اقتحام مقر القيادة العسكرية لمنطقة (سبها) وتحرير 200 من الأسرى بفضل الله • ولاية ليبيا - ...

اقتحام مقر القيادة العسكرية لمنطقة (سبها)
وتحرير 200 من الأسرى بفضل الله

• ولاية ليبيا - فزان

اقتحم جنود الدولة الإسلامية يوم السبت (29/ شعبان) مقر قيادة المنطقة العسكرية التابعة لمليشيات المرتد (حفتر) في (سبها)، وسيطروا عليها -بفضل الله تعالى- لساعات، قبل أن ينحازوا إلى مواقعهم، بعد إحراق المقر وآليات المرتدين بداخله، وإطلاق سراح قرابة 200 من الأسرى كانوا معتقلين في سجون المرتدين، واغتنام كميات من الأسلحة والذخائر والأليات منّ بها الله تعالى على عباده الموحدين.

وأحدث هذا الهجوم المبارك ضجة كبيرة في الداخل الليبي وخارجه، لكونه يمثل من جهة ضربة قوية لمليشيات المرتد (حفتر) الذي يكاد يسيطر على كافة المناطق في ليبيا بعد دخول قواته إلى محيط طرابلس لإسقاط حكومة (الوفاق) المرتدة، وطرد الكتائب المرتدة التابعة لها، ومن جهة أخرى يجدّد مخاوف المرتدين والصليبيين من استعادة مجاهدي الدولة الإسلامية نشاطهم في ليبيا، بعد ما أصابهم من محنة في (سرت) و(درنة) وغيرها من المناطق.

وللوقوف على مجريات الغزوة ونتائجها، تواصلت (النبأ) مع الأمير العسكري لجنود الخلافة في (فزان)، والذي أجابنا مشكورا عن تساؤلاتنا.

بدأ الأخ حديثه حول الغزوة بتوضيح حقيقة الأوضاع في مدينة (سبها) التي استهدفت الغزوة مركز الثقل العسكري للطاغوت (حفتر) فيها، فقال: "مدينة (سبها) هي أكبر مدينة في الجنوب الليبي وهي بمثابة العاصمة للمنطقة عموما، فمن يسيطر عليها يعتبر حاكما لهذه المنطقة، وكذلك فإن أغلب سكان الجنوب يرتبطون بها في أمورهم الخدمية والمعاشية، فهي السوق المركزية التي يتحصلون منها على احتياجاتهم الأساسية.

ومن الناحية العسكرية فهي مركز الثقل العسكري في الجنوب منذ قديم الزمان، ولم يتغير الحال أيام الطاغوت القذافي أو في أيام فصائل الصحوات التي جاءت بعده، حيث تمركزت فيها ثكنات الجنود ومقرات القيادة ومستودعات السلاح والذخيرة، ومراكز التحكم والاتصالات.

وقد بقي الصراع على المدينة ومنطقة الجنوب مستمرا منذ سقوط حكم الطاغوت القذافي، وحتى يومنا هذا، ساعدت فيه الانقسامات بين الأهالي بخصوص الموقف من الطاغوت القذافي والثائرين عليه، والصراعات القبلية والموقف من الطاغوت (حفتر) وخصومه في حكومة (الوفاق) المرتدة، وتدخلات الدول كقطر والإمارات والجزائر ومن ورائهم الدول الصليبية ودعمهم للأطراف المختلفة".

وعن كيفية انتقال السيطرة على المدينة من يد فصائل الصحوات المرتبطة بحكومة (الوفاق) المرتدة إلى يد (حفتر)، بيّن الأخ -حفظه الله- أن هذا لم يحدث بفعل اجتياح عسكري وإنما عن طريق مؤامرات سياسية، كان ثمرتها نقل أكبر كتائب الصحوات في المدينة ولاءها من جهة حكومة (الوفاق) المرتدة إلى جهة (حفتر) وجيشه المرتد، وأما الكتائب المرتدة التي بقيت على ولاءها لحكومة (الوفاق) فقد انسحبت من المدينة باتجاه المنطقة الغربية على الغالب.

وكشف الأمير العسكري بأن القاعدة العسكرية التي هاجمها جنود الدولة الإسلامية صباح السبت الماضي، إنما تعود لإحدى تلك الكتائب التي انقلبت إلى صف المرتد (حفتر)، وهي الكتيبة 160 المعروفة باسم كتيبة (جبريل البابا) التي تعتبر بالإضافة لكتيبة (مسعود جدي) من أكبر الكتائب في المنطقة، حيث اتخذ جيش (حفتر) المرتد من القاعدة العسكرية مقرا لقيادة عملياته في منطقة (سبها) والجزء الأكبر من الجنوب الليبي، كما جعل أحد مبانيها سجنا كبيرا يسجن فيه كل المعارضين للطاغوت (حفتر) مهما اختلفت توجهاتهم، وأكثرهم من عامة المسلمين الذين لا شأن لهم بالصراعات بين المرتدين على المدينة.


- أحداث الغزوة المباركة

يقع مقر قيادة منطقة (سبها) العسكرية لمليشيات المرتد (حفتر) والمعروف بمعسكر كتيبة (جبريل البابا) قرب المدخل الشرقي لمدينة (سبها) وعلى مقربة من مطار المدينة حيث يشكل جزءا من حاميته، ويشغل مساحة كبيرة من الأرض، ويضم عددا كبيرا من المباني والمستودعات والورش المخصصة لصيانة الآليات العسكرية.

وبحسب الاستطلاع الأولي للمجاهدين قبل الغزوة، فإن عدد عناصر المقر من المقاتلين أكثر من 150 مرتدا، تبيّن بعد التحقيق مع أحد الأسرى أن نصفهم جرى نقلهم ليتم زجّهم في المعارك مع مرتدي حكومة (الوفاق) في محيط طرابلس.

وكشف لنا الأمير العسكري بأن المجاهدين قرروا تنفيذ الغزوة بعد الرصد والاستطلاع الكافييْن، وإعداد ما مكّنهم الله منه من العدد والعدة، واختاروا الاستعجال في تنفيذها لأسباب عديدة، منها انشغال المرتدين بالحرب في طرابلس، وعزم المجاهدين على إطلاق سراح الأسرى في سجن المقر، ليقضوا شهر رمضان بين أهاليهم، وهو ما يسرّ الله تحقيقه.

وعن مجريات الغزوة، شرح لنا الأخ ما أمكن الإعلان عنه من أحداثها قائلا:" جرى تقسيم المجاهدين إلى 3 مجموعات، الأولى انغماسية تتولى مهمة السيطرة على التلة المشرفة على المقر، والتي تؤمّن السيطرة النارية عليها لارتفاعها، ومن جهة أخرى يمكن من خلالها الإشراف على الطريق العام الذي يمر من أمام الكتيبة، وبالتالي التصدي لأي قوة إسناد تأتي لنجدة المرتدين هناك.

وأما المجموعة الثانية فألقيَ على عاتقها عبء اقتحام الكتيبة، ثم السيطرة على مقر القيادة والسجن، بعد قتل ما أمكن من المرتدين ومطاردة من يهرب منهم، ثم تدمير ما أمكن من المباني، وإتلاف كل ما يصعب نقله من الأسلحة والمعدات والآليات.

في حين قُسمت المجموعة الثالثة إلى سرايا صغيرة تنتشر في المزارع المحيطة بالكتيبة لتقوم بدور الإسناد لمجموعتي الاقتحام عند اللزوم، وقد يسّر الله تعالى لكل المجموعات تنفيذ مهامهم، وكان ذلك سببا أساسيا في نجاح الغزوة بفضل الله تعالى".

وأضاف -حفظه الله- بأن الهجوم بدأ قبيل الفجر، حيث تمكنت مجموعة الانغماسيين -بفضل الله تعالى- من السيطرة على التلة، التي كانت تتمركز عليها دبابة ورشاش ثقيل منصوب على عربة رباعية الدفع، في الوقت الذي تمكنت مجموعة الاقتحام من إحداث فتحة في السور الخلفي باستخدام العبوات الناسفة، ومنها دخل المجاهدون إلى الكتيبة وبدأوا بالاشتباك مع المرتدين، حيث قتل عدد منهم وهرب الغالبية، ليكمل الإخوة عملية التمشيط للمباني وصولا إلى السيطرة على كامل المقر، بحمد الله تعالى.


- تدمير المعسكر وتحرير 200 أسير

وعن نتائج الغزوة، قال -الأمير العسكري- بأن جنود الدولة الإسلامية بعد سيطرتهم على الكتيبة، بادروا بكسر أبواب السجن وإخراج الأسرى، في حين تولت مجموعات أخرى جمع ما يمكن نقله من الغنائم، وتدمير ما تبقى من الأليات والمدرعات، وإحراق المباني، لمنع المرتدين من الاستفادة منها بعد انحياز المجاهدين، وبعد الانتهاء من ذلك كله انحاز المجاهدون إلى مواقعهم، بالآليات التي اغتنموها من المرتدين، بعد ما منّ الله تعالى عليهم بتحقيق كل أهداف الغزوة التي استغرقت أقل من 3 ساعات.

وبلغت خسائر المرتدين 16 قتيلا بينهم حراس السجن والجلادون فيه، وتدمير 10 آليات رباعية الدفع، و4 دبابات و مدرعة BMP أحرقها المجاهدون مع بقية مرافق المعسكر من مقرات ومستودعات وورش، وكذلك أسير واحد من المرتدين نحَره جنود الخلافة فيما بعد.

كما اغتنم جنود الدولة الإسلامية كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات والآليات، ومنّ الله عليهم بإدخال السرور على المسلمين في المنطقة بتحرير أبنائهم من الأسر في بداية شهر رمضان المبارك، وهم قرابة 200 أسير، فلله الحمد من قبل ومن بعد.

وفي ختام حواره الماتع معنا، وجّه الأمير العسكري لجنود الخلافة في فزان، رسالة إلى المسلمين حرّضهم فيها على نصرة إخوانهم جنود الدولة الإسلامية، وحذرهم من خطورة موالاة المرتدين من مليشيات المرتد (حفتر) أو حكومة (الوفاق) المرتدة، كما دعاهم إلى الابتعاد عن مقرات المرتدين العسكرية والأمنية والقيادية، لكونها أهدافا دائمة للمجاهدين يستهدفونها بما أمكنهم من وسائل الفتك والتدمير.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 181
الخميس 4 رمضان 1440 ه‍ـ