأسلحة، وفي داخل المقرات وغيرها.
مع الأخذ بالاعتبار الاحتياط في حال غلب على ظن المجاهدين أن المسلمين من أهل المنطقة قد يدخلون إلى الأماكن المعرضة للتفخيخ، لأخذ ما تركه المجاهدون من أموال المشركين والمرتدين، وذلك من خلال تحذيرهم، أو منعهم من دخول المناطق الخطرة بالطرق المناسبة.
وسنكمل في المقال القادم بإذن الله تعالى في مسألة إنهاء السيطرة المؤقتة والانسحاب الناجح للمجاهدين بعد تحقيق الأهداف المطلوبة منها، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 181
الخميس 4 رمضان 1440 هـ
