الإسلام يوحّد.. والوطنية تفرّق بالتوحيد والوحدة الإيمانية لا بالوطنية، اجتمع المسلم الحبشي ...

الإسلام يوحّد.. والوطنية تفرّق


بالتوحيد والوحدة الإيمانية لا بالوطنية، اجتمع المسلم الحبشي والرومي والفارسي والعربي في معسكر واحد تقاسموا فيه الآمال والآلام، حتى خلّد التاريخ ذكرهم معا في نفس أسفار البطولة عربا وعجما، بعد أن يمّموا بوجوههم صوب الإسلام وحطّموا بمعاوله كل الروابط -بل الفواصل- الوطنية والقومية الجاهلية، وشيّدوا على أنقاضها بنيان المسلم الذي يشد بعضه بعضا، بذلك وحسب صار المسلمون جسدا واحدا إذا اشتكى منه العضو السوداني تداعى له سائر الجسد المسلم بالسهر والحمى.

وتبعا لهذه الأصول الإسلامية، فالواجب على المسلمين -ونخص منهم شباب الإسلام في مصر وليبيا- أن يسعوا للنهوض والتحرر من رق الأوطان، والتحرك الجاد لنصرة إخوانهم في السودان، واستغلال تلك البيئة المضطربة المفتوحة للتمهيد لجهاد يدوم طويلا، يقول قليلا ويفعل كثيرا، يُقْدم ولا يحجم، فالسودان ساحة مهيأة لو اشتعلت فإنّ لها تأثيرا كبيرا على المنطقة برمتها، وفي اشتعالها دفع لصيال جيوش الردة المتصارعة على أرضها، حتى أهلكت الحرث والنسل وقتلت النساء والشيوخ والولدان.


• المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ – العدد 519
"السودان بين الإسلام والوطنية"